بعد هزيمتها في حلب.. «تحرير الشام» على وشك الانهيار بإدلب

الخميس 20/فبراير/2020 - 06:36 م
طباعة بعد هزيمتها في حلب.. مصطفى كامل
 
واجهت الفصائل السورية المسلحة هزائم كبيرة، خصوصًا «هيئة تحرير الشام» التي يتزعمها المدعو «أبو محمد الجولاني»، التي كانت تشكل الثقل الأكبر في الشمال السوري، إذ تأتي محاولة حلّ «الهيئة» في فصل جديد من فصول الصراع الداخلي في سوريا وتحديدًا بين الفصائل المسلحة التي تركت مدينة حلب تعود مرة أخرى لأحضان الجيش العربي السوري، في محاولة منها لتخفيف وطأة الحرب عليها، والدخول في مشروع جديد أو الذوبان في فصيل آخر قوي مدعوم من أنقرة.


الحل وارد

وعقب الهزائم التي منيت بها، سحبت «هيئة تحرير الشام» (جماعة إرهابية في محافظة إدلب شمالي سوريا) سلاحها الثقيل من مستودعاتها وإخلاء الأماكن التي وجدت فيها وما تطلق عليه بـ«نقاط الرباط» في مناطق جبل سمعان ومعبر الغزاوية التابعة لمنطقة عفرين بريف حلب الشمالي، تمهيدًا منها للإعلان عن حل نفسها؛ حيث أكد قياديون مقربون منها، أن الإعلان عن حل «تحرير الشام» نفسها أمر وارد بقوة، ولكن من المستبعد أن يتم اتخاذ هذا القرار في الوقت الحالي، ولا يعني أيضًا الخروج وترك السلاح، وإنما الدخول في مشروع جديد، أو الذوبان مع فصيل موجود سابقا، في إشارة منه إلى «الجبهة الوطنية للتحرير» المدعوم تركيا.

وقالت صحيفة «ليفانت» العربية البريطانية، حول نية الهيئة حل نفسها: إن الحركة ستعمل على حل نفسها، وأن هذا الأمر يبدوا أنه وفق تعليمات وتوجيه تركي وصفت من قبل البعض بشديدة الصرامة، بهدف إنهاء التنظيم الأكثر تشدّدًا بين الفصائل العسكرية العاملة في الشمال السوري.

فيما قال عباس شريفة، الباحث السوري: إن قرار حل «هيئة تحرير الشام» من عدمه الآن ليس له أي معنى ولا أثر كبير، منوهًا إلى أن الشائعة خلفها قياداتها نفسها.

ولفت «شريفة»، في بيان له عبر قناته بـ«التيليجرام»، إلى أن «تحرير الشام» تريد جس نبض دول معنية وانتظار عروض ومساومات بشأن قرار الحل الذي سيكون في حقيقته الظهور بمظهر تنظيمي جديد، وحفظ مصالح قيادة تحرير الشام خصوصا بما يتعلق بالأرصدة والاستثمارات الخارجية والأموال التي تحت يدها في سوق الصرافة بسرمدا وضمان عدم المحاسبة والاستهداف.

وأكد الباحث السوري، أن قيادة «تحرير الشام» تدرك أنها منتهية تمامًا، أما الظهور الإعلامي المتلاحق الذي ظهر به «الجولاني» وغيره ما هو إلا نوع من محاولة نكران الواقع والصحوة قبل الموت، إضافة إلى بعث برسائل تطمين للأتباع الذين بدأوا يتسربون منها بعد انهيار المناطق التي انسحبت منها الهيئة بشكل منسق وأحيانا بدون حتى معارك مقنعة.

في المقابل أكّد الصحفي التركي «ميمات صبري أوغوراش»، المقرّب من الاستخبارات التركية، مطلع الأسبوع الجاري، أن الأوامر الجادّة من قبل الجانب التركي لحلِّ «تحرير الشام»، مشيرًا إلى وجود اجتماعات مكثّفة بهذا الشأن، لافتًا إلى أنه بحال تمَّ ذلك فيعتبر خطوة إيجابية.

النفي لطمأنة عناصرها
وبالرغم من انسحاب الهيئة من بعض المناطق وترك العديد من المعدات الثقيلة، بعثت «تحرير الشام» رسائل تطمين للأتباع الذين بدأوا يتسربون منها بعد انهيار المناطق التي انسحبت منها الهيئة بشكل منسق وأحيانًا بدون حتى معارك؛ حيث خرج تقي الدين عمر، مسؤول التواصل الإعلامي بتحرير الشام، لنفي أي أنباء متداولة حول حلّ الهيئة؛ حيث قال خلال تصريحات: «ليس هناك أي طرح يتعلق بحل فصيل من فصائل الثورة، ولم تعد تنطلي هذه الحيل على أحد، وليس هناك أي طرح يتعلق بحل الهيئة أو أي فصيل آخر» - وفق قوله.
وأضاف: «أن قوى الداخل المحرر تعمل على جمع الكلمة ورفع التنسيق بين الفصائل العاملة لجمع الطاقات ضمن جسم واحد، وتحت قيادة واحدة»؛ وذلك بحسب «شبكة الدرر الشامية» المعارضة.

شارك