ميليشيا الحوثي تراوغ مجددًا... وترغب في سلام يتناسب مع أطماعها دون ضمانات

الثلاثاء 01/يونيو/2021 - 12:41 ص
طباعة ميليشيا الحوثي تراوغ فاطمة عبدالغني
 
أنهى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أمس الاثنين 31 مايو، زيارته إلى صنعاء التي استغرقت يومين التقى خلالهما زعيم الميليشيا الإرهابية عبدالملك الحوثي، وقيادات أخرى، لمناقشة خطة الأمم المتحدة لتحقيق وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وإعادة إطلاق عملية سياسية تهدف إلى إنهاء الصراع بشكل شامل ومستدام.
وبحسب وكالة الأنباء الروسية، قال غريفيث، في مؤتمر صحفي عقده قبل مغادرته بمطار صنعاء: "توسطت الأمم المتحدة بين الأطراف من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار على مستوى البلاد، ورفع القيود المفروضة على حرية حركة الأشخاص والسلع الأساسية من اليمن وإليها، وإعادة إطلاق العملية السياسية. وقد ظلت هذه العناصر قيد التفاوض منذ أكثر من سنة. وطوال هذه العملية اقترحنا العديد من السبل لتجسير الفجوة بين مواقف الأطراف. وقد ناقشت هذه الخطة مع مسؤولين يمنيين وسعوديين في الرياض عدة مرات. وقد ناقشتها أيضا في مسقط، منذ بضعة أيام. كما ناقشتها مع السيد عبد الملك الحوثي هنا في صنعاء أمس".
وتابع: "في رأيي، ليس هناك أي عدل في حرمان اليمنيين من الأمل في أن تكون هناك نهاية لمعاناتهم تلوح في الأفق. وليس من العدل إطلاقا حرمانهم الفرصة لتحقيق مستقبل أكثر إشراقا. لا يمكن حكم اليمن بشكل مستدام استنادا على الهيمنة العسكرية. كما لا يمكن حكمه بشكل مستدام مع التدخل الخارجي".
وصرح ردا على سؤال حول موعد إطلاق "مفاوضات جادة" بشان عملية السلام في اليمن: "لا أحد يمكن أن يكون أكثر إحباطا مني، لقد أمضينا عاما ونصف نعمل على أمور يسهل وصفها نسبيا، وقف إطلاق النار، وفتح مطار صنعاء، وفتح موانئ الحديدة، واستئناف العملية السياسية التي تشهد تأخيرا كبيرا.
وأردف: "اسمحوا لي بأن أكون صادقا معكم. في بعض الأحيان نحرز تقدما جيدا، ونتوقع النجاح، وأننا سنتوصل إلى اتفاق، ثم تتدخل الحرب ويعتقد طرف أو آخر أنه سيحقق المزيد من المكاسب في ساحة المعركة، لذا فهو لا يريد إنهاء الحرب. دعوتنا بسيطة للغاية: أوقفوا الحرب، وأوقفوا احتمالات المكاسب العسكرية، وأنهوا النزاع، وابنوا سلاماً لليمن، واجعلوا اليمن مكانًا للشعب اليمني".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، دعت ميليشيا الحوثي الإرهابية إلى وقف انتهاكاتها وإطلاق سراح المعتقلين في سجونها.
وأكدت أن هناك فرصة لإقرار السلام، مطالبة الميليشيا المدعومة من إيران بالعمل على استغلالها.
وحذر متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، من عواقب إنسانية مدمرة، لمواصلة مليشيا الحوثي الإرهابية عدوانها على محافظة مأرب.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث, التقى الأحد, زعيم الميليشيات الحوثية الإرهابية عبدالملك الحوثي، بعد ساعات من وصوله إلى صنعاء.
ونوهت مصادر مطلعة إلى أن زعيم الميليشيات رفض مطالب المبعوث الأممي بإيقاف المعارك في مأرب, وعرض قائمة من المطالب تتضمن فتح مطار صنعاء، ورفع القيود على الواردات إلى ميناء الحديدة خصوصًا المشتقات النفطية, قبل التطرق للبحث في موضوع وقف إطلاق النار.

وتسود تكهنات في الأوساط السياسية اليمنية أن الجماعة متمسكة بالحصول على مكاسب تحت لافتة البنود الإنسانية والاقتصادية في خطة غريفيث بعيداً عن الموافقة على وقف شامل لإطلاق النار أو التوقف عن مهاجمة مأرب.
وترى مصادر صحفية أن الجولات الدبلوماسية من قبل المبعوث الأممي مارتن غريفيث، والمبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينج، خلال الأشهر والأيام الماضية، لحل الصراع في اليمن، أثبت رفض المليشيات الحوثية الإرهابية الانخراط في عملية السلام.
وقالت صحيفة عكاظ السعودية في تقرير نشرته الاثنين، أن الميليشيا المدعومة من إيران ترغب في عملية سلام تتناسب مع أطماعها المستقبلية، دون ضمانات.
وأكدت أن موقف الميليشيا الإجرامية يفضح توجهاتها ونواياها الخبيثة، بالسماح لإيران بتحويل اليمن إلى ترسانة أسلحة، ومصانع للمتفجرات، لاتخاذ اليمن منصة لتهديد المملكة، ودول المنطقة.
ميدانيًا، بالتزامن مع مفاوضات المبعوث الدولي مارتن غريفيث، من أجل وقف إطلاق النار في اليمن، تصاعدت الهجمات الإرهابية لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
حيث اندلعت اشتباكات مساء الاثنين، ردًا على هجوم شنته ميليشيا الحوثي الإرهابية، على أحياء سكنية في المحافظة.
واشتبكت القوات المشتركة، مع مصادر نيران الميليشيات المدعومة من إيران، ولاحقت فلول المليشيا شرق مدينة الحديدة.
وكشفت مصادر عسكرية، عن استهداف الميليشيات الحوثية الإجرامية، السكان في شرق المدينة، بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة.
ومن الشرق إلى الجنوب حيث استهدفت الميليشيات الحوثية، بمختلف نيران أسلحتها الرشاشة الأحياء المدنية في مركز مدينة حيس جنوب الحديدة. 
وقالت مصادر محلية في حيس: أن مسلحو الحوثيون استهدفوا عدد من المنازل السكنية المكتظة بالمواطنين في حارة بني بعكر الواقعة وسط مركز المدينة. 
ووفقاً للمصادر، فإن عملية الاستهداف التي نفذها مسلحو المليشيات بمختلف الأسلحة الرشاشة والقناصة طالت أماكن وأحياء متفرقة بذات المديرية. 
وأشارت إلى ان الاستهداف الحوثي خلف حالة من الذعر والخوف في صفوف المدنيين لا سيماء النساء والأطفال، مما قد ينذر بموجه نزوح جديدة.
وتعاني مختلف مناطق الحديدة من قصف واستهداف يومي بمختلف أنواع الأسلحة من ميليشيات الحوثي منذ إعلان الهدنة الأممية أواخر 2018، مما أسقط آلاف المدنيين بين قتيل وجريح.

شارك