"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

السبت 19/يونيو/2021 - 12:32 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 19 يونيو 2021.

محللون غربيون: على العالم التحرك لإنقاذ اليمن من «الحوثي»

غيرت الحرب التي أشعلها استيلاء ميليشيات الحوثي الإرهابية على السلطة في اليمن، وجه الحياة في هذا البلد بشكل لا رجعة فيه على ما يبدو، وهو ما يوجب على المجتمع الدولي، وفقا لمحللين غربيين، بلورة بدائل وخيارات غير تقليدية، لوضع حد للمعارك المستمرة، منذ أكثر من 6 أعوام ونصف العام.
فحتى إن استطاع المجتمع الدولي إجبار هذه الميليشيات الانقلابية، على الجلوس على طاولة التفاوض ما يمهد لإيجاد تسوية سلمية للأزمة، فلن يعود الوضع في اليمن، إلى ما كان عليه قبل الانقلاب الحوثي الذي وقع في 21 سبتمبر 2014، وزج بالبلاد في أتون صراع مسلح، خلّف خسائر بشرية ومادية واسعة النطاق.
وأكد المحللون التابعون لـ«المعهد الملكي للخدمات المتحدة» المعني بالدراسات الأمنية والعسكرية في بريطانيا، أن المؤشرات الراهنة، تفيد بأن تواصل المعارك لفترة أطول من ذلك، يقلص كثيرا من فرص تطبيق القرار رقم 2216، الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة اليمنية في ربيع 2015.
وينص القرار، الذي يشكل منذ صدوره أساس كل الجهود الأممية المبذولة لتسوية الصراع في اليمن، على مطالبة الحوثيين بوقف القتال، والتخلي عن أسلحتهم وسحب قواتهم من المناطق التي فرضوا سيطرتهم عليها بعد انقلاب 2014 بما في ذلك العاصمة صنعاء. 
كما يدعو مختلف الفرقاء اليمنيين إلى المشاركة، في مؤتمر يُفترض أن يُعقد في العاصمة السعودية الرياض تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي، بهدف تمهيد الطريق نحو التوصل إلى حل توافقي.
ولكن الميليشيات الحوثية التي تنتهك هذا القرار الأممي بشكل يومي تبدو عازمة، كما قال المحللون، على التشبث بالخيار العسكري، الذي تثبت الوقائع، أنه لن يكفي وحده لحسم الصراع. ويتجسد ذلك في المحاولات المحمومة التي يواصلها الحوثيون، للاستيلاء على مناطق يمنية ذات أهمية استراتيجية، مثل محافظة مأرب الغنية بالمواد الهيدروكربونية، الواقعة على بعد يقارب 170 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من العاصمة صنعاء.
من جهة أخرى، حذر المحللون من خطورة مخططات الحوثيين المستمرة منذ عام 2018، لإجراء تغييرات طويلة الأمد في اليمن، عبر خطوات من بينها تغيير مناهج التعليم لا سيما التاريخ والتربية الإسلامية والتربية الوطنية، وذلك بهدف دس مفاهيمهم وغرس توجهاتهم المذهبية المتطرفة في نفوس التلاميذ، فضلا عن استخدامهم المدارس كساحة لترديد شعاراتهم، بما يهدد الهوية الوطنية اليمنية.
ويعني عجز المجتمع الدولي عن إنهاء الحرب في اليمن، التخلي عن مواطني هذا البلد البالغ عدد سكانه قرابة 30 مليون نسمة، وإبقاءهم أسرى في يد حكومة قمعية ورجعية يقودها الحوثيون، تعكف على تلقين الشبان اليمنيين أفكارا متشددة وعدوانية، وهو ما سيكون له تكاليف إنسانية باهظة.

القيادة الأمريكية: نعمل مع السعودية لمواجهة هجمات الحوثي

أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية، كينيث ماكنزي، امس الجمعة، أن «واشنطن تعمل مع السعودية عن كثب لمواجهة الهجمات الحوثية». وشدد ماكنزي على أن «الحوثيين لا يريدون الجلوس إلى طاولة المفاوضات»، وأنهم «يسعون للسيطرة على مأرب قبل الانخراط في أي عملية تفاوضية». واتهم ماكنزي، إيران بأنها «غير مهتمة بتحقيق السلام في اليمن على الإطلاق، ولا بالأوضاع الإنسانية في البلاد». وأضاف أن «إيران تزود الحوثيين بالسلاح وترى أن مصلحتها في استمرار الحرب».

وأمس الأول الخميس، حمّل المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينج، ميليشيات الحوثي مسؤولية فشل الجهود الرامية لإحلال السلام ووقف إراقة الدم في اليمن.

وندد ليندركينج، بشدة، خلال لقائه وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، باستمرار هجمات الحوثيين على المدنيين، مؤكداً أنه «لا حل عسكرياً للصراع في اليمن». وأشار إلى أن الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار يمثل ضرورة أساسية للتخفيف من المعاناة الإنسانية.

وفي سياق متصل، أعربت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، امس الجمعة، عن «القلق البالغ إزاء استمرار تأثير القتال في المدنيين واستهداف الأعيان المدنية في محافظة مأرب في اليمن والتي تحاول قوات الحوثي انتزاعها من الحكومة اليمنية منذ أشهر عدة».

وقالت المتحدثة باسم المفوضية إليزابيث تروسل في مؤتمر صحفي عبر الاتصال المرئي، إن «من بين الهجمات الأخيرة قصف مجمع مدني في مدينة مأرب يضم مكتب المحافظ، والفرع المحلي لوزارة التخطيط، ومقراً للشرطة، ومسجداً، وسجناً للنساء في ال10 من يونيو/ حزيران الجاري». وأضافت انه من المرجح أن تكون جماعة الحوثي قد استخدمت في هذه الهجمات صواريخ، وربما طائرة ذاتية التحليق محملة بالمتفجرات ما أدى إلى مصرع ثمانية من ضباط الشرطة، وإصابة 30 مدنياً، بينهم امرأة.

ودعت تروسل جميع أطراف النزاع إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك التزامها باحترام مبادئ التمييز التي تحظر استهداف المدنيين والأعيان المدنية والبنية التحتية. كما أكدت ضرورة اتخاذ الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين من آثار الهجمات، بما في ذلك الالتزام بتجنب وضع أهداف عسكرية في مناطق مأهولة بالسكان.

وفي الوقت ذاته، حثت المفوضية جميع أطراف النزاع على العودة إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على وقف إطلاق النار.


تجدد معارك مأرب والجوف والحوثي مستمر في تجنيد الأطفال

مع إفشال ميليشيا الحوثي جهود السلام والتوصّل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، تجددت المعارك العنيفة بين الجيش الوطني اليمني والحوثيين غربي محافظة مأرب وقرب عاصمة محافظة الجوف، فيما استمرت الميليشيا في حملات تجنيد طلاب المدارس وإرسالهم لجبهات القتال، في إصرار على التمسك بالخيار العسكري ورفض كل اقتراحات السلام.

وتجدّدت المعارك في جبهتي المشجح وملبودة، بعد تراجع حدتها في الأسبوعين الماضيين، مع تحركات الوسطاء والدوليين لإقناع ميليشيا الحوثي بخطة السلام التي اقترحتها الأمم المتحدة، وقبلتها الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية.

فيما اشتدت المواجهات في جبهة الجدافر شرقي مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، إذ نفّذت قوات الشرعية كميناً أسفر عن مقتل 15 من عناصر الميليشيا وإصابة آخرين. في الأثناء، شنّت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، سلسلة غارات جوية مكثّفة على مواقع الميليشيا في مديريتي صرواح ومدغل غربي محافظة مأرب، إذ نفذت أكثر من 22 غارة.

وتأتي الغارات مع استمرار ميليشيا ‫الحوثي‬⁩ في تجنيد الأطفال وإرسالهم إلى جبهات القتال، الأمر الذي أصبح سياسة ممنهجة وجزءاً لا يتجزأ من الخطط العسكرية للميليشيا التي أصبحت تروّج لذلك في المناهج الدراسية ووسائل الإعلام.

وفيما يقف المجتمع الدولي بمختلف منظماته وهيئاته واتفاقياته وقوانينه ومواثيقه ومعاهداته، عاجزاً عن التصدي للتوجّه الحوثي ومواجهة ظاهرة تجنيد الأطفال وتلقينهم دروساً عن التطرّف، أطلعت الحكومة اليمنية، مبعوث الأمم المتحدة على تفاصيل تصعيد الميليشيا وأعمالها العدائية.

وشدّدت الحكومة اليمنية أنّ تصعيد الميليشيا في مأرب واستهدافها المناطق السكنية، يعكس تحديها للمجتمع الدولي ورفضها كل دعوات السلام، مشيرة إلى أنّ هذه الممارسات الحوثية تتطلّب موقفاً حازماً من المجتمع الدولي إزاء التعنت الحوثي.

ولفتت الحكومة اليمنية، إلى أنّ ميليشيا الحوثي استغلت اتفاق استوكهولم وعرقلت تطبيق بنوده، بل عدّته فرصة للحشد إلى مأرب وبقية الجبهات، فضلاً عن مضاعفتها تهريب الأسلحة والذخائر وإطلاق الزوارق المفخخة لتهديد الملاحة البحرية.

القوات المشتركة تحبط محاولات الحوثي استحداث خنادق في الحديدة

أحبطت القوات المشتركة، محاولة لميليشيا الحوثي لاستحداث خنادق ومواقع قتالية في خطوط التماس وسط مدينة الحديدة، ودمرت تعزيزات الميليشيا على الطريق الرابط بين مديرية زبيد ومنطقة الفازة التابعة لمديرية التحيتا. وذكر بيان عسكري للقوات المشتركة في الساحل الغربي، أنّ الوحدات العسكرية المرابطة في الجبهات المتقدمة داخل مدينة الحديدة، تعاملت بقصف مركز مع محاولات حوثية استحداث خنادق وتحصينات في قطاع معسكر الدفاع الساحلي وكيلو 16 المدخل الشرقي للمدينة وموانئها، ما أسفر عن مصرع وجرح عدد من عناصر الميليشيا وإجبار البقية على الفرار.

وفي جنوب الحديدة، أفشلت وحدات من القوات المشتركة، تحركات جديدة للميليشيا كانت تستهدف منطقة الفازة بمديرية التحيتا، إذ تعاملت الوحدات العسكرية المرابطة لتأمين المدنيين في منطقة الفازة وخطوط الإمداد للجبهات المتقدمة، مع تجمعات وعربات للميليشيا قادمة من جهة مديرية زبيد، حيث قصفت مدفعية القوات المشتركة وبشكل مركّز الإمدادات، ما أسفر عن مصرع وجرح عدد من عناصرها وتدمير عربتين، بينما لاذ البقية بالفرار بين المزارع المحاذية لطريق الفازة زبيد.

ووفق البيان العسكري، فإنّ محاولة الميليشيا التمركز في مرتفعات ومزارع تمكنها من تهديد خطوط التماس والتجمعات السكانية في الفازة، سبقتها عشرات المحاولات خلال الفترة الماضية، وباءت جميعها بالفشل الذريع، بعد أن تكبدت الميليشيا خسائر بشرية ومادية فادحة. وأوضح البيان، أنّ وحدات الاستطلاع ترصد بدقة كل تحركات الميليشيا في جبهات الساحل الغربي وتتعامل معها بحسم.

ماكينزي: الحوثي لا يريد الجلوس إلى طاولة المفاوضات

أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية، كينيث ماكنزي، أن «واشنطن تعمل مع السعودية عن كثب لمواجهة الهجمات الحوثية».

وشدد ماكنزي على أن «الحوثيين لا يريدون الجلوس إلى طاولة المفاوضات»، وأنهم «يسعون للسيطرة على مأرب قبل الانخراط في أي عملية تفاوضية».

واتهم ماكنزي إيران بأنها «غير مهتمة بتحقيق السلام في اليمن على الإطلاق، ولا بالأوضاع الإنسانية في البلاد».

وأضاف بحسب ما نقلته قناة العربية أن «إيران تزوّد الحوثيين بالسلاح وترى أن مصلحتها في استمرار الحرب».

والخميس، حمّل المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، ميليشيا الحوثي مسؤولية فشل الجهود الرامية لإحلال السلام ووقف إراقة الدم في اليمن.

وندد ليندركينغ بشدة، خلال لقائه وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، باستمرار هجمات الحوثيين على المدنيين، مؤكداً أنه «لا حل عسكرياً للصراع في اليمن».

وأشار إلى أن الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار يمثل ضرورة أساسية للتخفيف من المعاناة الإنسانية. وبحث المبعوث الأمريكي مع وزير الخارجية اليمني مستجدات عملية السلام في ظل استمرار تعنت الميليشيا الحوثية ورفضها لكافة الجهود الهادفة إلى تخفيف المعاناة الإنسانية التي شهدها اليمن.

تلميح حوثي إلى إجهاض مساعي السلام والتمسك بخيار الحرب

في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة اليمنية للمبعوثين الأممي مارتن غريفيث والأميركي تيم ليندركينغ حرصها على إنهاء الحرب ودعم مساعي السلام في البلاد بموجب الخطة الأممية والمبادرة السعودية، باعتبارها حزمة واحدة غير قابلة للتجزئة، ألمحت الميليشيات الحوثية أمس (الجمعة) إلى وصول مساعي السلام وآخرها التي بذلت مسقط جهودها لإحيائها إلى طريق مسدودة، معلنة تمسكها بخيار الحرب.

التلميحات الحوثية جاءت في تغريدة على «تويتر» للمتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام فليتة قال فيها إن موافقة جماعته على وقف القتال يعد «استسلاما مرفوضا»، مجددا في الوقت نفسه التأكيد على تمسك الجماعة بإطلاق يدها للتحكم في اليمن من بوابة الملفات الإنسانية، وفي مقدمتها رفع قيود الرقابة على ميناء الحديدة وفتح مطار صنعاء.

هذه التصريحات الحوثية فهم منها مراقبون للشأن اليمني أن الجهود التي تبذلها سلطنة عمان وصلت إلى طريق مسدودة، وأن الجماعة ليست في وارد اغتنام الزخم الدولي وبخاصة الأميركي للوصول إلى وقف شامل للنار تمهيدا للعودة إلى مفاوضات الحل النهائي مع الحكومة الشرعية.

في السياق نفسه، أفادت مصادر مطلعة في صنعاء بأن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أمر كبار قادة الميليشيات بحشد المزيد من المجندين لتكثيف الهجوم على مأرب، حيث يطمح منذ أشهر للسيطرة على المحافظة النفطية دون حساب لخسائر جماعته على صعيد المقاتلين والآليات.

وكان المبعوثان الأممي والأميركي أنهيا يومي 16 و17 في الرياض لقاءات عدة مع مسؤولين في الحكومة اليمنية ومسؤولين سعوديين في سياق المساعي الهادفة إلى تجسير الخلاف بين الشرعية والحوثيين، والمتمثل في أولوية النقاط التي ينبغي تنفيذها، إذ تصر الميليشيات على فتح المطار ورفع قيود الرقابة عن موانئ الحديدة بعيدا عن الوقف الشامل للنار الذي ترى فيه الشرعية بوابة أولى لتنفيذ كل النقاط الأخرى ذات الطابع الإنساني.

وذكرت المصادر الرسمية اليمنية أن وزير الخارجية بن مبارك بحث مع مبعوث الولايات المتحدة الأميركية الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، «مستجدات عملية السلام في ظل استمرار تعنت الميليشيات الحوثية ورفضها لكافة الجهود الهادفة إلى تخفيف المعاناة الإنسانية التي تشهدها اليمن».

ونقلت وكالة «سبأ» عن الوزير اليمني أنه «أشار إلى أن رفض الميليشيات الحوثية لوقف إطلاق النار الشامل، وإعادة فتح مطار صنعاء، وضمان توريد عوائد المشتقات النفطية لسداد رواتب الموظفين يثبت الذرائع الكاذبة التي تتدعيها هذه الميليشيات ويؤكد مساومتها بالجانب الإنساني، بغية الاستمرار في تنفيذ أجندة إيران التخريبية».

وقال إن «استهداف المدنيين والتجمعات السكانية في مأرب بالصواريخ الباليستية من قبل هذه الميليشيات لم يتوقف، بل يزداد ضراوة مما يفاقم من خطورة الوضع الإنساني، ويزيد عدد الضحايا المدنيين، ويقوض الجهود الدولية لإحلال السلام»، مؤكداً أن ذلك «يقدم دليلاً آخر أن هذه الميليشيا هي أداة للموت والدمار، وأن مشروعها لا يقوم إلا على قتل البشر وقلع الشجر وهدم الحجر»، وفق تعبيره.

وفي حين أثنى على قرار واشنطن المتعلق بإضافة عدد من الكيانات والأفراد التي تعمل ضمن شبكة تهريب مدعومة من إيران لجمع ملايين الدولارات لصالح الميليشيات الحوثية إلى قائمة العقوبات، أكد بن مبارك أن «السبيل الوحيد للوصول إلى السلام الدائم والشامل، يتمثل في وقف التدخل الإيراني، ولجم عدوان الميليشيا الحوثية على الشعب».

إلى ذلك نسبت المصادر الرسمية إلى المبعوث الأميركي أنه أكد موقف بلاده من أنه «لا حل عسكريا للصراع في اليمن»، وأنه «ندد وبشدة باستمرار هجمات الحوثيين على المدنيين، محملاً إياههم مسؤولية فشل الجهود الرامية لإحلال السلام ووقف إراقة الدم اليمني». إضافة إلى أنه أشار إلى أن الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار يمثل ضرورة أساسية للتخفيف من المعاناة الإنسانية.

يشار إلى أن غريفيث كان أكد في إحاطته الأخيرة (الثلاثاء) أمام مجلس الأمن تعثر جهوده، وقال إن الحوثيين «يصرّون على اتفاق منفصل بشأن موانئ الحديدة ومطار صنعاء كشرط أساسي مسبق لوقف إطلاق النَّار وإطلاق العملية السياسية».

وأضاف أن الحكومة اليمنية «أصرت من جهة أخرى، على أن يتمّ الاتفاق على كل هذه القضايا أي الموانئ، المطار، وقف إطلاق النار وإطلاق العملية السياسية وتنفيذها كحزمة واحدة مع التركيز على بدء وقف إطلاق النَّار».

وعلى وقع هذه المساعي الوداعية للمبعوث الأممي أفادت المصادر اليمنية بأن الجماعة الحوثية واصلت خلال اليومين الأخيرين هجماتها على مأرب والمناطق المتاخمة لها في محافظة الجوف، وأن قوات الجيش نفذت (الخميس) كميناً محكماً لمجاميع من عناصر الميليشيا في جبهة الجدافر جنوب شرقي مدينة الحزم.

ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن الكمين أسفر عن مصرع ما لا يقل عن 15 عنصراً من الميليشيا وجرح آخرين، إلى جانب خسائر أخرى في العتاد. فضلا عن استعادة أسلحة خفيفة وكميات من الذخائر المتنوعة، وذلك بالتزامن مع ضربات لطيران تحالف الشرعية استهدفت تجمعات للميليشيا الحوثية في ذات الجبهة.

ومع تصاعد هذه الهجمات الحوثية التي تهدد مئات آلاف النازحين في مأرب، أعربت المفوضية السامية لحقوق الإنسان أمس (الجمعة) عن قلقها البالغ إزاء استمرار استهداف ميليشيا الحوثي للمدنيين والأعيان المدنية بمدينة مأرب والتي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال ونساء.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية ليز تروسيل في مؤتمر صحافي إن «الهجمات الأخيرة على مدينة مأرب استهدفت مجمعا مدنيا أدى إلى مقتل 8 وإصابة 30 مدنيا، إضافة إلى تضرر ثلاث سيارات إسعاف استجابت للهجمات الأولى جراء انفجار الطائرة دون طيار، حيث أصيب اثنان من موظفي الإسعاف.

وأشارت إلى أن الهجوم الصاروخي الذي سبق الهجوم الأخير بأيام مستهدفا محطة بنزين أسفر عنه مقتل 21 مدنيا بينهم أطفال.

تقرير أممي يستعرض جرائم انقلابيي اليمن ويدعو إلى محاسبة مرتكبي عمليات القتل العش

استعرض تقرير صدر عن المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، جملة جرائم ما زال انقلابيو اليمن يرتكبونها في الداخل اليمني، وتجاه السعودية.

وحضت المتحدّثة باسم المفوضة ليز ثروسل على ضمان إجراء تحقيق مجدٍ في أي هجمات تؤدي إلى مقتل مدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية، وذلك بعدما أبدت قلقها من استهداف مأرب، والحادثة الشهيرة التي انتهت بصاروخ حوثي قتل ثمانية بينهم طفلة تفحمت جثتها في الخامس من يونيو (حزيران) الحالي.

وقالت المتحدثة إن «ضحايا القتل العشوائي، بما فيه القتل الذي يرقى إلى جرائم حرب، لهم حق بالعدالة، وتجب محاسبة مرتكبي هذه الأعمال، بغض النظر عن انتمائهم، على النحو الواجب».

ورصدت المفوضية بدورها استمرار الاعتداءات التي تشنها حركة أنصار الله (الحوثية) عبر الحدود على أراضي السعودية، وذكر أنها «كانت أقل حدة في الأسابيع الأخيرة». كما رصد 128 استهدافاً بطائرات من دون طيار و31 صاروخاً باليستياً استهدفت السعودية (وأعلن تحالف دعم الشرعية صدها) منذ مطلع عام 2021.

وشدد التقرير على القلق البالغ «إزاء استمرار تأثير القتال على المدنيين، واستمرار استهداف الأعيان المدنية في محافظة مأرب في اليمن، التي تسعى القوات الحوثية لانتزاعها من الحكومة اليمنية منذ عدة أشهر».

وقالت ليز ثروسل: «لسنا في وضع يسمح لنا بتحديد ملابسات وفاة كل مدني، لكننا تمكنا من التحقّق من أن طفلة في الخامسة من عمرها وطفلًا يبلغ من العمر 13 عاماً، كانا في سيارتَين مع أقاربهما، قُتِلا خلال الاعتداء».

وحثت المتحدثة «جميع الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد». وزادت بالقول: «كما تم التأكيد مراراً وتكراراً، لا يمكن إنهاء هذا الصراع إلا عبر حل سياسي، ونظراً إلى معاناة المدنيين اليمنيين، على الأطراف في النزاع تجنب تسييس المساعدة الإنسانية والسماح باستيراد السلع التي هم بأمس الحاجة إليها من دون أي عوائق».

مخطط ميليشياوي لاستقطاب آلاف المتسولين للقتال بعد أدلجتهم طائفياً

بدلاً من أن تقوم الميليشيات الحوثية بدفع رواتب الموظفين والتوقف عن نهب المساعدات الإنسانية وابتزاز التجار وتحسين ظروف المعيشة لملايين السكان في مناطق سيطرتها، تفتقت أذهان قادتها عن مخطط جديد لمكافحة ظاهرة التسول؛ يتمثل في استقطاب الآلاف من المعدمين للقتال في صفوفها بعد أدلجتهم طائفياً بناءً على تعليمات زعيمها عبد الملك الحوثي.

وأفادت مصادر مطلعة في صنعاء بأن الجماعة المدعومة من إيران تستعد لتطبيق حزمة من التدابير في الأيام المقبلة لتنفيذ هذا المخطط تحت لافتة «مكافحة وتنظيم ظاهرة التسول».

وكشف مصدر مقرب من دائرة حكم الجماعة لـ«الشرق الأوسط» عن استعدادات تجريها الجماعة حالياً لتنفيذ خطوات وصفتها بـ«العملية»، تتخللها تحركات ميدانية للجان شُكلت مؤخراً من وزارات عدة بحكومة الانقلابيين برفقة مسلحين وعربات أمنية تستهدف آلاف الفقراء والمعوزين في شوارع العاصمة.

وتحدث المصدر عن أن الجماعة أعدت ما أطلقت عليه «مشروع لائحة تنظيمية للتسول» جرى إعداده بناءً على تعليمات زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي في خطبه الرمضانية الأخيرة التي حض فيها على الاستفادة من أعداد المتسولين الذين باتت تعج بهم معظم طرقات وشوارع مدن سيطرة الميليشيات، في إشارة منه إلى استقطابهم والزج بهم في جبهات القتال.

وكانت الجماعة نفذت في الأشهر الماضية مخططاً مشابهاً بناءً على توجيهات من زعيمها بحق فئة «المهمشين» من ذوي البشرة السوداء من خلال استقطابهم وتجنيدهم بذريعة «دمجهم في المجتمع».

في غضون ذلك، أفصحت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» عن اجتماع عقدته لجنة من قادة الجماعة؛ بينهم عسكريون وأمنيون، لمناقشة طرق وآلية استهداف المتسولين؛ حيث أقر الاجتماع توصيات للبدء باستهداف جموع المتسولين بصنعاء عبر إنشاء مركزين حوثيين بوصفهما مكانين مخصصين لتجميعهم، على أمل إطلاق المراحل الأخرى مستقبلاً في بقية مدن السيطرة الحوثية.

وترجح المصادر أن الميليشيات تستعد في الأيام المقبلة لشن حملات بحق المتسولين لاحتجازهم من كل شوارع وأسواق العاصمة المختطفة، ومن ثم تجميعهم بتلك المراكز وإخضاعهم لدورات طائفية وعسكرية مكثفة بغية الزج بهم فيما بعد وقوداً بمختلف جبهات القتال.

وطيلة سنوات الانقلاب الماضية، عملت الجماعة المسنودة من إيران على إفقار اليمنيين بشكل متعمد بإيقافها الرواتب، ونهبها موارد البلاد، وتوجيه الأموال لإثراء أفرادها، وتمويل موازنتها العسكرية لقتل اليمنيين، مما تسبب في توسع دائرة الفقر إلى أكثر من 80 في المائة من السكان، مقارنة بنسب ما قبل الانقلاب.

وكانت دراسة أجريت في 2013 شملت 8 محافظات يمنية، كشفت عن أن العدد الكلي للمتسولين في صنعاء يقدر بنحو 30 ألف طفل وطفلة؛ جميعهم دون سن الـ18، إلا إن دراسات أخرى صدرت في 2017 بينت أن عدد المتسولين ارتفع بشكل مخيف ليصل إلى أكثر من 1.5 مليون متسول ومتسولة؛ خصوصاً في العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.

وفي منتصف فبراير (شباط) الماضي، قدر أكاديميون مختصون بقضايا السكان، في تصريحات سابقة لهم مع «الشرق الأوسط»، أعداد المتسولين في صنعاء فقط، حتى مايو (أيار) من عام 2019، بأكثر من 200 ألف متسول؛ ذكوراً أو إناثاً؛ من مختلف الأعمار، مقارنة بنحو 30 ألف متسول قبل الانقلاب الحوثي في 2014.

وخلال العام الماضي، اتهمت مصادر محلية في صنعاء، الجماعة بتوجيه بوصلة القمع والابتزاز باتجاه فئة المتسولين لمحاصصتهم فيما يجنونه من أموال يجود بها عليهم فاعلو الخير، وذلك بعد أن استنفدت الجماعة حملات القمع تجاه فئات التجار وأرباب الأعمال والجمعيات الخيرية والمستثمرين.

وأرجعت المصادر ازدياد أعداد المتسولين بشوارع صنعاء وغيرها من المدن الخاضعة للميليشيات، إلى شدة الفقر وشح الأعمال وفقدان الوظائف الحكومية والخاصة.

بدورهم، حمل موظفون وعاملون بوزارة الشؤون الاجتماعية الخاضعة للانقلابيين بصنعاء، الجماعة مسؤولية تفشي ظاهرة التسول بأعداد غير مسبوقة خلال السنوات السبع الأخيرة.

وقال عدد منهم إن «السبب الرئيسي لتفشي الظاهرة واتساع رقعتها هو سياسات الجماعة التي قادت إلى نهب أموال السكان وتوقيف رواتبهم وحرمانهم من المساعدات الأممية والدولية».

وتحدثوا عن تنفيذ الجماعة في أبريل (نيسان) من العام الماضي، حملات ميدانية بناء على توجيهات من قادتهم استهدفت الطرقات والشوارع والأحياء التي يتجمع فيها المتسولون لتسجيل بياناتهم وأسمائهم وكل معلوماتهم التفصيلية بغية الاستفادة منها في تنفيذ مشاريع وخطط غير مشروعة بحق تلك الشريحة المستضعفة.

وكشف موظفون بوزارة الانقلابيين في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» عن أنهم قدموا قبل نحو عام ونصف مصفوفة حلول وإجراءات بإمكانها التخفيف من ظاهرة التسول بمناطق الجماعة، إلا إن قادة الميليشيات رفضوا حينها تنفيذها أو حتى الاطلاع عليها والتعامل معها؛ «لأن شغلهم الشاغل مكرس فقط لاستثمار معاناة اليمنيين المعيشية وأوجاعهم التي تتسع يوماً بعد آخر بهدف المتاجرة بها في الداخل والخارج»؛ حد قولهم.

وتشهد المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين، تفشياً مخيفاً لكارثة المجاعة منذ 5 سنوات على الأقل، مع ازدياد أعداد الأسر الفقيرة وفقدان آلاف الأسر مصادر عيشها.

وتشير تقارير محلية ودولية سابقة إلى أن ملايين اليمنيين بحاجة اليوم لمساعدات إنسانية عاجلة، في وقت ظهرت فيه مؤشرات المجاعة في أكثر من محافظة، جرّاء الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي على اليمنيين. وتؤكد التقارير أن استمرار الحرب سيهدد بحدوث مجاعة وشيكة في بلد هو في الأساس من أفقر البلدان في المنطقة.

وذكر البنك الدولي في تقرير سابق أن الحرب التي اندلعت في 21 سبتمبر (أيلول) 2014 بانقلاب الحوثيين على الشرعية، تسببت في وقوع أكثر من 21 مليون نسمة من أصل 26 مليوناً تحت خط الفقر؛ أي 80 في المائة من تعداد سكان البلد، في حين قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في تغريدة حديثة لها على «تويتر» إن «نحو 24 مليون يمني بحاجة للمساعدات الإنسانية».

قتلى حوثيون بعملية تسلل بالحديدة.. وألغامهم تجهز على الفارين

لقي عدد من عناصر ميليشيات الحوثي مصرعهم وجُرح آخرون، اليوم الجمعة، إثر محاولتهم تنفيذ عملية تسلل فاشلة لاختراق خطوط التماس في قطاع حيس جنوب الحديدة، غرب اليمن.

وقال إعلام القوات المشتركة إن ميليشيات الحوثي استقدمت تعزيزات ومجاميع مسلحة من مناطق سيطرتها في مديرية جبل رأس ودفعت بهم باتجاه المناطق المحررة شرق مدينة حيس.

وأكد أن القوات المشتركة تصدت للعناصر الحوثية المتسللة وأوقعت في صفوفها خسائر بشرية خلال الاشتباكات التي استمرت أكثر من ساعتين.

وأشار إلى أن مسلحي الميليشيات الحوثية الفارين من المواجهات وقعوا في فخاخ شبكة ألغام زرعها الحوثيون مسبقاً، ولقوا حتفهم إثر انفجارها.

 في سياق متصل، أخمدت القوات المشتركة، الجمعة، مصادر نيران لميليشيات الحوثي في ثلاث قطاعات جنوب الحديدة بالساحل الغربي.

وأفاد مصدر عسكري ميداني أن الميليشيات الحوثية استهدفت بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة الأحياء والقرى السكنية في "كيلو 16" و"مدينة الصالح" شرق الحديدة، وكذلك شمال غربي مدينة الدريهمي.

وأضاف أن وحدات القوات المشتركة المرابطة بالخطوط الأمامية في تلك القطاعات تعاملت مع مصادر نيران الحوثيين برد مماثل، وتمكنت من إخماد واسكات نيران الميليشيات.

وتستمر ميليشيات الحوثي الإرهابية في انتهاكاتها للهدنة الأممية في مختلف مناطق الحديدة بشكل يومي دون اكتراث للوضع الإنساني، ضاربةً باتفاق ستوكهولم عرض الحائط.

شارك