من هو إيرج مسجدي سفير إيران في العراق؟
علي رجب
عاقبت وزارة الخزانة الأمريكية السفير الإيراني في العراق إيرج مسجدي. وقال بيان لوزارة الخزانة الأمريكية إن مسجدي لعب دورًا رئيسيًا في صنع السياسات فيلق القدس التابع لقوات الحرس الإيراني في العراق.
كما اتهمت الولايات المتحدة السفير الإيراني
في العراق بـ "الإشراف على برنامج تدريب ودعم للجماعات العراقية المسلحة وتوجيه
أو دعم الجماعات المسؤولة عن الهجمات التي قتلت وجرحت القوات الأمريكية وقوات التحالف
في العراق".
من هو إيرج مسجدي؟
يعتبر إيرج مسجدي رجل خامنئي من لإدارة العراق وهو الشخص رقم ٣ في
قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الاسلامي، ولد في عام ١٩٥٧ في مدينة عبادان في
الاحواز.
حاصل على كالوريوس في التاريخ من جامعة الشهيد بهشتي(
الجامعة الوطنية الإيرانية)، والماجستير في مديرية الستراتيجية.
بدأ الانخراط مبكرا في الحرس الثوري الايراني وبعد تشكيل
مقر رمضان الذي أسس في عام ١٩٨٣ للتدخل في شؤون العراق، أصبح رئيس أركان لهذا المقر.
محسن رضايي القائد العام السابق لقوات الحرس
تحدث عن تاريخ تشكيل مقر رمضان وقال: في أعقاب موافقة وترحيب مسؤولي البلاد بمشروع
قائد قوات الحرس، قام بسرعة بتشكيل مركز الحروب غير التقليدية تحت إشراف مباشر منه
في عام ١٩٨٣ وقد تم إطلاق هذه التشكيلات بالتزامن مع قدوم شهر رمضان المبارك وتم تسميتها
«مقر رمضان».
بعد الحرب الإيرانية العراقية أصبح مقر
رمضان الفيلق الأول لقوة القدس، وكانت مهمته التدخل في العراق، وكان إيرج مسجدي قائد
الفيلق الأول في قوة القدس.
وفي مقابلة مع وكالة "مهر" الإيرانية
للأنباء في حزيران/يونيو الماضي، تحدث مسجدي عن "المهمة التاريخية" للجمهورية
الإسلامية المتمثلة بدعم كافة الدول الإسلامية والجماعات المقاتلة التي تحارب
"الصهيونية والإمبريالية" لكي يمكن "تسريع" الهدف النهائي بتدمير
إسرائيل. كما أشار إلى أن إيران تتبع دبلوماسية أجنبية على ثلاث جبهات متوازية: رسمية،
وتنظيمية مسلحة (أو "ثورية")، وشعبية، كما حدّدها المرشد الأعلى خامنئي.
ووفقاً للعميد، هذا يعني أنه على الرغم من ممارسة إيران أعمالاً رسمية مع الحكومات
الإقليمية، إلا أنها تحافظ أيضاً على روابط وثيقة مع الجماعات المسلحة والأحزاب من
أجل التأثير على الأحداث المحلية والرأي العام.
جميع قادة الميليشيات العراقية، بما في
ذلك فيلق بدر (تحول لاحقا الى منظمة بدر بقيادة هادي العامري) التابع للمجلس الاسلامي الاعلي، تشكلت تحت قيادة
مقر رمضان.
كان لإيرج مسجدي يد في التدخل في شؤون العراق،
وكل المجموعات العراقية المرتبطة بنظام خامنئي وخاصة المجموعات العسكرية مثل لواء بدر
والوحدات الإرهابية حزب الدعوة والتيارات الكردية كانت تحت إمرته وقيادته وتتلقى رواتبها
منه.
وفي السنوات الأخيرة، لعب دورًا مباشرًا
في تأسيس الحشد الشعبي من المليشيات المرتزقة التابعة للنظام، وهو يلعب حاليًا دورًا
مباشرًا في قيادة هذه الجماعات والسيطرة عليها.
ووفقًا لتقارير مستقاة من داخل النظام الإيراني
فإن القوى القمعية للانتفاضة العراقية والتي فتحت النار على المتظاهرين، والتي تشمل
قوات الحشد الشعبي والقوات الأمنية، تعمل جميعاً تحت قيادة إيرج مسجدي.
بعد الحرب بين إيران والعراق وتشكيل قوة
القدس في عام 1990، وبالنظر إلى أهمية العراق للنظام في المقام الأول ، أصبح إيرج مسجدي
قائد الفيلق الأول في قوات القدس للتدخل في العراق والقيام بأعمال إرهابية مختلفة في
العراق.
بين عامي 1992 و 2003 ، قام قوات النظام
التابعة لقيادة مقر رمضان بـ 146 عمل إرهابي ضد المجاهدين على الأراضي العراقية، الأمر
الذي أسفر عن شهادة العشرات من مجاهدي خلق.
منذ عام 2003، وبعد الإطاحة بالنظام العراقي
السابق، قام إيرج مسجدي، على رأس قاعدة رمضان، بتقسيم الأراضي العراقية وإرسال قادته
إلى أنحاء مختلفة من العراق.
بعد استيلاء داعش على تكريت والموصل، استقر
ايرج مسجدي في العراق وتولى قيادة قوات الحرس مباشرة في العراق، وقام بتنظيم مجموعات
مرتزقة عراقية على شكل الحشد الشعبي.
بعد عام 2017 تم تعيينه سفيراً للنظام بشكل
رسمي. وبهذا الشكل تم جلب هذا الشخص الذي يحمل تاريخاً طويلاً يمتد إلى 30 عاماً من
التدخل في شؤون العراق وله يد طويلة في العمليات الإرهابية وتشكيل المجموعات العراقية
المرتزقة، تم نقله من خلف المشهد إلى الأمام، ليقوم بإدارة كل الشؤون السياسية والاقتصادية
والعسكرية والأمنية وحتى الثقافية في العراق تحت قيادة ولاية الفقيه.
في 11 إبريل 2017 مسجدي دخل بغداد وسلّم
نسخة من أوراق اعتماده إلى وزير الشؤون الخارجية في العراق وبدأ نشاطه كسفير.
و كتبت وكالة ميزان التابعة للنظام في تاريخ
16 يناير 2017 بالتزامن مع انتشار خبر عن احتمال تنصيب إيرج مسجدي كسفير في العراق
وقدمته كثالث سفير قائلة:
"تتحدث بعض وسائل الإعلام عن العميد
إيرج مسجدي المستشار الأعلى لقوات القدس كسفير جديد لإيران في العراق. وقد تولى العميد
مسجدي، السفير المحتمل لإيران في العراق، وظيفة رئاسة أركان المقر الوحيد لقوات الحرس
خارج الجدود خلال فترة الدفاع المقدس (مقر رمضان).
كان على القوات التابعة لهذا المقر والتي
تشكلت بشكل رئيسي من النخب، الذين خاضوا الحرب في كردستان وبلدان المنطقة، السفر لكيلومترات
طويلة سيراً على الأقدام، صعوداً وهبوطاً في الجبال للوصول إلى نقطة الهدف والقيام
بعمليات حرب العصابات.
كانت مهمة المقر هي تنفيذ عمليات حرب العصابات
على الأراضي العراقية بالتعاون مع قوات المعارضة الكردية العراقية"
دور إيرج مسجدي قبل أن يتولى منصب السفير
نهج وأسلوب عمل إيرج مسجدي في العراق كان
يشبه سلوك حاكم لخامنئي في العراق وممثل لقوة احتلال. عدة أمثلة:
شارك مسجدي في مراسم المجلس الوطني العراقي
(البرلمان) في 15 ديسمبر 2018 وعندما طلب رئيس الجلسة الوقوف احتراماً لشهداء العراق،
وقف الجميع فإذا به غادر الاجتماع في برلمان العراق. ووصفت العديد من وسائل الإعلام
العراقية تصرف مسجدي هذا بأنه موقف وعمل مهين للشعب العراقي.
وقد تردد الحرسي مسجدي مرارًا وتكرارًا
إلى المدن العراقية، بما في ذلك بغداد والناصرية والبصرة والعمارة والنجف وكربلاء،
وكان مرتبطًا بعملاء قوة القدس العراقية مثل هادي العامري وأبو مهدي المهندس وهاشم
الموسوي وأبو بلال أديب وحسن الساري وغيرهم من قادة المجموعات الشيعة التابعة للنظام
الإيراني. وكان يشجع ويمضي قدماً في سياسات التدخل وتوسيع النفوذ في العراق.
صانع العملاء
في 26 يناير2007، كشف المجلس الوطني للمقاومة
الإيرانية، NCRI خلال ثلاثة مؤتمرات صحفية كبرى في باريس ولندن وبرلين ، وثيقة سرية تامة
من داخل قوات الحرس الثوري تشمل أسماء ومواصفات 32 ألف عميل ومرتزق تابع لنظام الملالي
في العراق.
وكان هؤلاء المرتزقة جميعًا منتسبو مقر
رمضان التابع لقوة القدس، حيث حصلوا على رواتبهم من قبل نظام الملالي في إيران لسنوات.
بعد وقت قصير من سقوط النظام السابق في
عام 2003، تم تنظيم هذه القوات في مجموعات كبيرة ودخلت إلى العراق عبر معابر الحدود
الإيرانية العراقية تحت القيادة المباشرة للقادة الإرهابيين الكبار في قوة القدس بمن
فيهم قاسم سليماني وإيرج مسجدي وأحمد فروزنده وحميد تقوي.
وقد تمركز العشرات الآلاف من المرتزقة في
بغداد وفي جميع مدن العراق الرئيسية وفي جميع مناحي الحياة العسكرية والسياسية والحزبية
والإدارية والاقتصادية والثقافية، وما إلى ذلك في جميع مناطق العراق الحيوية.
كان الهدف هو تحويل العراق هذا الكنز المفقود
إلى جمهورية من "اتحاد الجماهير الإسلامية" التابعة لخامنئي.
جميع هؤلاء الأشخاص كان لديهم أسماء إيرانية
وعراقية، ورقم حساب إيراني، ورمزهم الخاص، ومبلغ من الرواتب بالعملة الإيرانية، وهلمّ
جرا.
دور مسجدي في تشكيل الحشد الشعبي:
بعد أن هاجم المالكي الاعتصامات الشعبية
في محافظة الأنبار في عام 1013 ، قدم مسجدي برفقة قادة من قوة القدس إلى العراق ونفذوا
خططًا قمعية لقتل وإبادة أهل السنة في هذه المحافظة.
في هذا الصدد، كان يعمل حسن دانايي فر سفير
النظام آنذاك في العراق، وهو نفسه ضابط في قوة القدس، تحت إمرة مسجدي.
لعب مسجدي دوراً رئيسياً في تشكيل الميليشيات
الإجرامية العراقية المعروفة باسم الحشد الشعبي.
وحول آلية عمل ونهج الحشد الشعبي قال بأن
هذه القوة هي قوة تابعة لولاية الفقيه ويجب عليها دائماً أن تكون في خدمة ولاية الفقيه
والمثل المقدسة للجمهورية الإسلامية في إيران.
وقد تحدث العديد من مسؤولي قوات الحرس عدة
مرات عن الحشد الشعبي بصفته "قوات الحرس في العراق" أو بصفته "البسيج
الإيراني" في العراق.
كما أن دخول هذه المليشيات لمناطق اهل السنة
بحجة محاربة داعش وقتل الأهالي الأبرياء في مختلف مناطق أهل السنة كان يتم تحت إشراف
كامل من قبل مسجدي. فيما بعد تم فضح هذه المذابح والجرائم من قبل أجهزة حقوق الإنسان
ووسائل الإعلام الإخبارية بالتفصيل.
بالإضافة إلى العراق ، لعب مسجدي دوراً
رئيسياً في تنفيذ الجرائم تأجيج الحرب في سوريا وإرسال الميليشيات العراقية إليها.
وفي عام 2017 قال مسجدي في ذكرى مقتل عدد
من قوات الحرس في سوريا: "كان خط المواجهة على جبهاتنا بالأمس يمتد من أروندرود
، وشلمجة، ومهران، وحاج عمران. اليوم تم نقل هذا الخط الأمامي إلى دمشق وحلب والموصل
والفلوجة".
بعد تعيين إيرج مسجدي سفيراً للعراق، وفي
الوقت الذي تحدثت فيه العديد من التيارات السياسية العراقية والعديد من الدول العربية
عن إيرج مسجدي ووصفته كمجرم حرب، قال مستشار الأمن القومي للحكومة العراقية فالح فياض
إن الحكومة العراقية وافقت على تعيين مسجدي سفيراً لإيران في العراق. وصرّح فالح الفياض
بأن مسجدي قد "شارك في تشكيل الحشد الشعبي".
