«أمير قطر».. «مبعوث تركيا» لتنفيذ أحلام «أردوغان» التوسعية

الثلاثاء 25/فبراير/2020 - 12:54 م
طباعة «أمير قطر».. «مبعوث سارة وحيد
 
تحمل زيارة أمير قطر، تميم بن حمد، إلى ثلاث دول عربية، استهلها الأحد 23 فبراير الجاري، بالأردن ثم تبعها تونس والجزائر، العديد من الأسباب، التى لا تخرج في مجملها عن كون أمير الدوحة، «مبعوثًا خاصًا تابعًا» للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مسعاه لإنقاذ وضع قواته العسكرية المتدهور في ليبيا، من خلال مغازلة دول الجوار الليبي «تونس والجزائر»، إضافة إلى محاولة التقرب الاقتصادي من المملكة الأردنية الهاشمية، ذات الثقلين العربي والدولي.  

«مراقبة ما يحدث في الأراضي الليبية» هى كلمة السر في زيارة «تميم» الحالية إلى تونس والجزائر، فعقب فشل «أردوغان» في إقناع الحكومة التونسية باستخدام أراضيها لمراقبة ما يحدث في ليبيا وإرسال إمدادات لحكومة الوفاق في طرابلس، وتصاعد الاحتجاجات في الجزائر على إرسال تركيا مرتزقة من سوريا إلى ليبيا، رأت تركيا في استخدامها «تميم» فرصة سانحة، على طريق استمالة تونس والجزائر، لتقديم تسهيلات ينفذ من خلالها «أردوغان» مجددًا إلى ليبيا.


لماذا تميم؟


يرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، أن تركيا تستخدم قطر، كورقة لتنفيذ مخططاتها في الأراضي الليبية، نظرًا لأن قطر ترتبط بعلاقات قوية مع كلٍ من تونس والجزائر، ففي تونس، تحتل المرتبة الثانية في حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بنسبة 16%، كما ترتبط بعلاقات قوية بالجزائر، خاصة أن الجزائر استمرت في علاقاتها مع الدوحة.



وأضاف في تصريح له، أن قطر تحاول تنفيذ المطامع التركية في ليبيا، حيث تنفتح على تونس والجزائر، من أجل تنفيذ هذا المخطط، خاصة أن الفترة الماضية شهدت اتصالات بين تونس والجزائر وتركيا، بهدف حل الأزمة الليبية، متابعًا أن الهدف من توقيت الزيارة الحالي، بناء سياسة قطرية تجاه تلك الدول بالتنسيق مع الموقف التركي.



وبالنسبة للـ«الأردن» فيوضح «فهمي»، أن الأردن يعاني أزمة أقتصادية، وبالتالي تحاول قطر التوغل في الداخل الأردنى عن طريق ضخ المزيد من الاستثمارات، وتوفير فرص عمل جديدة لآلاف العمال، بجانب تعميق العلاقات بين الدولتين، إذ تعد تلك الزيارة الأولى من نوعها منذ الأزمة الخليجية (المقاطعة الرباعية من الإمارات والسعودية ومصر والبحرين لقطر) التي بدأت عام 2017.


المطامع البحرية 


«ترسيم حدود مناطق النفوذ البحرية» هو السبب الثاني لزيارة أمير قطر، حسبما أوضح الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان المصرية، مشيرًا إلى أن تركيا تستخدم «تميم» وأمواله حاليًا، في محاولة لإغراء تونس والجزائر، من أجل عودة صفقة ترسيم حدود مناطق النفوذ البحرية.



وتابع قائلًا، إنه سيتم ضخ استثمارات قطرية في تونس والجزائر خلال الأيام المقبلة، على طريق محاولات الدوحة وأنقرة استمالتهما لتنفيذ مخططات تركيا في ليبيا.

شارك