بعد تحرير حلب من الإرهابيين.. أنباء عن هروب الجولاني وتفكيك الميليشيات

الثلاثاء 18/فبراير/2020 - 09:49 م
طباعة بعد تحرير حلب من سارة رشاد
 
تناقلت رموز الجماعات الإرهابية في سوريا، أخبارًا عبر قنوات «تيليجرام» تفيد باستعداد زعيم ما تسمى «هيئة تحرير الشام»، أبومحمد الجولاني لمغادرة سوريا بعد نجاح الجيش السوري في استرداد مدينة حلب بالكامل، وتقدمه داخل مدينة إدلب.

وكتب القيادي فيما يعرف بـ«جيش الإسلام» محمد علوش عبر قناته الخاصة: «خاص ومؤكد، الجولاني يفاوض على الخروج من سوريا ويطلب 100 مليون دولار».

وأضاف: «من سيدفع؟ وإلى أين سيتجه؟»، متابعًا: «من الدولة الضحية التالية لفكر القاعدة العفن بعد أن أنجز مهمته في طعن الثورة وتصفية أكثر فصائلها».


خلخلة الفصائل
وتسبب تقدم الجيش السوري في معاركه بالشمال (والمستمرة منذ ديسمبر 2019) في إحداث خلخلة في صفوف الفصائل، إذ حمّلت الميليشيات المسؤولية لهيئة تحرير الشام متهمينها بالتورط في تفكيك الفصائل الأصغر بغرض إفساح الساحة لها، ما تسبب في سهولة دخول الجيش السوري مواقع الإرهابيين.
وعن ذلك قال علوش إن الهيئة فككت أكثر من 21 فصيلًا، سواء بنهب السلاح أو تخوين أفرادها وتعقبهم، معتبرًا إن ذلك جاء خدمة للنظام السوري على حد تقديره. 
وتسببت هذه الانتصارات في إرباك صفوف الإرهابيين، إذ اشتعلت غرف المحادثات على تطبيق «تيليجرام» بطلب العون. وهنا تصدّرت رموز إرهابية كانت قد ظهرت في بداية الأزمة السورية في 2011 وكانت مهمتها إقناع الشباب وجلبهم للالتحاق بصفوف الفصائل في سوريا عبر خطاب عاطفي.
ومن جديد أطلق مشايخ من بينهم السعودي عبدالله المحيسني عبر قنواتهم على تليجرام دعوات للتوجه إلى سوريا. وفي هذا الشأن تطرق المحيسني إلى قصة رواها عن شاب زعم أنه قابله وأخبره أنه قادم من تركيا للحرب في شمال سوريا. واستخدم المحيسني هذه القصة في رفع معنويات الإرهابيين بعد هزيمتهم في حلب.


تركيا.. عائق إرهابي
واعتبرت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نورهان الشيخ، أن الانشقاقات التي تضرب فصائل الإرهاب في سوريا أمر جيد يسهّل مهمة الجيش السوري في تحرير الشمال.

ولفتت في تصريحات خاصة له إلى أن مقاومة الفصائل لحملة الجيش السوري ومعه الداعم الروسي محكوم عليها بالفشل في ظل الجدية التي تمر بها العملية العسكرية.

واضافت الشيخ أن التسليح التركي للإرهابيين في سوريا،  تسليح دول وليس ميليشيات، معتبرة أن تركيا مازالت عائقًا أمام تفكيك هذه الفصائل، إلا أن هذا الدعم التركي لن يكون مجديًا لفترة طويلة.

وأشارت إلى أن الخطاب المهاجم لهيئة تحرير الشام، والذي يبدو كتفكك داخلي، قد يكون نوعًا من الاستفزاز للهيئة حتى يجبرها على الصمود لأطول فترة ممكنة.

وأكدت أن كل المعطيات تشير إلى أن الوجود الفصائلي في سوريا بات مؤقتًا ومحكوم عليه بالزوال، مشيرة إلى أن مدة بقائه تتوقف على حجم الدعم التركي وصمود الفصائل.

ولفتت إلى أن سوريا انتقلت لمرحلة ما بعد الفصائل، بحيث يبقى الموضوع القائم حاليًا هو مصير هذه الميليشيات وإلى أي وجهة سينتقلون.

شارك