وسط غضب عارم فى تركيا.. سياسات أردوغان تهوي بالليرة لأدنى مستوى تاريخي

الخميس 25/نوفمبر/2021 - 04:02 ص
طباعة وسط غضب عارم فى تركيا.. أميرة الشريف
 

سيطرت سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علي تضاعف أزماته الاقتصادية، حيث انخفضت قيمة الليرة التركية أمام الدولار، وسط مخاوف من ارتفاع التضخم وتداعيات اقتصادية أخرى، بعدما هوت 15 في المئة، الثلاثاء، عقب دفاع إردوغان عن التخفيضات الأخيرة في أسعار الفائدة.
وهبطت الليرة إلى 13.15 مقابل الدولار، قبل أن تتراجع إلى 13.05 والثلاثاء لامست أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 13.45.
وسجلت العملة التركية مستويات منخفضة، ووصلت خسائرها منذ بداية العام إلى 43 في المئة، بينها نحو 24 في المئة تكبدتها منذ بداية الأسبوع الماضي.
وعلى الرغم من دفاع إردوغان عن السياسة النقدية للبنك المركزي، وتعهده بالفوز في "حرب الاستقلال الاقتصادية"، تتزايد الانتقادات من جانب أولئك الذين يطالبون باتخاذ إجراءات لوقف تراجع قيمة العملة.
وكان وفرض إردوغان ضغوطا على البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة بهدف تعزيز الصادرات والاستثمار والوظائف، حتى مع ارتفاع التضخم إلى ما يقرب من 20 في المئة، وتسارع انخفاض قيمة العملة، مما يؤثر بشدة على عائدات الأتراك.
وكان انخفاض الليرة، هو الأكبر منذ ذروة أزمة العملة في 2018، التي أدت إلى ركود حاد، وتسببت في ضعف النمو على مدار ثلاث سنوات، ورفعت التضخم لخانة العشرات.
وخفض البنك المركزي أسعار الفائدة 400 نقطة منذ سبتمبر الماضي، وفقا لرويترز.
ودعا نائب محافظ البنك المركزي السابق سميح تومين، الذي أقاله إردوغان الشهر الماضي، إلى العودة فورا للسياسات التي تحمي قيمة الليرة.
وفي سياق متصل، فرقت شرطة مكافحة الشغب التركية، احتجاجا في إسطنبول نظمه متظاهرون ينددون بالسياسات الاقتصادية للحكومة وارتفاع تكاليف المعيشة.
واحتجزت عناصر الشرطة العشرات من المتظاهرين، وبدأ المتظاهرون، ومعظمهم من أعضاء الجماعات اليسارية، بالتجمع في حي قاضي كوي السكني الهادئ في الجانب الآسيوي من إسطنبول، عندما تدخلت الشرطة.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب باستقالة حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان.
واستخدمت الشرطة الدروع لتفريق الحشود، وسحبت بعض المتظاهرين بعيدا، ما أثار سخرية المارة.
يأتي الاحتجاج وسط تضخم متزايد أدى إلى تآكل شديد في القوة الشرائية لدى المواطنين الأتراك، وارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض حاد في قيمة العملة التركية- الليرة- والذي أعقب سلسلة من قرارات خفض أسعار الفائدة.
هذا، و ذكرت صحيفة "بيرغون" أن احتجاجات مماثلة خرجت في أنقرة ومدن تركية أخرى.
وأول أمس، نظم الحزب الشيوعي التركي تجمعين احتجاجيين في العاصمة أنقرة وإسطنبول بعد ارتفاع أسعار صرف الدولار واليورو، حيث طالب المشاركون في التجمعات باستقالة حزب "العدالة والتنمية".
ورافق مواطنون المجموعة التي رددت شعارات "حزب العدالة والتنمية استقالة"، وأظهرت لقطات فيديو نشرتها قناة "TELE 1" المعارضة، مواطنين يسيرون في أحد شوارع العاصمة وهم يرددون شعار "حزب العدالة والتنمية.. استقالة".
وفي اسطنبول أيضاً، نظم الحزب الشيوعي تجمعاً احتجاجياً في حي كاديكوي بالشطر الآسيوي من إسطنبول، ودعا فرع إسطنبول للحزب الشيوعي إلى إجراءات بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، والتطورات الاقتصادية الأخيرة.
ويرى مراقبون أن العام 2015 كان فاصلا بالنسبة للاقتصاد التركي، ففيه بدأ الاقتصاد يدخل مرحلة انكماش شديدة، أي بالضبط في نفس السنة التي غيّر فيها أردوغان طبيعة النظام السياسي في بلاده، من برلماني لرئاسي، ليتفرد بحكم البلاد، ويحول بلاده إلى دولة ساعية للهيمنة بالقوة على محيطها السياسي والجغرافي.
وتبعت حالات التمرد التركية على حلفائها التقليديين، سلسلة من عمليات الانخراط لأنقرة في القضايا الإقليمية والدولية، من سوريا مرورا بليبيا والعراق وأرمينيا وصولا إلى البلقان، عبر استخدام القوة العسكرية والهيمنة عبر حيل سياسية ونشر الميليشيات المتطرفة والمرتزقة، مما راكم من أتعاب الاقتصاد التركي الهش أساسا.
ويرجح مراقبون أن انهيار الليرة التركية وتفاقم الأزمة الاقتصادية يعود إلى سوء إدارة أردوغان لسياسة البلاد، سواء على المستوى الاقتصادي أو على مستوى سياساته الخارجية التي استجلبت لتركيا عداءات مجانية بسبب التدخل العسكري في أكثر من جبهة، ما تسبب في قلق المستثمرين ونفور بعضهم الآخر عن الاستثمار في تركيا وهو ما يعكس حتما تراجعا اقتصاديا حادا.
وتعرضت الليرة وهي أسوأ العملات أداء بين الأسواق الناشئة هذا العام لضربة جديدة ، حيث تعتمد تركيا على الدخل بالعملة الصعبة من السياحة لدعم عجز حسابها الجاري، وتخاطر بموسم ضائع آخر هذا العام في ظل فرض دول عدة قيودا على السفر، بسبب ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا.

شارك