صادق خرازي.. رجل خامنئي الغامض يدخل بورصة رئاسة إيران

السبت 27/فبراير/2021 - 06:00 م
طباعة صادق خرازي.. رجل علي رجب
 

في ظل حرب الانتخابات الدائرة في إيران، وكذلك عودة خيار المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، يبرز اسم خفي داخل «مهندسو القرار» في بيت المرشد علي خامنئي، وهو الدبلوماسي والسياسي  الغامض سيد محمد صادق خرازي، وهو يعد من أبرز الجيل الثالث في السياسية الايرانية.

صادق خرازي

صادق خرازي

ينظر إلى صادق خرازي المولود في 22مارس1963، إلى أنه أحد أبرز الاجيال الشابة في قيادة الجمهورية الإسلامية، وأيضا جزء من عملية واسعة وشاملة في تجديد دماء شيخوخة النظام الايراني.

طرح اسم الدبلوماسي وسفير ايران السابق لدى فرنسا ومستشار الرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي وأيضا عضو فريق التفاوض الايراني الذي توصل للاتفاق النووي مع إدارة الرئيس الامريكي الأسبق باراك أوباما، كمرشح للرئاسية الايرانية ، المتوقع أن تجري هذه الانتخابات منتصف العام الجاري، كرمز لجيل الشباب وأيضا كطرح من قبل مستشاري المرشد علي خامنئي.

صادق خرازي والذي لم يلتفت إلى أسمه كثير في فريق التفاوض الايراني الخاص بالملف النووي بقيادة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، يعد من أبرز المقربين للمرشد علي خامنئي، فهو ابن عضو مجلس الخبراء السابق  المرجع الشيعي آية الله محسن الخرّازي، وعمه وزير الخارجية الايراني الاسبق كمال خرازي، وشقيقته متزوجة من مسعود خامنئي نجل المرشد خامنئي.

 

قضى فترة طفولته في قم ودرس في مدارسها ، وعاد إلى طهران في نفس الوقت مع ثورة 1978 وعمل في سوق طهران لمدة ثلاث سنوات في بيت جدهـ حيث عائلته من رحال البازار في ايران وهم المعروفون، بقوتهم الاقتصادية وتأثيرهم في السوق الايراني.

كان والده محسن خرازي ، شخصية «غير ثورية» في الحوزة في قم ، حيث قضى جزءًا كبيرًا من وقته في محاربة المسيحية والمسيحيين الذين تحولوا إلى المسيحية، والذي أسس معهد «في طريق الحقيقة» ومراجع دينية اخرى مثل محمد تقي مصباح يزدي وإبراهيم أميني ورضا أسطادي وحسين نوري همداني .

صعود بدفع العلاقات الأسرية

صعود بدفع العلاقات

أثناء الحرب العراقية الإيرانية ، شغل صادق خرازي منصب نائب رئيس أركان مجلس الدفاع الأعلى وعضوًا في المجلس الأعلى للدفاع الوطني.

عندما تولى هاشمي رفسنجاني ، رئيس إيران آنذاك ، منصبه عام 1989 ، عمل كنائب لمندوب إيران الدائم بالأمم المتحدة في نيويورك حيث كان عمه كمال خرازي يشعل منصب مندوب ايران في الأمم المتحدة من خلال ذلك استطاع ان يدرس في جامعة نيويورك برغم انه في مهمة دبلوماسية، وبحسب القانون ، لا يستطيع الدبلوماسيون الدراسة أثناء بعثاتهم، لكن صادق خرازي كان استثناءً بعد موافقة الرئيس آنذاك هاشمي رفسنجاني.

 وعاد إلى إيران بعد ست سنوات. خلال فترة تولي عمه كمال خرازي منصب وزير الخارجية، عين نائبا لوزير التعليم والبحث بوزارة الخارجية الإيرانية ، ثم عمل سفيرا لطهران في باريس لمدة ثلاث سنوات وأربعة أشهر.

كما كان «خرازي الإبن» صديقًا لقائد فليق القدس السابق قاسم سليماني وحسين شريعتمداري مستشار خامنئي ورئيس تحرير صحيفة «كيهان» المقربة من المرشد

لعبة السياسية

لعبة السياسية

ومع استقراره في طهران أسس « حزب ندا» في 2013- وهو ليس اصلاحي أو محافظ، ولكن يتهم بانهم أسس الحزب بدعم من الحرس الثوري وبموافق علي خامنئي لشق صفوف التيار الاصلاحي، ثم قدم استقالته من رئاسة الحزب في 2015.

ومع ارتفاع بورصة ترشحه كرئيس لإيران، نظرا لأنه يتمتع بثقة علي خامنئي. بصرف النظر عن العلاقة الأسرية وعلاقة شقيقة صادق خرازي بنجل المرشد، فإن العلاقة بينهما مرتبطة أيضًا باهتمام خرازى وإتقانه للآثار والمخطوطات، والمخطوطات هي إحدى وسائل التسلية المفضلة لدى خامنئي، ولهذا السبب ، إذا أراد قادة الدول الفوز بقلب زعيم الجمهورية الإسلامية ، فإنهم سيدرجون مخطوطة في الهدايا الرسمية، وجمع «خرازي الابن» في منزله الشخصي 30 ألف مجلد ، معظمها مخطوطات التاريخية والمهمة.

يراه البعض «الوسيط» و«حلقة الوصل» بين المرشد الايراني والادارة الامريكية، حيث عمل خرازي الابن على تنسيق الملفات والنقاط الأساسية لتحسين العلاقات الأمريكية الإيرانية.

فساد آيات الله

فساد آيات الله

ولكن أبرز النقاط السوداء هو ورود أسم صادق خرازي في أشهر قضايا الفساد في إيران ، والتي كان جزء منها يتعلق بتصفية حسابات سياسية. في عام 1998 ، عندما كان غلام حسين كارباشي ، رئيس بلدية طهران آنذاك ، يُحاكم بتهمة الفساد والاختلاس ، أُعلن أنه قدم بشكل غير قانوني 90 ألف دولار إلى مستشاره للشؤون الدولية. المستشار الدولي للكربشي كان صادق خرازي ، لكن قدمه لم يتم استجوابها أو محاكمتها أو سجنها.

ونظرًا لوجود عمه في المرشد الأعلى لإيران وعلاقته الشخصية والعائلية مع علي خامنئي ، فإنه لا يزال يعيش حياة تجارية في منزله الأرستقراطي دون أي قلق، يراه الكثيرون يشكل رقم متوقع في المرشحين لرئاسة ايران.

الشرق في عقل خرازي

الشرق في عقل خرازي

«خرازي الابن» يعد من اكثر الدبلوماسيين والقادة الايرانيين الشباب العارفين بملفات السياسية الخارجية الايرانية، وخاصة في العلاقات مع الولايات المتحدة ومنطقة الخليج والدول العربية.

ومن رأيه في اسقاط الاخوان، أن اسقاط نظام محمد مرسي «هيأ الأرضية لعودة النظام العلماني المعادي للإسلام، علاوة على أنه تم التضييق على التيارات الوطنية والإسلامية هناك»، مضيفا أن « وضع الإخوان المسلمين اليوم أسوأ من وضعهم السابق، خاصة قبل سقوط مبارك ونجاح الثورة في مصر، بحيث أنه كانت لديهم  مشروعية اجتماعية وسياسية في عهد مبارك، وكان لديهم نشاط سياسي اجتماعي مكثف وواضح سابقا».

ويعد «خرازي الإبن» من المعجبين بفكر الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنيين هيكل، ونحليله لسياسات الدول الكبرى الخاصة بالشرق الأوسط، وانتقادات «هيكل»  لـ لسياسة إيران واعجابه بشخصية وفكر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي,

ويقول «خرازي» عن هيكل« محمد حسنين هو مفكر وشخصية عربية معروفة وصادقت ومعارف معظم الخبراء والسياسيين والشخصيات الثقافية على مدى العقود الستة الماضية في الشرق الأوسط والعالم العربي. في الآونة الأخيرة على وجه الخصوص ، أصبحت شهرته أكثر انتشارًا بسبب بعض المقابلات التي تم بثها على قناة الجزيرة قطر. كان كاتبًا قويًا وخطيبًا قويًا ومفكرًا ثوريًا وأحد أصدقاء وحلفاء جمال عبد الناصر. هذا السياسي لديه كلمة ثاقبة وقلم قادر على التحليل السياسي. يهتم هيكل بإيران ويحب مدرسة فكرية محمد خاتمي ويفضلها على الخطابات الإيرانية الأخرى بعد الثورة الإسلامية».

وكما اشرف على عدة كتب منها كتاب عن دولة قطر بعنوان « ثقافة الرجل القطري المعاصر»، وكتاب اخر عن العراق بعنوان « ثقافة الرجال والعائلات العراقية المعاصرة»، وكتاب ثالث بعنوان « ثقافة الرجال والعائلات البحرين المعاصرة»، وغيرها من الكتب والابحاث والمقالات حول الشرق الاوسط والسياسية الخارجية والداخلية وأيضا الثقافية.

 

 

 

شارك