الأطفال يحصدون المعاناة.. 415 مليونًا في بؤرة العنف والانتهاكات حول العالم

الثلاثاء 18/فبراير/2020 - 01:43 م
طباعة الأطفال يحصدون المعاناة.. شيماء يحيى
 
على وقع التحذيرات الدولية المتتالية من تنامي أعداد الأطفال الذين يزج بهم في أتون الصراعات والحروب، ويقبعون داخل دائرة العنف حول العالم، كشفت دراسة نشرتها منظمة «أنقذوا الأطفال» أن 415 مليون طفل يعيشون معاناة حقيقية في مناطق النزاعات حول العالم.

وأوضحت الدراسة التي نشرت الخميس 13 فبراير 2020، على موقع المنظمة (دولية غير حكومية) على الإنترنت، بمناسبة انعقاد «مؤتمر ميونيخ للأمن»، الذي يعقد في المدينة الألمانية، بمشاركة 39 رئيس دولة وحكومة، و100 وزير دفاع وخارجية، و500 خبير أمني، أن عدد الأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاعات تضاعف منذ عام 1995، كما أن هؤلاء لا يحصلون على مساعدات إنسانية، ويتعرضون لمختلف أشكال الانتهاكات، من اغتصاب، واعتداءات بدنية، والإجبار على التجنيد والانخراط في صفوف الجماعات الإرهابية.
معدلات تنذر بالخطر

الأطفالُ «كنز استراتيجي» للتنظيمات الإرهابية؛ خاصة «داعش»، في سعيها الدائم نحو البقاء والاستمرار، ومن ثم فهي بحاجة للعنصر البشري الذي يلتزم بعقيدتها، كما أن الأطفال يسهل أدلجتهم وتدريبهم على آليات الفكر المتطرف؛ حيث يمثلون أداة لينة في أيدي قادة التنظيمات.

ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، استخدمت جماعة «بوكو حرام» الإرهابية في نيجيريا على سبيل المثال 83 طفلًا لشنِّ هجمات انتحارية في شمال شرقي البلاد بداية عام 2017، بما يعادل أربعة أضعاف عدد الهجمات في عام 2016 بأكمله؛ حيث كانت تجعل الأطفال يرتدون أحزمة ناسفة ويفجرون أنفسهم في أماكن عامة وحيوية.

وأوضحت المنظمة الأممية في بيان سابق لها أصدرته بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة تجنيد الأطفال، أن الالتزام العالمي بإنهاء استخدام الأطفال في الصراعات المسلحة، أدى إلى الإفراج عن أكثر من 5 آلاف طفل، غير أن عشرات الآلاف لا تزال عمليات تجنيدهم واختطافهم وإرغامهم على القتال أو العمل لصالح الجماعات المسلحة تجري بمعدل ينذر بالخطر.

ويأتي تجريم انخراط الأطفال والصبية في الحروب وفقًا لاتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكوليها الإضافيين لعام 1977، التي تشتمل على سلسلة من القواعد التي تولي للأطفال حماية خاصة.

وتتضمن اتفاقيات جنيف وبروتوكولاها الإضافيان ما لا يقل عن 25 مادة تشير إلى الأطفال تحديدًا، من ضمنها أن تجنيد الأطفال جريمة حرب، سواء أكان طوعيًّا بإرادتهم أو بإجبارهم عن طريق القوة للانضمام إلى القوات المسلحة النظامية أو غير النظامية، ولا فرق في أن يكون التجنيد في نزاع دولي أو داخلي.

ووفقًا لإحصائيات أجرتها «يونيسيف» في عام 2016، بلغ عدد الأطفال الذين تم استخدامهم للقتال في صفوف الميليشيات المسلحة نحو مليوني طفل لم يلتحقوا بالمدارس، كما قدرت الإحصائيات عدد المدارس والمؤسسات التعليمية المدمرة جراء الحروب، بأكثر من 8850 مدرسة في العراق وسوريا واليمن وليبيا، فضلًا عن فرار آلاف المعلمين.

وأشارت إلى أن «بوكو حرام» وحدها جندت منذ بدء مسيرتها الإرهابية عام 2009 وحتى عام 2019 نحو 8 آلاف طفل، من منطقة «بحيرة تشاد» وسط أفريقيا.

أنقذوا الأطفال

تؤكد سوزانا كروجر، الرئيس التنفيذي لمنظمة «أنقذوا الأطفال» أن التدمير الذي لا معنى له لحياة الأطفال، سيستمر ما لم تعمل جميع الحكومات والأطراف المتحاربة حول العالم على دعم بلورة معايير وقواعد دولية تضمن محاسبة مرتكبي الجرائم في حق الأطفال.

ووفقًا لـ«كروجر» فإن هناك أكثر من عشرة دول تعرض فيها الأطفال للخطر في عام 2018 وحده، منها أفغانستان، والكونغو الديمقراطية، والعراق، واليمن، ومالي، ونيجيريا، والصومال،  وجنوب السودان، وسوريا، وأفريقيا الوسطى.

فيما قال «سيلفستر توندي أتيري»، مسؤول المشروعات القومية في مكتب الجريمة والمخدرات التابع للأمم المتحدة في تصريحات صحفية: إن الأطفال في الصراعات يتم تجنيدهم ضمن مجموعات قتالية وغير قتالية.

ووفقًا لـ«يونيسيف»، استخدمت «بوكو حرام» 83 طفلًا لشنِّ هجمات انتحارية في شمال شرقي نيجيريا في بداية 2017، بما يعادل أربعة أضعاف عدد الهجمات في عام 2016 بأكمله؛ إذ كانت تجعل الأطفال يرتدون أحزمة ناسفة، ويفجرون أنفسهم في أماكن عامة وحيوية.

شارك