العراق واستمرار الحرب على داعش

الأحد 23/مايو/2021 - 01:55 م
طباعة العراق واستمرار الحرب حسام الحداد
 
كشف الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول، أمس السبت 22 مايو 2021، عن قيام القوات الأمنية بشن عمليات نوعية مشددة خلال الفترة المقبلة في مختلف أنحاء البلاد، وذلك لملاحقة وطرد فلول تنظيم داعش الإرهابي. 
وقال رسول ـ حسبما أفادت قناة (السومرية نيوز) الإخبارية العراقية ـ إن "القوات الأمنية تمكنت خلال شهر واحد من قتل 20 إرهابيا، و ضبط 200 عبوة ناسفة في مناطق متفرقة من العراق"، مؤكدا في الوقت نفسه أن "الفترة المقبلة ستشهد عمليات نوعية مشددة لملاحقة وطرد فلول داعش الإرهابية، وذلك في ظل استمرار العمليات الأمنية في مختلف مناطق البلاد".
وأضاف المسؤول العراقي أن هذه العمليات تأتي عقب توجيه القائد العام للقوات المسلحة العراقية بتفعيل الجهد الاستخباري والقيام بعمليات استباقية لبقايا عصابات داعش الإرهابية في البلاد".
وكانت القوات الأمنية العراقية قد تسلمت في وقت سابق من هذا الشهر من التحالف الدولي معدات عسكرية لمحاربة عناصر تنظيم "داعش" الإرهابية في مختلف مناطق البلاد.
وتشهد مناطق متفرقة من العراق بشكل شبه يومي عمليات عسكرية وأمنية تشارك فيها مختلف قطاعات الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية وطيران الجيش والقوة الجوية بمساندة من قبل قوات التحالف الدولي لمطاردة فلول داعش التي تنشط بين الحين والآخر في تنفيذ عمليات بمناطق متفرقة من البلاد.
اللامركزية العملياتية
ويذكر أنه على وقع تصاعد الهجمات الإرهابية لبقايا تنظيم داعش وخلاياه النائمة في العراق، عقدت خلية الإعلام الأمني، أول مؤتمر صحفي من نوعه، للمتحدثين باسم مختلف الأجهزة الأمنية العراقية، والذي استهله رئيس الخلية اللواء سعد معن.
وتم عرض أنشطة وإحصائيات الأجهزة الأمنية للفترة الماضية، والحديث عن إنجازات القوات العراقية في محاربة عصابات داعش الإرهابية، وتطهير الأراضي منها، وتخطيط وتنفيذ العمليات الأمنية .
وأكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، إن القوات الأمنية قتلت 20 إرهابيا، وضبطت 200 عبوة ناسفة خلال شهر واحد.
وأكد أن الفترة المقبلة "ستشهد عمليات نوعية لطرد فلول داعش الإرهابية، وذلك باستمرار العمليات الأمنية في مناطق العمليات".
من جانبه، قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي، إن القيادة وبالتعاون مع القوات الأمنية بمختلف صنوفها، اعتمدت "أسلوبا تكتيكيا قائما على اللامركزية، في تنفيذ العمليات ضد بقايا داعش".
كما نوه إلى أن قيادة العمليات تعمل مع التحالف الدولي، من خلال "تسلم أجهزة حديثة لمراقبة الحدود العراقية السورية، ومنع الخروقات وتسلل العناصر الإرهابية"، وأن جميع الثغرات في الحدود السورية "ستغلق خلال الشهرين المقبلين".
وبدوره، أوضح المتحدث باسم الداخلية العراقية، اللواء خالد المحنا، أن الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية وبجميع تشكيلاتها، نفذت عمليات أمنية متعددة، في مجال مكافحة الإرهاب والإطاحة بقيادات إرهابية، لا سيما في كركوك وديالى.
وأشار إلى أنه كانت هناك عمليات استباقية في محافظة كركوك وديالى، من قبل الشرطة الاتحادية، وجهاز الرد السريع في وزارة الداخلية، وأن القوات الأمنية تمكنت بفضل "الجهد الهندسي" للوصول إلى مناطق لم تكن قد وصلت إليها، بسبب وعورة الأرض والمستنقعات، التي اعتبرتها عصابات داعش "مناطق آمنة للاختباء".
وأضاف المحنا أن وزارة الداخلية نصبت أبراج مراقبة بشكل واسع، كما تم تنفيذ عمليات قبض بحق عشرات الإرهابيين، موضحا أن النصيب الأكبر منها لوكالة الاستخبارات.
ولفت إلى أنه تم إلقاء القبض على 162 متهما خلال الأسبوعين الماضيين، وإحباط عدد من العمليات التي كانت تنوي عصابات داعش الإرهابية ارتكابها.
من جانبه، أكد الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب، صباح النعمان، أن الجهاز وفقا للمهام التي حددت له قانونيا، هو "جهاز استخباري يعمل على متابعة وتفكيك الشبكات الإرهابية".
وبيّن أن الجهاز دمر أكثر من 250 كهفا، وقام بتنفيذ وتفكيك العديد من الشبكات الإرهابية، وقتل أكثر من 19 إرهابيا، من بينهم قياديون بارزون.
يذكر أن وتيرة تحركات تنظيم داعش وعملياته الإرهابية في العراق خلال الأشهر الماضية، في ازدياد خطير، خاصة عبر المناطق المتاخمة للحدود مع سوريا، وفي مناطق التماس والفراغ الأمني، بين القوات العراقية وقوات البيشمركة، في المناطق المتنازع عليها، بين حكومتي بغداد وأربيل .
ويأمل خبراء أمنيون عراقيون، في أن يكون هذا المؤتمر الصحفي، الذي قدم جردة حساب لما قامت به القوات العسكرية والأمنية العراقية على اختلافها، طيلة الأسابيع القليلة الماضية في مجابهة داعش، بداية لمنهجية جديدة في الحرب على التنظيم الإرهابي، لا تقتصر فقط على الجوانب العسكرية والاستخبارية، وإنما أن يكون هناك حرب ذكية متعددة الجوانب، ومؤطرة إعلاميا بطريقة احترافية، تعكس المجهود العراقي الحربي ضد الإرهاب، وإنجازاته وتضحياته في الداخل والخارج.
اغتيال زعيم قبلي
وعلى صعيد أخر أقدم مسلحون من تنظيم داعش، أمس السبت، على قتل الشيخ مجيد المسرهد العبيدي، وهو أحد وجهاء محافظة صلاح الدين، وذلك عقب فشل محاولة اختطافه.
وفي تفاصيل الحادثة، أفاد مصدر أمني عراقي، لـ"سكاي نيوز عربية"، بأن "مجموعة تابعة لتنظيم داعش، اقتحمت منزل العبيدي في قرية العيث شمال شرقي محافظة صلاح الدين، وطلبت منه الذهاب معها، لكنه رفض، حيث نشب شجار بين الطرفين، ليتمكن العبيدي من قتل أحد عناصر التنظيم".
وأضاف المصدر، الذي طلب إخفاء هويته، أن "عناصر داعش، أطلقوا النار على العبيدي، بعد مقتل زميلهم وفروا هاربين مع جثة زميلهم، قبل وصول أهالي المنطقة إلى منزل العبيدي حيث يسكن في قرية نائية ريفية".
ولفت إلى أن "قوة من الشرطة المحلية، والاستخبارات وصلت إلى موقع الحادثة، ونقلت جثة العبيدي، إلى الطب العدلي، وفتحت تحقيقاً، لمعرفة تفاصيل الواقعة".
وتشهد المحافظات التي كان يسيطر على تنظيم داعش، خروقات أمنية متكررة، مثل عمليات الخطف والقتل، وسط مطالبات بتعزيز الجهود الأمنية، والاعتماد على العمل الاستخباري، في ملاحقة عناصر داعش.
من جهته، يرى المحلل الأمني، حميد العبيدي، أن "تلك الحادثة تكشف عن وجود منظم ومخطط له لعناصر داعش في المنطقة، وأن العمليات الأمنية، التي جرت خلال الفترة الماضية، لم تؤتِ النتائج المرجوّة منها، وهو ما يتطلب إعادة النظر بكل العمل الأمني، والاعتماد بشكل متزايد على القوات المحلية في مواجهة عناصر داعش".
ولفت العبيدي، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" إلى أن "تعدد القرار الأمني، وتزايد الفصائل المسلحة، وتضارب الرؤى والأهداف هو المتسبب بمثل تلك الخروقات، خاصة وأن الاعتماد ما زال على العمل العسكري، دون تفعيل دور الأجهزة الاستخبارية، في ملاحقة عناصر داعش".
ومطلع الشهر الجاري، أصدر رئيس مجلس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، توجيهات عدة للقوات الأمنية، تأتي في مقدمتها تتشيط الجهد الاستخباراتي والأمني وأيضا تفعيل العمليات الاستباقية لمواجهة تحركات عصابات داعش الإرهابية وتجفيف منابعها وتدمير حواضنها.
ويطلق العراق بين الحين والآخر، عمليات عسكرية، لتعقب عناصر داعش، في المناطق النائية، مثل الوديان والسهول والجبال، ويعتمد غالباً، على القصف الجوي بالتعاون التحالف الدولي.

شارك