بصورة مستعمر إيراني قديم.. نظام الملالي يثير النعرة الفارسية وأمجاد المجوس

السبت 22/فبراير/2020 - 10:48 م
طباعة بصورة مستعمر إيراني
 
اسلام محمد
في ظل انهيار حاد يضرب شعبية نظام ولاية الفقيه، لجأ النظام لإثار النعرة الفارسية والتمسح بالأمجاد المجوسية القديمة؛ من أجل حشد المشاعر القومية للشعب الإيراني، وذلك قبيل الانتخابات البرلمانية الإيرانية والتي تشمل مجلس الشورى ومجلس الخبراء والتي عقدت الجمعة 21 فبراير 2020 . 
ولم تفلح الترسانة الدعائية الحكومية في التأثير على معظم المواطنين الذين- بحسب استطلاعات رأي- أعلنوا عزمهم على مقاطعة كل من انتخابات مجلس الشورى ومجلس خبراء القيادة، وهي الانتخابات التي يتزامن إجراؤها في اليوم ذاته، ما من شأنه أن يوقع النظام في حرج بالغ داخليًّا وخارجيًّا.
وقد نصبت بلدية العاصمة، لوحة كبيرة  للملك الفارسي «قوروش الكبير» في أحد الشوارع الرئيسية في طهران، مرفقة بخارطة لإيران تشمل الأراضي التي احتلها ملوك الدولة الإخمينية القديمة قبل الإسلام التي أسسها الملك الفارسي قوروش.
وحملت اللوحة عبارة باللغة الفارسية: «إيران الغد امتداد لطموحات قوروش، وتحافظ على عمقها الإستراتيجي، قوروش الإخميني حول الأراضي من السِّند وسَيْحون في الشرق، إلى غزة ولبنان في الغرب، وجعلها قاعدة له»، بحسب الترجمة التي أوردتها العربية نت.
وتحمل هذه النبرة تبريرًا مغايرًا للذي روج له لنظام الإيراني طيلة الفترة الماضية، فيما يتعلق بنشر الميليشيات الشيعية المتطرفة التي ارتكبت مجازر طائفية مروعة في دول الجوار كسوريا والعراق، تحت ذريعة تصدير الثورة ونصرة المستضعفين وحماية مراقد آل البيت ومقاومة الاستكبار العالمي، والتي أشرف عليها ملالي قُم المتعصبين للمذهب الجعفري الاثناعشري وجنرالات الحرس الثوري العقائديين
وقد شهدت الشوارع الإيرانية طيلة الفترة الماضية احتجاجات دامية؛ اعتراضا على المشروع الإقليمي التوسعي الذي استنزف بلادهم ماليًّا واوقعها في أزمات طاحنة، ورفعوا شعارات على غرار «لا غزة ولا لبنان.. روحي فداء إيران»، و«دعوا سوريا وفكروا في حالنا».
وحاول نظام الملالي اللعب على الرصيد الذي يحمله الإيرانيون للدولة الإخمينية، التي نشأت قبل أكثر من ألفي عام، والأمجاد المجوسية التي مازالت تلقى صدى لدى أبناء العرق الفارسي في إيران؛ حيث يحتفلون بعيد النيروز باعتباره أكبر أعيادهم وعطلته وحدها تزيد على عطلتي عيد الفطر والأضحى مجتمعين، كما يحتفل المواطنون في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر كل عام بعيد ميلاد قوروش، ويزورون القبر المنسوب له؛ ليتبركوا به و يسجدوا له كما يفعلون في مراقد آل البيت.
وفيما تعد مدينة «يزد» وسط البلاد، بمثابة عاصمة للديانة المجوسية يعترف الدستور الذي وضعه المرشد الإيراني السابق روح الله الخميني بهذه الديانة كدين رسمي، ويلقى تشجيعًا رسميًّا من الحكومة، وتعد رمزًا للقومية الإيرانية، ومن المفارقات أن رجال الحوزات الشيعية إبان ثورتهم على الشاه اعتبروا احتفاءه بالإرث المجوسي مخالفًا للدين، ثم ما لبثوا أن سلكوا نفس النهج، وإن كان بدرجة أقل لدى تمكنهم من مقاليد السلطة؛ حيث يمزج الخطاب الحكومي بين الانتماء للمذهب الشيعي والحضارة الإخمينية الوثنية بشكل يحمل متناقضات لا يجمع بينها إلا انتماء أصحابها للعرق الفارسي والرقعة الجغرافية ذاتها.

شارك