انقلاب حماس.. 15 عاما على مؤامرة الإخوان في غزة

الخميس 16/يونيو/2022 - 04:32 م
طباعة انقلاب حماس.. 15 علي رجب
 

انقلاب بدء بصراع دموي، إلى الاستيلاء على السلطة، فالتفرد والهيمنة وتحويل قطاع غزة سجن كبير، وفشل على مستوى ادارة القطاع وفوضى وفساد ونهب  ثروات الفلسطينيين، صور قاتمة لـ  15 عامًا من سيطرة حركة حماس بالقوة على قطاع غزة.

فساد حماس

وأوضحت تقارير فلسطينية أن قادة حماس يستغلون الاموال المحولة اليهم، وبدلا من خدمة مصالح الشعب الفلسطيني، بل مصالح لمصالحهم الشخصية وزيادة ثرواتهم الشخصية على حساب معاناة الشعب الفلسطيني.

وتدير حركة حماس قطاع غزة عبر لجنة حكومية معينة من قبلها تتولى إدارة الوزارات والمؤسسات الحكومية في القطاع، منذ إعلان رئيس وزراء حكومة الحركة إسماعيل هنية استقالته من منصبه عام 2014، فيما تمنع الحركة موظفي الحكومة الفلسطينية المعترف بها من العمل في هذه الوزارات بغزة.

ونتيجة لسياسة قادة حماس التي تراعي مصالحهم الشخصية على حساب الشعب الفلسطيني، اقدم ابناء الضفة الغربية على طرد عددا من قادة حماس خلال السنوات الماضية.

 ويرى كثيرون في حماس كيانا فاسدا يحيا مسؤولوه في ثراء فاحش ويحتكرون الامتيازات في قطاع غزة،، فيما يقاسي بقية الفلسطينيين ضنك العيش، في معدل فقر يطال أسرة من كل ثلاث أسر فلسطينية، وبطالة تتجاوز 50 % من مجموع القوى العاملة.

صهيب يوسف – ابن المؤسس المشارك لحركة حماس، الشيخ حسن يوسف، وشقيق مصعب يوسف، كشف في تصريحات متلفزة عن فساد حركة حماس، متهما قادتها بإنفاق مئات الدولارات على الاقامة في فنادق فاخرة وأبراج فاخرة، وأبناؤهم يدرسون في مدارس خاصة ويتقاضون أجورا جيدة من حماس. إنهم يحصلون على ما بين أربعة وخمسة آلاف دولار شهريا، ولديهم حراس وأحواض سباحة ونواد، دون مرعاة لمعاناة الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة.

كما سبق وقال أحمد عساف؛ المتحدث باسم حركة فتح: "إن أكثر من 1700 من قيادات حماس حققوا ثروات طائلة، وأصبحوا يملكون الملايين من تجارة الأنفاق".

وأضاف المتحدث باسم حركة فتح: "حركة حماس تريد أن تحصل على مليارات الدولارات بحجة استخدامها في إعادة الإعمار، رغم أن الهدف الأساسي هو منح مهمة إعادة الإعمار لشركات يملكها قادة الحركة".

ويرى مراقبون ان الحركة التي لا تعبأ بأزمات قطاع غزة والاوضاع التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني تحت حكم الحديد والنار الذي تفرضه الحركة منذ انقلابها في 2007، تمارس هويتها في استعراض القوة ضد ابناء الشعب الفلسطيني.

وفي عام 2018  تقدرت  مجلة "فوربس" الامريكية مداخيل حركة ماس السنوية بأكثر من 700 مليون دولار امريكي، هذه الثروة السنوية  وضعت الحركة التي تمارس القمع ضد أبناء قطاع غزة في المرتبة الثالثة بقائمة أكثر الحركات الإرهابية ثراء في العالم.

من ناحيته، قال الناشط الشبابي في قطاع غزة أمين عابد إن انقلاب حركة حماس على الشرعية وعلى نفسها بالأساس أفرز حالة من الضياع وانعدام الأمل وضياع الحلم والعمل لدى الشباب، حيث أصبح القطاع وشبابُه فاقدين لكل مقومات الحياة وأدنى متطلبات العيش الكريم.

وأضاف عابد، أن حركة حماس تعتبر المواطن مصدر دخلها والمادة الثرية للمتاجرة به في غزة وكل فترة تخوض به حرباً كي تزيد من استثماراتها على حسابه.

 

واستهجن عابد قيام حماس ببناء الأبراج في غزة وتركيا واندونيسيا واستثماراتها في الخارج في ظل وجود أكثر من 300 ألف من خريجي الجامعات العاطلين عن العمل في القطاع، مشددا على أن حماس تمارس سياسة الاغتيال المعنوي، حيث هاجر من القطاع أكثر من 40 ألف مواطن في سفن الموت عبر بحر ايجة للنجاة بمستقبلهم.

 

انتشار الفقر والبطالة

وبسبب سياسة حماس وتفشي الفساد داخل قطاع غزة،وُجهت اتهامات إلى الحركة ، بأنها لم تنجح في الحفاظ على مستوى المعيشة في غزة الواقعة تحت سيطرتها، بل جعلت الوضع أسوأ، وعندما استولت حماس على القطاع في عام 2007، كان مستوى المعيشة في قطاع غزة مُشابهًا للضفة الغربية.

وقال البنك الدولي في تقرير له، إنه بعد 15 عامًا من سيطرة حماس على القطاع؛ أصبح متوسط مستوى المعيشة في الضفة الغربية 2.5 مرة أعلى منه في قطاع غزة، وفقًا لقوانين وتقارير البنك الدولي، حتى عندما تحاول المراجعات بأن تكون موضوعية، فلا شك أن سيطرة حماس على غزة تسببت في مشكلة اقتصادية كبيرة هناك.

و أكثر من 70% من الفلسطينيين في غزة مؤهلين للحصول على مساعدة من الأونروا، ولديهم أيضًا مساعدة مالية من قطر بقيمة 200 مليون دولار، ومع ذلك، يعيش أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، على عكس الضفة الغربية، حيث يعيش 4% فقط من السكان تحت خط الفقر، علاوة على ذلك، يبلغ معدل البطالة في قطاع غزة يصل إلى 42% مقارنة بـ 9% فقط في الضفة الغربية، وارتفعت البطالة بشكل حاد، وتجاوزت 50 % وبات 80 % من السكان (2 مليون نسمة) يتلقون مساعدات، وبلغت نسبة الفقر 76 %.

فيما يرى الناشط الفلسطيني حمزة المصري، أن حوالي  85% من اهل غزة تحت خط الفقر، وأن  هناك اطفال بدون طعا، مضيفا " ثم يأتي شرطي من حكومة حماس يلقي القبض على المواطنين لانهم يعيشون في الشارع".

وقال الخبير الاقتصادي مازن العجلة، إن انقلاب "حماس" على الشرعية منذ 15 عاما أدى لتعطيل نحو 57% من القوى العاملة وارتفاع معدل الفقر إلى 60%.

وأكد العجلة في حديث لإذاعة "صوت فلسطين"، أن الوضع الاقتصادي بتدهور مستمر في قطاع غزة، وأصبحت حصة القطاع من مجمل الاقتصاد الوطني 20% بعد أن كانت 35% قبل الانقلاب.

وأضاف أن حماس أثرت على مجمل العملية الاقتصادية في قطاع غزة، وأصبحت تقوم على الجباية كمصدر أساسي للتمويل، مؤكدا أن الاستثمارات الخاصة بها أثرت على القطاع الخاص ما أدى الى سحق الطبقة المتوسطة وتحويل المواطنين إلى فقراء.

مصادرة الاراضي

كما شهدت غزة تحت حكم حماس مصادرة الاراضي، لصالح قادة واعضاء الحركة، واعرب التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين عن سخطه وغضبه من إقدام حركة حماا.س في قطاع غزة على الاستيلاء على قطعة أرض تم تخصيصها منذ تسعة عشر عاماً، للتجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين.

 وقال محمد صبيحات، الأمين العام للتجمع، إن سلطة الأمر الواقع التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، قامت بمصادرة قطعة أرض تُقدَّر قيمتها بثلاثة ملايين دينار أردني، كان قد تم تخصيصها في العام 2003، من قِبل سلطة الأراضي، من أجل إقامة روضة أطفال لأبناء الشهداء ومقر للتجمع، وذلك وفق إجراءات حكومية رسمية.

وأضاف  لكن حماس سيطرت عليها لتُعيد تخصيصها لصالح هيئة الأعمال الإماراتية الخيرية، فرع أستراليا، التي تُسيطر عليها حركة حماس في غزة، من أجل إقامة منشأة تجارية عليها، موضحا أن عماد الحداد، أحد قادة حركة حماا.س، وهو مسؤول الجمعية الإماراتية في غزة، قام باقتحام قطعة الأرض، بحراسة من عناصر مسلحة من حركة حماا.س، وباشر العمل فيها بهدف بناء محلات تجارية.

استمرار الانقسام

لم تتمكن كل من حركة فتح حركة حماس، من تجاوز الانقسام السياسي، بين غزه، والضفة الغربية الذى استمر سنوات، فمنذ 2007 كان بداية الصراع بينهما، ومع تصاعد الخلاف السياسي، تدخلت السعودية، بمبادرة أطلق عليها "اتفاق مكه"، أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز، دعا خلالها حركتي فتح وحماس للتحاور بمكة

وقال المحلل السياسي الفلسطيني زيد الايوبي، إن عدم تدخل حماس هذا العام لم يكن حكمة ولم يكن نضوج سياسي لكنه كان بكل وضوح تجارة وسمسرة واستثمار في قضايانا الوطنية ،مقابل الحصول على الشنطة القطرية وتأمين حياة قيادات حماس على حساب معاناة اهل غزة ووحدة شعبنا وتماسكه.

وأضاف " اليوم اشعر بالسعادة الكبيرة لانه ما كنا نقوله سابقا لوحدنا ونتحمل من اجله الكثير من الاتهامات والاساءات اصبح يشكل القناعة الراسخة عند غالبية ابناء شعبنا وكأننا كنا نرى ما لا يراه غيرنا في حينه وهذا ان دل على شيء فانما يدل على صحة المثل البريطاني الذي يقول ( قد تستطيع ان تخدعني بعض الوقت لكنك لن تستطيع ان تخدعني كل الوقت) والرهان دائما على وعي شعبنا فخير سلاح نواجه به تجار الدين والقضية وبائعي الامن للاحتلال هو الوعي والصبر والاصرار على التغيير، وشعبنا عظيم وشجاع وقادر على معاقبة كل من باعونا الوهم ".

وأكدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إصرار قيادتها ومناضليها وجماهيرها على المضي قدما في استرجاع قطاع غزة إلى الشرعية الوطنية الفلسطينية، واستعادة النظام والقانون، ورفع المعاناة والمآسي عن المواطنين ومحو الآثار الكارثية لانقلاب "حماس" المسلح الدموي الانفصالي على الحق الفلسطيني (القضية الفلسطينية)، والمشروع الوطني

وجددّت حركة "فتح"، في بيان صدر عنها  لمناسبة مرور 15 عاما على انقلاب "حماس" الدموي ودخوله العام الـ16، غدا، الموافق الرابع عشر من حزيران، العهد مع جماهير شعبنا الفلسطيني على الالتزام بمبدأ احترام روح ودم الإنسان الفلسطيني وحياته، ورفضها المطلق للصراعات الثانوية الدموية المسلحة بين أبناء الشعب الواحد

دويلة حماس

وأشارت إلى وجود مؤامرة دولية وإقليمية بقيادة منظومة الاحتلال على المشروع الوطني، لمنع قيام دولة فلسطينية في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، عاصمتها القدس الشرقية، مؤامرة نفذها فرع الإخوان المسلمين في فلسطين المسمى "حماس" يوم الرابع عشر من شهر يونيو /حزيران من العام 2007، حيث انقلبت بالقوة المسلحة على نظام وقانون السلطة الوطنية الفلسطينية، وعلى مبادئ وأهداف حركة التحرر الوطنية وميثاق منظمة التحرير الفلسطينية وقراراتها ونظامها، بقصد إلغاء تمثيل المنظمة الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

 

وحذرت "فتح" من استمرار انقلاب "حماس"، حيث بدأت فعليا منذ سيطرتها على قطاع غزة بالنار، وسفك الدماء، بضرب الهوية الوطنية وركائزها الثقافية، وإلغاء الانتماء للوطن لصالح الولاء الأعمى للجماعة وخدمة أجندات خارجية إقليمية على رأسها منظومة الاحتلال إسرائيل، حيث التقت مصلحتهما في ضرب حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، ومنع تجسيد دولة فلسطينية حرة ديمقراطية تقدمية ذات سيادة.

وأعربت حركة "فتح" عن ثقتها بوعي ويقظة الجماهير الفلسطينية رغم جرائم الانقلابيين الدموية ومجازرهم غير المسبوقة بحق المواطنين الفلسطينيين .

 وطالبت أخذ أقصى درجات اليقظة لمواجهة الحلقات التالية من مسلسل المؤامرة، والتي قد لا تنتهي بفصل قطاع غزة عن الوطن وحسب، بل في محاولات الانقلابيين التمدد بمؤامرتهم للسيطرة على الضفة الفلسطينية، بعد حصولهم على شهادة تقدير من رئيس حكومة منظومة الاحتلال نفتالي بينيت على التزامهم الدقيق بالاتفاقات الأمنية السرية والعلنية على حد سواء، مقابل الإبقاء على سيطرتهم على قطاع غزة.

من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي عبد العزيز قديح، أن انقلاب "حماس" على الشرعية في غزة قبل 15 عاما، ألحق أضرارا كبيرة بالقضية الفلسطينية وقسَّم الشعب.

وتابع قديح في حديث لإذاعة "صوت فلسطين"، إن "حماس" لا تزال متمسكة بالانقسام وتعمل على تحويله لانفصال بتناغم مع المشروع الصهيوني رغم الجهود التي بذلت لإنهائه طوال السنوات الماضية.

وتزامنا مع ذكرى الانقلاب الدموي، قال وزير الإعلام الأردني الأسبق صالح القلاب إن حركة "حماس" لا تعتبر نفسها حركة فلسطينية وإنما حركة إسلامية تابعة للإخوان المسلمين وهو ما أقرت به، ما يعني أنهم يستبعدون أنفسهم عن العمل الوطني الفلسطيني والقومي العربي بشكل عام.

وأضاف القلاب، أن الاعتقاد السائد في بداية انطلاقة حركة "حماس" أن تكون رديفا للثورة الفلسطينية والتنظيمات الفلسطينية المقاومة، إلا أنهم أصروا على أن يكونوا جزءا من الإخوان المسلمين.

وبيّن القلاب أن الرئيس محمود عباس يسير على خطى الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات في توحيد الصف والموقف الفلسطيني الذي يواجه تحدياً كبيراً، مؤكداً أن كل التنظيمات يجب أن تنضوي تحت الإطار الفلسطيني، إلا أن "حماس" لا تعترف ولا تقر بأنها جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية.


شارك