تطهير الجنوب الليبي.. قوات الجيش تواصل انتصاراتها ضد المرتزقة التشاديين

السبت 18/سبتمبر/2021 - 03:26 ص
طباعة تطهير الجنوب الليبي.. أميرة الشريف
 
مواصلة لعملية تطهير الجنوب الليبي من الإرهاب، أعلن الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفترأنه وجه ضربات جوية استهدفت مواقع للمعارضة التشادية في جنوب ليبيا، في إطار خطة لتطهير المنطقة من المرتزقة الأجانب.
وكان أطلق الجيش الليبي، في 15 يناير 2019 عملية عسكرية لتطهير مناطق الجنوب الغربي للبلاد من إرهابيي تنظيمي داعش والقاعدة، والعصابات الإجرامية، ونجح في السيطرة على مدينة سبها عاصمة إقليم فزان.
وتؤوي ليبيا كثيراً من الفصائل التشادية المتمردة التي تزعم جميعها أنها لا تمارس الارتزاق ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، لكنها تتهم الرئيس إدريس ديبي باستخدام حلفائه الليبيين لمهاجمة مواقعها.
ومنذ الثلاثاء الماضي، أطلق الجيش عملية واسعة، شاركت فيها قوات برية وجوية، نفذت ضربات لمواقع المتمردين في منطقتي مسمة وأوزو. وقالت شعبة الإعلام الحربي إنه وضمن العمل على السيطرة وتأمين حدود الوطن تم تنفيذ عملية في الجنوب الغربي، أسفرت عن القضاء على عشرات من المرتزقة، الذين يمتهنون الأعمال الإجرامية، ويستبيحون الأراضي الليبية، وتم تدمير آلياتهم في عملية كبيرة، تستهدف القضاء على وجود المرتزقة في هذه المناطق، واستكمال تأمين الجنوب، وتطهيره من العابثين بأمنه، الذين استغلوا الوضع الأمني للبلاد خلال المدة الأخيرة، وفق نص بيان.
وقال آمر إدارة التوجيه المعنوي في القيادة العامة اللواء خالد المحجوب: إن وحدات من قوة عمليات الجنوب تمكنت من القضاء على عشرات المرتزقة، الذين يمتهنون الأعمال الإجرامية، وتدمير آلياتهم في عملية كبيرة تستهدف إنهاء وجود المرتزقة في هذه المناطق، وأضاف: إن العملية تندرج ضمن خطة القوات المسلّحة من أجل السيطرة واستكمال تأمين الجنوب وتطهيره من العابثين بأمنه، الذين استغلوا الوضع الأمني للبلاد، خلال المدة الأخيرة، مؤكداً استمرار العمليات حتى القضاء على المرتزقة والمجموعات الإرهابية، التي فرت بعد تلقيها ضربات جوية عنيفة، ولا تزال تعمل على الاستفادة من الحدود بالتعاون مع مجموعات إرهابية أخرى تنشط في المنطقة المتاخمة لدول الساحل والصحراء.
فيما شددت مصادر عسكرية ليبية على أن العملية التي انطلقت الثلاثاء الماضي مستمرة في تحقيق أهدافها مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مناطق الاشتباكات، وتكثيف الطلعات الجوية لملاحقة فلول المتمردين.
وأعلنت جبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد (فاكت)، التي تتخذ من إقليم فزان مقراً لها، وقادت منه هجوماً على بلادها في أبريل الماضي كان من ضحاياه الرئيس إدريس ديبي إثنو، عن مقتل عدد من عناصرها في المواجهات مع الجيش الليبي، كما تم استهداف عدد من قياداتها من قبل سلاح الجو الليبي، وهو ما أدى إلى مقتل نائب رئيس الحركة هارون شتي ومساعده والسائق الشخصي لرئيسها مهدي علي.
واعتبرت (فاكت)، أكبر فصيل متمرد ينشط في جنوب ليبيا، أن الهجوم على قواعدها تم بالتنسيق بين الجيش الليبي والمجلس الانتقالي التشادي وفرنسا، فيما قالت تقارير ميدانية إن العملية التي نفذتها القوات الليبية جاءت في إطار حملة تطهير الجنوب الغربي من المرتزقة والإرهابيين، والتي تم إطلاقها منذ يوليو الماضي.
وفي يناير 2019 ، أصدر النائب العام في طرابلس أوامر بالقبض على عدد من قيادات المتمردين التشاديين كان من بينهم محمد حكيمي المتهم بالمشاركة في عدة هجمات ومعارك برفقة ميليشيا سرايا الدفاع عن بنغازي (فصيل مسلح يضم قيادات إسلامية متطرفة) وبقايا قوات إبراهيم الجضران الذي أُدرج بدوره على ذات القائمة.
ويهاجم إبراهيم الجضران وهو الآمر السابق لحرس المنشآت النفطية بين الحين والآخر منطقة الهلال النفطي التي انتزعها منه الجيش في سبتمبر 2016.
وعاد الجضران إلى الواجهة مجددا بعد أن سيطر في يونيو الماضي على ميناءي السدرة ورأس لانوف، قبل أن يتمكن الجيش الوطني الليبي، الخميس، من استعادة السيطرة عليهما في عملية خاطفة، انتهت بطرده وميليشياته من الرئة النفطية للبلاد.
وكان الجضران آمر حرس المنشآت النفطية الليبية، حين قاد مجموعة من المسلحين للاستيلاء على عدد من الموانئ النفطية في البلاد عام 2013، وهو ما أوقف حينها نصف صادرات البلاد من النفط وكبد ليبيا خسائر فادحة.
ولم تتوقف تصرفات الجضران على التعدي على منشآت البلاد، بل تجاوزها إلى المطالبة بإنشاء إقليم فيدرالي في برقة، والإعلان عن تعيين مجلس سياسي هناك، مما كان سيسهم في تقسيم البلاد التي يعيش اضطرابات سياسية منذ نحو 9 أعوام.
وتربط الجضران علاقة قوية مع المتمرد التشادي تيمان إرديمي، الذي يقيم في العاصمة القطرية الدوحة، ويمده بمرتزقة من تشاد للعمل في صفوف مجموعاته التي تنشط في منطقة الهلال النفطي.
وتشير أصابع الاتهام وفق ما ذكر عضو في البرلمان الليبي علي التكبالي، قطر وتركيا بالسعي إلى فصل الجنوب عن باقي أجزاء ليبيا عن طريق جماعة الإخوان المسلمين.

شارك