مجزرة الحوثيين فى مأرب.. بين التنديد العربي والدولي

الثلاثاء 08/يونيو/2021 - 03:59 ص
طباعة مجزرة الحوثيين فى أميرة الشريف
 
تواصل ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، استهدافها للسكان المدنيين بالصواريخ الباليستية موقعة عشرات الشهداء بصفوفهم في جرائم مروعة ترتكبها بكل إصرار في ظل صمت دولي مخزٍ إزاء تلك الأعمال الإرهابية، ووسط تنديد عربي ودولي واسع، لا تزال محافظة مأرب، شمال اليمن تحت هول المجزرة، التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي بقصف محطة للوقود، حيث أوضح رئيس شعبة الإعلام في الجيش اليمني يحيى الحاتمي أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع، مضيفاً أن حصيلة المجزرة 21 قتيلاً، بينهم 3 جثث متفحمة.
وأطلقت الميليشيا الإرهابية صاروخا باليتسيا مساء السبت، على محطة وقود في حي سكني بمدينة مأرب، شمال شرقس اليمن أدي إلي مقتل 21 مدنياً بينهم طفلان، وفق ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية.
‏وأظهرت صور لضحايا القصف مشاهد مؤلمة لجثة الطفلة ليال طاهر محمد عايض، البالغة من العمر 5 أعوام، وهي متفحمة، كاشفة عن بشاعة إجرام الحوثيين وحجم الإرهاب الذي يرتكبونه بحق المدنيين.
وذكر القيادي في الجناح السياسي للحوثيين محمد علي الحوثي أنّ جماعته تطالب بفتح تحقيق مستقل في حيثيات الهجوم، واعدا بدفع "تعويضات" إذا ترتّب عليهم القيام بذلك. ومن النادر أن يقرّ الحوثيون بمسؤوليتهم عن هجمات مماثلة.
وبحسب سكان في المدينة، فإنّ محطة الوقود تبعد نحو كيلومتر عن المقر العسكري المستهدف، وغالبا ما يقصدها عسكريون مع أفراد من عائلاتهم للتزود بالوقود نظرا لقربها من المقر العسكري. ويشهد النزاع في اليمن الذي اندلع عام 2014، مواجهات دامية بين الحوثيين وقوات الحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية.
وأدانت مصر بأشد العبارات، الهجوم الصاروخي الغادر لميليشيا الحوثي، والذي استهدف الليلة قبل الماضية مدينة مأرب، وأعربت مصر- في بيان لوزارة الخارجية- عن خالص تعازيها لحكومة وشعب اليمن، ولذوي الضحايا في هذه الجريمة البغيضة، متمنية الشفاء العاجل للمُصابين، كما أكدت مصر دعمها للحكومة اليمنية، مطالبة مجدداً بتوقف تلك الهجمات النكراء، مع العمل على تغليب مصلحة اليمن وشعبه، بهدف الوصول إلى تسوية سياسية شاملة، وفق المرجعيات الدولية المُتفق عليها، حقناً للدماء اليمنية البريئة، وبما يضع حداً للأزمة الإنسانية الممتدة في اليمن.
من جهته، أدان البرلمان العربي، المجزرة الدموية التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي في مأرب، وشدد على أن هذه الجرائم الإرهابية التي تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، وتستوجب محاكمة دولية عاجلة لمرتكبيها، مؤكداً أنها تأتي امتداداً للجرائم والاعتداءات الإرهابية، التي تقوم بها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب اليمني وخصوصاً في محافظة مأرب، وهو ما يمثل انتهاكاً جسيماً واستخفافاً شديداً بكل الأعراف والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية، وخصوصاً القانون الدولي الإنساني، الذي يضمن حماية المدنيين.
دولياً، ندد السفير البريطاني لدى اليمن مايكل ارون بالجريمة قائلاً: أنباء مروعة عن انفجارات في محطة بترول في مأرب خلفت عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، وأضاف: يجب على الحوثيين إيقاف هجومهم في مأرب، والانخراط بجدية مع الأمم المتحدة.
وتعهد رئيس أركان الجيش اليمني قائد العمليات المشتركة صغير بن عزيز بالاقتصاص من الحوثيين، الذين نفذوا المجزرة حين استهدفوا بصاروخ بالستي محطة للوقود قرب سوق شعبي.
وقال بن عزيز: نحن في حرب الدفاع عن الشعب اليمني وهويته وحريته وكرامته وإنسانيته ضد الكهنوت الحوثي- الإيراني الإرهابي لا نتجاوز قواعد الاشتباك المتعارف عليها دولياً، أما هذه الميليشيا الإرهابية فتحرق الأطفال الرضع بالصواريخ البالستية في مدينه مأرب، ولكنكم ستحاسبون يا قتلة الأطفال والنساء.
ودعت السلطة المحلية في مأرب، إلى بلورة موقف دولي، يرقى إلى حجم المجازر الإرهابية، التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين والنازحين في المحافظة، مطالبة الجهات المحلية والإقليمية والدولية والمنظمات الفاعلة إلى التنديد بالمجزرة الإرهابية، والتحرك الفاعل بما يضمن سلامة ثلاثة ملايين من السكان والنازحين بمأرب، يتعرضون للهجمات المستمرة منذ سنوات بالصواريخ البالستية والطائرات المفخخة.
وقد طالب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في تغريدة له على موقع تويتر بعد الاستهداف الحوثي لمحطة وقود في مأرب، المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة هذه الجريمة النكراء، وبإعادة إدراج ميليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب الدولية.
في وقت سابق ، انتقد المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ، الحوثيين، متهما إياهم بالفشل في محاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار تشتد الحاجة إليه في الدولة التي دمرتها الحرب.
وقال ليندركينغ إن الحوثيين المدعومين من إيران يتحملون المسؤولية الرئيسية عن رفض الانخراط بشكل هادف في وقف إطلاق النار واتخاذ خطوات "لحل النزاع المستمر منذ ما يقرب من سبع سنوات والذي تسبب في معاناة لا يمكن تصورها للشعب اليمني".
وخلّف النزاع عشرات آلاف القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح ملايين الأشخاص وتركَ بلداً بأسره على شفا المجاعة. وتتّهم جماعات حقوقية أطراف النزاع بارتكاب "جرائم حرب" راح ضحيتها آلاف المدنيين بينهم مئات النساء والأطفال.
وكان ‏تصعيد ميليشيا الحوثي خاصة في محافظة مأرب محل تنديد من مجلس الأمن الذي حذر من انه سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، ويعرض أكثر من مليون نازح لخطر جسيم، ويهدد الجهود المبذولة لتأمين تسوية سياسية في البلاد. 
وبقيت مأرب حتى مطلع العام الماضي بمنأى عن أسوأ فصول الحرب الأهلية التي يعيشها اليمن منذ العام 2014.
ويشير مراقبون إلى أن الحوثيين يسعون للسيطرة على مأرب لتعزيز موقفهم في أي مفاوضات سلام مقبلة.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية؛ منذ مارس 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.

شارك