قطر والإخوان.. تاريخ من الإرهاب والعبث في المنطقة (7)

الأربعاء 15/أبريل/2020 - 11:04 ص
طباعة قطر والإخوان.. تاريخ حسام الحداد
 
ان المتابع للشأن الإخواني خصوصا التنظيم الدولي للجماعة يعلم علم اليقين بأن دولة قطر وفرّت على مدار الاعوام الماضية ملاذاً للكثير من قادة الجماعة، وأن للإمارة الخليجية علاقة متميّزة ومتجذّرة بالجماعة شكَّلّت خلال المرحلة الماضية محطة مهمة لرموز "الإخوان" في العالم الإسلامي.
تناولنا في الورقة الأولى  من " قطر والإخوان.. تاريخ من الإرهاب والعبث في المنطقة" بدايات التواجد الإخواني في قطر، ودور إمارة الإرهاب في احتواء الجماعة وتوفير لهم ملازات آمنة ولمحة عن الدعم المالي ودور رجال الأعمال القطريين في دعم رأسمال الجماعة في مصر.
وفي الورقة الثانية تناولنا دور أكاديمية التغيير القطرية في شيطنة المنطقة العربية.
وفي الورقة الثالثة تناولنا أكاديمية التغيير والسيناريو العراقي وتأثير هذه الأكاديمية على بعض دول الجوار 
وفي الورقة الرابعة  تناولنا  صراع إمارة الإرهاب وجماعة الإخوان مع مصر،
وفي الورقة الخامسة استكملنا صراع إمارة الإرهاب وجماعة الإخوان مع مصر
وفي الورقة السادسة نتناولنا الدور القطري والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان في القضية الفلسطينية. 
وفي هذه الورقة الأخيرة سوف نتناول دور الإعلام القطري وقنواته الدعمة للإرهاب بشكل عام، وكذلك علاقة إخوان قطر بالولايات المتحدة الأمريكية
الدور الإعلامي:
تعتبر وسائل الإعلام بكافة أشكالها المرئية والمسموعة، أحد أهم أسباب الفوضى التي تشهدها معظم البلاد، فمع ظهور عدد من القنوات والصحف الموالية للعناصر الإرهابية على رأسها جماعة الإخوان المسلمين، يزداد التحريض والإرهاب، ضد الدول العربية التي أدرجت الجماعة على قوائم "الإرهاب"، وكذلك تعتبر الأذرع الإعلامية للجماعة في بث الإرهاب.
فعقب ثورات الربيع العربي والصراعات التي شهدتها تلك البلدان على السلطة، ظهرت صحف وقنوات تابعة للإخوان وبتحريض وتمويل خارجي، من تركيا وقطر في آن واحد.
تناول هذه القنوات للأحداث الجارية في البلاد وبالأخص في مصر، أدى إلى اشتعال الأجواء؛ ما أدى إلى مطالبة وزارة الخارجية المصرية هذه الدول بغلق هذه الفضائيات التابعة لجماعة الإخوان، والتي تحرض على القتل وهدم مؤسسات الدولة من خلال بثها عبر أقمار صناعية أوروبية، بينها القمر الفرنسي "يوتل سات".
وعلى مدار المرحلة الماضية والتي أعقبت ثورات الربيع العربي، ظهرت أكثر من قناة تحرض ضد الأنظمة الحالية، وعلى رأسها قناة "الجزيرة" والتي تبث من قطر وكان من بين ما قامت به من نشر فيديو لجماعة أنصار بيت المقدس وهو يقوم بتفجيرات العريش الأخيرة التي أدت إلى استشهاد نحو 62 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين، حيث أدى هذا الفيديو إلى إثارة تساؤلات عديدة حول كيفية حصول القناة على مثل هذا الفيديو الإرهابي لحظة التفجير.
لم تتوقف "الجزيرة" عند هذا الحد، لكنها تواصل عملياتها التحريضية ضد الأنظمة المعارضة للإخوان في كافة الدول، فضلا عن أنها غير معترفة بإدراج الجماعة على قائمة الإرهاب.
أما القنوات الأخرى التي تحرض أيضا بصورة لافتة، فهي قناة "رابعة" وهي تعد من أكثر القنوات المحرضة قبل غلقها، وترفع ذات الشعار الأصفر المتمثل في أربع أصابع في إشارة لرابعة، وتبث من العاصمة التركية "إسطنبول"، ويمولها عدد من رجال الأعمال المنتمين للإخوان وانطلق بث القناة بعد توتر العلاقات المصرية التركية وطرد السفير التركي من القاهرة، وانطلقت في 2013 عقب فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر، للتضامن مع الإخوان، وراحت تبث التحريض والعنف وتحرض ضد الدولة وكان آخر تحريضها هو استهداف السائحين في المرحلة المقبلة حال مجيئهم إلى مصر، حيث أمهلتهم فترة 11 فبراير، فيما بعد ذلك فسيكون مصير أي سائح يدخل مصر هو الموت، وذلك في تحريض واضح وصريح على استهداف الاقتصاد المصري ومحاولة إسقاط الدولة.
"أيضا من ضمن القنوات المحرضة والتي ظهر صيتها في الأيام الأخيرة هي "قناة الشرق"، والتي انطلقت في أبريل 2014، من تركيا هي الأحدث في تلك الفضائيات التابعة للإخوان، واتخذت أيضاً من تركيا مقراً لها ويمتلكها القيادي الإخواني باسم خفاجي.
وتبث القناة عدة برامج تحريضية ضد الجيش والشرطة المصرية، والتحق بها عدد من الإعلاميين والضيوف المصريين المعارضين للنظام، والمدرجة أسماؤهم بقوائم ترقب الوصول لسابق اتهامهم بالتحريض على القتل، وكان من أبرز الموضوعات التي تناولتها القناة للتحريض ضد النظام هي الفيديوهات التي قالت عنها "مسربة"، والتي زعمت بأنها من داخل مكتب الرئيس السيسي وقتما كان وزيرا للدفاع. 
وهناك أيضا قناة "الحوار"، وهي مملوكة للقيادي بالتنظيم الدولي للإخوان عزام التميمي، وبدأت بثها من لندن في عام 2006، وكانت تنقل اعتصامي "رابعة" و"النهضة"، ونجح قراصنة مصريون في اختراقها عدة مرات ووقف بثها، حيث قال الرائد خالد أبو بكر مؤسس الجيش الإلكتروني المصري إنه نجح في إغلاق القناة ووقف بثها لفترات طويلة بعد اختراق السيرفر الخاص بها على القمر الصناعي، كما أغلق قناة "الشرعية" التي انطلقت عام 2013، وكانت من أوائل القنوات التي يتم بثها بعد إزاحة الإخوان عن الحكم، وحملت الشعار الذي دائماً ما ردده الإخوان، والرئيس الأسبق محمد مرسي، ولم يعد للقناة وجود الآن.
وهناك قناة "مكملين" والتي انطلقت في 6 يونيو عام 2014 من تركيا أيضًا، حاملة شعار "رابعة" وتبث القناة برامج تحريضية ضد الجيش والشرطة وتصف ما حدث في مصر في 30 يونيو بالانقلاب، وهناك دعوى قضائية منظورة أمام القضاء تطالب بوقف بثها، وتبث القناة بذاءات في حق قضاء مصر والشرطة المصرية والقوات المسلحة والصحفيين والإعلاميين، كما تبث أخباراً كاذبة ومضللة ضد مصر، الغرض منها تأجيج التظاهرات وتحريض الطلاب للتظاهر والقيام بأعمال العنف لإعاقة العملية التعليمية كذلك للتحريض على تهديد أمن واستقرار الوطن مقدماً 10 مستندات مؤيدة لدعواه.
كما أن هناك قناة "مصر الآن"، حيث كانت بداية انطلاقها في 6 أغسطس 2014 من تركيا، وهي مملوكة فعلياً لشركة تابعة للتنظيم الدولي للإخوان ويحرض مذيعوها على قتل الضباط، وفور بثها وانطلاق برامجها أقام المحامي سمير صبري أيضاً دعوى أمام القضاء بوقف بثها وتحدد لها جلسة 8 فبراير الحالي.
وهناك قناة "يرموك" الناطقة باسم حركة الإخوان المسلمين الأردنيين من أوائل القنوات التي كانت تبث اعتصامي "رابعة" و"النهضة" وتعرضت لهجمة تشويشية على تردداتها من خلال هجوم إلكتروني شنه الجيش المصري الإلكتروني، ونقلت القناة جميع فعاليات اعتصام الإخوان ومناصريهم في ميدان "رابعة"، بعد غلق القنوات الدينية عقب ثورة 30 يونيو.
كان قيادات الإخوان أكدوا في تصريحات سابقة لهم أن القنوات هذه تسعى لتحقيق مطالب ثورات الربيع العربي، ونشر الفكر السياسي في الإسلام بمفهومه الشامل وقيمه التي تدعو للعدل والحرية والحكم الرشيد، وتقديم القضايا السياسية المعاصرة من خلال المنظور الإسلامي، وتقوم بإعادة بناء العلاقة ما بين المشاهد والرموز الفكرية الإسلامية، وذلك في محاولة منهم لتضليل الرأي العام.
من المعروف أن تلك الأذرع الإعلامية للجماعة، باتت على خط القنوات المحظورة والمصنفة بالإرهابية المحرضة على العنف والقتال، فضلا عن أنها تبث من دولتين هما الأكثر دعما للإخوان وللإرهاب في آن واحد قطر وتركيا، وتقومان بالتحريض ضد مصر بصورة مباشرة، عن طريق هذه الفضائيات، وهذا يتضح من خلال آخر الفيديوهات التي بثتها قناة الجزيرة القطرية حيث دارت الشكوك حول علاقة قطر بالعملية الإرهابية التي وقعت في سيناء.
علاقة إخوان قطر بالولايات المتحدة:
دائما ما تتميز العلاقات الامريكية بالتوتر مع التيارات الجهادية في العلن ولكن في السر نجد علاقة وثيقة بينهم تجمعها المصالح والرغبة في الوصول إلى السلطة والاستيلاء عليها وعلى رأس هذه الجماعات تأتى جماعة الإخوان المسلمون وتنظيمها في الوطن العربي عامة والخليج خاصة وهذا ان دل فإنما يدل على تفاهمات جعلت المصلحة العليا الامريكية تقتضى هذا الضغط وتتلاقى مع النهم والتلهف للسلطة لدى هذه الحركات. 
فعند  قبول الحزب الإسلامي العراقي (الإخوان المسلمون) المشاركة في العملية السياسية تحت الرعاية الأمريكية مخالفا لموقف أهل السنة وعموم الشارع العربي والإسلامي، ودخول الإخوان المسلمين السوريين في التحالف المعارض المدعوم أمريكيا لإسقاط النظام السوري، نجد عدم اعتراض قيادة التنظيم الدولي للإخوان أو تنظيماتهم القطرية على موقف الإخوان العراقيين ثم السوريين والتوجه الداخلي لهم في قطر الذي لا يتجاوز الإعلان عن رفض السياسات الأمريكية بالعراق والمنطقة دون أن يتحول إلى مقاومته على الأرض.
وهذا ما جعل إخوان قطر الأقرب في إمكانية مراجعة نظرتها؛ ومن ثم موقفها من أمريكا ومشروعها في العالم واعتبار نفسها فاعل سياسي في ماراثون يعزز من مسلكها البرجماتى في التعامل مع الولايات المتحدة القطب الأوحد والأكثر تأثيرا في موازين القوى عالميا وفي منطقتنا العربية.
وقد تأثرت الحركات والتنظيمات الإسلامية بالأطروحات القطرية ودرجة استيعابها في منطق التجزئة وتحولها من الطرح الأممي الطامح لوحدة الأمة (باستعادة الخلافة الإسلامية) إلى طرح وطني قطري لا يرى -على الأرض- أبعد من حدود القطر الذي يصارع على سلطته حتى لو لم يصرح بذلك. 
والنموذخ الإخوانى في قطر يطرح رؤية جديدة تتمثل في الانشغال بقضايا التدبير السياسي والمعيشي للتنظيم بعيدا عن قضايا الأمة محل الاتفاق والإجماع، مثل قضايا تحرير فلسطين والعراق وأفغانستان على سبيل المثال
ومن ثم يصبح الإخوان هم الأكثر قابلية للاقتراب من أمريكا والسعي للتفاهم معها في التفاصيل والقضايا الفرعية التي لا تتصل بشكل مباشر بمواجهة المشروع الأمريكي في المنطقة ولا تتطلب الاصطدام معه صراحة.
لتبدو التنظيمات الإخوانية القطرية التي ترتبط بالإخوان أو تنتمي إلى نفس مدرستها والتي قطعت شوطا واسعا في العمل الحزبي والتنافس على المجالس المحلية والبرلمانية أو التي دخلت تحالفات مع السلطة هي الأقرب إلى التفاهم والحوار مع الولايات المتحدة خاصة بعدما صارت أهم قوى المعارضة في بلدانها 
منظر الإخوان الاكبر الشيخ يوسف القرضاوي المقيم في قطر نصح الحركات الإسلامية في الدول العربية وعلى رأسها الإخوان بتبني نهج الاعتدال، متوقعا أن يتعامل الإسلاميون في الدول العربية التي يصلون فيها إلى الحكم بشكل عاقل وحكيم مع الغرب وإسرائيل
ويتابع "ستكون الدول التي تشهد الصحوة ويحكم فيها الإسلاميون عاقلة وحكيمة في تعاملها مع الغرب وإسرائيل، لكنها لن تقبل القمع".

شارك