ليبيا.. هل يطيح الإغلاق النفطي بالدبيبة؟/الرئيس التونسي يوقّع على مرسوم لتعديل هيئة الانتخابات/«درون» تركية تستهدف الجناح النسائي لـ«قسد»

الجمعة 22/أبريل/2022 - 01:02 م
طباعة ليبيا.. هل يطيح الإغلاق إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم  22 أبريل 2022.

الخليج: ليبيا.. هل يطيح الإغلاق النفطي بالدبيبة؟

بعد أسبوع من الاجتماعات المتواصلة أنهت «لجنة المسار الدستوري» الليبية مشاوراتها في القاهرة 15 إبريل الجاري دون التوصل إلى نتيجة ملموسة، وأعلنت تأجيل اجتماعها المقبل إلى يوم 10 مايو أي بعد ثلاثة أسابيع. ومعروف أن اللجنة قد تشكلت بناء على التعديل الثاني عشر ل«الإعلان الدستوري» الذي أقره مجلس النواب في فبراير/شباط الماضي، وتهدف اجتماعاتها إلى إيجاد قاعدة دستورية توافقية بين مجلس النواب و«الأعلى للدولة».

«لجنة المسار الدستوري» تضم أربعة وعشرين عضواً، مناصفة بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة (12 لكل من المجلسين) ويفترض أنه في حالة الاتفاق على التعديلات المطلوبة يبدأ الطرفان في التفاوض من أجل الاتفاق على «خارطة طريق» تتضمن الاستفتاء على الدستور المعدل وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وتشرف على عمل اللجنة ستيفاني ويليامز المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة.

واللافت للنظر أن ويليامز أصدرت بياناً في ختام الاجتماعات تحدثت فيه عن «الأجواء التوافقية التي سادت المشاورات»، وعن «البناء على التوافق الذي تحقق بين المجلسين في مطلع العام».

إلا أن الحصاد الهزيل الذي تمخضت عنه الاجتماعات لا يبرر التفاؤل الذي اتسم به بيان المستشارة الأممية. فكل ما أسفرت عنه المحادثات هو «الاتفاق على اللائحة الداخلية لعمل الجنة» أي على شأن تنظيمي محدود الأهمية، ودون الدخول في صلب موضوعات التفاوض، ثم انفضت الاجتماعات لمدة ثلاثة أسابيع.

ومعروف أن الغالبية الساحقة من السياسيين في الغرب الليبي، وفي مقدمتهم «الإخوان»-الذين يهيمنون على المجلس الأعلى للدولة برئاسة خالد المشري- يتبنون (مشروع دستور 2017) كما وضعته «الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور» من دون تعديل، ويطالبون بطرحه للاستفتاء الشعبي كما هو.

بل إن «مجلس الدولة» قد تنكر لاتفاق المشري مع البرلمان في بيان حمل توقيع المشري نفسه بعد أيام من الاتفاق.

أما هيئة صياغة الدستور فقد أصدرت بياناً عشية اجتماعات القاهرة اعتبرت فيه التعديل الثاني عشر للإعلان الدستوري وتشكيل لجنة نيابية لبحث تعديل الدستور «إجراءات أحادية الجانب وتفتقر لأي قيمة دستورية»، وتؤكد «عدم جواز التعقيب على أعمال الهيئة التأسيسية إلا من قبل الشعب عبر استفتاء عام».

وخلاصة القول إنه ليس هناك ما يدعو للتسرع بإبداء التفاؤل وخاصة على ضوء الخبرة المريرة مع «الإخوان» في تراجعهم عن اتفاقاتهم، وفي تصلبهم حيث يمكنهم التشدد وموضوعات الخلاف كبيرة وأهمها: جمهورية رئاسية كما يريد «الشرق» أم برلمانية كما يريد «الإخوان».

الميليشيات في طرابلس

أما من الناحية السياسية والعسكرية فلا بد من القول إن استمرار تشبث الدبيبة بالسلطة حتى الآن يستند بصورة أساسية -محلياً على الأقل- إلى الدعم السياسي والعسكري لجماعة «الإخوان» وتيارات التأسلم السياسية المهيمنة على «مجلس الدولة» وعلى فصائل الميليشيات المناطقية والقبلية في غرب البلاد، والتي ترسل حشودها إلى طرابلس لمساندة الدبيبة، ومنع الباشاغا وحكومته من دخول العاصمة خشية حدوث مواجهات دموية.

ومن الناحية المالية يقوم محافظ المصرف المركزي «الصديق الكبير» وهو أحد زعماء الإخوان بتقديم مبالغ ضخمة «بالمليارات ومئات الملايين من الدولارات» إلى الدبيبة لدفع رواتب الميليشيات والمرتزقة، بينما يمنع الرواتب عن ضباط وجنود الجيش الوطني الليبي لشهور عديدة، ويتم ذلك بالمخالفة الصارخة لقرارات متتالية من جانب البرلمان، وبالرغم من عدم تقديمه لمشروع مقبول للموازنة العامة، وحتى بعد أن يتم سحب الثقة منه، ويصبح وجود في السلطة غير شرعي. كما استغل الدبيبة الأموال العامة فيما يمكن وصفه بتقديم «رشى سياسية جماهيرية» مثل الإعانات للشباب الراغبين في الزواج، والأسر التي لديها أطفال كثر.

الجيش ولجنة (5+5)

التأخير المستمر لشهور عديدة في دفع رواتب أفراد الجيش الوطني، وتلبية احتياجاته المالية، دفع كبار الضباط والأعضاء في لجنة (5+5) إلى إعلان تعليق مشاركتهم في عمل اللجنة التي تحظى باحترام كبير نتيجة لجهودها الضخمة في تحقيق وقف إطلاق النار والأمن في البلاد، وطالب الضباط بقطع جميع الاتصالات مع حكومة الدبيبة، ووقف تصدير النفط، وقطع الطريق الساحلي بين طرابلس وبنغازي، ووقف الرحلات الجوية بين المدينتين، وهو ما خلق موقفاً شديد التوتر في البلاد، يمكن أن ينفجر في أي لحظة.

إغلاق حقول البترول

بالرغم من دعم الدول الغربية الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة لاستمرار حكومة الدبيبة، فإن الانتشار الكبير للفساد الحكومي وتخبط مواقف الدبيبة، دفع أمريكا للدعم الضمني لمطالبة رئيس البرلمان عقيلة صالح لمصطفى صنع الله رئيس مؤسسة النفط الوطنية بعدم تسليم عوائد النفط للمصرف المركزي الموالي للدبيبة والاحتفاظ بها في مصرف ليبيا الخارجي، والإنفاق منها على تطوير الحقول والموانئ النفطية وهو ما بدأ صنع الله تنفيذه.

ومن ناحية أخرى فإن القبائل والجماهير الغاضبة بسبب عدم تلبية احتياجاتها الاجتماعية، بدأت تتحرك مدعومة من الجيش الوطني لمحاصرة الحقول وموانئ التصدير، بما فيها أكبر الحقول الليبية «حقل الشرارة»وهو أكبر حقل في البلاد (300 ألف برميل يومياً)، وحقل «الفيل» وميناء الزويتية للتصدير وغيرها، مما دفع مؤسسة النفط إلى إعلان حالة «القوة القاهرة» ووقف التصدير الأمر الذي أدى لانخفاض الصادرات الليبية بما يتراوح بين 500 إلى 600 ألف برميل يومياً، وهو ما يضر بالجهود الأمريكية لتوفير بدائل لإمدادات الطاقة الروسية إلى أوروبا، ما قد يدفع أمريكا والدول الأوروبية الكبرى للضغط على الدبيبة للاستقالة أو تعديل مواقفه بغض النظر عن محاولات التقرب للغرب بالتصويت ضد روسيا في مجلس حقوق الإنسان (الدولة العربية الوحيدة).

وخلاصة القول إن ما قد يدفع أمريكا والدول الغربية الكبرى لإزاحة الدبيبة، والضغط على «الإخوان» وسياسيي طرابلس لاتخاذ مواقف أكثر معقولية هو الخوف من تقلص إمدادات النفط الليبية، ومن إمكانية تفجر الأوضاع بما يفاقم من هذا التقلص.. وقبول فتحي الباشاغا ب «الاستراتيجية العشرية» الأمريكية.. أما تعديل الدستور، أو القبول بلجنة ستيفاني للمسار الدستوري والانتخابات..والأرجح أنها «قصة» قد تنتظر طويلاً.


حكومة باشاغا تؤكد توحيد المؤسسات والحفاظ على السيادة

أكدت الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا عقب اجتماعها الأول في مدينة سبها، أنها سوف تدفع باتجاه المصالحة ونبذ خطاب الكراهية والعنف.

وقال باشاغا، خلال مؤتمر صحفي، إن تنمية مناطق الجنوب أمر حيوي للغاية لأمن واستقرار البلاد، وسنعمل على الدفع باتجاه المصالحة، ونبذ خطاب الكراهية والعنف. وأضاف، أن الحكومة المنتهية ولايتها وزعت أموال النفط على ميليشيات، ونخشى وصول أموال النفط لجماعات مسلحة، مشيراً إلى أن الحكومة ستتواصل مع المسؤولين على الحقول النفطية التي أغلقت، بينما قال نائب رئيس الحكومة الليبية خالد الأسطى إن الحكومة سوف تعمل على توحيد المؤسسات المالية والعسكرية والأمنية لإعادة بسط الأمن والحفاظ على السيادة الليبية.

وأضاف إنه تم إقرار الميزانية التي سوف تقدم لمجلس النواب والتي سيتم اعتمادها قريباً، كما تمت مناقشة رفع القدرة الإنتاجية للنفط والغاز وتوفير الميزانيات اللازمة لذلك.

وتابع، أن الحكومة سوف تعمل على القضاء على المهربين وتجار الهجرة غير الشرعية ومكافحة هذه الظاهرة، مشدداً على ضرورة الحفاظ على علاقات جيدة مع دول الجوار والدول الإقليمية والعالمية.

وناقش اجتماع الحكومة مشروع الموازنة للعام، حيث اقترح جدول المرتبات الموحد وقرر إحالته إلى البرلمان، كما ناقش وضع الحلول اللازمة لإدارة الإيرادات النفطية بشكل عاجل. وقال رئيس الحكومة المكلف إن الحكومة المكلفة اختارت مدينة سبها لاستضافة اجتماعها الأول لتوصل رسالة إنها حكومة لكل الليبيين. وأضاف: «نفتتح الجلسة الأولى من مدينة سبها عاصمة الجنوب، الذي يعاني الإقصاء والإهمال والتهميش».

وتابع باشاغا قائلاً: «لا يمكن أن نعالج مشكلات المناطق عن بعد، ولابد أن نعاين من المكان، ونشارك المواطنين الإحساس بمعاناتهم عبر الوجود معهم».

وأضاف «كنا مختلفين طوال عشر سنوات وأدى بنا ذلك إلى الاقتتال والاحتراب، واليوم تنادينا من كل مكان وجمعتنا ليبيا الوطن والرمز، التي لأجلها هجرنا بيوتنا، وفارقنا أولادنا، وضحينا بمصالحنا الشخصية».

وتابع: «لم نركن للسلبية في سبيل إنقاذ بلادنا من شبح التقسيم ومن شبح الاستبداد والهيمنة الفردية لعُصبة أو منطقة أو فئة أو عائلة.. ليبيا ليست غنيمة حتى يستولي عليها شخص بعينه أو حكومة بعينها أو عائلة بعينها تعتقد أنها تستطيع شراء الوطن بمال الليبيين أو تظن أنها تستطيع شراء الرجال مقابل التنازل عن الوطن».

واستطرد قائلاً: «عقدنا العزم على مباشرة أعمالنا كحكومة شرعية منبثقة عن السلطة التشريعية بشكل ديمقراطي ونزيه، وسنرعى مصالح بلادنا وشعبنا وقد ولى عهد الفساد والفوضى والاستبداد، وانطلق من اليوم عهد وطني جديد يتحّد فيه كل الليبيين بيد من حديد وإرادة لا تلين للإصلاح والبناء والإعمار والعدالة.. العدالة في توزيع الثروة والخدمات وجودة الحياة لكل مواطن ليبي سواء بسواء دون تمييز أو إقصاء».


البيان: الرئيس التونسي يوقّع على مرسوم لتعديل هيئة الانتخابات

أعلنت الرئاسة التونسية أمس الخميس عن تعديل القانون المتعلق بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات، تمهيدا للاستفتاء الشعبي والانتخابات البرلمانية المقررة نهاية العام الجاري.

وأصدرت الرئاسة بيانا أشارت فيه إلى توقيع الرئيس قيس سعيد على مرسوم يتضمن تعديلات لبعض بنود القانون الأساسي لهيئة الانتخابات للعام 2012، ويتوقع نشر تفاصيله في وقت لاحق بالجريدة الرسمية.

وكان سعيد، قد أعلن في وقت سابق نيته تغيير تركيبة هيئة الانتخابات.

ويعتزم سعيد أيضا تغيير القانون الانتخابي ونظام الاقتراع ليصبح اقتراعا على الأفراد بدلا من القوائم من بين إصلاحات أخرى ستعرض على الاستفتاء الشعبي في يوليو المقبل.

الخلافات العراقية التركية تعود إلى الواجهة

أكد العراق أمس أن له الحق بالاستعانة بجميع مصادر القوة في الرد على الانتهاكات التركية لأراضيه، مشدداً على عدم صحة ما وصفه بـ«ادعاءات أنقرة» بالتنسيق معه في عملياتها العسكرية بشمال البلاد.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، إن الوزارة تعتبر العمليات العسكرية في الأراضي العراقية انتهاكاً سافراً لسيادة العراق وتهديداً لوحدة أراضيه لما تخلفه العمليات من رعب وأذى للآمنين من المواطنين العراقيين.

وأضاف الصحاف أن «الخارجية استدعت سفير تركيا وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، ووصفت في المذكرة العمليات العسكرية بأنها أحادية عدائية استفزازية، ولن تأتي على جهود مكافحة الإرهاب».. مبيناً أن «الوزارة جددت مطالبة الحكومة العراقية بالانسحاب الكامل للقوات التركية من الأراضي العراقية بشكل ملزم لتأمين السيادة العراقية وعدم تجديد أي نوع من الانتهاكات».

وأشار إلى أن «الجانب التركي يطلق ذرائع بأن ما يقوم به من أعمال وانتهاك لسيادة العراق يأتي في سياق الدفاع عن أمنه القومي وبهذا الصدد نؤكد أن ما يعلن عنه الجانب التركي مرارا بأن هنالك تنسيقاً واتفاقاً مع الحكومة العراقية بهذا الشأن لا صحة له». وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال الأربعاء إنّ الحكومة العراقية تدعم الحملة العسكرية التي تشنّها أنقرة ضدّ مقاتلين أكراد في شمال العراق.


السودان..غيبوبة سياسية بانتظار مبادرات الإنعاش

مبادرات كثيرة داخلية وخارجية طرحت أمام منضدة الفرقاء في السودان، جميعها تهدف إلى الخروج من نفق الأزمة التي تعيشها البلاد لفترة، ورغم أن بعض تلك المبادرات وجدت حظها من البحث، إلا أنها لم تخط خطوات نحو الأمام، فالأزمة لا تزال تراوح مكانها، فيما ظلت القوى السياسية الفاعلة مترددة، في الجلوس والتفاوض من جديد قبل ردم فجوة الثقة بينها والمكون العسكري الذي يسيطر على السلطة بشكل كامل منذ الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي.

وبقدر حالة الاحتقان في الشارع السوداني بسبب توقف مسيرة الفترة الانتقالية ومحاولات قطع الطريق أمام تحقيق أهداف الثورة التي سقط في سبيلها المئات، تظل المساعي متواصلة لانتشال البلاد وإيجاد مخرج يجنبها المصير المجهول، إذ تنشط آلية ثلاثية تضم (بعثة يونياميس، الاتحاد الأفريقي، إيغاد) من أجل تسهيل عملية الحوار بين السودانيين، هذا بجانب المبادرات التي طرحت من قبل قوى ومكونات داخلية أبرزها مبادرة الجبهة الثورية ومبادرة زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي محمد عثمان الميرغني.

تكليف لجنة

كما أن مجلس السيادة كلف لجنة بقيادة عضو المجلس وقائد الحركة الشعبية الموقعة على السلام مالك عقار بالعمل على قيادة الوفاق والحوار السياسي وفق مواقيت وبرامج محددة لبلوغ الغايات المطلوبة من الحوار، وقالت الناطقة باسم مجلس السيادة سلمى عبدالجبار في تصريح صحفي عقب اجتماع للمجلس أمس، إنه تم التداول حول المساعي الجارية بشأن الوفاق والتراضي السياسي بين كافة المكونات الوطنية، لمعالجة انسداد الأفق السياسي، وضياع الوقت، الأمر الذي خلف واقعاً مترهلاً تعددت فيه المبادرات دون حصاد ثمارها في التوصل إلى دولة ديمقراطية مستقرة تلبي آمال السودانيين وتنهض بالوطن حد قولها.

سيولة

ووصف الأستاذ بجامعة أفريقيا العالمية د. محمد خليفة صديق في حديث لـ«البيان» ما يشهده السودان خلال هذه الفترة بـ«الغيبوبة السياسية»، وأكد أن الوضع الماثل الآن بحاجة إلى جهة ما لتحكمه، خاصة وأن هناك حالة من السيولة تجعل الجميع يريد أن يطرح فكرة للحل، ولكن دون تنسيق مع الآخرين، فما لم تتوحد كل الأفكار والمبادرات المطروحة حالياً وتدمج حول رؤية واحدة، ستتضرر بالبلاد كثيراً من ذلك، لا سيما وأن هناك انعكاسات سالبة لذلك تتمثل في التدهور الاقتصادي والغليان الشعبي، بجانب استمرار الفراغ الدستوري الذي أثر على جميع المؤسسات، وتجسد ذلك في غياب هيبة الدولة وما ترتب على ذلك من تفلتات أمنية وصلت حتى العاصمة الخرطوم.

ضبط الإيقاع

وأضاف صديق: «المشهد السياسي السوداني بحاجة عاجلة إلى جهة قوية تعيد ضبط إيقاعه، ومن المهم أن يكون هناك تحرك من الجهة الأقوى في البلاد، سواء كانت مجلس السيادة أو المؤسسة العسكرية لملء الفراغ الدستوري والعمل على خلق آلية للتنسيق بين كل المبادرات المطروحة حتى يسهل التعامل معها برؤية واضحة».

الشرق الأوسط: «درون» تركية تستهدف الجناح النسائي لـ«قسد»

أعلنت «وحدات حماية المرأة» التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مقتل ثلاث مقاتلات في صفوفها، بينهنّ قيادية بنيران طائرة تركية مسيّرة بالريف الشرقي لمحافظة حلب.

وذكرت قوى الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية، في بيان نُشر على موقعها الرسمي، أمس، أن «درون» تركية استهدفت سيارة عسكرية في ريف مدينة عين العرب على الطريق الواصلة بين قريتي ايدق وتخته، أسفرت عن مقتل ثلاث مقاتلات وإصابة سائق السيارة. ونشرت القيادة العامة لـ«وحدات المرأة» بياناً على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، كشفت فيه عن أسماء المقاتلات الثلاث اللواتي قُتلن بالقصف، بينهن القيادية رودين عبد القادر محمد، واسمها الحركي «روناهي كوباني»، وكانت تشغل رئيسة هيئة الدفاع بالإدارة الذاتية في عين العرب.

تعليقاً على الهجمات التركية واستهداف الجناح النسائي في قوات «قسد»، قالت جيهان درويش رئيسة «هيئة المرأة» بالإدارة المدنية في عين العرب «إن الهدف من الهجوم التركي الأخير فرض أنقرة سيطرتها ومخططاتها في شمال شرقي سوريا، ونشر الذعر والخوف والنيل من مكتسبات الشعب التي تحققت بدماء خيرة أبنائه وبناته». وانتقدت دور الدولتين الضامنتين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأميركية، في منع تصاعد الهجمات التركية وكبح ممارساتها «لوقف انتهاكاتها وجرائمها اللاقانونية واللاإنسانية تجاه شعوب المنطقة خاصة وأبناء سوريا عموماً».

في سياق متصل، أعلنت قوات الأمن «الأسايش»، تعرض مجمع عسكري يتبع لها، لغارة من طائرة تركية مسيّرة في مدينة القامشلي، وأسفر الهجوم عن إصابة عدد من عناصرها. وقالت في بيان نشر على حسابها، إن «الطيران المسيّر التركي، استهدف الأربعاء الماضي مركزاً للعلاقات في مدينة القامشلي، أدى إلى إصابة عضوين عاملين في المركز بجروح طفيفة».

إلى ذلك، استهدفت القوات التركية وفصائل سورية موالية، بالأسلحة الثقيلة والطيران المُسيَّر، قرى وبلدات في ريف الحسكة الشمالي. وقصفت المدفعية الثقيلة قرى بلدة تل تمر وناحية أبو راسين ومنطقة زركان الواقعة بريفها الشمالي الغربي، وطال القصف 17 قرية وموقعاً، بينها قرى أم الكيف وعرب خان وعين العبد ودادا عبدال وحاج بوبي وصفه، إلى جانب أم حرملة وغربية ونويحات وأسدية وتل حرمل وربيعات تل الورد بريف زركان، وتل شنان والطويلة والدردارة ومحطة تحويل الكهرباء في تل تمر.

وتقع هذه القرى على الطريق الدولية السريعة (إم 4). ونقلت صفحات محلية وحسابات نشطاء، أن القوات التركية المتمركزة في منطقة عمليات «نبع السلام» وفصائل «الجيش الوطني» قصفت بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، هذه المناطق، على مدار الأيام الماضية، وسط حركة نزوح للأهالي بعد تعرض منازلهم وممتلكاتهم لقصف مباشر دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.

ونقل المسؤول العسكري نبيل وردة، القيادي في «مجلس حرس الخابور الآشوري» المنضوي في صفوف «قسد»، بأنَّ المنطقة تتعرَّص لقصف تركي ممنهج ومستمر، وقال في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من بلدة تل تمر «لم يحترم الاحتلال التركي أعياد المكوّن الآشوري والسُّرياني التي مرّت قبل يومين، بل استمرّ مع مرتزقته في انتهاكاتهم اليومي على بلدتي تل تمر وزركان»، مشيراً إلى أن القصف الذي تعرضت له قرية تل طويل، خلّف أضراراً ماديّة كبيرة في منازل المدنيين والكنائس ودور العبادة، مضيفاً، أن «أحد مقاتلي (حرس الخابور) أصيب في قرة تل شنان».

وأوضح خلال حديثه، أن القيادة العامة لقوات «قسد»، تطلع قيادة القوات الروسية المنتشرة في محيط المنطقة بالتطورات والإحداثيات اليومية «لكن تركيا مستمرة في الانتهاكات دون أذن صاغية من الضامن الرّوسي، الذي يتواجد في المنطقة ومن المفترض أن وقف الانتهاكات على قرى حوض الخابور، ولكن للأسف لم يحرّك ساكناً»، داعياً موسكو إلى الضغط على أنقرة ووقف ومنع هجماتها على مناطق القوات للحفاظ بقاء الشعب الآشوري المتبقي في تلك القرى، ليزيد «قواتنا ستدافع عن المنطقة بكُل قوّتها ضمن إطار حقهم في الدّفاع المشروع عن شعبهم ومناطقهم».

وفي مدينة حلب شمالي سوريا، شارك الآلاف من أهالي أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في مظاهرة، مطالبين بإزالة حواجز الفرقة الرابعة، وفك الحصار الذي دخل يومه الأربعين، ورفعوا شعارات ولافتات منددة بسياسات التجويع التي تفرضها حواجز القوات الحكومية بمنع إدخال المواد الأساسية والطحين والأدوية وحليب الأطفال والمحروقات، وشارك في المظاهرة ممثلو الأحزاب السياسية و«مجلس سوريا الديمقراطية». وجاب المشاركون شوارع الأحياء الرئيسية وصولا إلى أمام حاجز الجزيرة ويتبع الفرقة الرابعة، وسط تعالي الأصوات بسحب حواجز الفرقة الرابعة وإبعاد عناصرها عن الطرق الرئيسية المؤدية إلى تلك الأحياء الكردية داخل حلب.

حكومة باشاغا تعقد في جنوب ليبيا أول اجتماعاتها

للمرة الأولى منذ تنصيبها من قبل البرلمان، عقدت الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا، أمس (الخميس)، أول اجتماعاتها رسمياً في مدينة سبها (750 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس)، بعد فشل محاولة دخولها العاصمة طرابلس وتسلم السلطة من حكومة «الوحدة الوطنية» برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وقال رئيس الحكومة الجديد فتحي باشاغا خلال الاجتماع: «نفتتح أولى جلسات الحكومة من مدينة سبها، عاصمة الجنوب الذي يعاني دوماً من الإقصاء والإهمال، وقد آثرنا عقد اجتماعاتنا في سبها، حرصاً منا بأن تكون الحكومة لكل الليبيين والأقاليم».
وفي إشارة إلى غريمه الدبيبة، أضاف باشاغا أن «ليبيا ليست غنيمة، ليستولي عليها شخص أو حكومة أو عائلة بعينها تعتقد أنها تستطيع شراء الوطن بأموال الليبيين». وتابع: «عقدنا العزم على مباشرة أعمالنا حكومة ليبية شرعية منبثقة عن السلطة التشريعية بشكل شفاف ونزيه»، في إشارة أخرى لرفض الدبيبة الاعتراف بالحكومة، واتهامه لمجلس النواب بـ«التزوير» في عملية اختيارها.
وقبل اجتماع سبها، تعهد باشاغا لأكثر من مرة بدخول طرابلس وممارسة مهامه الحكومية من العاصمة، غير أنه لم يتمكن من ذلك، لكن الحكومة أكدت، أول من أمس، أنها ستباشر عملها من طرابلس من دون تحديد موعد لذلك، وجددت التزامها بانتهاج «الخيار السلمي» لتسلم مهامها في العاصمة.
يأتي اجتماع الحكومة الجديدة برئاسة فتحي باشاغا تزامناً مع موجة من الإغلاقات للمنشآت النفطية يقف وراءها محتجون داعمون لحكومته يرفضون استمرار حكومة الدبيبة في طرابلس. وتسببت الإغلاقات في خسارة 600 ألف برميل يومياً ما يعادل نصف إنتاج ليبيا اليومي من الخام.
في غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية عن بيان مُقتضب لإدارة الإعلام والاتصال بحكومة الدبيبة أن «ما تم تداوله إعلامياً، عن توتر العلاقات مع تونس غير صحيح». وأشارت نقلاً عن البيان إلى أن اجتماع الدبيبة مؤخراً بالسفير التونسي في طرابلس «كان أخويا ووديا، تناول سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خلافاً لما تسعى إلى الترويج له بعض الأطراف المُغرضة».
وجاء البيان، بعد تقارير إعلامية أشارت إلى توتر العلاقات بين تونس وحكومة الدبيبة، بسبب «احتجاج الأخير لدى سفير تونس على نشاط باشاغا هناك، وسعيه للدخول إلى ليبيا عبر معبر وازن - الذهيبة الحدودي المشترك»، وزعمت أن الدبيبة «وجّه خلال اللقاء خطابا غير لائق للسفير».
كما اتهمت قناة «ليبيا الحدث» المحسوبة على قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، حكومة الدبيبة بشن هجوم إلكتروني على منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي وبث خبر مفاده مطالبة باشاغا لحفتر بالهجوم على طرابلس وإخضاعها لحكومته.
اقتصادياً، قال ريتشارد نورلاند، السفير الأميركي لدى ليبيا، إنه ونائب مساعد وزير الخزانة إريك ماير ناقشا هاتفياً مع محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير «الجهود المشتركة لتعزيز الشفافية في مصرف ليبيا المركزي، فيما يتعلّق بالإنفاق العام».
وأكد نورلاند أنّ «الولايات المتحدة الأميركية تشارك الليبيين قلقهم من إمكانية تحويل الأموال لدعم أغراض سياسية حزبية أو تقويض السلام والأمن في ليبيا»، مشيراً إلى أنه حث «المصرف على حماية عائدات النفط الليبية من الاختلاس لإعادة بناء الثقة في المؤسسة والمساهمة في الاستقرار».
كما عبّر نورلاند عن قلقه بشأن توقف نصف إنتاج النفط الليبي، واعتبر «أنّ الاضطرابات القسرية والممتدة في إنتاج النفط تؤدّي إلى خلق ظروف عصيبة للشعب الليبي، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي، ومشاكل إمدادات المياه، ونقص الوقود، وتدمير البنية التحتية للنفط، مما يهدّد مستقبل قطاع الطاقة الليبي وقدرته على الاستمرار في توليد الإيرادات لصالحه».
إلى ذلك، أفادت «وكالة الأنباء الليبية» أن مرشحين للانتخابات الرئاسية «اتفقوا لدى اجتماعهم بطرابلس مع رؤساء عدد من الأحزاب والنقابات على تشكيل تكتل سياسي داعم لمطالبة المجلس الرئاسي بإعلان حالة الطوارئ والتدخل لمعالجة الانسداد السياسي الراهن بتشكيل حكومة انتخابات مصغرة لستة أشهر».
بموازاة ذلك، وبينما بدأ وفد من قادة الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة الدبيبة زيارة غير معلنة، وفقا لوسائل إعلام محلية ليبية، إلى القاهرة لعقد ما وُصف بـ«اجتماعات مغلقة مع الجانب المصري»، احتشد عشرات أمام مقر سفارة القاهرة في طرابلس لمطالبة مجلس الدولة بـ«عدم الهرولة إلى القاهرة»، على حد قولهم.
وكان المجلس الأعلى للدولة، أوصى ممثليه في اجتماع القاهرة بتقديم تقرير تفصيلي حول «الصعوبات والعراقيل والحلول المقترحة لإنجاح المسار الدستوري، قبل اتخاذ المجلس التوصيات والتوجيهات اللازمة لإنجاز قاعدة دستورية متينة تؤدي إلى انتخابات شفافة بشكل عاجل».

هل تطيح خلافات «القاعدة الدستورية» أمل الليبيين في الانتخابات؟

على مدار أسبوع كامل، أجرت لجنة «المسار الدستوري» الليبي، محادثات بالعاصمة المصرية القاهرة، في أجواء وصفتها المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز بـ«التوافيقة»، لكن هذه الاجتماعات، التي حضرها وفدي مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» لم تثمر نتائج ملموسة باتجاه إجراء الاستحقاق الرئاسي المُنتظر.
فالخطاب التصالحي الصادر عن المشاركين في اللقاءات التي رعتها البعثة الأممية للدعم في ليبيا، على اختلاف انتماءاتهم الجهوية، لم تُخفِ مدى التعقيدات المحيطة بـ«القاعدة الدستورية» اللازمة لتسيير العملية الانتخابية، مما ضاعف المخاوف الشعبية من إطالة أمد التوصل إلى مرحلة إجراء الانتخابات العامة.
ما يدفع في هذا الاتجاه، مدى التباين في رؤية أعضاء اللجنة للشكل الذي يُفترض أن تكون عليه «القاعدة الدستورية»، كلٌّ حسب الوجهة التي يمثلها في الاجتماعات، إذ بدا أن فريق مجلس النواب التزم بمضمون التعديل الدستوري الثاني عشر، ومناقشة بعض النقاط الخلافية في مسوّدة الدستور فقط، في حين رأى فريق من الممثلين للمجلس الأعلى للدولة عدم الارتباط بالتعديل الدستوري الذي أصدره البرلمان والتوسع في تعديلات الدستور.
وسبق أن وضع البرلمان، الذي يعقد جلساته في مدينة طبرق، سقفاً لمفاوضيه في الاجتماعات، بضرورة العودة إليه ثانية بنتائج النقاشات، إذا خرجت بعيداً عن الإطار المحدد لهم، والشيء ذاته فعله أعضاء المجلس الأعلى.
وجرت محادثات القاهرة وفق مقترح المستشارة الأممية، بتشكيل لجنة مشتركة بين مجلس النواب و«الأعلى للدولة» للعمل على وضع «قاعدة دستورية» توافقية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وكانت تونس قد احتضنت جلسات تشاورية لأعضاء الأعلى للدولة برعاية أممية في ظل غياب أعضاء البرلمان.
ويتخوف سياسيون ليبيون من تمسك كل فريق بما يراه ملائماً ومعبِّراً عن مصالحه، في حين تتوه مصالح المواطنين ورغباتهم في دهاليز الأجهزة المسيطرة على البلاد، مشيرين إلى أن ليبيا في حاجة إلى رئيس منتخب يستطيع توحيد البلاد والمؤسسات، وإخراج «المرتزقة».

ويرى محمد المبشر، رئيس «مجلس أعيان ليبيا للمصالحة»، أن خروج «المرتزقة» من البلاد «لن يحدث بالتوسل للأمم المتحدة، ولا بالتصريحات لوكالات الأنباء أو البيانات التلفزيونية، لكنه مرهون بوحدة شعب وانتخاب رئيس شجاع».
وأمام الجمود المسيطر على الحالة الليبية الذي لم تنفك عن الانقسام السياسي، قالت البعثة الأممية إنها سعت خلال اجتماعات القاهرة لتيسير النقاشات العامة، وقدّم فريق الخبراء التابع لها إيضاحات فنية حول جملة من القضايا الدستورية المهمة، مستشهدين بتجارب دستورية من عدد من البلدان في المنطقة والعالم.
وأوصى المجلس الأعلى للدولة، لجنة التوافق على المسار الدستوري التابعة له بتقديم تقرير تفصيلي حول اجتماعات القاهرة التي انتهت نهاية الأسبوع الماضي، مع اللجنة المكلفة من مجلس النواب.
وقال المكتب الإعلامي للمجلس، أمس، إن رئاسة المجلس أوصت اللجنة بضرورة استعراض «الصعوبات والعراقيل التي ظهرت في الاجتماعات؛ والحلول المقترحة لإنجاح المسار الدستوري، على أن يُعرض التقرير على المجلس لاتخاذ التوصيات والتوجيهات اللازمة لإنجاز قاعدة دستورية متينة تؤدي إلى انتخابات شفافة بشكل عاجل».
وكانت ويليامز قد التقت مساء أول من أمس، في لقاءات منفصلة بطرابلس برفقة رايزدن زنينغا، منسق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، ومحمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، وسفير تركيا لدى ليبيا كنعان يلماز، لإطلاعهم على تفاصيل محادثات القاهرة.
وقالت ويليامز في بيان صحافي إنها أطلعت رئيس حكومة «الوحدة» على نتائج مشاورات لجنة المسار الدستوري المكونة من مجلسي النواب والأعلى للدولة، بهدف الوصول إلى إطار دستوري توافقي لإجراء الانتخابات الوطنية في أقرب وقت ممكن، متابعةً: «خلال اجتماعنا، أشرتُ إلى ضرورة ضمان وجود جداول زمنية واضحة للانتخابات الوطنية».
وأعقبت ويليامز لقاء الدبيبة بزيارة مقر المجلس الرئاسي ولقاء رئيسه المنفي، ونائبيه عبد الله اللافي وموسى الكوني، وقالت: «أطلعتهم أيضاً على نتائج اجتماع اللجنة المشتركة»، مشيرة إلى الاتفاق على «أهمية الحفاظ على الهدوء والوحدة في ظل مناخ الاستقطاب الراهن».
وذهبت ويليامز إلى أن الأمم المتحدة تسعى «للبناء على التوافق الذي تحقق بين المجلسين مطلع العام الجاري؛ وذلك لإعادة تفعيل المسار الانتخابي وتلبية طموح الشعب الليبي الذي يؤمن بأن الحل النهائي للمراحل الانتقالية المتعاقبة والأزمات المترتبة عليها، يأتي عبر انتخابات تستند إلى إطار دستوري سليم وإطار انتخابي بمدد زمنية محددة».
وعقب فشل إجراء الانتخابات الليبية نهاية العام الماضي، أصدر مجلس النواب التعديل الدستوري الثاني عشر، وبمقتضاه تم تشكيل لجنة لوضع «خريطة طريق» للمسار الانتخابي، وتعديل مشروع قانون الدستور.

العربية نت: ليبيا.. اشتباكات عنيفة قرب مطار طرابلس

أظهرت صور متداولة من ليبيا، الجمعة، وقوع اشتباكات بين مجموعات مسلحة في طريق المطار بطرابلس.

هذا وكان مجلس النواب الليبي أعلن عن شروع الحكومة الجديدة بقيادة فتحي باشاغا في إجراء اتصالات لمعالجة أزمة إغلاق موانئ النفط في البلاد.

وقال مجلس النواب إن حكومة باشاغا ناقشت أيضا إجراءات أمنية وعسكرية لتأمين الحدود ومحاربة الإرهاب، مشيرا إلى أنها أيضا بحثت حماية العاصمة طرابلس من التهديدات الأمنية التي تواجهها.

وقال رئيس حكومة "الاستقرار" المكلفة من البرلمان الليبي فتحي باشاغا، إن مباشرة أداء حكومته عملها "قرار لا رجعة فيه"، مشدداً على أن ليبيا "ليست غنيمة حتى يسيطر عليها فرد بعينه أو حكومة بعينها أو عائلة تعتقد أنها تستطيع شراء الوطن"، في إشارة إلى رئيس الوزراء الحالي عبد الحميد الدبيبة.

جاء ذلك خلال إشراف باشاغا، الخميس، على أول اجتماع لحكومته، منذ تعيينها الشهر الماضي، عُقد في مدينة سبها جنوب البلاد، وخصّص لمناقشة البرنامج الحكومي للفترة المقبلة ومشروع الميزانية.
ومر أكثر من شهر على أداء الحكومة الجديدة برئاسة فتحي باشاغا اليمين الدستورية أمام البرلمان، تسلمت خلاله مقرات الحكومة في شرق وجنوب البلاد، ولم تنجح محاولاتها في الدخول إلى العاصمة طرابلس لمباشرة مهامها من المقرات المركزية للدولة والأخذ بزمام الأمور.

وفي هذا السياق، أوضح المتحدث الرسمي للحكومة عثمان عبد الجليل في مؤتمر صحافي، عقب انتهاء الاجتماع، أن دخول طرابلس "ليس هدفا عاجلاً في الوقت الراهن"، مشدداً على أن "الحكومة تتفادى الصدام، وتعمل على دخول آمن وسلمي للعاصمة"، مضيفاً أنها "ستستمر في أداء مهامها في كافة ربوع البلاد، مع البدء في مناقشة ميزانية العام 2022، ولن تركز على مكان عملها، لأن أهم ما تسعى إليه هو العمل والانعقاد الذي يمكن أن يحدث في أي مدينة".

شارك