«أبطال العراق» تخرج فلول «داعش» من الجحور

الأحد 16/فبراير/2020 - 06:56 م
طباعة «أبطال العراق» تخرج أنديانا خالد
 
«أبطال العراق»، اسم العملية العسكرية التي أعلن الجيش العراقي إطلاقها، بهدف القضاء على بقايا الإرهاب، وفرض الأمن في البلاد، خصوصًا في محافظة «الأنبار» والمناطق المحيطة بها على الحدود مع كلٍ من سوريا والأردن، وهي العملية التي تتم ـــ بحسب مصادر عراقية ــ بدون الاستعانة بقوات التحالف ضد تنظيم «داعش».

وكان العراق قد أعلن في ديسمبر 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة «داعش» بعد نحو 3 سنوات ونصف من المواجهات مع التنظيم الذي احتل نحو ثلث البلاد.


إرادة النصر
وحققت القوات العراقية جميع أهدافها المرسومة في المراحل الثماني من عملية «إرادة النصر» التي انطلقت أولاها في 7 يوليو 2019، لتطهير المناطق الصحراوية الرابطة بين محافظات: نينوي، وصلاح الدين، والأنبار، وصولًا إلى الحدود الدولية السورية، في الجهة الشمالية الغربية من البلاد.

للمزيد .. طهران تحكم بغداد.. إيران تتمكن من مفاصل العراق بشبكة عملاء ضخمة

وتستهدف عملية «أبطال العراق» في مرحلتها الأولى مساحة تبلغ 26 ألفًا و238 كيلومترًا مربعًا، وتجري بمشاركة الوكالات الأمنية والاستخبارية كافة.

ويأتي إطلاق تلك العملية بالتزامن مع إعلان لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية، الإثنين 10 فبراير الجاري، بدء انسحاب القوات الأمريكية من 15 قاعدة عسكرية توجد فيها على الأراضي العراقية، بعدما دعمت الحكومة العراقية في 5 يناير الماضي، تصويت البرلمان على انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، على خلفية مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الايرانى «قاسم سليماني»، إضافة إلى مطالبة المواطنين العراقيين بالخروج الأمريكي والإيراني أيضًا، بعد سلسلة الأحداث التي وقعت على أرض الرافدين.
التطهير الكامل 

وبحسب بيان صادر عن خلية الإعلام الأمني بالجيش العراقي، الأربعاء 12 فبراير، فإن المحاور التي تشملها عملية «أبطال العراق»، هي قيادة حرس الحدود وقيادة عمليات الأنبار، وقيادة عمليات الجزيرة، وقيادة عمليات الفرات الأوسط، بالإضافة إلى قيادة عمليات بغداد، بإسناد كامل من القوة الجوية العراقية وطيران الجيش، كما تشترك لأول مرة قيادة الدفاع الجوي بفتح بطاريات الصواريخ المتطورة في منطقة العمليات لحماية الأجواء العراقية.

واختتم البيان بالإشارة إلى أن طائرات من طراز «إف 16» تابعة للقوة الجوية العراقية، وأنواعًا أخرى من المقاتلات، ستحلق بارتفاعات منخفضة وفقًا لمتطلبات العمليات.

وفي 7 فبراير أكد المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، مايلز كاكينز، في حوار مع شبكة «رووداو» الإعلامية العراقية أن التنظيم ينشط في عدد من مناطق العراق، مشيرًا إلى أنه تم استهداف «داعش» في جبل قرجوغ وحدود الموصل، مضيفًا أن مراكز عمليات التحالف مستمرة في سبيل إفراغ المناطق من مسلحي «داعش».

وبين أن هدف التحالف الرئيسي هو تقديم المساعدة للعراق في سبيل القضاء على تنظيم داعش، مؤكدًا أن التنسيق بين قوات البيشمركة والقوات العراقية يقلل من خطر داعش.

فيما أكد مصدر أمني عراقي، أن بغداد استغنت عن دعم التحالف الدولي ضد الإرهاب، في عملية «أبطال العراق» واستغنت أيضًا عن الخبراء الفنيين من التحالف، لتزويد طائرات "إف-16" بالصواريخ واستبدالها، والاعتماد على الفنيين العراقيين فقط، وفقًا لوكالة «سبوتنيك» الروسية.

ويؤكد خبراء في مكافحة الإرهاب الدولي، أن مسمى «داعش» انتهى من العراق، لكنه سيظهر خلال الفترة المقبلة في مسمى جديد بنفس العقيدة والفكر المتطرف، مؤكدين أن استبعاد التحالف الدولي من العملية العسكرية «أبطال العراق»، جاء بقوة شيعية تتبع إيران.


إنتهاء داعش
يقول العقيد حاتم صابر، الخبير المصرى في مكافحة الإرهاب، إن دور «داعش» في العراق انتهى وما يحدث من عمليات عسكرية الآن هو لإخراج ما تبقى منه من الجحور.
وأضاف، في تصريح  له، أن بقايا «داعش» سيواجهون احتمالين خلال الفترة المقبلة، الأول إما أن يعودوا إلى بلادهم، والثاني أن يكونوا مرتزقة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أجل استخدامهم في ليبيا، مشيرًا إلى أن «داعش» انتهى بالعراق وفي انتظار حركة متطرفة تخرج خلال الفترة المقبلة.

التحالف الدولي
وعن أسباب عدم مشاركة التحالف الدولي في عمليات «أبطال العراق»، قال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن ما يحدث في العراق ما هو إلا تصارع بين قوتين هما: الولايات المتحدة المتمثلة في التحالف الدولي، وإيران المتمثلة في القوى الشيعية، مشيرًا إلى أن إيران السبب الرئيسي في عدم تعاون التحالف الدولي بعملية «أبطال العراق».

وأضاف «القويسني» في تصريح له، أن تنظيم «داعش» صناعة مخابراتية إمريكية، ذو عقيدة متطرفة سنية منبثقة من تنظيم القاعدة، مؤكدًا أن هناك تنظيمًا آخر جديدًا سيخرج بنفس العقيدة ولكن بمسمى جديد.

وعن انسحاب القوات الأمريكية من العراق، أوضح أن هذا الانسحاب من أجل إعادة الانتشار بشكل أكبر وبقوة، مؤكدًا أن واشنطن لن تترك العراق للإيرانيين، وكذلك إيران لن تترك الساحة للأمريكيين، والكل يتصارع في بلاد الرافدين.

شارك