يدعمه ويزعم محاربته.. «أردوغان» يعمق علاقته بباكستان بورقة «الإرهاب»

الأحد 16/فبراير/2020 - 09:52 م
طباعة يدعمه ويزعم محاربته.. معاذ محمد
 
خلال عملية «نبع السلام»، التي شنتها تركيا في الشمال السوري، أكتوبر 2019، لمحاربة قوات حماية الشعب الكردية، تعرضت أنقرة للعديد من الانتقادات، غير أن هناك بعض الدول كانت داعمة لها، وعلى رأسهم قطر وباكستان، ما جعل الرئيس رجب طيب أردوغان، يحاول رد الجميل في حق إسلام آباد من خلال التصويت لرفع اسمها من قائمة مراقبة تمويل الإرهاب العالمية.  

مصالح متبادلة
ضمن الزيارة التي ينفذها الرئيس التركي، إلى إسلام آباد، «13-14 فبراير 2020» للمشاركة في أعمال الاجتماع السادس لمجلس التعاون الإستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، أكد «أردوغان» دعمه رفع اسم باكستان من قائمة مراقبة تمويل الإرهاب العالمية، مشددًا في خطاب أمام البرلمان الباكستاني: «سنواصل دعم باكستان في مجموعة العمل المالي رغم الضغوط».
و«مجموعة العمل المالي المعنية بالإجراءات المالية "فاتف"» هي منظمة حكومية دولية تتخذ من باريس مقرًا لها، تدعم سياسات مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وتتمتع تركيا بحق التصويت فيها، خصوصًا أنه يندرج في جدول أعمالها، خلال الأسبوع المقبل اتخاذ قرار بشأن استمرار إدراج باكستان على قائمة المراقبة، أو وضعها ضمن قائمة سوداء تشمل تطبيق عقوبات أكثر صرامة على البلاد.
وطلبت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون، عام 2018، من مجموعة العمل المالي وضع باكستان على قائمة المراقبة، ونفذ الأمر رسميًّا في 28 يونيو من العام نفسه.
وبحسب مصادر دبلوماسية باكستانية في ذلك التوقيت، فإن مجموعة العمل الدولية المختصة بمكافحة التمويل غير المشروع، اتخذت قرارها بعد رؤيتها أن إسلام آباد لم تتخذ ما يكفي من الإجراءات اللازمة لوقف تمويل الإرهاب على أراضيها.
في المقابل، أكد عمران خان، رئيس الوزراء الباكستاني، في مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي، أن بلاده تقف إلى جانب أنقرة ضد الهجمات التي تتعرض لها في سوريا.
ويبدو أن «أردوغان» يسعى لكسب بعض الدول إلى جانبه، خصوصًا في ظل توغله في إدلب السورية، ومواجهته مع الجيش هناك، والانتقادات التي يتعرض لها جراء ذلك، بالإضافة إلى أن اتفاق «سوتشي» بين أنقرة وموسكو بات على المحك، ما يعجل بانقضاء ما يطلق عليه «شهر العسل» بين البلدين.
كما أن الرئيس التركي لم ينجح في تنفيذ خطته في ليبيا، ويحاول البحث عن صداقة جديدة وعلاقات في دول أخرى، وهو المرجح أن يتم في باكستان، من خلال توقيع البلدين عددًا من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم لتعزيز التعاون في مجالات مختلفة، وعلى رأسها الشأن العسكري، وتدريب الضباط وقوة الدوريات وشرطة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وعلى الرغم من تأكيد العديد من التقارير الاستخباراتية، والتحقيقات الاستقصائية احتضان الرئيس التركي للعديد من الجماعات والتنظيمات الإرهابية، فإن «أردوغان» قال إن «بلاده كافحت الإرهاب واستهدفتها التنظيمات الأكثر وحشية من داعش وبي كا كا وجولن»، مؤكدًا «سنواصل دعمها في مكافحة الإرهاب».

شارك