وفاة داعي الإسلام الشهّال.. من هو مؤسس التيار السلفي في لبنان؟

الأحد 15/نوفمبر/2020 - 03:04 م
طباعة وفاة داعي الإسلام علي رجب
 

توفي  أبرز قادة التيار السلفي في لبنان، الشيخ «داعي الإسلام الشهّال»، جمعية الهداية الاسلامية في طرابلس، بعد ٣ أسابيع على إصابته بفيروس كورونا حيث كان يعالج في أحد المستشفيات التركية.

ونعت هيئة علماء المسلمين في لبنان، «داعي الإسلام الشهّال» قائله «بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى ننعي إلى أمتنا الإسلامية فقيد الدعوة الإسلامية صاحب البصمة العلمية والإسلامية في لبنان الشيخ الداعية الشيخ داعي الإسلام الشهال ».

ونعى جعفر الشهّال نجل  داعي الإسلام الشهّال والده من خلال منشور كتبه عبر صفحته في «فايسبوك»، قائلاً: «والدي مؤسس التيار السلفي في لبنان سماحة الشيخ داعي الإسلام الشهال في ذمة الله».

وذكرت معلومات أنّ الشهّال كان قد أصيب بـكورونا الشهر الماضي وتم نقله الى أحد مستشفيات اسطنبول - تركيا للمعالجة.

من هو داعي الإسلام الشهال؟

الشيخ داعي الاسلام الشهال أبرز رموز التيار السلفي في لبنان، و عُرف من خلال حركة أطلق عليها اسم «الدعوة السلفية» والتي كانت بداية دخول التيار السلفي الى مدينة صيدا ومخيّم عين الحلوة.

نشأ داعي الاسلام الشهال في كنف والده مؤسس جماعة «مسلمون» الشيخ سالم الشهال، تخرج من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1984م، وطلب العلم عند علماء السعودية كالشيخ أبي بكر الجزائري، والشيخ عبد الله الغنيمان، وتأثر بالشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين.

 

وآلت زعامة الحركة السلفية إلى «داعي الإسلام» بعد وفاة والده سالم الشهال الذي مثل المرحلة الثانية من العمل السلفي، فجمع بين العمل الدعوي والسياسي.

 

ثم أسس الشهال في سبعينيات القرن الماضي «نواة الجيش الإسلامي»- في عهد إمارة «حركة التوحيد الاسلامي» بزعامة الشيخ الراحل سعيد شعبان، وغادر طرابلس عقب أحداث العام 1985 (اقتحام الجيش السوري والأحزاب اللبنانية الحليفة لعاصمة الشمال)- وهو تنظيم مسلح للدفاع عن أهل السنة عقائديا واجتماعيا في وجه بعض المتطاولين ضد المسلمين، سواء كانوا نصارى أو نصيريين من الجيش السوري، أو حتى من الحزب الشيوعي، وذلك في وقت لم يكن «الأحباش» ولا الشيعة يشكلون فيه خطرا حقيقيا.

بعد عام 1985م انتقل داعي الإسلام إلى العاصمة بيروت، وإلى إقليم الخروب، ثم إلى صيدا، ولما أخذت الأوضاع في لبنان تتجه نحو الهدوء، بعد اتفاق الطائف، انصرف الشهال الابن لتأسيس العمل الدعوي عبر المدارس الدينية، والتسجيلات الإسلامية، وكفالة الأيتام، وبناء المساجد، وتأسيس إذاعة القران الكريم، وغيرها من النشاطات، فأنشأ الشهال «جمعية الهداية والإحسان» في 1988 التي شكّلت الإطار الرسمي للحركة السلفية وكان عملها يشمل الجوانب الدعوية والتربوية من جهة، والعمل الاجتماعي من جهة أخرى، بهدف سَدّ حاجات أهل السنة والجماعة في هذين المجالين.

وانتشرت خدمات الجمعية من أقصى شمال لبنان إلى أقصى جنوبه، إلى أن أصدرت السلطات اللبنانية قرار حلّها عام 1996؛ بسبب ما ادّعَته من «إثارة النعرات الطائفية في بعض الكتب التي تعتمدها الجمعية في معاهدها الشرعية».

وقد عاد الشيخ داعي الاسلام الشهال إلى العمل من جديد، بعد أن أُسقطت عنه التهم التي أُلحقت به، وأُعيد لجمعية «الهداية والإحسان» الاعتبار من قبل مجلس شورى الدولة، ليستأنف العمل على تحصين «أهل السنة والجماعة في لبنان» من خلال الإذاعة، وفتح المعاهد.

توالت الأحداث، وتفاقمت الأزمة بين الحكومة اللبنانية التي كانت تحت الوصاية السورية وبين الشيخ داعي؛ إذ اتهم بالتحريض على الفتنة المذهبية، وحُكم عليه بالإعدام، وتم مصادرة أموال الجمعية، وبقي الشيخ داعي الإسلام في تلك الفترة ملاحقا أمنيا من دون أن تطبق بحقه الإجراءات بسبب التوازنات اللبنانية - الطائفية، وقد سجل له حضور بارز في أحداث الضنية (1999 - 2000)، وأخذ دوره كمفاوض مع جماعة (فتح الإسلام) إبان أحداث نهر البارد الأخيرة.

وفي 7 أبريل 2017، انتقل داعي الإسلام الشهال إلى الإقامة الجبرية في السعودية، بعد تطبيق الخطة الامنية في طرابلس والذي امتنع عن العودة الى لبنان بوجود مذكرة توقيف بحقه اثر العثور على مستودع اسلحة يملكه في ابي سمراء بطرابلس.

واعتُقِل ابنيه جعفر وزيد في 2015، لمشاركتهما في الصدامات الطائفية في طرابلس. وأمضى زيد بالسجن عام في سجن رومية، ثم أفرج عنه.

ثم انتقل داعي الإسلام الشهال  للعيش في تركيا، وذلك بعد أن صدرت مذكرة توقيف بحقّه في لبنان وبحقّ الشيخ بلال الدقماق لارتباطهما بقضايا مخازن سلاح تتصل بأحداث بحنين.

 

 

 

 

 

 

شارك