لماذا لم يذهب الرئيس الإيراني إلى نيويورك؟

الإثنين 20/سبتمبر/2021 - 06:51 م
طباعة لماذا لم يذهب الرئيس
 

أعلن مجيد تخت روانجي، السفير الإيراني والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، أن الرئيس إبراهيم رئيسي سيلقي كلمته عبر العالم الافتراضي، أمام الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وبحسب ما قاله تخت روانجي، فإن الوفد الإيراني برئاسة وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان سيكون في نيويورك.

تجدر الإشارة إلى أن إبراهيم رئيسي تم إدراجه على قائمة عقوبات وزارة الخزانة الأميركية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وهو مدرج کذلك في قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي منذ عام 2010.

يشار إلى أن إبراهيم رئيسي، کان عضوا في فريق الموت في إعدامات صيف 1988، وهو متهم بالتورط في إعدام آلاف السجناء السياسيين، ويقال إن انتخابه رئيساً لإيران يوفر حصانة دبلوماسية من العقوبات.

من جهة ثانية، أکدت منظمات حقوق الإنسان، وقوى معارضة، على ضرورة التحقيق في دور رئيسي في الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان في إيران.

وكان نظام الملالي، وخاصة زمرة الولي الفقيه، بأمس الحاجة إلى حضور رئيسي السفاح، في بداية ولايته، لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى يكون له حضورا بين رؤساء البلاد، وكذلك يحاول الخروج من العزلة، ويقضي بعض الوقت في الإعلان مع بعض الضجيج حول الزيارة.

وكتبت صحيفة "أرمان" الحكومية (18 سبتمبر) بأسف: "فرصة التواجد في الأمم المتحدة، من قبل الرئيس كانت فرصة عظيمة نظرا للظروف الخاصة بالمنطقة، غير أنها ضاعت".

لذلك يقتضي التأمل في سبب "غياب رئيسي" في الأمم المتحدة، والذي نوقش على نطاق واسع من قبل المحللين والخبراء في وسائل الإعلام الحكومية؟ حيث يوضح نقاطا مثيرة للاهتمام.

تستشهد صحيفة جهان صنعت الصادرة (18 سبتمبر) بعدد من المحللين الحكوميين الذين أجابوا عن سبب عدم حضور رئيسي السفاح في الأمم المتحدة، بما في ذلك تشير إلى عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على رئيسي بسبب قضايا حقوق الإنسان (اقرأوا قتل 30 ألف سجين سياسي).

وتكتب "في غضون ذلك، كتب ستة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ رسالة إلى بايدن يطلبون منه عدم السماح لرئيسي بدخول الولايات المتحدة".

لكن خبير حكومي باسم بهنام بهشتي بور قال: "بموجب القانون الدولي، لا يمكنهم احتجاز رئيس دولة لأنه، على سبيل المثال، متهم بارتكاب جريمة حرب أو التواطؤ فيها".

وقال محامي حكومي يدعى مولوي "ربما يكون أحد المخاوف والقلاقل أن تكون هناك ردود فعل في الخارج على شكل مظاهرات من قبل الإيرانيين المقيمين في الخارج. وأن مثل هذه الأحداث يمكن أن تؤدي إلى نتيجة سلبية، وبالطبع لا يستحق كل هذا العناء".

وعبّر محامي حكومي آخر، نعمت أحمدي، عن رأي مماثل: "الظروف غير ملائمة لهذه الرحلة. على سبيل المثال، يُحاكم حميد نوري حاليًا في ستوكهولم بالسويد.

وقد ورد اسم رئيسي هناك عدة مرات ... أعتقد أن ما دفع رئيسي ومستشاريه إلى عدم حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة هو أنه تجنب التوترات التي قد يخلقها الإيرانيون المقيمون في الخارج ومحاولات أخرى ...

قد يتخذ الإيرانيون المقيمون هناك أو المؤسسات والمنظمات إجراءات ضده، كما رأينا خلال زيارة المرحوم هاشمي شاهرودي إلى ألمانيا ". حسب صحيفة جهان صنعت – 18 سبتمبر .

وتلخص الصحيفة نفسها الآراء المختلفة وتكتب: "إن الوضع الحالي في إيران وعلاقاتها مع العالم، يقتضي تفضيل عدم الحضور أحيانًا على حضور اجتماع عام وعالمي وأن أسباب سياسية، وأحيانًا تجنب حدوث قضايا هامشية يدفعنا إلى الابتعاد عن الحصول على فوائد فرصة عالمية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة."

هذا اعتراف مهم للغاية بفشل سياسات النظام ودبلوماسيته على الساحة الدولية، ويظهر أن الفاشية الدينية الحاكمة ورئيسها السفاح رئيسي، على الرغم من إنفاق مبالغ طائلة واستخدام اللوبيات المختلفة، تعيش وضعا مستعصيا لكونها سيئة السمعة لدرجة أنها تضطر صرف النظر عن هذه الرحلة بالرغم من كل الحاجة لها، واستخدامها على الصعيد الدولي للترويج لها.

وغني عن القول أن هذا لم يحدث بشكل عفوي، بل نتيجة أكثر من أربعة عقود من الكشف الدؤوب والجهد الحثيث عن جرائم هذا النظام وفضحها، ونقل صوت الشعب الإيراني حول العالم وفي المحافل الدولية.

كما يجب أن نبارك الإيرانيين الأحرار والوطنيين الذين رفعوا باستمرار علم المقاومة للشعب الإيراني حول العالم يرفرف عاليا، وهم حلقة فاعلة في السلسلة الفولاذية للمقاومة الإيرانية. شكرا لهم ودعواتهم الطيبة!

 

شارك