بين التشوهات والقتل والتشريد.. 10 آلاف طفل يدفعون الثمن بأرواحهم فى اليمن

الأربعاء 20/أكتوبر/2021 - 04:25 ص
طباعة بين التشوهات والقتل أميرة الشريف
 
ما زال أطفال اليمن يدفعون أرواحهم ثمن الحرب الدائرة في البلاد وبالأخص مع مواصلة جماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران سطوتها والقتل بشكل عشوائي في جميع أنحاء البلاد ، ما أدي إلي تشرد بعض الأطفال ومقتل أخرين وسط نقص الموارد الغذائية والأدوية والتعليم وأبسط حقوقهم، حيث أعلن متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف أن 10 آلاف طفل قتلوا أو أصيبوا بجروح في اليمن منذ بداية النزاع فيه.
وتواصل المليشيا الإرهابية شن قصفها العشوائي بالصواريخ الباليستية والطائرات على عدد من الأحياء والمناطق السكنية في محافظة مأرب، الأمر الذي يخلف دائمًا ضحايا مدنيين.
وقال المتحدث جيمس ألدر إن "النزاع في اليمن تجاوز للتو محطة مخزية مع بلوغ عتبة 10 آلاف طفل قتلوا أو أصيبوا بتشوهات منذ بداية المعارك في مارس2015، وهذا يعادل أربعة أطفال يومياً".
وأضاف "هذا الرقم يشمل فقط الأطفال الضحايا الذين تمكنت المنظمة من معرفة مصيرهم"، مشيراً إلى عدد "يحصى من الأطفال الآخرين".
وأشارت المنظمة في تقرير لها، إلى أن عدد الضحايا في اليمن "أكبر من المعلن"، موضحة أنه "لا يتم تسجيل العديد من الوفيات".
وأوضح التقرير أن الأزمة الإنسانية في اليمن هي الأسوأ في العالم، تضافراً مأساوياً لأربعة تهديدات، حرب عنيفة وطويلة الأمد، ودمار اقتصادي، وانهيار الخدمات في كل نظام دعم، أي الصحة، والتغذية، والمياه والصرف الصحي، والحماية والتعليم، واستجابة من الأمم المتحدة في حاجة شديدة للتمويل".
وفي التقرير ذاته، كشفت المنظمة أنه يحتاج 4 من كل 5 أطفال إلى مساعدة إنسانية، بين أكثر من 11 مليون طفل، كما يعاني 400 ألف طفل من سوء التغذية الحاد.
 وهناك أكثر من 2 مليون طفل خارج المدرسة، و4 ملايين آخرين معرضون لخطر التسرب، في حين أن أكثر من 170 ألف معلم، وهم ثلثا المعلمين، لم يتلقوا رواتب منتظمة لأكثر من أربع سنوات، بينما أدى التشريد وتدمير المدارس إلى أن تحتوي الفصول الدراسية على ما يصل إلى 200 طفل.
وبحسب تقرير المنظمة، فإنه 1.7 مليون طفل نازحون داخلياً، وهناك 15 مليون شخص، منهم 805 مليون طفل، لا يحصلون على المياه الصالحة للشرب أو الصرف الصحي أو النظافة.
وأعلنت "اليونيسيف" أنها لا تستطيع الوصول إلى كل هؤلاء الأطفال، مع "مستويات التمويل الحالية، وبدون إنهاء القتال"، مشددة على أنه "بدون المزيد من الدعم الدولي، سيموت المزيد من الأطفال".
وأكدت المنظمة أنها تحتاج "بشكل عاجل" إلى أكثر من 235 مليون دولار أميركي لمواصلة عملها "المنقذ للحياة" في اليمن حتى منتصف عام 2022. وبخلاف ذلك، ستضطر الوكالة إلى تقليص أو إيقاف مساعدتها الحيوية للأطفال الضعفاء.
وفي أغسطس الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أن طفلاً واحداً يلقى حتفه في اليمن كل 10 دقائق لأسباب كان من الممكن تفاديها بما في ذلك من جرّاء الجوع والأمراض، وفي الشهر نفسه، قالت منظمة "يونيسف"،  إنَّ 11.3 مليون طفلٍ في اليمن بحاجةٍ إلى مساعداتٍ إنسانيةٍ، وذلك مع استمرار الحرب الدائرة في هذا البلد الفقير أصلاً للعام السابع على التوالي.
يذكر أنه منذ بدء العدوان على اليمن، عام 2015، استمرت المنظمات الإنسانية، ومنظمات الأمم المتحدة بإصدار التقارير ونداءات الاستغاثة لإنقاذ اليمنيين، من أخطار عديدة فاقمها وزاد من سوءها الحصار المفروض على البلاد، وعلى رأسها خطر المجاعة وتفشي الأوبئة.
ورغم تنامي التوقعات باقتراب نهاية الحرب، مازال البلد يواجه خطر المجاعة، ومنذ فبراير الماضي حذّرت الأمم المتحدة من خطر تعرض نحو نصف مليون طفل دون سن الخامسة إلى خطر الموت جوعا، وأن 50 في المئة من الأطفال بالفئة العمرية نفسها يواجهون خطر سوء التغذية الحاد في اليمن.
ويشهد اليمن حربا منذ أكثر من 7 سنوات أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 في المئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم.
وللنزاع امتدادات إقليمية، فمنذ 2015 ينفذ تحالف عربي بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.

شارك