رواتب مرتزقة تركيا.. لهذا تطالب «الوفاق» بإعادة إنتاج النفط الليبي

الأحد 23/فبراير/2020 - 06:32 م
طباعة رواتب مرتزقة تركيا.. سارة رشاد
 
لا يكاد يمر يوم واحد على ليبيا إلا وخرجت حكومة الوفاق المسيطرة على العاصمة طرابلس، والمدعومة من الميليشيات لتناشد المجتمع الدولي التدخل لإعادة إنتاج النفط الليبي المتوقف منذ 18 يناير 2020.
آخر هذه المناشدات كان ما أعلنته المؤسسة الوطنية للنفط في العاصمة الليبية طرابلس، الخميس 20 فبراير، إذ قالت في بيان صحفي: إن الخسائر بسبب عمليات الإغلاق النفطية، وتردي الأوضاع الأمنية تجاوزت 1.8 مليار دولار.
وأضافت: «لا يزال إنتاج النفط والغاز في تراجع كبير نتيجة لتردّي الأوضاع الأمنية في مختلف أنحاء ليبيا؛ ما تسبب بدوره في تعطيل عمليات الإمداد والنقل».
وأكد البيان أن إنتاج النفط تعرض لتراجع نتيجة للإقفالات التي طالت الموانئ وخطوط الأنابيب، موضحًا أن الإنتاج بلغ 122,424 برميل في اليوم بحلول الخميس 20 فبراير.
ولفت إلى أن حجم الخسائر بلغت حتى الآن حوالي اثنين مليار دولار أمريكي، بحسب البيان.
بدوره، قال مصرف ليبيا المركزي (يسيطر عليه الإخوان) إن إجمالي إيرادات النفط الخام للبلاد في يناير الماضي بلغت صفرًا.
ودعا المصرف المركزي -في بيان- الجميع إلى تضافر الجهود لاستئناف إنتاج النفط في البلاد وتصديره، إذ ترتبت عن ذلك خسائر بقيمة 2.5 مليار دينار ليبي، أي حوالي 1.77 مليار دولار بسبب غياب الإيرادات النفطية.
ومن لندن وصف رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الليبية مصطفى صنع الله، أن وقف إنتاج النفط بشكل مفاجئ بـ«الكارثة»، المصطلح نفسه الذي استخدمه رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، الذي قال: إن أمورًا كارثية ستنتظر ليبيا حال استمر وقف إنتاج النفط.
وفي 18 يناير 2020 شهد قطاع النفط في ليبيا؛ توترات نتيجة غلق حقلي نفط الشرارة (الأكبر في البلاد) والفيل، بعد وقف خط أنابيب «ناقل»؛ مما تسبب في تقليص الإنتاج والإمدادات العالمية.
وجاءت هذه الخطوة ردًّا من الجيش الليبي والقبائل على حكومة الوفاق المعترفة بدفعها لرواتب المرتزقة السوريين القادمين بمعرفة تركيا إلى ليبيا من أموال الشعب الليبي.
وسبب هذا التصريح إثارة غضب الداخل الليبي على الوفاق، إذ اتهمت بتبديد أموال الدولة، وهو ما تنفيه الوفاق، مجددة طلبها بإعادة إنتاج النفط.
السياسي الليبي محمد الزبيدي، يعبّر عن تفهمه لتضرر الوفاق من قرار وقف إنتاج النفط، مشيرًا إلى أنه يضرب الحكومة في مقتل، إذ يفقدها الميزانية الضخمة التي كانت تصرفها على الميليشيات، وتضمن ولاءهم لها.
ولفت إلى أنه من الطبيعي أن تكرر الوفاق طلبها بإعادة إنتاج النفط، موضحًا أنها ليست وحدها المتضررة من هذه الخطوة.
وأوضح أن جماعة الإخوان تحديدًا وجماعات الإسلام الحركي بشكل عام، تعاملت مع ليبيا على أنها مصدر تمويل سهل نهبه، وهو ما يجعل وقف إنتاج النفط خطوة تهدد تمويلهم.
وشدد على أن الإخوان منذ صعودهم في المشهد 2011، واعتادوا استنزاف أموال ليبيا، موضحًا أن ذلك هو السبب الذي يجعل الجماعة متمسكة بالعاصمة طرابلس، وتدافع بكل سبلها ضد تحركات الجيش الليبي باتجاهها.
من جانبه، قال السياسي الليبي عبد المنعم اليسير: إن حكومة الوفاق تستشعر حرجًا؛ لأنها لم تعد قادرة على دفع أموال المرتزقة، كما كانت تفعل في السابق، مرجحًا أنها قد تقتطع من أموال المعيشة حتى تدفع للمسلحين.
وأشار إلى أن الوفاق لا ترى حرجًا في الإعلان عن دفعها لرواتب المرتزقة، مشيرًا إلى أن ذلك يكشف عن تبجح غير طبيعي.

شارك