بريطانيا تدعم مركاز دينيا تابع لخامنئي بـ100 ألف دولار.. هل يفجر أزمة لحكومة بوريس جونسون؟
علي رجب
أظهرت الحسابات السنوية أن المكتب التمثيلي الشخصي
للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في لندن حصل على أكثر من 100 ألف جنيه إسترليني
من الحكومة البريطانية كجزء من مخطط إجازة الإجازة بسبب فيروس كورونا.
دعم بـ100 ألف دولار أمريكي
تُظهر الأرقام التي تم تقديمها أن المركز الإسلامي
في إنجلترا تلقى 109.476 جنيهًا إسترلينيًا من خطة الاحتفاظ بالوظائف الخاصة بفيروس
كورونا ، حيث تم تسمية منح الإجازة الحكومية رسميًا ، على الرغم من الخلافات طويلة
الأمد مع طهران.
المركز عبارة عن مسجد ومكتب ثقافي في دار سينما
وقاعة بنغو سابقة في مايدا فالي ، غرب لندن. وهي مركز رئيسي لدى المسلمين الشيعة.
كما يعمل كمكتب لآية الله علي خامنئي ، المرشد الأعلى
لإيران ، الذي عين مديره ، سيد هاشم موساوي ، وهو رجل دين متوسط الرتبة.
أجندة ايرانية:
وتستند أجندة طهران إلى احتواء طائفة المسلمين وبالأخص الشيعة
منهم في البقاع الدولية المختلفة فأن ذلك يبدو مقرونًا بسمات محددة فرضتها طبيعة التعايش
في لندن، فطبقًا لمساهمات الإعلام البريطاني يتعرض أبناء الجالية الإسلامية لتصاعد
الكراهية الطائفية.
وحسب صحيفة (ذا صن) في 4 يناير 2020 بلغ عدد المسلمين
في بريطانيا ما يقارب الـ(3،363،210) شخصًا أي حوالي (5,9%) من مجموع السكان ويعيش
غالبيتهم في لندن.
وفي تقرير لـ" بي بي سي " في مارس
2015 أشارت إلى وجود مخاوف لدى السلطات من
تصاعد الصراع الطائفي بين المسلمين على أرضها، وبالتالي يبدو ذلك كمدخلاً أساسيًا للارتباطية
الواضحة بين التيار وإيران كنوع من الدعم الظاهر بوضوح في اعتماد اللغة الفارسية في
غالبية المواقع الإلكترونية للمؤسسات التابعة لهم في المملكة المتحدة على الرغم من
كون الأغلبية منهم ينحدرون من شعوب جنوب آسيا وبالأخص باكستان التي تتحدث الأردية.
ويشكل المركز الاسلامي في لندن (ICE)
أهم وأخطر المؤسسات التي تمثل النفوذ الإيراني ببريطانيا، وقد أسس في 1995 ويهتم بالأنشطة
الدينية والتعليمية واللغوية ، وحلقات تفسير القرآن، وكذلك إحياء المناسبات الروحية
كعاشوراء وغيرها، والأبرز هو إحياء الذكرى السنوية لروح الله الخميني المرشد السابق
لإيران، ويعتمد موقعه الإلكتروني على اللغات الانجليزية والعربية والفارسية.
ووفقا للموقع الرسمي
للمركز يهدف إلى تحقيق، مساعدة ومساعدة المسلمين الذين يعيشون في المملكة المتحدة في
الأنشطة الدينية والثقافية والتعليمية والاجتماعية، وتهيئة المناخ المناسب لإقامة الاحتفالات
الدينية والشعائر الإسلامية.
وأيضا توفير الخلفية والتسهيلات
اللازمة لنشر المعرفة الإسلامية لتعميق ونشر التعاليم الإسلامية والدينية بين المسلمين
وخاصة الإيرانيين وأبنائهم من أجل الحفاظ على الهوية الدينية وتكريمها ورفع روح الثقة
بالنفس، وتقوية مقومات التضامن والتعاطف بين المسلمين بسبب تعدد ثقافاتهم، وجهود لتعريف
غير المسلمين بالإسلام قدر الإمكان، والتعاون مع الأفراد والمنظمات الخيرية.
يحاول المركز الإسلامي
في إنجلترا ، الذي يتمتع بأكثر من عقدين من الخبرة واستفادة العلماء والمفكرين من الدرجة
الأولى ، وضع أهدافه التنظيمية موضع التنفيذ. من أجل تقديم الخدمات للمجتمع المسلم
وكذلك لتحقيق الأهداف التنظيمية له.
ذراع خامنئي
ويعد رئيسه ممثلا للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله خامنئي في بريطانيا
وهو “هاشم الموسوي”، ويتلقى المركز جزءًا من تمويله عبر التبرعات وأموال الزكاة التي
يطالب المواطنين بدفعها إليه كمستحق، ويقع مقره بشمال العاصمة لندن.
وأثار المركز مؤخرًا الكثير من اللغط في المجتمع
البريطاني بسبب إقامته وقفة احتجاجية وحفل تأبين لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري
الإيراني، قاسم سليماني والذي قتلته الولايات المتحدة الأمريكية في 3 يناير
2020 واصفين إياه بالشهيد، إذ نقلت صحيفة تليجراف
في 6 يناير 2020 أن مفوضية المنظمات الخيرية بالبلاد تُقيم بيان الإشادة الذي أصدره
المركز بحق سليماني، وترى المفوضية أن المركز الممنوح حق الإعفاء الضريبي كونه مؤسسة
اجتماعية إلى جانب ما يتلقاه من هدايا أسبوعية يعمل على الترويج لإرهابيين دوليين.
ويبدو أن دعم الحكومة البريطانية للمركز
الاسلامي الموالي لإيران يشكل سابقة من نوعها، وقد يتسبب في طرح تساؤلات حول دعم
لندن للجمعيات الاسلامية والتي تحمل في طابعها عداء للمملكة المتحدة، ومدى ن يؤدي
هذا الدعم إلى خلق ازمة كبير لحكومة بوريس
جونسون.
