الجيش الوطني الليبي.. خطط محكمة للسيطرة على حدود البلاد

الأربعاء 26/فبراير/2020 - 11:45 م
طباعة الجيش الوطني الليبي.. شريف عبد الظاهر
 
تزامنًا مع انعقاد القمة السادسة لدول الساحل الأفريقي، في العاصمة الموريتانية «نواكشوط»، أطلق الجيش الوطني الليبي، خطةً موسعة لتأمين حدود البلاد المشتركة مع السودان وتشاد والنيجر؛ بهدف القضاء على العصابات العابرة للحدود ومكافحة الهجرة غير النظامية.
وعلى مسار التأمين ذاته، كان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، قد أعلن الأحد 23 فبراير الجاري، تأمين جميع الموانئ؛ لمنع وصول الأسلحة إلى الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس، بقيادة فايز السراج.

وأضاف أن سفن تركية حوَّلت وجهتها إلى ميناء مصراتة، السبت 22 فبراير، بعد استهداف الجيش أسلحة وذخائر تم إنزالها في ميناء طرابلس، مشيرًا إلى أن الجيش امتلك معلومات مؤكدة أن ميناء مصراتة سيستقبل شحنة من الأسلحة.

وعن تأمين الحدود، قال مدير مكتب الإعلام بالمناطق العسكرية الجنوبية «محمود الورفلي» في تصريحات لبوابة «العين» الإخبارية الإماراتية، الثلاثاء 25 فبراير: إن تأمين الحدود الجنوبية وتسوية أوضاع العسكريين بالمناطق المختلفة، من أولويات قيادة الجيش في المرحلة الحالية.

مضيفًا أن الخطة تتضمن تسيير دوريات على كامل الحدود الجنوبية المتاخمة للسودان والنيجر وتشاد؛ للقضاء على المجموعات الإرهابية وعصابات التهريب التي تمارس الابتزاز والسطو على سكان تلك المناطق.

وانطلقت الثلاثاء 25 فبراير، أعمال القمة السادسة لدول الساحل الأفريقي، بمشاركة كل من فرنسا، والاتحاد الأوروبي، التي تعتبر الأولى بعد قمة «بو» الفرنسية، في يناير 2020، والتي أُعلن خلالها إقامة التحالف الدولي من أجل الساحل، وهو تحالف يضم فرنسا والاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وعددًا من الدول الأخرى.

علاقة وثيقة
في دراسة بعنوان «الإرهاب في أفريقيا»، أعدها مركز «المستقبل للدراسات والأبحاث المتقدمة»، أكدت أن هناك علاقة وثيقة بين الجماعات الإرهابية في ليبيا والتنظيمات المسلحة في الساحل الأفريقي.
وبحسب الدراسة، تصاعدت أنشطة الميليشيات الإرهابية في ليبيا، وتحالفت مع الجماعات المسلحة في دول الساحل الأفريقي؛ حيث يمتد انتشار التنظيمات المتطرفة بالنيجر وكنيا وتشاد، ويصل إلى غرب أفريقيا في غنيا والكونجو الديمقراطية وأوغندا وفي شمال أفريقيا بليبيا.


علاقة قوية بين التنظيمات المتطرفة
يرى الباحث المختص في الشأن الليبي، عبد الستار حتيتة، أن هناك علاقة قوية بين التنظيمات المتطرفة في ليبيا والجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة والتهريب في أفريقيا، مشيرًا إلى عمليات بيع الأسلحة عبر الحدود لشن عمليات إرهابية.
وتوقع «حتيتة» في تصريح له، أن تشهد القارة الأفريقية تصاعدًا في العمليات الإرهابية، وسط صمت المجتمع الدولي تجاه عمليات نقل الأسلحة وتسلل المهاجرين غير الشرعيين.
وكان الجيش الوطني الليبي قد أعلن في 19 نوفمبر 2019، سيطرته على كامل المناطق العسكرية الجنوبية، وسيطرته التامة على تحركات الميليشيات والعصابات العابرة للحدود في تلك المناطق.
وتتسم الدول الثلاث «ليبيا وتشاد والنيجر» باتساع مساحتها الجغرافية «أكثر من 4 ملايين كيلو مترًا مربعًا مجتمعة»، وانطلاقًا من ضعف الأوضاع الاقتصادية وضعف نسبة الدخل الفردي لسكان النيجر وتشاد، كان نشاط التهريب هو الحل البديل لسكان المناطق الحدودية مع الجنوب الليبي بالخصوص، والذي وُجد منذ عدة عقود، وازداد هذا النشاط بعد سقوط نظام القذافي فى ليبيا، كما يجعل اتساع الحدود البرية الليبية التي تمتد على 4383 كيلومترًا مربعًا نقطة ضعف هامة، يستغلها المهاجرون غير الشرعيين والمهربون.

شارك