أجناد مصر.. تنظيم إخواني لاستهداف الشرطة

الثلاثاء 15/يونيو/2021 - 11:25 ص
طباعة أجناد مصر.. تنظيم حسام الحداد
 
أجناد مصر هو تنظيم جهادي مصري تشكّل عام 2013 وينشط في سيناء، لكنه أعلن مسؤوليته عن عدة هجمات على قوات الأمن في القاهرة ومدن أخرى. ولم يسبق له أن مارس نشاطا سياسيا أو أعلن عن مقر له قبل ظهوره بعد عزل مرسي في الثالث من يوليو 2013 عزل الرئيس الحالي ووزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي الرئيس السابق محمد مرسي عقب مظاهرات 30 يونيو 2013 في مصر.
قائد التنظيم مجد الدين المصري شدد، يعلنون الحرب على النظام المصري الحالي، ويؤكدون البراءة منه ووجوب الجهاد ضده، ويتهمونه باستضعاف المسلمين واستباحة دمائهم وأعراضهم. ويضم التنظيم -وفق قائده العام- شبابا من شتى أطياف المجتمع المصري، وخصوصا ممن شاركوا في ثورة 25 يناير 2011 وغضبوا للتآمر عليها من الداخل والخارج. ويهدف "لإقامة الدين وتحكيم كتاب الله، وإسقاط الطاغوت، وتخليص العفيفات من الأسر". يكفُر بالديمقراطية ويرى أنها "آلية لإطلاق العنان لشهوات الناس وأهوائهم في الغرب، وأن بعض المستغربين من المسلمين يسوِّقون لها لتثبيت دعائم "أنظمة الطاغوت".
ويمثل إسقاط نظام السيسي أبرز أهداف تنظيم أجناد مصر الذي يؤكد قناعته بأن مقومات الجهاد في مصر باتت متوفرة. ويبرر أعضاء التنظيم استهدافهم للشرطة بالقول إن الشعب لديه ثأر مع "الأجهزة الإجرامية" ولا يوجد من ينتقم له سوى المجاهدين. وما يهم التنظيم في هذه المرحلة هو قتال ما يسميه الأجهزة الإجرامية وليس توجيه ضربة للمسيحيين أو غيرهم من مكونات الشعب المصري، وفق تصريحات للقائد العام. ويؤكد أن مسيحيي مصر يقفون حاليا مع النظام "المعادي للمسلمين" لكنه يلتزم بالإحسان إليهم وإنصافهم "إذا جنحوا للسلم، وإلا قاتلناهم".
عمليات التنظيم
شن التنظيم عدة عمليات ضد الشرطة وقتل بعض قادتها وعناصرها. وتبنى استهداف تجمع لقوات الأمن قرب ميدان النهضة بمصر بالقاهرة مطلع أبريل 2014، مما أدى لمقتل ضابط أمن وجرح خمسة ضباط آخرين.
وقد نفذ "أجناد مصر" تفجيرا في ميدان لبنان بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) يوم 18 أبريل 2014، عن طريق عبوة ناسفة، مما أسفر عن مصرع ضابط.
وقد تبنى زرع وتفجير عبوات ناسفة في محيط قصر الاتحادية بالقاهرة يوم الـ14 من يونيو 2014، مما أسفر عن مقتل رجلي شرطة.
اعترافات
وكانت نتائج التحقيقات قد كشفت عن تورط المتهمين في عدد من الجرائم التي تنوعت بين العنف والإرهاب، ونسبت النيابة العامة حينها للمتهمين تهمًا تتعلق باستهداف قوات الجيش والشرطة والتخطيط لارتكاب أعمال عنف وإرهاب بأقسام الشرطة وكمائن المرور ومحطات مترو الأنفاق ومحيط جامعة القاهرة، كما أنهم استهدفوا ضباط وأفراد الشرطة بعد رصدهم لفترات طويلة واستخدام عبوات ناسفة موصولة بدوائر كهربائية لتنفيذ جرائمهم  
كما جرى توجيه عدة تهم للمتهمين منها تخطيط وتنفيذ عملية الاغتيال التي جرت أمام جامعة القاهرة، واستهدفت العميد طارق المرجاوي، مدير مباحث الجيزة، كما تورطوا في اغتيال العميد أحمد زكي، بقطاع الأمن المركزي، وذلك عقب استهداف السيارة التي كان يستقلها أمام منزله، بالإضافة إلى الرائد محمد جمال أثناء استهداف نقطة مرور ميدان لبنان.
وجاءت اعترافات المتهمين الـ14 المقبوض عليهم، حول تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه بدعوى عدم تطبيقه الشريعة الإسلامية، ووجوب قتال أفراد القوات المسلحة والشرطة والاعتداء على منشآتهما، وهو ما عملوا على تنفيذه وأوقعوا عشرات القتلى والمصابين من ضباط الشرطة والمجندين.
إقرارات المتهمين
أقر المتهم الرابع جمال زكى عبدالرحيم سعد - حركي «عبدالرحمن، أسامة، إبراهيم»- خلال التحقيقات بانضمامه لجماعة أجناد مصر التي تعتنق أفكارا تكفيرية وعدائية تقوم على تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه بدعوى عدم تطبيقه الشريعة الاسلامية ووجوب قتال أفراد القوات المسلحة والشرطة والاعتداء على منشآتها، وأن هذه الجماعة أسسها المتهم الأول، ويمدها بالأموال اللازمة لأغراض التنظيم، ويتولى المتهم الثاني قيادتها وإصدار التكليفات لأعضائها وإمدادهم بالعبوات الناسفة والمقرات التنظيمية بالتنسيق مع المتهم الأول.
وتضم الجماعة من بين اعضائها المتهمين من السادس حتى الثامن، والعاشر إلى جانب المتهم الثالث المسؤول الأمني بالتنظيم، والخامس المسؤول الفكري، والحادي عشر يتولى مسؤولية الاستقطاب، وأنه رصد مجموعة من المنشآت والتجمعات الشرطية لاستهدافها، فضلا عن مشاركته في تنفيذ العديد من العمليات العدائية وعلمه بتنفيذ الجماعة لأخرى.
أحكام نهائية
في مايو 2019، أيدت محكمة النقض المصرية الثلاثاء 7 مايو 2019، حكم الإعدام بحق 13 متهماً في قضية "تنظيم أجناد مصر"، بعد إدانتهم باستهداف وقتل رجال الشرطة وتهديد الأمن والسلم العام، حسب ما ذكرت مصادر قضائية ومحام مصري. ومحكمة النقض هي أعلى محكمة مدنية في البلاد، وأحكامها نهائية غير قابلة للطعن.
وتقول لائحة الاتهامات في القضية إن المتهمين "نفذوا 46 عملية إرهابية استهدفت قوات الأمن والمنشآت العامة" وهو ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات من قوات الأمن.
وأدانت المحكمة المتهمين بـ"تأسيس وإنشاء وإدارة تنظيم أجناد مصر على خلاف أحكام القانون بهدف تعطيل العمل بالدستور، وتولي قيادة فيه والانضمام له، وتصنيع وحيازة مواد مفرقعة وقنابل وأسلحة نارية وتلقى تدريبات خارج البلاد. وارتكاب عمليات إرهابية ضد قوات الشرطة والمنشآت العامة في الفترة من نهاية 2013 حتى مايو 2015".
وشملت المحاكمة 45 شخصا بينهم همام عطية، الذي سقطت الدعوى الجنائية عنه لمقتله. وقال مسؤول قضائي إن النقض أيدت في القضية نفسها أيضا السجن المؤبد (25 عاما) لـ17 متهما والسجن 15 عاماً لمتهمين اثنين والسجن 7 سنوات لسبعة متهمين. وبرأت المحكمة خمسة متهمين. وقال مصدر قضائي والمحامي خالد المصري، الذي يمثل عدداً من المتهمين في القضية إن محكمة النقض أيدت أيضا أحكام السجن اليوم. وكانت محكمة جنايات الجيزة قضت في 7 ديسمبر بهذه الأحكام.
وصم بالإرهاب
يوم 22 مايو 2014 قضت محكمة مصرية باعتبار "أجناد مصر" جماعة إرهابية، وإدراج عناصرها ضمن العناصر الإرهابية.
كما أدرجت الخارجية الأميركية "أجناد مصر" ضمن "التصنيف الخاص للإرهاب الدولي" في ديسمبر 2014، وهو ما ردت عليه الجماعة بالقول إن "مصر ليست ولاية أميركية حتى تتدخل واشنطن في شؤونها".

شارك