محكمة تونسية ترفض طعنين ضد نتائج الاستفتاء على الدستور/الميليشيات المسلحة تجدد تحشيداتها في طرابلس/قوى السويداء تحمّل النظام السوري و«حزب الله» مسؤولية «الفوضى»

السبت 06/أغسطس/2022 - 09:14 ص
طباعة محكمة تونسية ترفض إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 6 أغسطس 2022.

الخليج: بريطانيا تدعو الليبيين إلى الاتفاق على مسار واضح للانتخابات

دعت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا روزي دياز، جميع القادة السياسيين في ليبيا إلى الاتفاق على مسار واضح للانتخابات، لتحقيق إرادة الشعب الليبي، فيما دعا المبعوث الخاص لوزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لليبيا، نيكولا أورلاندو، إلى تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا، في حين ارتفع عدد الوفيات في حادث انفجار شاحنة صهريج لنقل الوقود في بلدية بنت بية بجنوبي ليبيا إلى 12 شخصاً بعد تسجيل حالتي وفاة أمس الجمعة.

وقالت دياز، في بيان لها، أمس الأول الخميس: «إن القرار الجديد بتفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الذي تم تبنيه مؤخراً كشف عدداً من الرسائل المهمة، بما في ذلك حاجة الأطراف الليبية إلى الاتفاق على مسار للانتخابات».

وشددت على أن بلادها ستواصل دعمها الكامل لتلبية إرادة الشعب الليبي، والعمل على تحقيق هذا الهدف.

من جانبه، دعا المبعوث الخاص لوزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لليبيا، نيكولا أورلاندو، إلى تعيين مبعوث أممي جديد إلى ليبيا، وقال أورلاندو في تغريدة عبر «تويتر»: «في اجتماع مثمر مع مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإفريقية مارثا بوبي في مدينة نيويورك، أبرزت الحاجة الملحة إلى تعيين ممثل خاص للأمين العام جديد لدعم العملية التي يقودها الليبيون نحو الانتخابات، والبناء على عمل ستيفاني ويليامز».

وأكد أورلاندو، دعم إيطاليا للبعثة الأممية للدعم ووحدة ليبيا واستقرارها.

إلى ذلك، ارتفع عدد الوفيات في حادث انفجار شاحنة صهريج لنقل الوقود في بلدية بنت بية إلى 12 شخصاً بعد تسجيل حالتي وفاة أمس الجمعة.

في السياق قام مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية الخاص وسفيرها لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، بزيارة ضحايا انفجار بنت بية، الذين يتلقون العلاج في تونس. وقال نورلاند: «شكراً للقائم بالأعمال مصطفى بن قدارة، على دعوتي إلى هذه الزيارة المهمة لضحايا انفجار بنت بية، الذين يتلقون العلاج في تونس»، مثنياً على الطاقم الطبي التونسي الذي يقدم الرعاية اللازمة والضرورية لهم.

محكمة تونسية ترفض طعنين ضد نتائج الاستفتاء على الدستور

قضت المحكمة الإدارية في تونس، أمس الجمعة، برفض طعنين مقدمين في نتائج الاستفتاء على الدستور، فيما أكّد الأمين العام للاتّحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي أنّ الاتّحاد سيبقى جاهزا للحوار الجدّي الذي يفضي إلى نتائج ملموسة.

وقالت المحكمة الإدارية، في بيان، إن دائرة قضائية متعهدة بنزاع النتائج الأولية لاستفتاء 25 يوليو الماضي، أصدرت أمس الجمعة، أحكامها بخصوص الطعنين المقدمين في هذه النتائج.

رفض طعن «أنا يقظ»

وأضافت: «قضت ابتدائياً بخصوص الطعن المقدم من منظمة «أنا يقظ» بعدم قبول هذا الطعن، أما فيما يتعلق بالطعن المقدم من حزب «الشعب يريد»، فقد قضت المحكمة ابتدائياً بقبول الطعن شكلاً ورفضه أصلاً».

ولتوضيح هذه الأحكام، قال الناطق باسم المحكمة الإدارية، عماد الغابري، إن المقصود بعدم القبول بخصوص الطعن المقدم من قبل «أنا يقظ» فهو رفض الطعن على أساس إخلالات تتعلق بصفة الطرف القائم بالطعن.

أما الحكم الثاني المتعلق بطعن حزب «الشعب يريد»، بين الغابري أنه تم على أساس موضوعي غير شكلي تعلق بعدم جدية الطعون المقدمة من الطرف القائم بها.

وأوضحت المحكمة الإدارية، أنه طبقاً لأحكام الفصل 145 من القانون الانتخابي ستتولى المحكمة الإدارية القيام بإعلام هيئة الانتخابات والقائمين حول الطعنين في غضون ثلاثة أيام من تاريخ التصريح بهما. وأشارت إلى أنه وفقاً لأحكام الفصل 146 من القانون الانتخابي، يمكن للأطراف المعنية الطعن في الأحكام المذكورة أمام الجلسة العامة القضائية للمحكمة الإدارية.

فيما لفت الغابري، إلى أن هناك طعناً ثالثاً حول نتائج الاستفتاء والذي تقدم به حزب آفاق تونس تم الترافع بشأنه يوم الأربعاء وتم رفعه للمفاوضة والتصريح بالحكم يوم 8 أغسطس الجاري.

من جهة أخرى،أكّد الأمين العام للاتّحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي أنّ الاتّحاد سيبقى جاهزا للحوار الجدّي الذي يفضي إلى نتائج ملموسة، وذلك خلال إحيائه أمس الجمعة،بصفاقس، ملحمة 5 اغسطس 1947 وزيارته إلى مقبرة الشهداء بطريق تونس وتلاوة الفاتحة على أرواح شهداء تلك المعركة.

وشدّد الطبوبي على أنّ «قدر الاتّحاد أن يكون صوته عاليا وهو منظّمة لا يمكن ترويضها إلاّ بالقناعات والخيارات الوطنية.

إلى ذلك،خلص التقرير الأولي حول رصد التغطية الإعلامية لحملة الاستفتاء الذي قدمته أمس الجمعة، الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري «الهايكا» إلى أنه تم إجمالاً احترام مبدأ التوازن في تغطية هذه الحملة من قبل وسائل الإعلام؛ حيث تم تسجيل 50.6 في المئة من الحيز الزمني للأصوات الرافضة للدستور و 49.4 للأصوات المساندة له.

واستعرضت «الهايكا» أمس، خلال ندوة نتائج تقرير الحملة الذي تضمن رصد تغطية 19 وسيلة إعلامية،وكشف عن أن الإخلال حصل على مستوى المؤسسات العمومية التي أعطت حيزاً أكبر للأصوات المساندة مقابل وسائل الإعلام الخاصة.

وأكد رئيس الهيئة النوري اللجمي، أن عملية رصد التغطية الإعلامية كانت صعبة نظراً، لكون عملية الاحتساب شملت الرافضين والمساندين لمشروع الدستور الجديد.


البيان: ليبيا.. هل يكون قرار «الرئاسي» خطوة نحو توحيد الجيش؟

تشهد ليبيا حراكاً واسعاً في التنسيق العسكري بهدف توحيد الجيش الوطني، إذ أكّدت الناطقة باسم المجلس الرئاسي، نجوى وهيبة، إصدار المجلس قراراً بحل كل الغرف العسكرية المشتركة، بعد انتهاء مهامها بانتهاء أسباب إنشائها، وتعميم القرار على كل الوحدات العسكرية للعمل به، لمساعدة رئاسة الأركان في جهودها لتوحيد المؤسسة العسكرية.

وأشارت وهيبة، إلى أنّ قرار القائد الأعلى للجيش بحل الغرف العسكرية المشتركة، يشمل كل الغرف العسكرية في مختلف أنحاء البلاد ولا يقصد غرفة معينة أو شخصية عسكرية بذاتها، لافتة إلى أنّ هذا القرار عسكري يعمم على الوحدات والمناطق العسكرية، وليس على وسائل الإعلام، فيما يهدف القرار لمساعدة رئاسة الأركان على توحيد المؤسسة العسكرية. وأبانت وهيبة، أنّ آلية التنفيذ ومتابعته واتخاذ الإجراءات ضد الرافضين، يبقى أمراً عسكرياً يتم اتخاذه وفق القانون العسكري.

ويرى مراقبون، أنّ قرار المجلس الرئاسي حل كل الغرف العسكرية والبالغ عددها 15 غرفة، محاولة لحل أزمة الهياكل التنظيمية للجماعات المسلحة في الغرب الليبي التي لا تزال خاضعة لحكم الميليشيات.

ووفق القرار، فإنّ غرف العمليات تنتهي بانتهاء المهام العسكرية المنوطة بعهدتها، وهي مرتبطة بأحداث وعمليات محددة، ومنها غرفة البنيان المرصوص، وغرفة تحرير سرت الجفرة بالمنطقة الوسطى، فيما يتكوّن أغلبها من ميليشيات مسلحة تشكلت بعد العام 2011 وتولت خلال السنوات الماضية الاستيلاء على مواقع ودور الجيش والقوات النظامية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأكّدت مصادر عسكرية في المنطقة الشرقية لـ «البيان»، أنّ هذه القرارات لا تسري على قوات الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، لا سيما أنه لم يتم حتى الآن توحيد المؤسسة العسكرية، فضلاً عن أنّ المجلس الرئاسي لم يعمل على تقريب المسافات بينه والقيادة العامة خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أنّ القرار أتى متأخراً وترجع أسبابه لخلافات بين الهياكل والجماعات المسلحة في المنطقة الغربية، لا سيّما بعد تزعم آمر غرفة العمليات المشتركة بالمنطقة الغربية المقال، أسامة الجويلي، للتيّار المناهض لاستمرار حكومة الوحدة الوطنية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في الحكم، والداعم بقوة لتسلم رئيس الحكومة الجديدة المنبثقة عن مجلس النواب، فتحي باشاغا، مقاليد السلطة في طرابلس.

توحيد

بدوره، أشار المحلل السياسي، بشير الصويعي لـ«البيان»، إلى أنّ قرار المجلس الرئاسي لن يجد طريقه للتنفيذ على أرض الواقع بسهولة، موضحاً أنّ القرار يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو توحيد المؤسسة العسكرية وتهميش دور الميليشيات، الأمر الذي تحتاجه البلاد حالياً وتطالب به قيادة الجيش الوطني.

وأبان الصويعي، أنّ تنفيذ القرار وحال وجد طريقه لتحقّق على أرض الواقع، سيفسح المجال أمام رئاسة الأركان في طرابلس للعمل بأكثر حرية على تنسيق المواقف وتوحيد الأهداف مع رئاسة الأركان في بنغازي.

تمهيد

وينتظر أن يسهم قرار المجلس الرئاسي، في تمهيد الطريق أمام جهود توحيد المؤسسة العسكرية، وذلك قبيل توجّه رئيس أركان القوات الحكومية في غرب البلاد إلى بنغازي في زيارة هي الأولى من نوعها منذ العام 2014، وهي الزيارة التي كانت مقررة الأسبوع الماضي وتمّ تأجيلها لتوفير ظروف أفضل للتنسيق المشترك، وتنفيذ إجراءات تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة ملف المحتجزين والمفقودين بهدف الوصول إلـى نتائج، وتفعيل القوة المشتركة، والتي تم الاتفاق على تشكيلها في اتفاق وقف إطلاق النار، ووضع خطة للبـدء فـي تسيير دوريات حدودية مـن الوحدات المختلفـة لحرس الحدود، مع الاتفاق على ضرورة الاستمرار في التواصـل المباشـر وعقد اجتماعات مشتركة خلال الفترة المقبلة.

الشرق الأوسط: الميليشيات المسلحة تجدد تحشيداتها في طرابلس

عادت التحشديات العسكرية المفاجئة مجدداً إلى العاصمة الليبية طرابلس، في وقت أعاد فيه رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، الذي أنهى للتو زيارة إلى تركيا، التأكيد على أن حكومة «الاستقرار» الجديدة، برئاسة فتحي باشاغا، هي الحكومة الشرعية الوحيدة في البلاد، نافياً قبوله عرضاً لتشكيل حكومة جديدة.

ورصدت مساء أول من أمس تحركات لميليشيات مسلحة في عدة مناطق داخل طرابلس، وسماع صوت انفجار في وسط وشرق المدينة، مع تحليق الطيران «المسير» في سمائها. ونقلت وسائل إعلام محلية عن شهود عيان سماع أصوات أسلحة متوسطة بالقرب من طريق الشط، وانتشار عدد من السيارات المسلحة في زاوية الدهماني في عين زارة. كما رصد سكان وناشطون محليون دخول قوات تابعة لأسامة جويلي، المحسوب على باشاغا، إلى ضـواحي العاصمة، بالإضافة إلى إنشاء مستشفى ميداني.

وتسببت تحركات القوات الموالية لجويلي، الذي أقاله عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة، مؤخرا من منصبه بصفته رئيسا لجهاز الاستخبارات العسكرية فى توتر الوضع الأمني والعسكري في العاصمة، التي تعيش منذ أيام هواجس اندلاع قتال جديد بين القوات المحسوبة على الحكومتين المتصارعتين على السلطة فى البلاد.

في شأن آخر، وردا على تقارير إعلامية ادعت اتفاقه مع خالد المشري، رئيس مجلس الدولة، على إمكانية تشكيل حكومة جديدة في ليبيا، نفى رئيس مجلس النواب، قبوله بأي عرض لتشكيل حكومة جديدة. وقال بيان للمركز الإعلامي لرئيس مجلس النواب إن حكومة باشاغا، المكلفة من مجلس النواب، هي «الحكومة الشرعية والقانونية في ليبيا»، التي جاءت بتوافق ليبي - ليبي بين مجلسي النواب والدولة، لافتا إلى أن صالح قام بزيارة وصفت بـ«الإيجابية» لتركيا، بناء على دعوة رسمية، التقى خلالها رئيسها رجب طيب إردوغان ورئيس برلمانها مصطفى شنطوب.

وكانت تقارير قالت إن صالح رحب بعرض قدمه المشري خلال لقائهما في تركيا بتشكيل حكومة جديدة في البلاد، كحل للنزاع المحتدام بين حكومتي باشاغا والدبيبة.

في غضون ذلك، زعم مفتي ليبيا المقال من منصبه، الصادق الغرياني، أن الوقوف على الحياد بين حكومة الدبيبة، والمشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» بمثابة «حرام وتمكين للباطل». وقال في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، إن التعايش مع أي حكومة تمثل حفتر «مستحيل»، واعتبر أن تشكيل حكومة ثالثة «انتحارا للمنطقة الغربية».

من جهة ثانية، بحث المجلس الرئاسي في اجتماع موسع حضره عبدالحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة المؤقتة، وخالد المشري، ومحافظ المصرف المركزي الصديق الكبير، ورئيسي ديوان المحاسبة خالد شكشك، وهيئة الرقابة الإدارية سليمان الشنطي، الإجراءات المتخذة في حادثة انفجار صهريج الوقود ببلدية بنت بية، ومتابعة الشؤون العامة للدولة خلال النصف الأول من العام الحالي، وخطوات الإفصاح والشفافية من قبل مصرف ليبيا المركزي ووزارة المالية، والعمل على تعزيزها. وفي سياق ذلك، أعلن مصدر طبي مساء أول من أمس ارتفاع عدد وفيات حادثة بنت بيه إلى 12 شخصاً بعد تسجيل حالتي وفاة بمستشفى الحروق.

وكانت حكومة الدبيبة قد أعلنت وصول الدفعة الثالثة من المصابين جراء الانفجار إلى إسبانيا، والتي تضم ثلاث حالات حرجة، تكفلت وزارة الصحة بالحكومة بترحيلهم إلى الخارج عبر الإسعاف الطائر الليبي لتلقي العلاج اللازم.

بدوره، قال أمس السفير الأميركي ريتشارد نورلاند إنه زار ضحايا الانفجار، الذين يتلقون العلاج في تونس، بدعوة من القائم بأعمال السفارة الليبية مصطفى بن قدارة، مشيداً بتقديم الطاقم الطبي التونسي الرعاية اللازمة والضرورية لهم، وعبر فى بيان عبر «تويتر» أمس (الجمعة) عن تعاطفه ودعمه المعنوي لهم، ولجميع الضحايا وتمنى لهم الشفاء العاجل والعودة الآمنة إلى ديارهم.

ومن جهته، قال قدارة إنه بحث مع نورلاند مباشرة عمل السفارة الأميركية من داخل ليبيا قريبا.

وعلى صعيد متصل بالأزمة المعيشية في مناطق الجنوب، أعلن باشاغا عن تخصيص مبلغ 50 مليون دينار لحل مختنقات الجنوب الليبي، وأوضح في قراره أن هذه القيمة هي خصم من بند المتفرقات بالميزانية العامة للعام الحالي، مشيرا إلى تشكيل لجنة برئاسة نائبه سالم الزادمة لإقرار المصروفات المستحقة للدفع.

كيف يثبت الصدر «المتقلّب»؟

لم يكن متوقعاً من زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، الاستمرار في معركته الطويلة مع «الإطار التنسيقي» من دون أن «ينقلب ويتراجع». كان من اللافت، أن يكسر نمط المناورات القصيرة، ويذهب بعيداً في خطوات تصعيدية، ليس للإطاحة بخصومه وحسب، بل لتغيير قواعد اللعبة.

منذ أن أعلن الصدر مشروعه لتشكيل حكومة أغلبية تستبعد طرفاً شيعياً نافذاً، كان الشك يراود حلفاءه بأنه سيتراجع ما أن يعثر «الإطار التنسيقي» على خيط للتوافق معه، وهذا لم يحدث حتى الآن.

فما الذي يدفع الصدر للبقاء متماسكاً وعنيداً إلى هذا الحد؟ ثمة خليط من الخصومة القائمة على إثبات الوجود، والاستثمار في رمزية الصدر الدينية في مشروع سياسي بمعادلة مختلفة.


- انقلاب الإطار

خلال الأشهر الماضية، نفّذ «الإطار التنسيقي» خطة لمنع الصدر من تشكيل حكومة تجعله الطرف الشيعي الوحيد فيها، مبعداً الآخرين نحو المعارضة. وبمساعدة «فتاوى» قضائية نجح «الإطار» في إيقاف قطار الصدر.

وترى بيئة الصدر، أن «الإطار التنسيقي» نفّذ انقلاباً على نتائج الانتخابات، بعد فشل محاولاته في إثبات تزويرها. ومن ثم استغل نفوذه في السلطة القضائية لابتكار صيغة الثلث المعطل لإجهاض أغلبية الصدر.

ووجد الصدر نفسه في مواجهة صريحة ومباشرة مع «الإطار»، تغذيها خصومة تاريخية مع أبرز أقطابه، نوري المالكي، لن يتفوق فيها عبر المناورات التي اعتاد عليها خلال السنوات الماضية.

لقد قرر الصدر، كما تفيد الوقائع، الإطاحة بخصومه، بإبعادهم من اللعبة، وفي هذا النوع من المسارات لن يكون التراجع خياراً وارداً.


استقالة نواب الصدر


اختار الصدر نسف نتائج الانتخابات ومعادلاتها المعطلة بإجبار نوابه على الاستقالة من مجلس النواب. وكانت تلك لحظة مفصلية من المفترض أن تدفع الفعاليات السياسية إلى معالجة اختلال الخريطة البرلمانية بالدعوة إلى انتخابات جديدة. لكن «الإطار» اختار أن يشغل فراغ الصدريين بنوابه الخاسرين.

وكرّس «الإطار» الاختلال باختلال آخر، دفع الصدر لاحقاً إلى استخدام جمهوره في الشارع. وفي الاقتحام الأول للبرلمان، حين أخذ أتباع الصدر مقاعد النواب بحماسة لافتة، كان مقربون من الصدر يرون أن أصواتهم الانتخابية «تأخذ حقها».

وأراد الصدر الانقلاب على «الإطار التنسيقي» الذي كان يستعد لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، ومن ثم تكليف مقرب من المالكي بتشكيل الحكومة. وبالفعل، احتجز البرلمان وعطّل كل المسارات التي كانت متاحة لخصومه.


- شيعة ضد «التبعية»

مراراً، رفع الصدر هذا الشعار. من الواضح أنه يريد صيغة سياسية جديدة مع إيران، بالتخلص أولاً من مواليها في العراق. الأسبوع الماضي، سألت «الشرق الأوسط» مستشاراً مقرّباً من الصدر عما إذا كان قادراً على تحمل تكاليف العداء مع طهران. فقال، إن «حلفاء إيران انقلبوا عليها، وهي متورطة بهم».

ليس من الواضح أن الصدر «عدو» صريح لإيران، لكنه يشتبك معها بفرض واقع شيعي جديد يكون «التيار الصدري» فيه طرفاً قوياً وحيداً في صناعة القرار، عبر تصفية القوى التقليدية، وفصائلها المسلحة.

ومع مرور الوقت، يتضح أن الصدر لم يعد يتفاوض على مساحة نفوذ داخل البيئة الشيعية، بل الاستحواذ عليها، وبناء شراكات بين «أقوياء المكونات»، يمتلكون القدرة على احتكار القوة.

قوى السويداء تحمّل النظام السوري و«حزب الله» مسؤولية «الفوضى»

لا تزال محافظة السويداء ذات الأكثرية الدرزية في جنوب سوريا، تعيش على الأحداث السياسية والأمنية التي شهدتها أخيراً، التي كان أبرزها قضاء مجموعات محلية على «قوات الفجر»، بقيادة راجي فلحوط، والتابعة للجهاز الأمني للنظام السوري.
وما استجد في الساعات الأخيرة أن «القوى الوطنية» أصدرت بياناً حمّلت فيه سلطة النظام بمساعدة «حزب الله» مسؤولية «الفوضى» في المنطقة، وتلا ذلك أنباء عن نقل العميد أيمن محمد، مسؤول فرع الأمن العسكري في السويداء وعدد من المسؤولين في الفرع.
فالقوى الوطنية قالت، في بيانها، الخميس، إن «هذه الفوضى الممثلة بالفلتان الأمني والأخلاقي وانتشار الجريمة والسرقات والخطف والقتل بدمٍ باردٍ وانتشار المُخدرات، إنما هي بعلم السلطة وإدارة أجهزتها الأمنية، وبإشراف وتمويل من (حزب الله) الإيراني في محاولة جادة منه لتشييع المنطقة وتأمين طريق المخدرات عبر المنطقة الجنوبية، وإنشاء مصانع للمخدرات وترويجها بين الشباب وطلاب المدارس». وأثنت على «جهود وتضحيات أبناء السويداء الأخيرة التي أسفرت عن القضاء على مجموعة راجي فلحوط، التابعة لشعبة المخابرات العسكرية».
واعتبرت، في بيانها، أن «القضاء على هذه المجموعة اجتثاث لإحدى مقار الجريمة، ووكر من أوكار (حزب الله) في السويداء». كما أدانت «ظاهرة قتل الأسرى ورمي الجثث في الشوارع»، معتبرة إياها «ممارسات غير إنسانية خارجة على القانون، وعلى أبسط الأعراف الاجتماعية، والمُخرّبة للبنى الأساسية للمجتمع والدولة، وأنه عمل شنيع مدان بكل القوانين والأعراف الإنسانية».
وأكدت القوى الوطنية في السويداء، في بيانها، أن «هذه الفوضى المنظمة لا تزول إلا بإزالة النظام الاستبدادي وأعوانه»، وأن «حل المشكلات المحلية وعودة الأمن والأمان في السويداء يرتبط بالحل الوطني الشامل للمسألة السورية بكل أبعادها السياسية والاجتماعية والقانونية، وذلك حسب القرارات الدولية ذات الصلة التي تؤكد على الانتقال السياسي من الاستبداد إلى الدولة الوطنية الديمقراطية التي تُعيد للإنسان السوري وعيه المُغيَّب وكرامته المسلوبة وثقته بنفسه وبدولته التي يصنعها بإرادته».
وتعتبر القوى الوطنية في السويداء مجموعة من الهيئات والجمعيات المدنية المعارضة للنظام السوري، موجودة في السويداء منذ بدايات الأحداث السورية، وشاركت بالعديد من المظاهرات السلمية التي شهدتها المحافظة في مراحل سابقة. وشهدت السويداء خلال الأسبوع الماضي أحداثاً أمنية أسفرت عن مقتل 23 شخصاَ، وإصابة 35 آخرين، وأسر 20 عنصراً من مجموعة قوات الفجر، وتصفية 7 من المجموعة متهمين بعمليات قتل وخطف، بعد اشتباكات ومواجهات مع فصائل محلية مسلحة في المحافظة.
وقال ريان معروف، مسؤول تحرير «شبكة السويداء 24»، إن «تغييرات أمنية شهدتها المحافظة خلال الأيام القليلة الماضية تمثلت بنقل العميد أيمن محمد مسؤول فرع الأمن العسكري بالسويداء وعدد من المسؤولين في الفرع، وذلك بعد أن شهدت المحافظة، توترات أمنية، بعد أسبوع دامٍ، شهد مواجهات مسلحة بين مجموعات محلية مسلحة، وقوات الفجر التي يقودها راجي فلحوط، المحسوب على جهاز الأمن العسكري (شعبة المخابرات العسكرية)».
وفي سياق آخر، أكد الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، خلال لقائه مشايخ محافظة السويداء قبل يومين، على «اللُّحمة الوطنية، وموقف أبناء المحافظة الثابت ووحدة الصف خلال زيارتهم لمقام الرئاسة الروحية للطائفة في قرية قنوات».
وخلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة السويداء بهجوم فصائل محلية مسلحة على مقار ونقاط تابعة لمجموعة «قوات الفجر»، أصدرت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين المسلمين الدروز في سوريا ممثلة بالشيخ حكمت الهجري بياناً، قالت فيه: «ما حدث كان البداية، ونحن نؤكد على ضرورة المتابعة والاستمرار». وطالب البيان بـ«محاسبة المسؤولين الذين منحوا العصابات شرعية الاعتقال والقتل والتعذيب والملاحقة»، كما تطرق البيان إلى إمكانية السويداء حماية الحق مع استمرار غياب دور ما وصفته الجهات المختصّة ونأيها بنفسها عن الأحداث الجارية في السويداء، قائلا: «إن لم تقم الدولة بأجهزتها الأصولية بالتصرف والمحاسبة والحماية، فلسنا عاجزين عن حمل لواء الحق تحت ظلال العدالة والشريعة والأصالة والعادات، وسط استغرابنا الذي اعتدناه من نأي الجهات المختصة».
وكانت الرئاسة الروحيّة في السويداء قد دعت، يوم الثلاثاء الماضي أوّل الأيام التي انطلقت فيها الأعمال ضد مجموعة راجي فلحوط، إلى النفير العام لأبناء السويداء؛ لمحاربة مجموعة قوات الفجر المرتبطة بالأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، بحسب «شبكة السويداء 24».

العربية نت: لتهريب البشر.. شاهد شبكة أنفاق لداعش في الهول بسوريا

بعد إحباط قوى الأمن التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عملية هروب جماعي عبر شاحنة على متنها نحو 39 طفلاً و17 امرأة من عائلات تنظيم داعش، عثرت قوى الأمن داخل مخيم الهول على شبكة خنادق وأنفاق محفورة تحت الأرض.
للتهريب وتنفيذ جرائم
وقالت مصادر أمنية إنَّ هذه الخنادق والأنفاق استخدمت من قبل خلايا نائمة موالية لتنظيم داعش في تهريب البشر وتنفيذ جرائم قتل ومحاولات اغتيال، بحسب ما نقلت "الشرق الأوسط"، اليوم الجمعة.

فيما أظهر فيديو مصور التقط داخل المخيم، كيفية حفر الأنفاق بأدوات بدائية وتغطيتها بألواح معدنية وخشبية للتمويه، وسط مجموعة خيام يقطنها نازحون سوريون ولاجئون عراقيون.

طريقة التواصل
من جانبها، أوضحت مديرة مخيم الهول همرين حسن أن الخلايا النائمة داخل المخيم وخارجه على صلة بشبكات لتهريب البشر، يتم التواصل معها عبر برامج للاتصالات ومنصات التواصل الاجتماعي على أن تكون محافظة إدلب أو مناطق أخرى تقع شمال سوريا خاضعة للنفوذ التركي أول محطة بعد نجاح عملية التهريب من المخيم.

إلى داخل تركيا
بعد ذلك، تتولى الشبكات نفسها نقل من يتم تهريبهم من الهول إلى داخل الأراضي التركية، ومنها إلى مواطنهم الأصلية، وهو أمر يتم غالباً لقاء دفع مبالغ مالية كبيرة.

يُذكر أن قوات سوريا الديمقراطية شنت حملات بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي والجيش الأميركي، على مدار الأعوام الماضية، وألقت القبض على عناصر شبكات تهريب البشر، بينهم داعشيات بتهم تشكيل "خلايا إرهابية لتهريب عوائل التنظيم".

تورط نساء
كما نفذت حملات مداهمة بشكل متكرر شملت معظم أقسام المخيم، وتشتبه في تورط نساء مؤيدات للتنظيم يلعبن أدوار الوسيط مع خلايا نائمة للتنظيم تكون خارج المخيم، في عمليات التهريب وتقديم الأموال لتغطي نفقات المهربين، ومد يد العون لعائلات مسلحي التنظيم المتشدّد.

شارك