منظمة "فارك" المسلحة.. واشنطن تضم جماعتين مسلحتين من كولومبيا لقائمة الإرهاب

السبت 27/نوفمبر/2021 - 12:49 م
طباعة   منظمة فارك المسلحة.. أميرة الشريف
 
أعلن مسؤول رفيع في الخارجية الأمريكية أن واشنطن ستشطب الثلاثاء "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) من قائمة الإرهاب، وستضيف إليها جماعتين كولومبيتين منشقتين عن "فارك".
وأوضح المسؤول أن الولايات المتحدة تخطط لإدراج "لا سيغوندا ماركيتاليا" و"فارك – جيش الشعب" على قائمة التنظيمات الإرهابية.
يذكر أن حركة "فارك" الأصلية كانت عبارة عن جماعة يسارية متمردة خاضت حربا ضد السلطات الكولومبية في الغابات الاستوائية في مختلف أنحاء البلاد منذ منتصف الستينات من القرن الماضي.
وكانت الجماعة المتمردة تتهم بتهريب المخدرات وجرائم قتل وعمليات اختطاف وغير ذلك من الجرائم.
وفي 2016 وقعت "فارك" اتفاق سلام مع الحكومة الكولومبية، وألقى معظم عناصرها السلاح، وتحولت الحركة إلى حزب سياسي مشروع في كولومبيا، لكن عددا من الجماعات المنشقة عنها والرافضة لاتفاق السلام مع الحكومة ما زالت تواصل نشاطها المسلح.
والقوات المسلحة الثورية الكولومبية هي تنظيم ثوري يساري مسلح، يحارب حزب المحافظين الحاكم في كولومبيا، وتسيطر الحركة على مساحات واسعة من البلاد وتستعمل أسلوب حرب العصابات، تم تأسيسها عام 1964 كجناح عسكري للحزب الشيوعي الكولومبي وكحركة عسكرية تعتمد حرب العصابات كاستراتيجية له. 
وفي فترة الثمانينات تورط التنظيم في تجارة المخدرات مما أدى إلى انفصال بين الحركة والحزب الشيوعي الكولومبي.
و تقدر أعداد المنضمين إلى الحركة حسب التقديرات الحكومية الكولمبية ما بين ستة آلالف وثمانية آلالف جندي. 
وينتشر التنظيم في 15 إلى 20 % من اراضي كولومبيا في مناطق الغابات والأدغال والمناطق الجبلية في سفح جبال الانديز ومنها يشن هجمات حرب عصابات بين الحين والآخر.
وأدرجت المنظمة في لائحة المنظمات الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وبرلمان أمريكا اللاتينية وكندا سنة 1997 ، بينما ترفض كل من فنزويلا وكوبا هذا التصنيف وكان يطالب الرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز باعتبار الحركات اليسارية الثورية قوات محاربة لان ذلك من شانه ان يضطر الحركة إلى ترك أعمال الخطف والإرهاب من اجل احترام اتفاقيات جنيف . 
وفي بداية مارس 2008 قامت القوات الكولمبية بالهجوم على أحد معسكرات فارك داخل الاراضي الإكوادورية وقتلت راؤل رييس الرجل الثاني في التنظيم والمتحدث الرسمي باسم الحركة مما تسبب في ازمة دبلوماسية حادة بين الإكوادور وكولمبيا وبين فنزويلا وكولمبيا وكاد ان يتسبب في حرب إقليمية وتبع ذلك اغتيال ايفان ريوس أحد قادة الحركة على ايدي أحد اتباعه وقد شكلت هذه الأحداث أكبر ضربة عسكرية للحركة في الاربعة عقود الماضية.
تعلن الحركة نفسها حركة سياسية عسكرية ماركسية لينينية ، يقودها مانويل مورلاندو وستة آخرون من بينهم راؤل رييس المغتال في أول مارس 2008 . 
وتعلن الحركة نفسها أنها المدافع عن الفقراء في الريف الكولمبي ضد الطبقات الأكثر ثراء.
 وتحارب النفوذ الأمريكي في كولمبيا، والشركات متعددة الجنسيات وخصخصة الموارد الطبيعية، وذلك من اجل التمهيد لثورة يسارية مسلحة. 
وتمول عملياتها العسكرية من عمليات الخطف والابتزاز وتجارة المخدرات. وتعلن الحركة انها مستعدة لعمل حوار مع الحكومة الكولمبية من اجل انهاء الأزمة في البلاد، ولكن تحت شروط معينة منها : تحديد مكان اعتقال جميع اعضاء الحركة المعتقلين، وإطلاق سراحهم كلهم، ولكن في نفس الوقت تعلن الحركة انها ستواصل القتال من اجل تحقيقي اهدافها الثورية والنضالية .
و يعد كثير من النقاد أن حركة فارك تحولت عن الكثير من أهدافها الثورية في بداية النزاع، فخطف المدنيين وابتزازهم وزرع الالغام ومهاجمة الاهداف المدنية وتجارة المخدرات وتجنيد الاطفال "طبقا لنظام فارك فإن أي فرد فوق ال11 عام مؤهل لحمل السلاح والقتال. 
في 24 اغسطس عام 2016 قام كل من الرئيس الكولومبى المنتخب خوان مانويل سانتوس بتوقيع اتفاقية من 297 صفحة مع رودريغو لوندونيو زعيم حركة فارك وتحت رعاية الرئيس الكوبى راؤول كاسترو،يتضمن الاتفاق اعتراف حركة فارك بالحكومة الكولومبية المنتخبة مقابل سماح الحكومة لهم بتشكيل حزب سياسي ودفع تعويضات للمقاتلين بعد تسليم سلاحهم واحتفاظ فارك بعدد من مقاعد البرلمان بدون انتخاب لدورتين برلمانتين 
قرر الرئيس الكولومبي اخضاع الاتفاق لاستفتاء الشعب ليضيف عليه أكبر شرعية ممكنة، غير أن الاستفتاء غير ملزم للرئيس الذي وقّع بالفعل على الاتفاقية، وتمت اقامة الاستفتاء في يوم الأحد الثاني من أكتوبر 2016 وبهذا انتهت الحرب الأهلية التي استمرت قرابة النصف قرن.
واليوم أعلنت واشنطن أنها ستشطب "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) من قائمة الإرهاب، وستضيف إليها جماعتين كولومبيتين منشقتين عن "فارك"..

شارك