"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الثلاثاء 12/أكتوبر/2021 - 10:18 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 12 أكتوبر 2021.

الاتحاد: التحالف: مقتل 156 حوثياً جنوب مأرب

أعلنت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس، القضاء على 156 عنصراً إرهابياً من ميليشيات الحوثي الانقلابية خلال الـ24 ساعة الماضية جنوب محافظة مأرب. 
وأكد التحالف في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس» على موقعها الرسمي على تويتر، تنفيذ 33 عملية استهداف لآليات وعناصر الميليشيات الحوثية بمديرية «العبدية» في مأرب خلال الساعات الـ24 الماضية. 
وأفاد التحالف بأن عملية الاستهداف شملت تدمير 8 آليات عسكرية وخسائر بشرية تجاوزت 156 عنصرًا إرهابيًا. 
وأوضح أنه تم تنفيذ 338 استهدافاً نوعياً لحماية المدنيين الأبرياء في العبدية منذ حصار الميليشيات للمديرية. 
وشدد التحالف على التزامه بمواصلة دعم القوات اليمنية في مواجهة ميليشيات الحوثي الإرهابية وحماية اليمنيين من بطش الميليشيات. 
في غضون ذلك، شدد مسؤول يمني على أن جرائم ميليشيات الحوثي لن تثني الحكومة الشرعية والجيش اليمني عن المضي قدماً نحو استكمال معركة التحرير في اليمن.
وأكد وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمني، ماجد فضائل، في كلمة بمديرية ميدي في محافظة حجة، مواصلة دحر هذه الميليشيات التي تسعى إلى إعادة اليمن إلى الوراء.
ودعا فضائل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية ذات العلاقة ومكتب المبعوث الأممي إلى إدانة الجرائم الحوثية بحق الشعب اليمني، لافتاً النظر إلى أن صمتهم يشجع ميليشيات الحوثي على ارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق المدنيين العُزَّل.
وفي سياق آخر، تواصل هندسة القوات المشتركة العمل في تطهير حقل ألغام فردية محرمة دولياً من مخلفات الميليشيات الحوثية جنوب الحديدة، مع زراعة شتلات أشجار مكانها في رسالة إنسانية للأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بمحاكمة مستخدمي هذا الأنواع من الألغام التي تحرمها اتفاقية أوتاوا.
وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة بأن الفريق الهندسي المكلف بتطهير حقل الألغام المكتشف مؤخراً جنوب مدينة حيس، نزع وفكك، أمس، عشرات الألغام بينها 13 لغماً فردياً محرمة دولياً، وأخرى مضادة للدروع معظمها حولتها الميليشيات إلى ألغام فردية عبر دواسات.
ولفت أن العمل مستمر حتى تطهير المنطقة وتمكين أهاليها من العودة إلى منازلهم ومزارعهم.
وفي تصريح صحفي، طالب الفريق الهندسي الأمم المتحدة بالتحرك الجاد والضغط على الميليشيات الحوثية لتسليم خرائط الألغام في المناطق المحررة خاصة الألغام الفردية لما تشكله من خطر على حياة المدنيين فضلاً عن إعاقة عودتهم إلى منازلهم من مخيمات النزوح.
وأوضح أن «حقل الألغام الفردية المحرمة دولياً جنوب مدينة حيس، مزروع بطريقة هندسية خبيثة وعلى مساحات واسعة ويحتاج لتطهيره الكثير من الوقت والجهد»، كما أكد أن هذا الحقل من الألغام الفردية المحرمة دولياً يكفي لجر ميليشيات الحوثي إلى محاكمة دولية بموجب اتفاقية أوتاوا.
أمنياً، كبدت القوات المشتركة، ميليشيات الحوثي خسائر بشرية ومادية، جراء خروقاتها في 4 جبهات داخل مدينة الحديدة بالساحل الغربي. 
وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة، أن الميليشيات استهدفت بالأسلحة الرشاشة المنازل في حي منظر السكني الكائن في الأطراف الجنوبية لمدينة الحديدة، وأحياء سكنية أخرى في شارع صنعاء، كما حاولت استهداف مواقع عسكرية في الصالح وكيلو 16 شرق المدينة، وسرعان ما تم التعامل معها بحزم، مؤكداً أن الوحدات المرابطة من القوات المشتركة في الجبهات المستهدفة حققت إصابات مباشرة في أوكار للميليشيات، موقعة قتلى وجرحى في صفوفها، شمال شرق المطار ومحيط جولة سيتي ماكس، وتدمير مربضين لمدفعيتها، الأول خلف كلية الهندسة بجبهة الصالح، والآخر شمال شرق كيلو 16.

خبراء يدعون واشنطن لمعالجة جذور الأزمة اليمنية

أصبحت سياسة الولايات المتحدة في اليمن مثار انتقادات واسعة النطاق من قبل الخبراء والمتابعين للشأن اليمني. 
وعلى الرغم من مرور 6 سنوات على الأقل من الفشل الواضح والتغييرات الجوهرية في الوضع العام، لم يكن هناك على الإطلاق أي تعديل من قبل الولايات المتحدة في خطابها أو نهجها نحو اليمن.
وذكر تقرير على موقع «أستراليا أفيرز كاونسيل» أنّ تركيز الولايات المتحدة قصير النظر على التخفيف من الكارثة الإنسانية في اليمن دون معالجة الطبيعة الحقيقية للنزاع كان له تأثير مؤسف أدى إلى تفاقم الحرب والوضع الإنساني.
وأوضح التقرير أنّ نية ميليشيات الحوثي الإرهابية واضحة تماماً وهي الاستيلاء الكامل على اليمن وخدمة أجندات دول أخرى.
وشهد العديد من المسؤولين الأميركيين السابقين والحاليين المنخرطين في السياسة اليمنية بأنّ الحوثيين هم المسؤولون عن المشاكل المتعلقة بالمساعدات الإنسانية.
وانخرطت المملكة العربية السعودية بشكل بناء مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في محاولة لإنهاء الحرب في اليمن، معلنةً وقف إطلاق النار من جانب واحد لعدة شهور، على الرغم من زيادة هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات من دون طيار على البنية التحتية المدنية، كما قدمت المملكة عدة مبادرات سلام رفضتها الميليشيات الإرهابية.
وكانت الحرب في اليمن ستنتهي منذ فترة طويلة، لو قدمت الميليشيات الحوثية تنازلات، لكنّها لم تقدم أي شيء.
وبدلاً من الاستمرار في نفس النهج للدبلوماسية غير الفعالة وغير المربوطة تماماً بالواقع، يحتاج صانعو السياسة الأميركيون إلى مساعدة المملكة العربية السعودية في الدفاع عن مأرب، وليس إعاقتها عن طريق سحب كل الدعم اللوجستي. 
مهما كانت تعقيدات الصراع، فإنّ الجاني الأساسي في معاناة اليمنيين واستمرار الحرب هو الوحشية المتعصبة لميليشيات الحوثي الإرهابية، وليس السعودية، فإذا كانت الولايات المتحدة مهتمة حقًا باليمنيين، فإن الحد الأدنى يتطلب التوقف عن دعم الثيوقراطية التوسعية الحوثية بالمساعدات الإنسانية ومضاعفة الجهود لاعتراض شحنات الأسلحة القادمة إليهم.

اليمن: أهمية الآليات الوطنية في صون وحماية حقوق الإنسان

رحبت الحكومة اليمنية، بقرار مجلس حقوق الإنسان الصادر، أمس، بتقديم المساعدة التقنية لليمن وبناء قدراته في ميدان حقوق الإنسان تحت البند العاشر خلال دورة المجلس الـ48 المنعقدة بمدينة جنيف السويسرية.
وثمنت الحكومة، حرص المجتمع الدولي على حماية حقوق الإنسان في اليمن وخاصة الدول التي قدمت ودعمت مشروع القرار، مؤكدةً حرصها على استمرار التعاون مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أجل حل الأزمة اليمنية وفق المبادرات الإقليمية والدولية ذات الصلة.
وقالت الحكومة في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»: إن «إجماع المجلس على دعم وبناء قدرات اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في مقابل رفض التمديد لفريق الخبراء الإقليميين والدوليين البارزين يؤكد أهمية ودور الآليات الوطنية في صون وحماية حقوق الإنسان، ويعكس موقف المجتمع الدولي من تقارير مجموعة الخبراء الإقليميين والدوليين البارزين الذين أسهموا بتقاريرهم في إطلاق يد الميليشيات الحوثية لارتكاب المزيد من الانتهاكات الجسيمة».

الخليج: الإمارات تدين تفجير عدن وتحث على تحقيق السلام والاستقرار

دانت دولة الإمارات بشدة الهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف موكب وزير الثروة السمكية ومحافظ عدن، ونجم عنه سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية.

وحثت الوزارة المجتمع الدولي على توحيد الجهود، واتخاذ موقف حاسم لوقف مثل هذه الأعمال الإجرامية، لفسح الطريق أمام الوصول إلى حل سياسي شامل، يؤدي إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في اليمن. كما أعربت الوزارة عن خالص تعازيها لأهالي وذوي الضحايا وللجمهورية اليمنية حكومةً وشعباً في هذه الجريمة النكراء وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.

وكانت عدن شهدت أمس الأول الأحد، عملية إرهابية استهدفت محافظ عدن ووزير الزراعة في الحكومة الشرعية أثناء عودتهما من المشاركة في فعالية رسمية ووقع التفجير بسيارة مفخخة بمدينة التواهي بعدن. وقتل عدد من مرافقي المحافظ بينهم سكرتيره الصحفي أحمد بو صالح والمصور الصحفي طارق مصطفى، فيما أصيب الصحفي أحمد باراس وجميعهم يعملون في المكتب الإعلامي لمحافظة عدن.

ودان المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس جروندبرج، العملية الإرهابية، وتقدم بتعازيّه لذوي من سقطوا في الهجوم. وأضاف في تغريدة نشرها على حسابه في «تويتر» إن «هجمات كهذه تزيد من انعدام الثقة وتقوّض الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن والسلام».

من جانب آخر أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أنه مستمر بحماية المدنيين في اليمن من بطش الميليشيات. وأوضح في بيان، أمس الاثنين، أنه نفذ 338 استهدافاً نوعياً من أجل حماية المدنيين الأبرياء في مديرية العبدية جنوب مأرب، منذ حصار الميليشيات الحوثية للمنطقة. وأشار إلى أنه نفذ 33 عملية استهداف لآليات وعناصر الميليشيات في العبدية خلال الساعات ال24 الماضية. ولفت إلى أن عملية الاستهداف شملت تدمير (8) آليات عسكرية وخسائر بشرية تجاوزت (156) عنصراً إرهابياً. كما أكد التحالف التزامه بدعم الجيش الوطني وحماية المواطنين اليمنيين من بطش الحوثيين.

يأتي ذلك، بعد أن أقدمت الميليشيات منذ أسبوعين على محاصرة سكان المديرية مانعة وصول الغذاء والدواء. وأكد وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك في وقت سابق، أن ميليشيات الحوثي تمنع وصول الأدوية والطعام إلى سكان العبدية، كما تمنع إجلاء الجرحى وتستهدف المديرية بالصواريخ الباليستية وكل أنواع الأسلحة الثقيلة، وترتكب أفظع الجرائم بحق السكان، في انتهاك صارخ لكل مبادئ حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني.

وجاءت تصريحات المسؤول اليمني خلال مباحثات هاتفية مع الممثل المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لدى اليمن ديفيد جريسلي، وناقشت الوضع الإنساني المأساوي الذي يواجهه عشرات الآلاف من سكان مديرية العبدية نتيجة الحصار الذي تفرضه الميليشيات منذ أسبوعين. ودعا ابن مبارك الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياة المدنيين وإنهاء الحصار الوحشي وإدانته كجريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي.


البندقية والدبلوماسية.. من تسبق الأخرى في اليمن؟

يتطلع اليمنيون لليوم الذي يتوقف فيه أزيز الرصاص، قبل أن تحل الذكرى السابعة لاندلاع الحرب في بلادهم، بعد أن خابت آمالهم لمرات عديدة خلال السنوات الأخيرة، بأن يُلقي المتحاربون أسلحتهم، ليفرغوا لتعداد خسائرهم وكم العبث الهائل الذي رمى بالشعب اليمني في أتون أكبر كارثة إنسانية شهدها العالم.

يبدو المشهد في اليمن، اليوم، بارتباطاته الإقليمية والدولية، وكأن الجميع أمام سباق بين البندقية والدبلوماسية، فميليشيات الحوثي لا زالت ترفض كل عروض السلام، بل تصعّد من عملياتها العسكرية، ليس فقط بأمل تحقيق تقدم عسكري ميداني في محافظة مأرب، لتعزز فرصها في أي مفاوضات مرتقبة؛ بل إنها تضع مأرب هدفاً رئيسياً لها، في مسعى للسيطرة على منطقة جغرافية غنية بالنفط والغاز، تمكنها أيضاً، من وضع قدمها لانطلاقة أوسع للسيطرة على كامل البلاد، متجاوزة أية مشاورات سياسية لحل الأزمة.

أهداف ميليشيات الحوثي الانقلابية لا تقف عند حدود، ولولا المقاومة المستميتة لقوات الشرعية، بإسناد طيران التحالف العربي في جبهات مأرب خصوصاً، لواصلت تقدمها الميداني في المناطق المحررة، مثلما حصل مؤخراً في ثلاث مديريات بمحافظة شبوة، شرقي البلاد، بعد أن حررتها قوات التحالف والشرعية نهاية عام 2017، وبعد أن أمنت الميليشيات سيطرتها الكلية على محافظة البيضاء المجاورة، وسط البلاد.

 

بالمقابل التحركات الدبلوماسية، الساعية لإيجاد مقومات للحل السياسي، وقبله وقف إطلاق النار، تبدو أبطأ في هذا السباق، وعجزت حتى اللحظة عن تأمين أسرع طريق للوصول إلى هدفها، بسبب عدم قدرتها على تجاوز عراقيل الميليشيات الانقلابية، إلى جانب ارتباط الأزمة اليمنية، بشكل أو باخر، بصراع وأزمات إقليمية ودولية.

وعلى الرغم من الدفع الأمريكي الملحوظ لتنشيط الجهود الدولية والإقليمية وتوجيهها نحو المسار السياسي لحل الأزمة، منذ تعيين تيم ليندركينج مبعوثاً أمريكياً إلى اليمن، فإنه بدأ ينحو مؤخراً، أكثر، باتجاه الجانب الاقتصادي والإغاثة الإنسانية لليمنيين، وجاء البيان الأخير للخارجية الأمريكية ليؤكد أن «جهود ليندركينج لا تزال مركزة على تقديم الإغاثة الفورية لشعب اليمن».

وإزاء ذلك، وبعد تعثر جهود الأمم المتحدة، الذي أفصح عنه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السابق مارتن جريفيت، مع انتهاء ولايته، بدا المبعوث الجديد هانس جروندبرج وكأنه بحاجة لاستكشاف مواقف أطراف الأزمة اليمنية، غير أنه شدد على «أن يكون الهدف الرئيسي والعاجل لدى جميع الفاعلين المعنيين هو إنهاء النزاع والتوصل لحل سياسي كلي يشمل الجميع ويلبي تطلعات اليمنيين»، فيما حذر، إثر أول زيارة له لمدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، بشدة، من «تزايد صعوبة إبطال الآثار الإنسانية والاقتصادية للحرب مع كل يوم يمر، وهناك حاجة ملحة لتغيير المسار والعمل نحو تسوية سياسية تشمل الجميع وتنهي النزاع بشكل كامل وتسمح لليمن بالتعافي والنمو».

حتى الآن لا تلوح في الأفق أية مؤشرات إيجابية للبدء بخطوات جدية نحو السلام في اليمن، فيما لا تزال ميليشيات الحوثي ماضية في هجماتها العدائية داخل البلاد وخصوصاً في مأرب، ونحو أراضي المملكة العربية السعودية، ضاربة عرض الحائط بكل الدعوات الدولية، المتصاعدة، لإيقاف العنف والتوجه نحو السلام.

البيان: التصعيد الحوثي وانهيارالاقتصاد يحاصران اليمنيين

مع استمرار ميليشيا الحوثي في التصعيد ورفض مقترحات السلام، وتصاعد القتال المتزامن مع انهيار اقتصادي وضعف الخدمات، يعيش مئات آلاف اليمنيين حصاراً بين الصراع وأعمال العنف، بعد توسّع الاضطرابات على نطاق واسع، وفق تأكيد المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في اليمن، كزافييه جوبير، ووفق برنامج تتبع آثار النزاع على المدنيين.

فقد تمّ تسجيل 56 ضحية خلال 72 ساعة فقط، بما في ذلك 11 حالة وفاة، فيما يتم الإبلاغ كل يوم تقريباً عن أطفال وعائلات يحاصرها القتال، وغالباً ما يدفعون حياتهم ثمناً لذلك، إذ يتعرّض أطفال اليمن لخطر الموت أو الإصابة حال الخروج، والوقوع في فخ القصف الحوثي المتكرّر للأماكن، التي يجب أن يشعروا فيها بالأمان مثل المنازل والمدارس والمستشفيات والأسواق.

وتقول منظمة إنقاذ الطفولة، إن الكثيرين رأوا أحباءهم يموتون أمام أعينهم، فيما شهدت البلاد على مدى الأشهر القليلة الماضية، زيادة كبيرة في القتال إلى جانب ارتفاع مستويات الاضطرابات المدنية، ما أدى إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية للمدنيين.

ودفع تصعيد الحوثيين ورفضهم خطة وقف القتال إلى إشعال أكثر من 40 جبهة في مختلف أنحاء البلاد، مع تركّز القتال في محافظة مأرب، إذ دفعت ميليشيا الحوثي بآلاف العناصر لمهاجمة التجمعات المدنية في جنوب وغرب وشرق المحافظة.

وفي الحديدة، تستمر الميليشيا في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ومهاجمة التجمعات السكانية، ومحاولة استحداث مواقع عسكرية في خطوط التماس حول عاصمة المحافظة وجنوبها ساحة معارك يومية، أحالت حياة عشرات الآلاف إلى جحيم، حيث استهدف منازلهم بشكل يومي، وزرعت الميليشيا الطرقات والمزارع بالألغام، وحرمتهم من الحصول على الغذاء والعمل وجعلتهم يعيشون على المساعدات.

محاكمة الميليشيا

ذكر الإعلام العسكري للقوات المشتركة، أنّ الفريق الهندسي المكلف بتطهير حقل الألغام المكتشف مؤخراً جنوب حيس، نزع وفكك، أمس، عشرات الألغام بينها 13 لغماً فردياً محرمة دولياً، وأخرى مضادة للدروع، مؤكداً أن العمل مستمر حتى تطهير المنطقة المنكوبة، وتمكين أهاليها من العودة إلى منازلهم.

وطالب الفريق الهندسي من الأمم المتحدة بالتحرك الجاد والضغط على الميليشيا لتسليم خرائط الألغام في المناطق المحررة خصوصاً الألغام الفردية. ووفق الفريق، فإنّ الألغام الفردية المحرمة دولياً كافية لجر الميليشيا إلى محاكمة دولية بموجب اتفاقية أوتاوا.

الشرق الأوسط: حصار حوثي للعبدية في مأرب وسط صمت دولي

تتعالى الأصوات اليمنية الشعبية والرسمية متسائلة عن الصمت الدولي أمام حصار جماعة الحوثي المدعومة من إيران لأكثر من 35 ألف مدني في مديرية العبدية، جنوب محافظة مأرب منذ نحو 22 يوماً.
وتفرض ميليشيات الحوثي حصاراً خانقاً من جميع الجهات على العبدية، يهدد ما لا يقل عن 9827 طفلاً يعيشون تحت الحصار ويعانون سوء التغذية، منهم 2465 يعانون من سوء التغذية الحاد، بينما تحتاج 3451 امرأة إلى الرعاية الصحية والإنجابية، حسب عبد الله السعدي مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة.
وأكدت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، دعم التحالف للجيش الوطني اليمني ورجال القبائل في فك الحصار عن المدنيين بمديرية العبدية. وبيّن التحالف، أن الوضع الإنساني بالعبدية مأساوي، مضيفاً أنه ينظر «في جميع الخيارات الإنسانية والعملياتية». ودعا التحالف المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تحمّل المسؤولية في فك الحصار عن المدنيين بالعبدية.
وأعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن عن تنفيذ 338 استهدافاً نوعياً لحماية المدنيين الأبرياء في العبدية منذ حصار الميليشيات للمديرية. وكشف التحالف في بيان له عن تنفيذ 33 عملية استهداف لآليات وعناصر الميليشيات بالعبدية خلال الساعات الـ24 الماضية، شملت تدمير 8 آليات عسكرية وخسائر بشرية تجاوزت 156عنصراً إرهابياً.
وأكد التحالف، في بيان، التزامه بدعم الجيش الوطني اليمني وحماية المواطنين اليمنيين من بطش الميليشيات. وأشار التحالف إلى أن عملياته الجوية على مدى 18 يوماً أوقفت اقتحام الحوثيين لمديرية العبدية في محافظة مأرب، وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العميد الركن تركي المالكي، إن التحالف نفذ 118 استهدافاً لحماية المدنيين في العبدية خلال الـ96 ساعة الماضية. وأضاف العميد المالكي أنه تم تدمير 15 آلية عسكرية لميليشيات الحوثي، مشيراً إلى أن خسائرها البشرية تجاوزت 400 عنصر، وطالب المتحدث باسم التحالف المنظمات الأممية والدولية تحمل مسؤوليتها الإنسانية إزاء مدنيي العبدية.
من جانبه، يستغرب راجح بادي، المتحدث باسم الحكومة اليمنية، الصمت العالمي أمام حصار آلاف المدنيين وضرب قراهم بالصواريخ الباليستية. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هل سمع العالم عن طرف يستخدم أسلحة باليستية في حرب داخلية ضد قرى ومدن صغيرة، باستثناء نظام الأسد!». وتابع بادي: «قرى مليئة بالمدنيين تضرب بصواريخ باليستية، وحرب داخلية تُستخدم فيها كل هذه الأسلحة ضد المدنيين، أين الضمير العالمي مما يحدث في العبدية، منطقة محاصرة منذ 20 يوماً لا ذنب للمدنيين فيها. ندعو الحوثي لحروب الرجال وليس الخديعة والتسلل وضرب وإبادة المدنيين، ومحاصرة المدنيين ومنع الدواء والغذاء عنهم».
وانتقد بادي صمت المبعوث الأممي الخاص باليمن، ومجلس الأمن عن هذه الجرائم، وقال: «أين الإنسانية؟ أين المبعوث الأممي؟ أين مجلس الأمن؟ ألم تعد هناك إنسانية أو ذرة ضمير لدى كل هؤلاء؟ المجتمع الدولي الذي يتحدث عن الإنسانية هؤلاء مدنيون لا علاقة لهم بالحرب يهاجم الحوثي قراهم ويمنع عنهم الغذاء والدواء ويقال حرب، أي حرب هذه، نساء وأطفال، أين العالم؟ لماذا لا يتحرك لإيصال الدواء والغذاء لهم منذ نحو 20 يوماً؟!».
في السياق ذاته، أوضح أحمد بن مبارك وزير الخارجية اليمني وشؤون المغتربين أنه ناقش في اتصال هاتفي مع الممثل المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لدى اليمن ديفيد جريسلي، الوضع الإنساني المأساوي الذي يواجهه عشرات الآلاف من سكان مديرية العبدية بمحافظة مأرب نتيجة الحصار الهمجي الذي تفرضه الميليشيات الحوثية على المديرية. وشدد بن مبارك على أن الميليشيات الانقلابية تمنع وصول الغذاء والدواء وتمنع إجلاء الجرحى وتستهدف المديرية بالصواريخ الباليستية وكل أنواع الأسلحة الثقيلة، وترتكب أفظع الجرائم بحق السكان المدنيين، في انتهاك صارخ لكل مبادئ حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني. ودعا وزير الخارجية الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياة المدنيين وإنهاء الحصار الوحشي وإدانته كجريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي ولا تسقط بالتقادم.
بدوره، تحدث سلطان الرؤساء، وهو صحافي مستقل من أبناء مأرب، عن جرحى في العبدية في حالة حرجة بسبب الحصار الخانق من قبل ميليشيات الحوثي، وقال على حسابه بـ«تويتر»: «هناك مصابون بإصابات بالغة أحدهم أحمد راجح الراجحي أصيب أول من أمس وتوفى اليوم (أمس) متأثراً بجراحة، بسبب عدم وجود خدمات صحية في مستشفى المديرية حتى الأكسجين يفتقره المستشفى».
ووجهت «الشرق الأوسط» سؤالاً لمكتب المبعوث الأممي لليمن، والسفيرين البريطاني والفرنسي لدى اليمن، عن موقفهم مما يجري في العبدية، إلا أنها لم تتلقَ أي رد فوري.
إلى ذلك، كشف عرفات حمران رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات اليمنية أن الحوثي قطع الاتصالات والإنترنت على مديرية العبدية التي أصبحت معزولة عن العالم. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «كذلك تم حرمان أكثر من 8392 طالباً وطالبة من التعليم في 18 مدرسة، وما زال الحوثي يختطف أبناء العبدية وينكّل بهم». وحذّر حمران من أن «هذا الحصار جريمة حرب لا تسقط بالتقادم ولن يفلت كبار مرتكبيها من العقاب»، معتبراً «صمت الأمم المتحدة والمبعوث الأممي جريمة بحق الإنسانية، لأن حماية المدنيين واجب المنظمات الأممية والمجتمع الدولي».

شارك