بـ«نقاط التفتيش».. الملالي ينتقم من عرب «الأحواز»

السبت 22/فبراير/2020 - 02:40 م
طباعة بـ«نقاط التفتيش».. منة عبد الرازق
 
مدينة أغلبها من العرب، سكنوها منذ قديم الأزل، يعاني أهلها العديد من الانتهاكات والإعدامات العشوائية التي أدانتها الأمم المتحدة عدة مرات، يبلغ عدد سكانها حوالي 8 ملايين فرد، وتقع مدينة «الأهواز» أو الأحواز كما يطلق عليها «عربستان وخوزستان» جنوب غرب إيران على مساحة 375 ألف كم2.

إمارة مستقلة

كان الأحواز إقليم مستقل قبل 1925 اعترفت به الدولة الصفوية التي كانت تحكم إيران آنذاك، وبعد سيطرة إيران على الإقليم حاولت تغيير تركيبته الاجتماعية، وإحضار العديد من العائلات الأخرى الموالية لها، كما منعت تعليم اللغة العربية.

وللإقليم أهمية استراتيجية، إذ يعتبر أغنى منطقة بالغاز والنفط، إذ يحتوي على 87% من إجمال النفط الذي تستخرجه إيران محليًّا، فضلا عن أعلى نسب الغاز طبيعي في البلاد، ووجود 8 مصبات أنهار بالمنطقة؛ ما جعلها رائدة في مجال الزراعة أيضًا، ما جعلها إقليم مهم بالنسبة لدولة الملالي وفقًا لتقرير «المركز العربي للدراسات»  في 2018 بعنوان «صراع النظام الإيراني والمعارضة الأحوازية».

انتهاكات إيران

نقاط تفتيش منتشرة في الإقليم تابعة لقوات «الباسينج» و«الحرس الثوري الإيراني» المصنفين كجماعة إرهابية من أمريكا، إذ تتعدى تلك النقاط على المواطنين، وتعرقل حريتهم وممارسة حياتهم الطبيعية، ففي سبتمبر الماضي قُتل شاب صغير عمره 17 عامًا، أُطلق النار عليه بحجة أنه لم يتوقف عند نقطة التفتيش، ونُظمت على إثر ذلك احتجاجات على الإعدامات والقتل العشوائي لسكان المنطقة، كما نظم الأحوازيون في بروكسل وقفة احتجاجية أمام سفارة إيران، وانضم إليهم آخرون من فلسطين وباكستان والعراق ضد العنف الذي تستخدمه الحكومة ضدهم، فضلا عن حملات الاعتقالات لغير الناشطين والناشطين في حقوق الإنسان.

كما وثق ناشطون حقوقيون استخدام «الحرس الثوري الإيراني» نقاط التفتيش لابتزاز الأحوازيين ماديًّا والسطو على أموالهم؛ خاصة الأحوازيين العرب وليسوا من العرق الفارسي، كما تعرض بعض السائقين لتلفيق التهم، وابتزازهم لدفع الرشاوى مقابل عدم القبض عليهم، وقد يتعرض البعض للقتل، وإطلاق النار عليه إذا رفض دفع الرشاوى أو تجاوز نقطة التفتيش ولم يقف وفقًا لتقرير آرون ماير ورحيم حميد في سبتمبر 2019 بمعهد واشنطن.

بينما نددت منظمة العفو الدولية باعتقال المئات بين 180 لـ600 شخص في محافظة خوزستان، وشن حملات قمع على الأقلية الأحوازية في نوفمبر 2018، منه سياسيون بارزون وناشطون في حقوق الأقليات، وذلك على خلفية الهجوم المسلح على موكب عسكري في مدينة الأحواز أدى إلى مقتل 24، وإصابة نحو 60 شخصًا.

وأشارت إلى أن العرب الأحواز يواجهون شتى أنواع التمييز، والتعسف ضد تعليمهم وإيجاد سكن، والوظائف، فضلا عن وجود قيود على تعلم لغتهم والتحدث بها في القطاع العام والخاص.
استهداف الحقوقيين

وقال جاويد رحمان، مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران منتصف 2019: إن العرب الأحوازيين ما زالوا يعانون من انتهاك حقوقهم تحت مسمى تطبيق القوانين متعلقة بالأمن القومي لاستهداف السياسيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان.

وفي 2017 اعتقل وتوقف 45 شخصًا من العرب الأحواز، أغلبهم شاركوا في نشاطات ثقافية وبيئية، ووقفات ضد التدهور البيئي وفقًا للأمم المتحدة.

ووثقت المنظمة الأحوازية لحقوق الإنسان الاعتقالات ضد سكان المنطقة، ففي يناير 2020 ألقت السلطات الإيرانية القبض على الناشط الحقوقي سعد ديلمي، وذلك لمشاركته في وقفات احتجاجية ضد سرقة مياه نهر كارون، والتدمير البيئي المتعمد للأحواز، كما اعتقلت الشاعر الأحوازي جلال مطوري في 19 فبراير دون الإعلان عن سبب الاعتقال، كما حكمت محكمة الثورة الإيرانية التابعة لمؤسسة الحرس الثوري بـ16 عامًا على الناشط أحمد الصلواتي.

شارك