صفعة جديدة على وجه «أردوغان».. تركيا تدفع ثمن أخطائها في سوريا

الأربعاء 26/فبراير/2020 - 09:37 م
طباعة صفعة جديدة على وجه أحمد سامي عبدالفتاح
 
اصطدمت سفينة أحلام- أو بالأحرى أوهام- الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصخرة الدب الروسي في سوريا، حيث أصر فلاديمير بوتين على موقفه من إدلب وحمايتها بواسطة الجيش السوري المدعوم من موسكو، كذلك السيطرة على طريق M4 الواصل بين حلب واللاذقية.

وتدرك تركيا أن هزيمتها في إدلب تعني تراجع النفوذ التركي في الشمال السوري بصفة عامة لصالح الأكراد، ما دفع أردوغان لإرسال تعزيزات عسكرية مكثفة لتفادي الهزيمة الحتمية.

على جانب آخر وبعيدًا عن أرض المعركة، كانت الأدوات الدبلوماسية حاضرة بين موسكو وأنقرة،، حيث زار وفد روسي تركيا وقدم مقترحًا روسيًّا بتقليص منطقة خفض التصعيد إلى أقل من 40% من المساحة المتفق عليها وفق اتفاق سوتشي، لكنّ أنقرة رفضت هذا المقترح بحجة أن التكدس السكاني على الحدود سوف يشكل ضغطًا غير مباشرٍ عليها، خاصة إذا ما قرر النظام السوري استعادة أراضيه.

وفي الأحد 23 فبراير 2020 استهدف الطيران الروسي نقطة مراقبة تركية، ما أدى إلى مقتل جنديين تركيين وإصابة آخرين. وقد جاء الهجوم الروسي في هذا التوقيت ليحمل رسالة قوية لتركيا، مفادها أنها ليست آمنة في إدلب، وأنه من الأفضل لها أن تقبل العرض الروسي الأول الهادف بتقليص منطقة خفض التصعيد أو العرض الثاني الذي عرضه الروس على الأتراك في موسكو، وهو إنشاء منطقة آمنة في إدلب على غرار تلك التي تم إنشاؤها في مناطق غصن الزيتون أو درع الفرات، لكنّ الأتراك أيضًا رفضوا هذا الأمر.

وكانت تركيا قد قدمت طلبًا رسميًّا للولايات المتحدة من أجل دعمها بمنظومة باتريوت الأمريكية المضادة للطيران، لكنّ الولايات المتحدة قالت إن هذا الأمر غير وارد في الوقت الحالي، ما دفع أنقرة للبحث عن مصادر بديلة من أجل الحصول على المنظومة ونشرها في إدلب، لجأت تركيا إلى إيطاليا وإسبانيا اللذان تمتلكان منظومة باترويت على الأراضي التركية ضمن خطة الدفاع المشترك الواقعة تحت سياسة الناتو، لكنّ الرد الرسمي من قبل الدولتين بخصوص استخدام منظومتهما في إدلب لم يأتِ حتى الآن. 

حينما قررت تركيا شراء منظمة إس 400 للدفاع الجوي، كان في اعتقادها أن تحييد الخلافات مع روسيا في سوريا سوف يساعدها على الابتعاد أكثر عن المعسكر الغربي. وقد تبلورت هذه النظرة بعد التوصل لاتفاق مع روسيا بخصوص إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري على عدة مراحل، لكن سرعان ما انكشف ضعف التحالف الثنائي بين الطرفين. ردًّا على الرفض الأمريكي، قامت تركيا بنشر منظومة صاروخية محلية الصنع تدعي كورال، وهي منظومة قصيرة المدي حيث يصل مدي صواريخها إلى حوالي 5 كيلومترات، وهو الأمر الذي يجعل من احتمالية قيام تركيا بشن عملية عسكرية موسعه في إدلب محدودة للغاية في الوقت الحالي. 

ورغم التضارب في الرؤى بين الطرفين، فإن كل طرف يملك عددًا من أوراق الضغط على الطرف الآخر، لكن روسيا تعتقد أن فرض أمرًا واقعًا جديدًا بقوة السلاح في إدلب هو الخيار الأفضل خاصة أن تركيا فشلت في تطبيق اتفاق سوتشي الهادف إلى فصل المعارضة السورية عن تنظيم هيئة تحرير الشام. وقد اتخذت روسيا من هذا الشل مبررًا لشن هجماتها الجوية على إدلب. بالمقابل من ذلك، تدرك روسيا أن إقصاء تركيا بشكل مباشر وعدم مراعاة مخاوفها الأمنية سوف يدفع تركيا للعودة إلى الحضن الأوروبي من جديد، وهو ما لا ترغب فيه روسيا. 

شارك