تحصد أرواح الأبرياء.. «الأمم المتحدة»: ليبيا مقر الأسلحة والألغام غير الخاضعة للرقابة

الخميس 20/فبراير/2020 - 06:30 م
طباعة تحصد أرواح الأبرياء.. شيماء يحيى
 
تشكل مخلفات الحرب خاصةً المتفجرات الأرضية تهديدًا كبيرًا على حياة المواطنين في ليبيا، كونها أجسادًا مختفية زرعتها أيادي الشر، التي لا تتمنى الحياة بل تتمنى الموت للآخرين.

وحذرت دائرة الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الألغام «أنماس (UNMAS)» من أثر استمرار الأعمال العسكرية في ليبيا، وتفاقم مشكلة المتفجرات والألغام الأرضية وتهديدها لحياة المواطنين.
جاء ذلك خلال اجتماع عقد في جنيف بمشاركة خبراء إزالة الألغام، الذين حذروا من مخلفات الحرب في ليبيا ومخاطرها على المدارس والجامعات والمستشفيات في ليبيا؛ إذ قال المسؤول في الأمم المتحدة المعنية بمكافحة الألغام، بوب سدون، إن الإنفاق على الذخائر ازداد كما ازداد التهديد الذي تشكله الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحروب.


وأضاف المسؤول أن مخلفات الحرب التي تمت إزالتها في السابق عادت لتظهر مجددًا في الكثير من المناطق بسبب القتال، ولعل ما يؤيد هذا الطرح ما جرى في مدينة بني غازي ودرنة أثناء عملية تحريرهما من الجماعات الإرهابية، والتي استخدمت الألغام والمتفجرات الأرضية في أغلب المناطق لصد تقدم الجيش، وفي أغلب المنازل التي ينسحبون منها في حين لم تسلم حتى المرافق التعليمية من عملية التفخيخ.

وأضاف أنه يوجد في ليبيا أكبر مخزون في العالم من الأسلحة غير الخاضعة للرقابة وتقدر ما بين 150-200 ألف طن موزعة في جميع أنحاء الدولة، مشيرًا أنه لم ير مثل هذا الكم الهائل من الأسلحة في أي بلد آخر.

ضحايا الألغام
ملف الألغام في ليبيا ما زال شائكًا فبينما تزرع المفخخات حديثًا، ما زالت مناطق قديمة تحوي ألغامًا ترجع لفترة الحرب العالمية الثانية، والتي ما زالت تحصد أرواح المدنيين إلى الآن.


وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» راح نحو 647 مدنيًّا ضحايا قتل ومصابين على أقل تقدير في هذا العام، معظمهم في طرابلس، كما يقدر عدد النازحين بالداخل الليبي نحو 343 ألفًا خلال العام الماضي، وهو ارتفاع بنسبة 80 % على 2018.

 
وقال المسؤول في دائرة مكافحة الألغام إن الشعب الليبي هو الذي يواجه الأثر الكامل لانعدام الأمن الذي طال أمده، والذي أعقب إسقاط نظام معمر القذافي في 2011، وبسبب استمرار الأعمال العدائية، لا يعمل في ليبيا سوى عدد محدود من موظفي أنماس.



وتسببت الألغام الأرضية ومخلفات الحرب في قتل وجرح آلاف الأشخاص كل عام، إضافةً لإغلاق الطرق ومنع الأطفال من الذهاب للتعليم، والعمال إلى أعمالهم وحرمانهم من كسب العيش، وإعاقة الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وعدم قدرة المواطنين من الحياة الكريمة وإعادة الإعمار بعد الخراب الذي حل عليهم جراء الحروب، ومن جهة أخرى تعيق إرسال المساعدات الإنسانية وإعاقة نشر قوات حفظ السلام.

 
وبحسب أنماس، لا يمكن التمييز بين الألغام الأرضية والقنابل العنقودية غير المتفجرة، فاحتمال قتلها لطفل مماثل لاحتمال قتلها لجندي، وتستمر في القتل بعد انتهاء الحروب لفترات طويلة.

دائرة الأمم المتحدة
أنشئت دائرة الأمم المتحدة في عام 1997، وتعمل على تنسيق وتنفيذ جهود الأمم المتحدة للقضاء على الألغام الأرضية وأخطار المتفجرات والتخفيف من تأثيرها على حياة الناس، وتسهيلها على الشعوب.
وقد ساهمت دائرة الأمم المتحدة في إنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش في المجتمعات المحلية التي مزقتها الصراعات، بما في ذلك منطقة أبيي (السودان وجنوب السودان)، وأفغانستان، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وكولومبيا، وكوت ديفوار، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهايتي، والعراق، ولبنان، وليبيا، ومالي، ودولة فلسطين، والصومال، والسودان (بما في ذلك دارفور)، وجنوب السودان، وسوريا، وإقليم الصحراء الغربية.
وتمثلت نسبة النساء 30% من الموظفين الميدانيين في مواقع عمل الدائرة، وأكثر من 63% في مقر دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام، وتسعى الأمم المتحدة وشركاؤها جاهدين، لضم النساء والرجال في جميع جوانب العمل بهدف تقديم أعلى مستوى من الخدمات المتعلقة بالألغام في استجابة لاحتياجات جميع أفراد المجتمع بغض النظر عن جنسهم.

شارك