تقرير أممي: عامان على هزيمة داعش، وأطفال العراق خارج المدارس

الثلاثاء 18/فبراير/2020 - 01:23 م
طباعة تقرير أممي: عامان حسام الحداد
 
كشف تقرير جديد للأمم المتحدة نشر اليوم الثلاثاء 18 فبراير 2020، على موقع المنظمة العالمية، أن بعض الأطفال في العراق ما زالوا غير قادرين على تلقي التعليم رغم الهزيمة التي مني بها تنظيم الدولة "داعش" في العراق والشام قبل عامين: ولا يستطيع هؤلاء الأطفال حتى الآن الحصول على الوثائق المدنية اللازمة لالتحاقهم بالمدارس الحكومية.
تقرير "حق التعليم في العراق" الذي تصدره بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى العراق والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، يدرس أحوال المدنيين ومن بينهم الأطفال في المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم.  
وقد أفاد العديد ممن استطلع التقرير آرائهم بأنهم لا يستطيعون التنقل بحرية داخل وخارج مخيمات النزوح الداخلي، بسبب القيود المفروضة على حركتهم، مما يمنعهم من ممارسة الأنشطة اليومية مثل الذهاب إلى المدارس خارج المخيمات.
وتلخص كلمات صبي من مخيم للنازحين في محافظة نينوى النتائج الكارثية التي خلفتها الأوضاع على حياة الأطفال في المنطقة:
"لا يوجد مستقبل في المخيم على أي حال، ماذا سأفعل هنا؟ ولماذا أحتاج إلى تعليم في هذه الحياة؟ لقد مر وقت طويل منذ أن كنا في المدرسة، عقولنا صارت مغلقة أمام التعلم، وبعضنا لم يعد يعرف حتى القراءة والكتابة. ليس لدينا أي دعم للتغلب على هذه الأشياء. وحتى لو تمكنت من الجلوس للامتحانات، فلن أجتازها. لا أرى لي مستقبلا. "
المفوضة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت ذكَّرت بالأهمية القصوى لحق الأطفال والشباب في التعليم، "فعندما يتم إعاقة التمتع الكامل بهذا الحق لأي سبب، تتأثر حياة ومستقبل هؤلاء بشدة".
وأضافت باشيليت أن" التعليم الجيد الشامل ليس مجرد حق في حد ذاته، بل هو ضروري للإعمال الكامل لمجموعة من حقوق الإنسان الأخرى." 
وبينما يعترف التقرير بالخطوات التي اتخذتها الحكومة لضمان حصول الأطفال على التعليم، يشير الباحثون إلى تحديين رئيسيين يواجهان المجتمع: أولهما انعدام البرامج المناسبة الهادفة إلى إعادة دمج الطلاب في نظام التعليم الحكومي، خاصة أن الكثير من الأطفال توقفوا عن التعلم لفترة زمنية طويلة. وثانيا، تمثل محدودية الوصول إلى الوثائق المدنية تحديدا كبيرا أمام الآباء لإلحاق أطفالهم بالمدارس.
ويشير التقرير إلى أن هذه المشكلات قد تفاقمت لأن العديد من اليافعين في سن المراهقة قد وصلوا الآن إلى عمر لم يعد فيه التعليم الابتدائي ملائما لهم. في ذات الوقت، لا تتوافر أنواع المدارس الخاصة أو برامج التعلّم السريع، أو أن ساعات التدريس فيها غير كافية.
وقد دعا التقرير الأممي حكومة العراق إلى اتخاذ تدابير كفيلة بالمساعدة على مواجهة التحديات الإدارية والأمنية الحالية المتعلقة بحصول الأطفال على الوثائق المدنية، كما أوصى بمراجعة الأحكام الحالية الخاصة بأشكال التعليم المتاحة للأطفال الذين فقدوا سنوات من التعليم بسبب سيطرة تنظيم الدولة "داعش".

شارك