لإنقاذ ميليشياتها من الهزيمة والتفكك.. إيران تطرح مبادرة لإنهاء الأزمة في اليمن

الأحد 16/يناير/2022 - 01:58 م
طباعة لإنقاذ ميليشياتها فاطمة عبدالغني
 
وسط حالة الانهيار غير المسبوقة التي تعيشها ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، بعدما خسرت خلال الأيام الماضية، عدد كبير من مقاتليها في جبهات مأرب وشبوة، فيما لاذ عدد كبير من مقاتلي الميليشيات بالفرار بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها ألوية العمالقة، بدء النظام الإيراني بالتحرك سياسياً لإنقاذ الحوثيين بعد الهزيمة النكراء، فسارع إلى إرسال وفد دبلوماسي رفيع إلى سلطنة عمان ولقاء المسؤولين هناك ووفد الميليشيات الحوثية، أعقب هذه التحركات مباشرة إعلان إيران مبادرة لليمن بشأن إيقاف الحرب.
ونقلت وسائل إعلام، عن من وصفتهم بمصادر مطلعة، بأن مبادرة إيران نصت على الدخول في مفاوضات سياسية للاتفاق على المرحلة الانتقالية بعد وقف إطلاق النار وفتح المعابر البرية والبحرية والجوية.
وتضمنت المقترحات الإيرانية، تشكيل حكومة توافقية جامعة، من أجل إدارة الوضع العام، مع تقديم دعم اقتصادي إليها، معتبرة أن هذه الخطوات ستحتاج إلى اتفاق دول التحالف، السعودية والإمارات وأمريكا وبريطانيا، بالإضافة إلى إيران باعتبارها صاحبة المبادرة، مع دخول روسيا طرفا داعما، إلى جانب الأمم المتحدة، التي ستؤدي دور المنسق والوسيط، وفقا لوسائل الإعلام الإيرانية.
وفي رد سريع وعاجل على المبادرة الإيرانية أعلنت جماعة الحوثي رسميا، قبولها بالمبادرة ، جاء ذلك في تصريح  لوزير خارجية الحوثيين، هشام شرف، اعلن فيه الموافقة على المبادرة التي طرحتها إيران مؤخرا. 
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن شرف قوله: إن "ما يطرحه الأخوة المسؤولون في إيران من مبادرات لحل الأزمة في اليمن سواء في السابق أو الآن، هي مفتاح للحل في اليمن" وفق تعبيره .
مضيفاً: "هناك مبادرة إيرانية يحاول الكلّ نسيانها، وهي تعاملت مع موضوع الحرب والحصار في اليمن، وآلية المفاوضات وتطبيع الأوضاع". معتبرا "وضع المبادرة الايرانية في إطار البحث أو التعديل البسيط سيكون هو المدخل الرئيس للحل".
ودعا وزير خارجية الحوثيين، الامم المتحدة والمجتمع الدولي إلى "أخذ المبادرة الايرانية الآن، ومناقشتها مع الجميع"، في اشارة إلى الحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية.
ويرى الكثير من المراقبون والمحللون أن توقيت المبادرة الإيرانية هو محاولة منها لإنقاذ الحوثيين ليس إلا، ومحاولة لتثبيت مواقعهم في المناطق التي سيطرو عليها في مأرب.
ووفقًا لتقارير صحفية فإن إيران تحاول استغلال الجانب السياسي لإعطاء الحوثيين مزيدا من الوقت لإعادة ترتيب صفوفهم وإنهاء الزخم الشعبي والعسكري المتوحد نحو تحرير أراضي اليمن كما حدث أثناء عملية تحرير الحديدة التي سارعت إيران عبر ميليشيا الحوثي إلى توقيع اتفاق يمنع دخول القوات المشتركة إلى الحديدة وتحرير موانيها التي كانت تحريرها قاب قوسين أو أدنى.
وبحسب التقارير يأتي هذا في وقت باتت فيه الميليشيات على الأرض منهزمة ومتفككة، بدءًا من إعادة انتشار القوات اليمنية مدعومة بتحالف دعم الشرعية في الساحل الغربي وصولاً إلى تحرير شبوة والمناطق الجنوبية في مأرب، فيما بدأ التصعيد أيضا في جبهات أخرى، وهو ما يؤكد أن الأيام القادمة ستكون عصيبة على الحوثيين الذين تلقوا ضربات موجعة جراء الغارات المكثفة والدقيقة التي استهدفت مواقعهم السرية في العاصمة صنعاء وعمران وصعدة ومأرب والحديدة.

شارك