الجيش الليبي يتقدم في محور صلاح الدين/48 قـتيلاً فـي اشتباكـات بـين القـوات السوريـة والإرهابـيين/رحى تصفية الحسابات تطحن أركان حكومة السراج

الإثنين 11/مايو/2020 - 01:01 ص
طباعة الجيش الليبي يتقدم إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح  اليوم 11 مايو 2020.

الجيش الليبي يتقدم في محور صلاح الدين

شهدت محاور القتال في طرابلس تصعيداً عسكرياً بين قوات الجيش الليبي وميليشيات حكومة الوفاق، وسط تراجع الميليشيات عن مواقعها في عدد من محاور القتال أبرزها محور صلاح الدين جنوب العاصمة.
وقال الجيش الليبي: إن قواته بدأت في التقدم نحو مواقع ومراصد جديدة تسيطر عليها ميليشيات حكومة الوفاق، متهماً ميليشيات حكومة الوفاق والمرتزقة السوريين باستهداف مدينة ترهونة بالمدفعية الثقيلة.
إلى ذلك، تمكنت منصات الدفاع الجوي بالقوات المُسلحة الليبية من استهداف طائرة تركية مُسيّرة أقلعت من قاعدة معيتيقة العسكرية في طرابلس. وقالت شعبة الإعلام الحربي إن منصات الدفاع الجوي بالقوات المسلحة أسقطت الطائرة التركية المسيرة قبل الإغارة على تمركزات الجيش الوطني جنوب العاصمة.
بدوره أكد عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي النائب علي التكبالي في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» استمرار الجيش الوطني الليبي في عملياته العسكرية ضد الميليشيات المسلحة لتحرير طرابلس من قبضة المرتزقة السوريين والمسلحين التابعين للوفاق.
وأوضح أن سلاح الجو التابع للقيادة العامة يستهدف قاعدة معيتيقة العسكرية في طرابلس لأنها مركز انطلاق الطيران التركي المسير، بالإضافة إلى كونها غرفة العمليات الرئيسية للمرتزقة السوريين والعسكريين الأتراك.
بدوره وجه اللواء أحمد المسماري المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة الليبية، رسالة تحذيرية لكافة التكفيريين والمليشيات والمرتزقة السوريين والغزاة الأتراك في ليبيا. وقال المسماري في بيان صحفي مساء أمس: «إلى التكفيريين المتطرفين، والميليشيات الإجرامية، والمرتزقة المقاتلين التكفيريين الأجانب، والغزاة الأتراك، لم يبق لكم مزيداً من الوقت وما ترونه من تطورات في العملية الهجومية للقوات المسلحة العربية الليبية لن تتوقف إلا بالقضاء عليكم وكسر قرنكم وإسقاط مشروع أردوغان المتطرف».
وفي مصراتة، يواصل سلاح الجو الليبي شن غارات على تمركزات ومخازن ذخيرة لميليشيات حكومة الوفاق بمنطقة بوقرين جنوب شرق مدينة مصراتة، وتبادل القصف المدفعي بين وحدات الجيش الوطني وميليشيات الوفاق.
سياسياً، يواصل رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح اجتماعاته مع شيوخ قبائل ليبيا في المنطقة الشرقية، وقال المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس النواب فتحي عبدالكريم المريمي إنه جرى خلال اللقاء مناقشة المستجدات السياسية في ليبيا، وكذلك تم مناقشة المبادرة التي طرحها وعرضها المستشار عقيلة صالح على الشعب الليبي باستفاضة.
وأكد وفد شيوخ ليبيا دعمهم ومساندتهم لمجلس النواب والجيش الوطني داعيا إلى ضرورة تحرير التراب الليبي من الإرهاب والفوضى وتوحيد الجهود الوطنية في التصدي للعدوان والغزو التركي على ليبيا وإحلال الأمن والاستقرار في كل ربوع ليبيا.

تركيا تهدد باستهداف الجيش الليبي
هددت تركيا أمس باستهداف قوات الجيش الليبي، وأنها ستصبح «أهدافاً مشروعة» في حال واصلت مهاجمة بعثات أنقرة و«مصالحها».  بدوره وصف الباحث الليبي في الشؤون الاستراتيجية فرج زيدان التهديدات الصادرة عن وزارة الخارجية التركية بشأن استهداف قوات الجيش الليبي، ناتجة عن الخسائر الكبيرة في صفوف العسكريين الأتراك في ليبيا. وقال الباحث الليبي، إن الجيش الليبي يعتبر الأتراك أهدافاً مشروعة كقوة غازية تمارس الحرب والعدوان ضد ليبيا وشعبها، مضيفاً «سيسجل التاريخ العسكري في أنصع صفحاته انتصار قواتنا المسلحة العربية الليبية على القوات الانكشارية للنظام العثماني الأردوغاني وخروجه مهزوماً صاغراً من أرض ليبيا.
(الاتحاد)

48 قـتيلاً فـي اشتباكـات بـين القـوات السوريـة والإرهابـيين

قتل 48 عنصراً على الأقل من القوات الحكومية والفصائل الإرهابية المدعومة من أنقرة والمرتبطة بتنظيم «القاعدة»، أبرزها تنظيم «حراس الدين» المتشدد خلال اشتباكات في شمال غربي سوريا، رغم سريان وقف لإطلاق النار منذ شهرين، بحسب ما ذكر، أمس الأحد، المرصد السوري، في وقت أعلنت وزارة النفط أنها توقفت عن تزويد السيارات التي تستهلك كميات أكبر من الوقود، بالبنزين المدعوم، في إجراء تقشفي جديد، يعكس حاجة دمشق لتوفير النفقات والمشتقات النفطية.

وأفاد المرصد بمقتل «35 عنصراً من القوات الحكومية وحلفائها مقابل 13 من مسلحي حراس الدين والمجموعات الإرهابية، جراء اشتباكات عنيفة في منطقة سهل الغاب» في ريف حماة الشمالي الغربي. وتعد حصيلة القتلى هذه «الأعلى منذ سريان الهدنة»، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، موضحاً أن «الاشتباكات اندلعت بعد منتصف الليل إثر هجوم للفصائل الإرهابية على مواقع القوات الحكومية». وينشط فصيل حراس الدين الإرهابي، المرتبط بتنظيم القاعدة ويضم نحو 1800 مقاتل بينهم جنسيات غير سورية، وفق المرصد، في شمال غربي سوريا. ويقاتل مع مجموعات إرهابية تتزعمها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي تعد التنظيم الأوسع نفوذاً في إدلب. وتترافق المعارك المستمرة بين الطرفين مع قصف صاروخي كثيف تنفذه القوات الحكومية في المنطقة ومحيطها وفي ريف إدلب الجنوبي المجاور، بحسب المرصد. وتشهد المنطقة، منذ سريان الهدنة التي أعلنتها موسكو وأنقرة، اشتباكات متقطعة وقصفاً متبادلاً بين الطرفين، إلا أن المعارك الحالية هي «الأعنف» وفق المرصد.

من جهة أخرى، أعلن وزير النفط والثروة المعدنية علي غانم عن إيقاف تزويد السيارات الخاصة ذات سعة المحرك من «2000 سي سي» وما فوق، وكل من يملك أكثر من سيارة، سواء أكان فرداً أو شركة، بالبنزين المدعوم «على أن توظّف الإيرادات التي سيتمّ توفيرها في مشاريع خدمية وتنموية» لم يحدد ماهيتها.

وكان يحقّ للسيّارات الخاصة، بغضّ النظر عن سعة محركها، الحصول على مئة ليتر من البنزين المدعوم شهرياً، على أن يتحمل مالكوها نفقة أي كمية إضافية.

وبات يتوجب على المشمولين بالقرار تأمين الوقود لسياراتهم على نفقتهم الخاصة، أي بالسعر غير المدعوم والمحدد بتسعة آلاف ليرة سورية (12 دولاراً تقريباً) لصفيحة البنزين (20 لتراً) فيما كانوا يحصلون عليها بخمسة آلاف ليرة فقط. وشرح غانم وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية، أن«المشتقات النفطية والنفط الخام المورد إلى سوريا لا يأتي بأسعاره العالمية فقط وإنما بقيم مضافة على أجور النقل والتحويلات المالية نتيجة الإجراءات الاقتصادية القسرية»المفروضة على الحكومة. وأوضح أن القرار «يرفع الدعم جزئياً عن تسعة في المئة فقط» من السيارات.

تهديدات إرهابية لرئيسة حزب تونسي انتقدت «الإخوان»

طالب البرلمان التونسي، الجهات الأمنية في البلاد، الأحد، بتوفير حماية خاصة لرئيسة الحزب الدستوري الحر المعارض عبير موسي، بعد تلقيها تهديدات إرهابية.
ودعا البرلمان، في بيان، السلطات إلى فتح تحقيق في التهديدات التي طالت رئيسة لجنة الطاقة عبير موسي، والعمل على ضمان سلامتها.
والأحد، 3 مايو/ أيار الجاري، اتهمت رئيسة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي، حركة «النهضة» الإخوانية، بالتحضير لمخطط خطير يقوم على إشاعة الفوضى، والعنف، والفتنة في البلاد، وإيهام الرأي العام بتورط حزبها في ذلك.
وكانت موسي التي يمثل حزبها الكتلة الخامسة في البرلمان التونسي، أعلنت تلقيها تهديدات إرهابية مؤكدة، إثر إعلامها بذلك من قبل السلطات الأمنية، ولكنها لم تفصح عن مصدرها.
والحزب الدستوري الحر من أشد المنتقدين لـ«الإخوان» في تونس، وهو الخصم اللدود لحركة النهضة التي يتزعمها رئيس البرلمان راشد الغنوشي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتلقى أحد أعضاء مجلس النواب التونسي تهديدات بالقتل، فقد سبق وحمل النائب عن حركة الشعب القومية هيكل المكي، مسؤولية سلامته لزعيم تنظيم «النهضة» راشد الغنوشي، بعد تعرضه لحملة تشويه وصلت حد التهديد المباشر بالاغتيال، والتصفية.
وكان المكي هاجم تنظيم «الإخوان» الإرهابي، والنظام التركي بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، واتهمهما بالعمل على تقويض السلام، والاستقرار في المنطقة.
وفقدت تونس سياسيين اثنين، هما شكري بلعيد، ومحمد البراهمي، في اغتيالين إرهابيين عام 2013 تسببا باضطرابات في البلاد، وسط اتهامات طالت قيادات «إخوانية» في البلاد.
(الخليج)

مواجهات مسلحة بين ميليشيات تركية في سوريا

تشهد محافظة الحسكة شمالي سوريا مواجهات مسلحة بين فصائل موالية لتركيا، حيث أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الاقتتال وقع بين فصيلي «الحمزات» وفرقة «السلطان مراد»، في المنطقة الواقعة ما بين قرية الدادوية والعريشة في ريف رأس العين شمال محافظة الحسكة.

والأربعاء الماضي، دبت خلافات بين أهالي رأس العين، والفصائل المسلحة الموالية لتركيا، حيث طالب الأهالي بخروج المسلحين من المدينة، وتمركزهم في الريف، بسبب ممارسات تلك الفصائل.

وتشهد شمالي سوريا اشتباكات بين الفصائل الفصائل الموالية لتركيا، ففي 27 أبريل الماضي، شهدت مناطق عدة بريف الحسكة، اشتباكات عنيفة بين الفرقة 20 من جهة، و«أحرار الشرقية» من جهة أخرى، على محاور في قريتي حربوني والعدوانية بريف رأس العين (سري كانييه).

وتتزامن الاشتباكات مع استمرار الحشد بين الطرفين وسط توتر كبير، يسود عموم رأس العين وريفها.

Volume 0%
 

الجيش الليبي: عملياتنا تستهدف حماية الوطن

نفى الجيش الوطني الليبي استهدافه المقار الدبلوماسية ومقار الهيئات والبعثات الدولية في طرابلس، مؤكداً في بيان له، احترامه المواثيق الدولية، مشيراً إلى أن استهداف بعض السفارات في طرابلس يأتي في إطار أعمال العصابات الإرهابية. وأشار الناطق باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، في بيان، إلى أن عمليات الجيش الوطني الليبي تستهدف حماية الوطن، وضيوفه من الإرهاب والعصابات الإجرامية.


 وجاء في البيان: «في تقدمها نحو طرابلس، تعهدت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، وبشكل مباشر بحماية المقار الدبلوماسية كالسفارات الأجنبية، ومقار الهيئات والبعثات الدولية في العاصمة، وكذلك مقار الشركات الأجنبية ومؤسسات الدولة». وأضاف: «وكان هذا التعهد لسببين، أولاً أن عمليات القوات المسلحة تستهدف حماية الوطن وضيوفه من الإرهاب والعصابات الإجرامية، لتبرهن لليبيين والمجتمع الدولي أنها تقاتل من أجل السلام والأمن والاستقرار».


«ثانياً، تعلم القيادة العامة تماماً أن العصابات الإرهابية لا تتوانى عن ارتكاب جرائم وأفعال قذرة ضد السفارات الأجنبية الهيئات الدولية من أجل تأليب الرأي العام الدولي على القوات المسلحة، وأهداف الحرب التي تخوضها ضد التكفيريين والعصابات الإجرامية».


ضربات دقيقة

Volume 0%
 


وتعرضت مدن ليبية عدة خلال الأيام الأخيرة إلى قصف مكثف بالطيران التركي المسير وأعلن الجيش الوطني الليبي، أمس، قصف مستودعات ذخيرة للميليشيات التابعة لحكومة فايز السراج بقاعدة معيتيقة في العاصمة طرابلس، موضحاً أن الضربات شملت الشق العسكري من القاعدة، ودمرت مخزن ذخيرة وغرفة عمليات للطيران المسير التركي.


وقال المسؤول الإعلامي بقوة عمليات إجدابيا التابعة للجيش عقيلة الصابر: إن الضربات شملت الشق العسكري من القاعدة، ودمرت مخزن ذخيرة وغرفة عمليات للطيران المسير التركي. وأوضح الصابر أن الضربات كانت دقيقة على تجمع للمرتزقة، كانوا في حالة استنفار للتحرك لخطوط المواجهة.
(البيان)

مخاوف اصطفاف تونس خلف الأجندة التركية تتفاقم

رغم محاولات الرئيس التونسي قيس سعيّد اتخاذ موقف محايد من طرفي الصراع في ليبيا والتأكيد في كل مناسبة على أنه يتخذ نفس المسافة من الطرفين، تشوّش اندفاعة رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي باتجاه حكومة الوفاق وتنسيق المواقف معها على تحركات سعيّد التي يسابق الزمن للمسك بزمام أمور الملف الليبي المعقد الذي احتكرته حركة النهضة من ثورة يناير2011.

ودفعت اتصالات الغنوشي بكل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس مجلس الدولة الليبي خالد المشري عديد الأحزاب التونسية إلى التحذير من توريط البلاد في العدوان على ليبيا، خاصة وأن تحركاته تزامنت مع اشتداد المعارك بين طرفي النزاع، ما يزج بالبلاد في الاصطفاف وراء الأجندة الإقليمية التركية-القطرية.

وحذّرت قوى سياسية تونسية من نوايا أنقرة استغلال تونس لأغراض عسكرية وعبّرت عن رفضها بشدة لأيّ نشاط تركي على الأراضي التونسية، فيما تشير مصادر دبلوماسية أن أنقرة تسعى إلى توفير طريق إمداد لميليشيات طرابلس انطلاقا من تونس بعد أن أطلق الاتحاد الأوروبي مهمة إيريني لمراقبة تدفق الأسلحة إلى ليبيا.

وأصدر كل من التيّار الشعبي وحزب العمال والحزب الاشتراكي وحركة البعث وحركة تونس إلى الأمام وحزب القطب، بياناً مشتركاً، عبرت من خلاله هذه الأحزاب عن رفضها المطلق لأيّ نشاط تركي على الأراضي التونسية لدعم “الميليشيات والإرهابيين” وتصدير المرتزقة إلى ليبيا.

وحذرت وفق نصّ البيان، من مغبة استمرار مسار الغموض الذي تنتهجه السلطات التونسية في كل ما يتعلق بالأنشطة التركية في المنطقة، مطالبين “بموقف واضح في رفض التواجد العسكري الأجنبي في المنطقة”.

وأدانت الأحزاب “كل محاولة للزج بتونس في لعبة المحاور الإقليمية مهما كانت على حساب أمنها القومي وعلى حساب أمن واستقرار الشعب الليبي ودماء أبنائه وطالبت رئيس الجمهورية بموقف واضح من محاولات تركيا التواجد العسكري سواء بشكل غير مباشر من خلال جلب المرتزقة من سوريا أو بشكل مباشر لما يشكله هذا الأمر من خطورة كبيرة على الأمن والسلم الإقليميين”.

وساهم تستر الرئاسة التونسية على حدود التنسيق الإقليمي مع تركيا في تعميق الغموض من التطورات الإقليمية خاصة بعد نزول طائرة تركية محمّلة بمساعدات طبية إلى ليبيا في مطار جربة جرجيس التونسي، ما أعطى الانطباع بأن شيئا ما يحاك في الكواليس.

وجاء في بيان للرئاسة التونسية أن المساعدات الطبية “موجهة إلى الأشقاء في ليبيا شرط أن يتم تسليم ما بها من مساعدات موجهة إلى ليبيا إلى السلطات التونسية (أمن و ديوانة) وشرط أن تتولى السلطات التونسية وحدها دون غيرها إيصالها إلى معبر راس جدير ليتسلمها الجانب الليبي”.

وعلّق الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق، الأحد، على الحادثة بالقول “في ملف نقل الشحنة الطبية إلى حكومة الوفاق كان على رئيس الجمهورية أن يطلب من الصليب الأحمر الدولي إدخال تلك المساعدات الطبية حتى يخرج من المأزق الذي وضعه الأتراك له”. وأضاف مرزوق “الدبلوماسية التونسية مصابة بكورونا ومنحازة بسذاجة إلى تركيا”.

وتصر تركيا على ألا تترك مناسبة أو فرصة تمر دون استغلالها ميدانيا لجهة تعزيز نفوذها في المنطقة، بما يدعم حلفاءها الإسلاميين في ليبيا، خاصة في هذه الفترة التي تسارعت فيها التطورات العسكرية في المنطقة الغربية بعد فشل الهجمات المتكررة لميليشيات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج على قاعدة الوطية العسكرية.

وتعرف تونس منذ بناء دولة الاستقلال بتوازن المواقف الدبلوماسية وعدم الانجرار لسياسة المحاور والاصطفاف، لكن منذ وصول الإسلاميين إلى الحكم ممثلين في حركة النهضة، تسود مخاوف من انزلاق تونس إلى سياسة المحاور مع دفع تركي قطري لإقحام البلاد في هذا الخندق ضمن أجندة التوسع والنفوذ الإقليمي وإسناد المشروع الإخواني في المنطقة.

ولا يخفي رئيس حركة النهضة دعمه لميليشيات حكومة الوفاق فضلا عن علاقاته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فكثيرا ما تأتي مواقف الحركة الإسلامية من الصراع الليبي متطابقة مع الأجندات التركية القطرية في المنطقة.

وحذّر النائب عن حركة تحيا تونس مبروك كورشيد السبت، من أنّ الرئيس التركي يريد أن يجعل من تونس حديقة خلفية لقواته وجسرًا للإرهابيين والميليشيات للدخول إلى ليبيا والسيطرة عليها سعيًا إلى بسط نفوذه على شمال أفريقيا.

واعتبر البرلماني التونسي أنّ الدبلوماسية التونسية ارتكبت عدة أخطاء بحق الأشقاء الليبيين، مشيرًا إلى “أنّها حدّ هذه اللحظة لا تتصرف برؤية استراتيجية وليست لديها خطة عمل في الملف الليبي”.

ولفت إلى أنّ “السلطات التونسية تتعامل مع القضية الليبية على أساس أن هذه الحرب تقع في بلد آخر وليست في الجارة ليبيا”، واصفا الخيارات التي تتخذها الدبلوماسية التونسية في التعاطي مع موضوع ليبيا بأنّها “خرقاء”. وسبق أن مورست ضغوطات على وزير الدفاع التونسي عماد الحزقي، بعد تصريحات قال فيها إن بلاده اضطرت إلى التنسيق مع ميليشيات مسلحة على حدودها الجنوبية، وهي ضغوط من الداخل ومن الخارج حتى بدا وكأن الدبلوماسية التونسية بات موقفها من الملف الليبي يصاغ في الدوحة أو أنقرة، ولا يعترف به قبل أن يصادق عليه رئيس حركة النهضة رغم أن حقيبة الخارجية والدفاع ومتابعتهما من صلاحيات الرئيس.

ويرى متابعون أن مصلحة تونس تقتضي الدفع نحو حل سياسي حقيقي يجمع بين الفرقاء المتنازعين وينهي أساسا الميليشيات كحالة سياسية وأمنية دائمة في طرابلس، فضلا عن بناء نظام يحوز على اعتراف إقليمي ودولي.

رحى تصفية الحسابات تطحن أركان حكومة السراج

أخرج الإعلان عن وفاة عبدالقادر التهامي، رئيس جهاز مخابرات حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، الخلافات المُتفاقمة بين أركان هذه الحكومة والميليشيات والتنظيمات الإرهابية التي تنضوي تحت عباءتها، إلى دائرة صراع الولاءات، لترسم ملامح مرحلة جديدة تتدحرج بسرعة نحو تصفيات دموية تُغذيها تركيا التي تسعى إلى إحكام سيطرتها على مُجمل مفاصل الحياة السياسية في طرابلس، بتقاطعاتها العسكرية المُتشابكة.

وقطع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، الصمت الذي لازمه منذ الإعلان يوم السبت عن وفاة رئيس جهاز المخابرات بنعي وزعه الأحد، زعم فيه أن الوفاة ناتجة عن إصابته بـ”أزمة قلبية مفاجئة”، لافتا في بيان له إلى أن التهامي “… تحمل المسؤولية في فترة من أصعب الفترات التي يمر بها الوطن”.

لكن هذا النعي الذي جاء مُقتضبا، لم يُبدد الغموض الذي أحاط بهذه الوفاة، بل على العكس من ذلك ساهم في ارتفاع وتيرة التكهنات حول خفايا هذه الوفاة وملابساتها وسط جملة من الافتراضات التي حملت رسائل قابلة للتأويل في اتجاهات مُتعددة، لاسيما وأن المُتوفّى كان عنصرا فاعلا في معادلة صراع الأجندات داخل أركان حكومة السراج وخارجها، في علاقة بالمشروع التركي في المنطقة.

وتضاربت الأنباء حول أسباب تلك الوفاة، حيث أشارت مصادر ليبية مُتطابقة إلى أن التهامي قُتل بعد يومين من خطفه من قبل ميليشيات “النواصي”، مُرجحة بذلك تصفيته جسديا.

وفي هذا السياق لم يتردد الناشط السياسي الليبي، كمال المرعاش في اتصال هاتفي مع “العرب”، في القول “إن تصفية التهامي تندرج ضمن صراع النفوذ بين الميليشيات المُسيطرة على المؤسسات السيادية المالية والرقابية والأمنية في العاصمة طرابلس”.

واعتبر أن هذه التصفيات “تحدث عندما تكون هناك خلافات حول ملفات الفساد والنهب، وهي طريقة تُشبه إلى حد بعيد ممارسات عصابات المافيا عندما تختلف على صفقات معينة أو تعتدي إحداها على مناطق نفوذ الأخرى”.

وفي المقابل، لا يستبعد المراقبون أن تكون تصفية التهامي مُرتبطة بأهداف وغايات ليست بعيدة عن النزاعات والصراعات التي فرضتها أجندات تركيا داخل حكومة الوفاق، والميليشيات الموالية لها، وذلك بالنظر إلى دوره في تصاعد وتيرة الخلافات بين السراج ووزير الداخلية فتحي باشاغا.

وفي هذا الصدد يشيرون إلى أن عملية التصفية جاءت فيما احتدم الصراع الذي اتخذ عناوين مُختلفة منها بالأساس إغراق العاصمة بميليشيات مدينة مصراتة التي ينتمي إليها فتحي باشاغا، تنفيذا لخطة المخابرات التركية التي لا تثق في ميليشيات طرابلس، وخاصة منها تلك التي ترفض محاولات الأتراك السيطرة على العاصمة.

وتزامن ذلك الصراع مع تبادل الاتهامات التي وصلت إلى حد التشكيك في ولاء بعض الميليشيات لحكومة الوفاق، حيث سبق أن وجه باشاغا اتهامات لميليشيات طرابلس، وخاصة منها كتيبة “النواصي” التابعة لـ “قوة حماية طرابلس” بـ”استغلال النفوذ والابتزاز والتآمر على وزارة الداخلية، واختراق جهاز المخابرات، واستخدامه ضد مؤسسات الدولة”.

وترافقت تلك الاتهامات مع تواتر تقارير من داخل طرابلس تُشير إلى أن حكومة السراج باتت تعتقد أن هناك عناصر داخل الميليشيات المحسوبة عليها، داعمة للجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، وتمده بمعطيات مخابراتية عن تمركزات الأتراك والمرتزقة السوريين، وهو ما تؤكده الضربات المركزة التي نفذها الجيش الليبي ضد المواقع العسكرية التركية في محيط ووسط العاصمة طرابلس.

وعلى وقع هذه التطورات، تذهب بعض القراءات الأخرى إلى القول إن تصفية التهامي في هذا التوقيت بالذات ليست بريئة، ولا معزولة عن سياق الترتيبات الجارية التي تريد تركيا فرضها على المشهد الليبي، والتي يتولى رسمها رئيس جهاز مخابراتها هاكان فيدان الذي يُعتقد أنه موجود حاليا في طرابلس التي وصل إليها قبل أيام قليلة لمتابعة تطورات الأوضاع هناك.

وكان لافتا أنه منذ الكشف عن وصول رئيس جهاز المخابرات التركية إلى طرابلس، تتالت التقارير التي تتحدث عن تصفيات جسدية لعدد من أفراد الميليشيات، ترافقت مع تزايد تصفية الحسابات الشخصية، والسياسية، الأمر الذي أسْهم في بروز سلسلة من التقديرات التي لا تستثني تورط تركيا في هذه التصفيات بهدف خلق توازنات جديدة لصالح الميليشيات الموالية لها.
(العرب اللندنية)

شارك