هجوم إرهابي يخلف 29 قتيلاً في كابول.. و"داعش" يعلن مسئوليته

السبت 07/مارس/2020 - 01:41 م
طباعة هجوم إرهابي يخلف فاطمة عبدالغني
 
بعد أقل من أسبوع على توقيع الولايات المتحدة وحركة "طالبان" اتفاقاً يمهّد الطريق أمام انسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان، استهدف هجوم إرهابي أمس الجمعة 6 مارس، فاعلية لإحياء ذكرى وفاة عبد العلي مازاري، أحد كبار طائفة الهزارة الشيعية الافغانية وزعيم حزب الوحدة، غربي مدينة كابول.
 حيث أطلق مجهولون النار على الاحتفالية ما أسفر عن مقتل 29 شخصاً وإصابة العشرات، بحسب بيان للصحة الأفغانية.
وقال مصدر أمني، طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مهاجمين استخدموا قذائف صاروخية ومدفعا رشاشا لاستهداف مئات من الحاضرين. وتم إطلاق أربعة صواريخ من مبنى تحت الإنشاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نصرت رحيمي، إن هناك نساء وأطفالاً بين الضحايا الذين يشملون 29 جريحاً، وأضاف أن "وحدات من القوات الخاصة تجري عمليات ضد المعتدين".
وقال شهود عيان إن شخصيات سياسية رئيسية من بينهم المرشح الرئاسي والرئيس التنفيذي عبد الله عبد الله، كانوا حاضرين في الفاعلية ولكنهم تمكنوا من الفرار من الموقع دون أذى، إلا أن الحادث اسفر عن سقوط العديد من القتلى أو الجرحى، بحسب وكالة خاما برس الأفغانية.
وبعد وقت قصير من الهجوم، نشرت طالبان بيانًا نفت فيه تورطها في الهجوم. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة  "طالبان لا علاقة لها بهجوم اليوم على تجمع في مدينة كابول ".
من ناحية أخرى أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم، وقال التنظيم الإرهابي في بيان تناقلته حسابات الإرهاب على تطبيق تلجرام، إن عنصرين استهدفا التجمع "بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية وقذائف (الأر بي جي) وفجرا عليهم عبوتين ناسفتين".
يذكر أن التنظيم استهدف العام الماضي المراسم نفسها بقذائف هاون، ما أوقع 11 قتيلاً على الأقل.
ويشار إلى أن تنظيم داعش بدأ ينشط في أفغانستان عام 2015 وسيطر لسنوات على مساحات في ولاية ننغرهار الواقعة شرقاً. وأعلن التنظيم المسؤولية عن عدد من الهجمات المروعة، ومن بينها العديد من الهجمات في كابل استهدفت الشيعة. 
ولكن في الأشهر القليلة الماضية مُني التنظيم بانتكاسات متزايدة وسط استهداف الولايات المتحدة والقوات الأفغانية له، إضافةً إلى العديد من الهجمات التي شنتها طالبان ضد مقاتليه، ومع ذلك لا يزال التنظيم موجوداً في أفغانستان، وخصوصاً في ولاية كونار الواقعة شرقاً، قرب الحدود مع باكستان والمحاذية لننغرهار أيضاً، وكذلك في كابل.
وبحسب تقارير صحفية يأتي هجوم داعش الإرهابي ذلك بعد أقل من أسبوع على توقيع الولايات المتحدة وحركة طالبان اتفاقاً يمهّد الطريق أمام انسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان خلال 14 شهراً. غير أن أعمال العنف استمرت في أنحاء البلاد ما يلقي شكوكاً على مصير عملية السلام. 
ويرتبط الانسحاب الأمريكي بدرجة كبيرة بقدرة الحركة على السيطرة على المجموعات الإرهابية على غرار تنظيم داعش الإرهابي.
ويرى المراقبون أن استمرار أنشطة هذه الجماعات الإرهابية، يؤشر لاستمرار الحضور العسكري الأمريكي في البلاد. 
وعلى صعيد متصل طرح ترامب، أمس الجمعة، احتمال أن تستعيد حركة طالبان الحكم بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان.
وقال ترامب من البيت الأبيض، إنه "ليس من المفترض أن يحصل ذلك، لكن هذا احتمال". وأكد، أنه يتعين على الدول أن "تتولى مسؤولية نفسها"، معتبراً أنه في نهاية المطاف على الحكومة الأفغانية ضمان أمنها بنفسها. 
وأضاف: "لا يمكننا أن نبقى هناك خلال الأعوام العشرين المقبلة، لا يمكن أن نمسك بيد أحدهم إلى الأبد". 
وكانت حركة طالبان استأنفت هجماتها ضد القوات الأفغانية عقب انتهاء أسبوع "خفض العنف"، في حين من المقرر أن تبدأ مفاوضات السلام المباشرة وغير المسبوقة بين الحركة والحكومة الأفغانية في 10 مارس الجاري.

شارك