دراسة لجامعة الإمام الحسين.. هذه أدوات إيران لدعم الحوثي والتغلغل في اليمن

الأحد 03/يناير/2021 - 12:41 م
طباعة دراسة لجامعة الإمام علي رجب
 
دراسة لجامعة الإمام

على الرغم من نفي إيران مرارًا دعم لجماعة الحوثيين «أنصار الله»، ورفضت قبول المسؤولية عن هجمات الحوثيين على المملكة العربية السعودية ، كشفت دراسة إيرانية جديدة عن دور وأدوات دعم طهران لجماعة الحوثي ، منذ تأسيس الجماعة وحتى اليوم، وهو ما يعد وثيقة إيرانية لخريطة استراتيجية لتغلغل الملالي في اليمن.

أعد الدراسة الإيرانية التي نشرت  مؤخرًا في مجلة «دراسات السياسة الخارجية في طهران» وهي مجلة ربع سنوية، جامعة الإمام الحسين التابعة للحرس الثوري ، بالتعاون مع مجموعة من الخبراء من وزارة الخارجية الإيرانية والجهات الحكومية الأخرى، بعد مقابلات من مع نحو 15 مسؤولا وخبيرا في إيران.

تتناول الدراسة، التي تنشرها «بوابة الحركات الإسلامية» 19 حالة من أدوات النفوذ الايراني في اليمن، وكيفية دعم طهران للحوثيين في اليمن، وانقسم دور إيران في دعم جماعة عبد الملك الحوثي، تحت شعار «دعم الشعب اليمني»  إلى دعم «سياسي - إنساني - إعلامي - علمي - ثقافي - قانوني - ثقافي - ديني - اقتصادي».

 

 

أدوات الدعم السياسي

أدوات الدعم السياسي

وأوضحت الدراسة أهم أدوات الدعم السياسي من قبل إيران للحوثي، هو فتح  المكتب الرسمي للحوثيين في طهران، وتبادل سفراء بين الحوثي وطهران، ودعم  النفقات السياسية والاقتصادية ، ودعم جبهة الحوثيين سياسيا وفي المحافل الاقليمية والدولية خاصة في مجلس الامن والامم المتحدة ضمن ما يسمى «جبهة المقاومة» وايضا اعطاء الحوثي المشروعية السياسية انهاء العزلة الإقليمية والدولية، عبر تسهيل ودعم العلاقات بين «أنصار الله» وكلا من روسيا وسوريا وباكستان والعراق الصين، عبر المساعدة والتوسط في فتح مكاتب للحوثي في هذه الدول.

و من الدعم الدوي مشاورات إيران الدائمة مع الصين وروسيا لمنع اتخاذ قرارات صارمة من مجلس الأمن ضد الحوثي.

كذلك اعلان الدعم السياسي والروحي في مواقف وخطابات المرشد الأعلى علي خامنئي وكبار المسؤولين في إيران لجماعة الحوثي، وما يسمى مظلومية الشعب اليمني وتفعيل واستخدام قدرات السفارات الإيرانية الأخرى للتعرف على دعم جماعة عبد الملك الحوثي.

وكذلك  دعم الحوثي فيما يسمى اسقاط الدكتاتورية الموالية للسعودية ، وتشجيع عناصر جبهة المقاومة على دعم الحوثي داخل اليمن، من أهم الإجراءات السياسية التي تتخذها طهران في دعم الحوثيين.

الدعم الحقوقي والاغاثي:

الدعم الحقوقي والاغاثي:

وكذلك العمل على ابراز قضية اليمن، وجماعة الحوثي، حقوقيا عبر التواصل مع المنظمات الحقوقية لإظهار الشعب اليمني ينتهك حقوقيا من قبل السعودية والتحالف، وتقديم استشارات قانونية لمؤسسات حقوق الإنسان العاملة في اليمن.

كما أشارت الدراسة إلى الجهود الإيرانية المبذولة لما يسمى كسر الحصار المفروض على اليمن «الحوثي»، وإرسال المساعدات الانسانية الإيرانية إلى صنعاء، وإنشاء مقر للمساعدة الشعبية لتركيز المنظمات الإيرانية غير الحكومية على دعم اليمن باعتباره أهم الأعمال الإنسانية لإيران في اليمن.

الدعم الاعلامي.. الدعاية الإعلامية:

الدعم الاعلامي..

اما على صعيد الدعم الاعلامي والدعائي، من قبل إيران لجماعة الحوثي، فقد أوضحت الدراسة أن الدعم جاء عبر  دعم ما يسمى الحقوق الحوثية في وسائل الإعلام في مختلف الشبكات باللغات الحية في العالم، واظهار مظلومية الحوثي، والتركيز على الوضع الإنساني.

وأيضا  القيام بحملات شعبية متنوعة على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم الحوثي واظهار الأزمة كقمع للشعب اليمني من قبل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.

التضخيم  واظهار أخبار الحرب كانتصارات للجماعة الحوثي، وانها قادرة على تحقيق انتصارات عسكرية ضد السعودية وحلفائها.

الدعم الاعلامي ايضا عبر انتاج بأفلام ووثائق مصورة حول موضوع المقاوم، ونشرها في وسائل الاعلام اليمنية التي يسيطر عليها الحوثي.

التغلغل الثقافي.. مراكز الاستقطاب:

التغلغل الثقافي..

 

الدعم السياسي والاغاثي  والاعلامي، تبعه ايضا دعم وتغلغل ثقافي إيراني في اليمن، عبر الدور العلمي والثقافي لعمائم طهران، في استقطاب الشعب اليمني عبر زيادة المنح الدراسية لطلاب اليمنيين، وايضا دعم  إجراء البحوث العلمية التي تخدم المشروع الإيراني في اليمن.

وأبرز النشطات الثقافية والدور الثقافي والتغلغل الإيراني في اليمن، هو دعم مشروع الحوثي، عبر تنظيم مسيرات وتجمعات دعما للحوثي، زيادة انشطة  جمعية التقارب بين الأديان والندوة العالمية لآل البيت دعماً  للحوثي.

وكذلك  التعبير عن ما يسمى «اضطهاد الشعب اليمني» من قبل خطباء صلاة الجمعة في إيران، واصدار فتاوى المراجع الشيعية الكبرى في اجازة تخصيص الأموال الشرعية للحوثي، وهو ما يمكن تسميته بالحشد الديني ضد السعودية.

وزيادة جهود لإحداث تقارب بين المذهب الزيدي  والمذاهب اليمنية، واستقطاب وتدريب طلاب دين يمنيين في ندوات لتعميق الرؤية الإيرانية داخل المجتمع اليمني.

وايضا دعم إقامة مسابقات ثقافية وفنية لدعم أطفال اليمن، والتوسع في تعاليم عاشوراء لشرح المقاومة  في الأدب الديني والقصائد والحداد ... إلخ.

كذلك عقد لقاء متخصص في اليمن في مؤتمرات مهمة مثل الوحدة الإسلامية ، الصحوة الإسلامية ، أهل البيت، المؤتمر العالمي ضد التيارات التكفيرية المتطرفة ، إلخ.

التغلغل الاقتصادي:

وعلى صعيد الدعم الاقتصادي فقد اوضحت الدراسة ، ان إيران عملت على ربط الاقتصاد اليمني لجماعة الحوثي، بالاقتصاد الإيراني، عبر دعم العلاقات التجارية بين رجال الأعمال الإيرانيين واليمنيين وخاصة المقربون من عبد الملك الحوثي، وقديم خدمات استشارية لرجال الأعمال ورجال الأعمال اليمنيين.

وأوضحت الدراسة  أن الأزمة اليمنية تعكس حقيقة أن إيران بحاجة إلى دور استراتيجي في المنطقة ، واستخدام آليات العمل الوقائي يمكن أن يخلق الأسس اللازمة للانتقال من المفاجأة الاستراتيجية إلى التواجد على الأرض.

وقالت الدراسة  إن تعزيز فهم أفضل لليمن والتخطيط السليم يمكن أن يسهم بشكل كبير في نجاح إيران في تعظيم الدور الاستراتيجي لإيران في المنطقة.

يعتقد الخبراء الإيرانيون ان اليمن جزء من الفضاء الجيوسياسي الاستراتيجي لجبهة المقاومة، نظرا لموقعها الجغرافي واهمية مضيق باب المندب أهمية جيوسياسية استراتيجية، وفي حالة الصراع، إذا تمكنت دولة ما من السيطرة على عدة مضايق، فإنها ستكتسب موقعًا أفضل في ميزان القوى الاستراتيجي.

 

تحديات امام إيران في اليمن:

تحديات امام إيران

ولفتت الدراسة إل ان رغم الدعم الإيراني الكبير لجماعة الحوثي، لكن هناك تحديات لتغلغل الإيراني في اليمن، وفي مقدمتها العقوبات الاقتصادية والسياسية، وعدم وصول إيران مباشرة إلى اليمن، واغلاق السفارة الإيرانية في صنعاء، وحصار وقطع طرق الاتصال مع صنعاء .

وأيضا نقص البحوث العلمية الإيرانية عن اليمن، ووجود الفكر الوهابي والمتطرف من وجهة نظر الإيرانيين في اليمن.

وكذلك ما يعانيه اليمن من المشاكل الاقتصادية والصحية، وايضا قرارات مجلس الأمن ضد اليمن.

ومن التحديات أيضا، تشكل دعم الولايات المتحدة للسعودية والإمارات للحكومة الشرعية ن وهو ما يشكل حاجز قوى أمام نفوذ طهران في اليمن.

وايضا دور دعاية إعلامية سعودية قوية ضد إيران والحوثي، وضعف اللغة العربية بين النخب الإيرانية والنشطاء السياسيين، والأنشطة الثقافية الأمريكية والأوروبية في اليمن.

ومن التحديات التي تواجه النفوذ الإيراني، في اليمن، الدور البريطاني وهو ما وصفته الدراسة بـ «السياسات السرية البريطانية في اليمن».

 


توصيات الدراسة:

 

واوصت الدراسة من أجل نجاح فاعلية الاختراق الإيراني لليمن، أن يتم تعزيز العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وبين المجتمع الإيراني واليمني. وكذلك المساعدة في التعرف على تاريخ وثقافة الشعب اليمني كجزء من تاريخ العالم الإسلامي.

كذلك شددت على الجانب التدريبي لعناصر الحوثي، عبر تدريب وتقوية الخبراء في المجالات السياسية والإعلامية الإيرانية واليمنية حول اهمية العلاقات بين طهران وصنعاء.

شارك