نتائج الانتخابات العراقية.. محاولات الاصلاح واجواء الاستبداد

الثلاثاء 12/أكتوبر/2021 - 01:14 م
طباعة نتائج الانتخابات روبير الفارس
 
أعلن الزعيم الشيعي العراقي البارز مقتدى الصدر تصدر كتلته (الكتلة الصدرية) نتائج انتخابات البرلمان التي جرت الأحد، مشددا على أنه "لا مكان للفساد والفاسدين بعد اليوم".
وقال الصدر في كلمة له اليوم عقب اعلان نتائج الانتخابات من قبل مفوضية الانتخابات، "الحمد لله الذي أعز الإصلاح بكتلته الأكبر، كتلة عراقية لا شرقية ولا غربية يضيء نورها من أرض العراق وشعبه، فلا مكان للفساد والفاسدين بعد اليوم".
وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات، بحسب احصائيات أجرتها وسائل إعلام محلية، أن الكتلة الصدرية التي يتزعمها مقتدى الصدر، حلت بالمركز الأول بحصولها على 73 مقعدا في البرلمان الجديد.
ويطالب الصدر بالإصلاح وكان قد قرر عدم خوض الانتخابات لكنه تراجع بعد تسلمه لورقة إصلاحية اتفقت عليها الكتل الرئيسية وتعهدت بالتعاون معه لتطبيقها بعد الانتخابات، فيما أكد الصدر تنفيذ إصلاح العملية السياسية ومحاربة الفساد من خلال ممثليه في البرلمان من أعضاء الكتلة الصدرية.
وقال الصدر مخاطبا الكتل الفائزة الأخرى "هلموا إلى ورقة إصلاحية لا كعكة تؤكل منها ولا تقاسم للسلطة على حساب الشعب، بل انه يوم تقدم فيه مصالح العراق والشعب ونحمي به مقدساتنا وحدودنا وسيادتنا وكرامتنا".
يذكر أن العملية السياسية في العراق قامت بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 على أساس المحاصصة الطائفية بين مكونات الشعب العراقي.
وتابع الصدر "انه يوم الشعب والدولة والقوات الأمنية البطلة، يوم انتصر فيه المظلوم على الظالم، انه يوم العزيمة والثبات والنصر على الميليشيات"، مشددا على وجوب حصر السلاح بيد الدولة ومنع استخدامه خارجها حتى ممن يدعون المقاومة ومن على شاكلتهم "فقد آن للشعب أن يعيش بسلام بلا ميليشيات".
وطمأن الصدر بأن كل السفارات مرحب بها ما لم تتدخل بالشأن العراقي وتشكيل الحكومة.
ودعا إلى أن يكون احتفال الشعب بـ"الكتلة الأكبر" بلا مظاهر مسلحة ودون إزعاج الآخرين.كما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في الحزب الديمقراطي الكوردستاني بدء مشاورات الحزب مع القوى السياسية العراقية الفائزة في الانتخابات لتشكيل التحالفات السياسية تمهيدا لتسمية الرئاسات الثلاث، و تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة.
وقال القيادي في الحزب هوشيار زيباري في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع أعضاء اللجنة محمود محمد، وجعفر إمينكي في أربيل ، إنه من ضمن استراتيجيتنا في الحملة الانتخابية تجنبنا التصادم مع الاطراف الاخرى وركزنا على كيفية توجه الناخبين لصناديق الاقتراع.
وأشار إلى أن الحزب 
بدأ المشاورات مع معظم القوى السياسية العراقية الفائزة بالانتخابات، وقريبا جدا سنشكل وفدنا للتوجه الى بغداد للتباحث حول تسمية الرئاسات الثلاث، وتشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة، مردفا بالقول: من جانب اخر سنبحث مع الاطراف الكوردستانية ايضا لاننا اكيد نرغب في العمل كفريق واحد.وقال أيضا أن العملية الانتخابية سارت بشكل سلس ومنتظم وسرعة اعلان النتائج امر مهم لمنع التلاعب بالنتائج، مستطردا القول إن: الفترة المقبلة ستكون مهمة ونأمل ألّا يكون هناك فراغ حكومي والاسراع في تشكيل الحكومة من قبل الكتل السياسية الفائزة.
وعن تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة رأى زيباري بأن تشكيلها "قد تكون اسهل لان هناك كتلاً فائزة، و التفاهم بينها سيكون أسهل".
وتابع القيادي في الديمقراطي الكوردستاني بالقول إن "علاقتنا مع جميع الأطراف الشيعية والسنية مفتوحة ومع التيار الصدري كنا على اتصال ، و مع كتل أخرى وليست لدينا خطوط تقاطع وحاليا نحن في مرحلة جس النبض"، منوها إلى أنه "سابقا كانت لدينا تفاهات ولكن لا نستطيع القول مع من سنتحالف وهناك كتل رئيسية". اكد رئيس تحالف الفتح هادي العامري، اليوم الثلاثاء، على ان التحالف لن يقبل بنتائج الانتخابات النيابية التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فيما لفت الى انه سيدافع عن أصوات مرشحيه.وقال العامري في بيان مقتضب أن "تحالف الفتح لن يقبل بنتائج الانتخابات النيابية المفبركة التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات".ولفت الى ان " التحالف سيدافع عن اصوات مرشحيه".
يذكر ان تحالف الفتح حصد 14 مقعدا برلمانياً بحسب نتائج المفوضية.وفاز الازيديين بخمس مقاعد  ووصف الباحث العراقي جهاد بشير الانتخابات العراقية بانها انتخابات تحت الإقامة الجبرية
حيث قال ان الانتخابات اجريت في  أجواء من الإقامة الجبرية في عموم العراق بدعوى الملف الأمني الذي لم يستطع ولا مرة أن ينتقل من موضعه في حضيض المشهد إلى مستوى يلمس العراقيون فيه تغيرًا ولو محدودًا، حيث قرّرت السلطات الحكومية إغلاق المنافذ الحدودية والمطارات، وقطع الطريق بين المحافظات، وتعطيل الدوام، ومنع الحركة في الأسواق والشوارع، وفرض حالة واضحة وتامة من عسكرة المدن ولاسيما العاصمة بغداد، والهدف من ذلك كلّه وفق ما هو دارج في لغة آل العملية السياسية "تعزيز الديمقراطية في العراق" في مشهد متناقض يبعث على السخرية وازدراء أسس ووسائل المنظومة الحاكمة في البلاد على حد سواء.
وقال بشير تختلف الانتخابات "المبكرة" هذه عن سابقاتها بأنها تأتي وملفات المشهد السياسي كلّه مكشوفة لدى العراقيين جميعًا بشكل عام، وعند شبان ونشطاء ساحات الحراك الشعبي على وجه خاص؛ ولعل ثقافة المقاطعة المنتشرة في الأوساط الشعبية العراقية تحث المتابعين على إعادة إنعاش ذاكراتهم في تأصيل هذه الثقافة وإدراك مغزاها، ولاسيما حين تأكد الكثير ممكن يتبنّوها اليوم أنهم تأخروا كثيرًا في التعاطي معها رغم أن قوى عراقية وطنية كانت تصادق على جدواها وتتعهد بأنها مشروع تغيير حقيقي إن تم توظيفه جماهيريًا وشعبيًا.
لا يمكن لـ"تجربة ديمقراطية" كما يزعم مروّجوها؛ أن تؤتي أكلها في أجواء استبدادية؛ فالناخب في الأصل لا بُد أن يكون له سقف من الحريّة يشعر تحته أنه صاحب إرادة، وأن يختار وهو يدرك أن خياره محترم ومنزه عن التزوير والتحريف، وهذا غير متحقق في العراق، ولا توجد معطيات على تحققه في الحاضر ولا في المستقبل في إطار العملية السياسية التي أُسّست على نمط المحاصصة والإقصاء والتهميش، فضلاً عن فشلها على مدى ثمانية عشر عامًا في تحقيق أس شكل معتبر لنظام الحكم والقضاء والسلطة التشريعية، وهذا ما بلغه العراقيون في تجربتهم على مدى هذه السنوات، لذلك فإن  رأيهم في هذه الانتخابات واضح دون أدنى غبش.
| يذكر ان مفوضيّة الانتخابات في ‫العراق‬ اكدت  إن "الكتلة الصدرية" حصلت على 73 مقعدًا في مجلس النوّاب المكون من (329 مقعدًا)، و"كتلة تقدم" التي يتزعمها رئيس المجلس "محمد الحلبوسي" حصلت على 38 مقعدًا، و"دولة القانون" التي يتزعمها "نوري المالكي" حصلت على 37 مقعدًا.

شارك