عملية عسكرية شاملة للجيش وسط الصومال/تونس.. القبض على «القرش» أخطر مهرب إرهابيين/تركيا تتهم أميركا بدعم إنشاء «دولة إرهابية» على حدودها مع سوريا

الإثنين 24/أبريل/2023 - 12:49 ص
طباعة عملية عسكرية شاملة إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية، أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 24 أبريل 2023.

الاتحاد: مقتل 10 مدنيين بهجوم وسط مالي

قتل 10 مدنيين وأصيب 60 آخرون بجروح في هجوم نفذه مسلحون فجر أمس، على مطار ومعسكر قريب للجيش وسط مالي.
ونقلت وكالة الأنباء المالية أمس تأكيد شهود عيان عن دوي 4 انفجارات، أعقبها إطلاق نار من أسلحة آلية، مشيرة إلى أن الجنود السنغاليين التابعين لبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي «مينيسما» تمكنوا من «إبطاء تقدم المسلحين».
وقالت الحكومة في بيان إن المسلحين المشتبه بهم هاجموا في وقت مبكر أمس منطقة مطار سيفاري في منطقة موبتي بوسط البلاد، عبر تفجير سيارات مفخخة، مما أسفر عن مقتل عشرة مدنيين وجرح 60 آخرين.
ودمرت الانفجارات عدداً من المنازل في المنطقة المحيطة بالمطار التي تضم معسكراً للجيش المالي.
وقالت «مينيسما» في بيان إنها «تدين بشدة الهجمات على معسكر القوات المسلحة المالية في سيفاري.  وأضافت أنه «تم إطلاق النار على معسكرها»، مؤكدة «استعدادها لتقديم كل الدعم اللازم للسلطات المالية لإجراء التحقيقات المطلوبة».

عملية عسكرية شاملة للجيش وسط الصومال

نفذ الجيش الوطني بالتعاون مع المقاومة الشعبية عملية عسكرية مخططة في منطقة عيل قنسح التابعة لمدينة غلعد بمحافظة غلغدود بوسط البلاد، حيث تمكنت القوات من تدمير مواقع تابعة للإرهابيين.
ونجح الجيش الوطني باعتقال 5 عناصر من ميليشيات حركة «الشباب» الإرهابية، ومصادرة شاحنة من نوع بي جي، بالإضافة إلى معدات عسكرية ومواد غذائية ووقود.
وتشهد المنطقة التي جرت فيها العملية العسكرية حالة من الهدوء والاستقرار وفق ما أكده مسؤولون من القوات المسلحة للإعلام الوطني.
ويشن الجيش الصومالي عمليات عسكرية ضد «الشباب»، بدعم من مقاتلين قبليين وشركاء دوليين، على رأسهم الولايات المتحدة، وذلك منذ إعلان الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود حرباً شاملة لمواجهة الحركة في أغسطس 2022.

الخليج: طرفا النزاع في الخرطوم يتبادلان الاتهامات بخرق الهدنة

تواصلت الاشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الأحد، بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، الأمر الذي زاد الأوضاع الإنسانية تعقيداً على الأرض، فيما تبادل الطرفان الاتهامات بخرق الهدنة المعلنة، لمدة 3 أيام بمناسبة عيد الفطر، والتي انتهت في السادسة من مساء أمس، فيما أعلن الجيش بسط سيطرته على منطقة الفشقة الصغرى على الحدود مع إثيوبيا، في حين قالت منظمة الصحة العالمية إن ضحايا الاشتباكات ارتفع الى 420 قتيلاً و3700 جريحاً،معلنة عن رصد هجمات مميتة على المنشآت الصحية.

أفاد شهود عيان بتجدد الاشتباكات العنيفة، في أحياء العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان.

ووفقاً للشهود، فإن قوات الدعم السريع بسطت سيطرتها على معظم مناطق العاصمة الخرطوم، في ظل عدم وجود ملموس لجنود للجيش السوداني والشرطة.

وتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، فيديو لقائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، وهو يتجول بسيارة عسكرية وسط عدد كبير من قواته بالخرطوم.

في المقابل، أعلن الجيش في بيان، استسلام قوات الدعم السريع المتمردة بالفشقة الصغرى (شرق) على الحدود مع اثيوبيا استجابة لقرار القائد العام للقوات المسلحة بالعفو عمن يلقي سلاحه.

ولم يصدر تعليق من قوات الدعم السريع بشأن ذلك..

وتتضارب الأنباء حول الأوضاع الميدانية، فيما تتعارض بيانات طرفي الصراع باستمرار، ويصعب التحقق من الأوضاع على الأرض في ظل غياب المصادر المستقلة.

وبعيداً عن الاشتباكات ونتائجها، أصدرت قوات الدعم السريع بياناً بشأن إجلاء إعلاميين تابعين لقناة «العربية» عالقين منذ اندلاع الاشتباكات بوسط الخرطوم.

وذكرت القوات في بيان، «الدعم السريع يلبي نداء استغاثة فريق إعلامي تابع لقناة العربية ويقوم بإجلائهم إلى مكان آمن».

من اخترق الهدنة؟

وتبادل الجيش، وقوات الدعم السريع، أمس، الاتهامات بارتكاب خروقات في اليوم الأخير للهدنة المعلنة بينهما بمناسبة عيد الفطر، بالتزامن مع دخولها يومها الثالث.

واتهمت الدعم السريع، الجيش باختراق الهدنة عبر ضرب قواتها في حي كافوري شمالي الخرطوم.

وقالت في بيان، إن الجيش السوداني «قام بضرب قوات الدعم السريع بمنطقة كافوري بالطيران وشمل الاعتداء منازل المواطنين مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات».

من جانبه، قال الجيش، إن قوات الدعم السريع قامت «بمواصلة انتهاك الهدنة عبر قصف عشوائي بالمدافع وسقوط مقذوفات على مناطق سكنية».

كما اتهم الجيش قوات الدعم السريع بارتكاب عدة «اعتداءات» على بعثات دبلوماسية أجنبية أثناء القيام بعمليات إجلاء من العاصمة الخرطوم.

مقتل عراقي

الى ذلك، نقلت وكالة الأنباء العراقية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف في تصريح مقتضب قوله إن مواطناً عراقياً لقي حتفه جراء الاشتباكات. وفي السياق ذاته، أعلن الصحاف، أمس، إجلاء 14 عراقياً من الخرطوم إلى منطقة بورتسودان.

على صعيد آخر،أكد الهلال الأحمر السوداني ضرورة تحييد المنشآت الطبية عن العمليات العدائية، مشيراً إلى عدم وجود ممرات آمنة موثوقة لإيصال المساعدات الإنسانية.وأضاف الهلال الأحمر في تصريحات تلفزيونية أن «هناك معوقات نواجهها في الكثير من المناطق».

في سياق متصل، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبرييسوس، أنه يجب عدم استهداف المرافق الصحية والعاملين والمرضى في السودان في أعمال العنف المستمرة. وأضاف أن المنظمة وثقت عدة هجمات مميتة استهدفت المؤسسات الصحية، مشدداً على ضرورة وقف ذلك. كما قال إنه «لا ينبغي أن يكون مقدمو الرعاية ومن يحتاجون لها هدفاً للهجمات في السودان».

وأكدت منظمة الصحة العالمية، أمس، ارتفاع عدد ضحايا الاشتباكات إلى 420 قتيلاً، و3700 جريجاً. زيادة عمليات النزوح

في حين أشار تقرير للأمم المتحدة إلى مقتل 413 شخصاً وإصابة 3500 آخرين حتى 21 إبريل. وأوضح أن 132 شخصاً سقطوا في الخرطوم، و95 في شمال كردفان، و61 بشمال دارفور.

ولفت إلى زيادة عمليات النزوح من جميع مناطق الخرطوم ومدينة الأُبيض بشمال كردفان. وأكد أن نحو 20 ألف سوداني لجأوا إلى تشاد، حيث يعانون ظروفاً إنسانية صعبة.

وقد أفادت منظمة «نت بلوكس» لرصد الشبكة العنكبوتية العالمية، أمس، بانقطاع «شبه كامل» لخدمة الإنترنت، كما أوضحت أن «بيانات الشبكة في الوقت الحالي تُظهر انهياراً شبه كامل للاتصال بالإنترنت، حيث تبلغ نسبة الاتصال الوطني حالياً 2 في المئة مقارنة بالمستويات العادية».

فيما يتخوف العديد من المراقبين أن يستمر القتال لفترة أطول، مع احتمال انزلاقه إلى حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس، لاسيما مع تمسك الطرفين بعدم التنازل والقتال حتى النصر.(وكالات)

هروب سجناء من «كوبر».. والبشير في المستشفى

أفادت مواقع سودانية بفرار عدد كبير من المساجين من سجن «كوبر» شمالي الخرطوم،فيما قالت مصادر مطلعة أن الرئيس المعزول عمر البشير يتلقى الرعاية الطبية حاليا بأحد مستشفيات الخرطوم.

وأكدت المصادر نفسها أن الهجوم المتكرر والاشتباكات حول سجن «كوبر» أدى إلى إطلاق سراح العديد من السجناء مشيرة إلى أن السجناء السياسيين ما زالوا قيد الاحتجاز.

وكانت الهجمات قد تكرّرت، أمس الأحد، على السجن الشهير الذي يضم قادة بارزين إبان حكم البشير، ومن ضمنهم الرئيس المعزول نفسه. تجدر الإشارة إلى أن سجن «الهدى» أيضا شهد هروب النزلاء منه بعد اقتحامه.

وشهدت سجون سودانية أخرى حوادث مشابهة من هجمات وفرار معتقلين خلال الاشتباكات الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش منذ الأسبوع الماضي، ومنها فرار عدد من نزلاء سجن «سوبا» جنوب العاصمة، بعد إطلاقهم من قبل قوات الدعم السريع. وشهد يوم الثلاثاء الماضي هجوماً لقوة من الدعم السريع على سجن «كوبر» من الناحية التي يتم احتجاز قادة النظام السابق فيها.

تونس.. القبض على «القرش» أخطر مهرب إرهابيين

أعلنت السلطات التونسية القبض على أحد المجرمين مصنف بالخطر جداً، على خلفية اتهامه بعدة قضايا في تونس وإيطاليا. ووجهت السلطات الإيطالية اتهامات إلى العنصر الإجرامي الملقب ب «القرش» بتهريب الإرهابيين المنتمين إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، والاتجار بالبشر، فيما صدر ضده 29 حكماً غيابياً في تونس في قضايا من بينها التهريب والهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا.

ونصبت قوة من الشرطة في مدينة منزل تميم، كميناً للمجرم الخطر، وتمت محاصرته واعتقاله، فجر الأحد، بحسب «بوابة تونس» الرقمية.

وسلمت الشرطة المتهم المطلوب إلى النيابة العامة بمنزل تميم، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية ضده في القضايا المتورط بها.


البيان: الملايين محاصرون وتوقف الإنترنت

تتوالى التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في السودان، وسط مخاوف من نفاد المواد الأساسية من الغذاء، لا سيما مع تفاقم وضع السكان مع احتدام المعارك، التي دخلت أسبوعها الثاني، فيما يشهد السودان انقطاعاً «شبه كامل» لخدمة الإنترنت، مع دخول المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أسبوعها الثاني.

وحذر الصليب الأحمر الدولي من نفاد الماء والغذاء لدى المدنيين السودانيين المحاصرين في بيوتهم، جراء الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع، بينما قالت منظمة «مجموعة الأزمات الدولية» غير الحكومية، إن «ملايين المدنيين محاصرون في القتال، وتنفد لديهم بسرعة المواد الأساسية».

وأضافت المنظمة في بيان، أن «النزاع يمكن أن ينزلق بسرعة إلى حرب حقيقية دائمة»، تشمل الولايات المضطربة في السودان، ثم بعض دول الجوار.

كما جاء في البيان: «تفاقمت المعاناة بسبب حقيقة أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لم تتمكن من إيصال المساعدات إلى الأشخاص الذين هم في أمسّ الحاجة إليها، حيث لم يقدم لنا الطرفان الضمانات الأمنية اللازمة». فيما قدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن نحو 16 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات خلال العام الجاري.

من جهته، قال مدير برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة في تشاد، إن البرنامج يتوقع وصول مزيد من اللاجئين من السودان عبر الحدود.

وقال بيير أونورا أن 400 ألف لاجئ سوداني فروا خلال صراعات سابقة، منتشرون في 14 مخيماً بمنطقة الحدود في تشاد. ولا يستطيع سكان العاصمة السودانية الخرطوم، مغادرة منازلهم بسبب القصف.

إلى ذلك، أكدت مصادر سودانية حدوث اشتباكات مسلحة في محيط سجن كوبر. وأشارت إلى إطلاق سراح العديد من السجناء، جراء نقص المياه، إلا أنها شددت على أن السجناء السياسيين ما زالوا قيد الاحتجاز.

من جهة أخرى، أفاد موقع رصد للشبكة العنكبوتية العالمية، بأن السودان يشهد انقطاعاً «شبه كامل» لخدمة الإنترنت. وقالت منظمة «نت بلوكس» ومقرها لندن، التي تعنى برصد الوصول إلى شبكة الإنترنت في العالم «تُظهر بيانات الشبكة في الوقت الحالي، انهياراً شبه كامل للاتصال بالإنترنت في السودان، حيث تبلغ نسبة الاتصال الوطني حالياً 2 %، مقارنةً بالمستويات العادية».

هل غيرت فرنسا حساباتها اللبنانية؟

في الوقت الرئاسي الضائع، أقفل الأسبوع الفائت في لبنان على وقع «القنبلة السياسية» التي فجّرتها فرنسا، والتي من شأنها أن تعيد خلط الأوراق الرئاسية، وذلك من خلال إعلان وزارة خارجيتها أن «ليس لديها أي مرشح في لبنان». وما بين طيّات هذا الإعلان، كلامٌ متجدّد عن أن الرئاسة، كما تجربة إطلاق جديدة لاسم رئيس «تيار المردة»، سليمان فرنجية، لا تزال داخل المفاعلات الاختبارية الفرنسية، على الرغم من الكلام الفرنسي الدبلوماسي الذي نأى بنفسه عن لعبة الترشيحات.

وبعد ضغط إعلامي واسع النطاق، وتلزيم فرنسا اسم فرنجية، خرجت باريس لتعلن ألا مرشح لديها لرئاسة الجمهورية، مؤكدةً أن على اللبنانيين اختيار قادتهم. علماً بأن النفي الفرنسي المفاجئ لدعم باريس ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، والذي عُدّ تحوّلاً من العيار الثقيل في مسار الحراك المحلي والإقليمي والدولي حول ملف الرئاسة في لبنان، أثار مزيداً من التخبّط واللغط اللذين طغيا على المشهد الداخلي خلال الأيام الماضية، وخصوصاً أنه أتى نتيجة جوجلة الكثير من اللقاءات والاتصالات التي اضطلعت بها باريس في الآونة الأخيرة.

وفي الانتظار، لا تزال التساؤلات الأوليّة تحوم حول حظوظ هذا المرشح أو ذاك، ومستقبل صيغ التسويات في المنطقة، والتي من المتوقع على نحو كبير، أن تكون التسوية الرئاسية في لبنان جزءاً منها، وتتمحور داخلياً حول انعكاس «تبرّؤ» باريس من أيّ تورّط في دعم أيّ مرشح للرئاسة، وعما إن كانت خطوتها تنطوي على «خطة ب» في الأفق، تعجّل في إخراج ملف الرئاسة من عنق الزجاجة، أو تُدخله في مزيد من التعقيد.

وقائع.. وتساؤلات

ووسط احتدام السِباق الرئاسي، ضجّت المواقف الداخلية بالإشارة إلى أن ما بعد الكلام الفرنسي، ليس بالتأكيد كما قبله، خصوصاً أن فرنسا كانت راعية الاستحقاق الرئاسي وحراكه، منذ إعلان ثنائي «حركة أمل»- «حزب الله» ترشيح فرنجية، ثم إعلان الأخير، من بكركي مطلع الأسبوع الفائت، ما يمكن اعتباره ترشيحاً، في حين قالت مصادر على صلة بالموقف الفرنسي لـ «البيان»، إن هذا الاستدراك لا يعني بالتالي ابتعاد باريس عن خيار فرنجية. علماً بأن الماكينة الإعلامية المؤيدة لوصول فرنجية إلى سدّة الرئاسة الأولى، لا تزال تعمل على ضخّ أنباء وأجواء، تفيد أن رئيس «المردة» قطع نصف الطريق أو أكثر إلى قصر بعبدا، فيما الفريق المعارض لوصوله، يروّج أنباءً معاكسة، تفيد أن الفيتوات الموضوعة على اسمه، لا تزال هي إياها، ولم تتغيّر. فأيّ الجوّيْن هو الأصحّ؟.

تلاقت مصادر نيابية معارضة عند نقطة تأكيد أن فرنسا لم تحسب الأمور بدقّة، إن خارجياً أو داخلياً. ذلك أن عدداً من عواصم القرار، وبحسب إشارة المصادر نفسها لـ «البيان»، ليست في وارد التسليم بخيار فرنجية، والأخير بدوره بعيد من أن ينال الغطاء الداخلي الكافي لوصوله إلى قصر بعبدا.

الشرق الأوسط: هدوء حذر... وجبهة مدنية ضد الحرب

سادت الأجواء الحذرة المشوبة بالترقب ضواحي الخرطوم، وسط إطلاق نار متقطع، مع دخول الهدنة بين الطرفين يومها الثالث، وسط تزايد لعمليات النزوح من العاصمة. في الأثناء، أعلنت قوات الدعم السريع تعرض قواتها لهجوم بالطيران خلال عملية لإجلاء رعايا فرنسيين من سفارتهم بالخرطوم، ما أدى إلى إصابة أحدهم، ونجاة الآخرين. وأضافت في بيان، أمس (الأحد): «أثناء تحرك موكب الرعايا الفرنسين تحت حماية قواتنا، تعرض لهجوم بالطيران من الجيش»، فيما قالت قوات الدعم السريع إنها تصدت للهجوم وأسقطت الطائرة.
وعدّت «الدعم السريع» الاعتداء انتهاكاً للقانون الدولي والهدنة المعلنة، وإزاء ذلك اضطرت إلى إعادة الموكب إلى نقطة الانطلاق الأولى حفاظاً على سلامة وأرواح الرعايا الفرنسيين. وفي المقابل، اتهم الجيش السوداني ما سماه ميليشيا الدعم السريع بإطلاق الرصاص على موكب السفارة الفرنسية أثناء عملية الإجلاء، ما أدى إلى إصابة أحد الفرنسيين بعيار ناري، وتعطل عملية الإخلاء.
وأشار في بيان إلى اعتداء آخر من «الدعم السريع» على وفد متجه إلى مدينة بورتسودان، ونهب أموالهم وجميع حقائبهم وهواتفهم النقالة.
وأعلن الجيش وقوات الدعم السريع تحت ضغوط إقليمية ودولية مكثفة التزامهما بالهدنة ووقف إطلاق النار لمدة 3 أيام، لفتح ممرات إنسانية آمنة للمواطنين العالقين في مناطق الاشتباكات منذ اندلاع الحرب.
إلى ذلك، ظهر نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ«حميدتي»، بشكل خاطف، بالقرب من القصر الرئاسي، بقلب عاصمة البلاد (الخرطوم)، التي لا تزال أرض عمليات عسكرية مفتوحة مع الجيش، وانتشر مقطع فيديو «فيسبوك» يظهر «حميدتي» في لمحة خاطفة، وهو يجلس في مقدمة إحدى السيارات العسكرية، وخلفه العشرات من سيارات الدفع الرباعي العسكرية، التي توقفت أمام البوابة الشرقية للقصر الجمهوري المحاذية لشارع النيل بالخرطوم، ويعد الظهور العلني الأول لقائد «الدعم السريع» منذ اندلاع الحرب الأسبوع قبل الماضي. كما ترددت أنباء أمس عن اقتحام جهات مجهولة لسجن «كوبر» المركزي بالخرطوم بحري، الذي يوجد بداخله الرئيس المعزول عمر البشير وعدد من قادة الإسلاميين العسكريين والمدنيين الموقوفين ببلاغات تتهمهم بتقويض النظام المدني الديمقراطي في عام 1989. ووجّهت قوات الدعم السريع اتهامات مباشرة لقادة الجيش بتنفيذ عملية إخلاء بالقوة الجبرية لجميع سجناء سجن «كوبر»، الذي يضم عدداً من قادة النظام البائد، وعدّت هذا التصرف محاولة لإعادة النظام المعزول للحكم.
ويتبادل الطرفان الاتهامات بالوقوف خلف اقتحام السجون وإطلاق سراح المسجونين، من بينهم مدانون بالقتل وتجارة المخدرات. ودعت القوى الوطنية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة والمجتمعين الإقليمي والدولي إلى تحمل المسؤولية تجاه هذه القضية.
وعلى الصعيد السياسي، أطلقت قيادات مدنية سياسية وشخصيات قومية مبادرة لتكوين «جبهة مدنية» للضغط على العسكريين من الجيش و«الدعم السريع» لوقف الحرب فوراً، واتهموا التيار الأصولي للإسلاميين (النظام المعزول) بالوقوف خلف اندلاع الحرب الجارية حالياً، بهدف العودة إلى السلطة مرة أخرى. وطالبوا المجتمع الدولي بممارسة أقصى الضغوط لإيقاف الحرب، ووقف القصف الجوي ومضادات الطيران، وفتح ممرات ومسارات آمنة لتقديم العون الإنساني العاجل.
ودعا مطلقو المبادرة إلى السماح للمدنيين الذين يرغبون في مغادرة الخرطوم والمناطق الملتهبة إلى الولايات المجاورة، دون التعرض لهم بالأذى بمناطق وجود القوات المتحاربة. وشددت المبادرة، التي طرحت للتوقيع لأبناء الشعب السوداني كافة، على وقوفها ضد تعدد الجيوش اليوم ومستقبلاً، مؤكدة على ضرورة مواصلة الإصلاح الأمني والعسكري تحت مظلة وإشراف مشروع انتقالي وطني مدني ديمقراطي.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو قصيرة تزعم حدوث عمليات نهب لمصانع للمواد الغذائية ومحال تجارية بعدد من مدن العاصمة الخرطوم. ومنذ اندلاع الحرب، يواجه سكان الخرطوم ظروفاً إنسانية صعبة، إذا لا يزال انقطاع التيار الكهربائي والمياه مستمراً في كثير من أحياء المدينة، بالإضافة إلى شح كبير في المواد الغذائية، ويتواصل فرار المواطنين إلى الولايات المجاورة.

تركيا تتهم أميركا بدعم إنشاء «دولة إرهابية» على حدودها مع سوريا

وسط احتجاجات أهالي الحسكة على قيام قواتها بحفر خنادق لإقامة منطقة عسكرية محظورة، اتهمت تركيا الولايات المتحدة بالعمل على إقامة «دولة إرهابية» على حدودها مع سوريا، في إشارة إلى دعمها «وحدات حماية الشعب الكردية»، التي تعدّ أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) الحليفة لأميركا في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي.
واعتبر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن الولايات المتحدة تقوم بتشكيل «دولة إرهابية» قرب حدود تركيا، مؤكداً أن «هذا الخطر لن يختفي ما لم تتم إزالة عامل التأثير الأميركي في المنطقة». ولفت صويلو، في مقابلة تلفزيونية، إلى أنه بعد أحداث «غيزي بارك» (احتجاجات لأنصار البيئة في إسطنبول عام 2013، التي تحولت لاضطرابات ومطالبات بإسقاط حكومة رئيس الوزراء في ذلك الوقت، الرئيس الحالي رجب طيب إردوغان)، اصطدمت تركيا بعدد من الأحداث التي كبّدتها مجموعة من التكاليف، وواجهت أكبر موجة هجرة في العالم، وهذا محفوف بمجموعة متنوعة من التكاليف.
وأضاف أن «أميركا تريد إنشاء دولة إرهابية بالقرب منا. نحن نتخذ الاحتياطيات. لقد نفّذنا 4 عمليات عسكرية كبرى (في سوريا) ضد ذلك».
وتقول تركيا إن الولايات المتحدة، وكذلك روسيا، لم تلتزما بتفاهمين وقعتاهما معها في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 لوقف عملية «نبع السلام» العسكرية التي استهدفت مواقع «قسد» في شمال شرقي سوريا.
والسبت، أكد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن قوات الجيش تواصل بعزم مكافحة الإرهاب شمالي سوريا والعراق، وتمكنت من القضاء على 21 «إرهابياً» في المنطقة خلال الأيام الأربعة الأخيرة. وشدد على أن الجيش التركي سيواصل، بلا هوادة، حماية حدود البلاد، ومكافحة الإرهاب.
في الأثناء، تواصلت، الأحد، احتجاجات أهالي قريتي راوية والعزيزة الواقعتين في ريف مدينة رأس العين، ضمن منطقة نبع السلام شمال غربي الحسكة، لليوم الثاني على التوالي؛ احتجاجاً على قيام القوات التركية بحفر خنادق في الأراضي الزراعية التي تبعد عن الحدود التركية بمسافة 300 متر، وتعود ملكيتها لسكان القريتين الخاضعتين لنفوذ القوات التركية، وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لها.
وهاجم المتظاهرون الغاضبون آليات للجيش التركي ورشقوها بالحجارة؛ لمنع إتمام عملية الحفر، في حين طلبت القوات التركية من قادة «فصائل أحرار الشرقية» و«فصيل السلطان مراد»، إبعاد الأهالي عن منطقة عمليات الحفر بالقوة، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وكانت القوات التركية أنشأت قاعدة عسكرية في المنطقة أثناء عملية «نبع السلام» العسكرية في 2019، في موقع قاعدة سابقة للقوات الأميركية.
وتعمل حالياً على إقامة منطقة عسكرية محظور دخولها على المدنيين وأصحاب الممتلكات من دون إذن، بعمق 300 متر؛ بحجة الحفاظ على أمن المنطقة.
كما كانت الحكومة السورية المؤقتة، قد أصدرت تعميماً إلى وحدات وتشكيلات «الجيش الوطني» جميعها، في 14 أبريل (نيسان)، ذكرت فيه، أنه «في سبيل الحفاظ على المصلحة العامة، ولزيادة حفظ الأمن والاستقرار في منطقة عمليات (نبع السلام)، تقرر إقامة منطقة عسكرية محظورة بعمق 300 متر بدءاً من الخط الحدودي، وعلى امتداد الأرياف جميعها الواقعة على طول الحدود في منطقة عمليات (نبع السلام). يستثنى منها القرى والأحياء السكنية، التابعة لمدينتي تل أبيض ورأس العين، التي تقع داخل هذه المنطقة».
وأشار التعميم إلى أن مهام الحفاظ على الأمن تقع ضمن المنطقة العسكرية المحظورة على عاتق الشرطة العسكرية فقط، ويتم منح المزارعين إذن دخول خاصاً إلى هذه المنطقة من قِبل المجالس المحلية والمعنية، بهدف متابعة الأعمال في الأراضي الزراعية الواقعة ضمن هذه المنطقة.
وصعّدت تركيا، أخيراً استهدافاتها مواقع «قسد» في شمال شرقي سوريا على خلفية إصابة 4 من جنودها في هجوم على قاعدتين عسكريتين لها في ريف حلب. وجددت عزمها على إقامة مناطق آمنة لاستيعاب اللاجئين السوريين لديها.
وقال نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، نعمان كورتولموش، إن بلاده ستعمل خلال الفترة المقبلة على إقامة مناطق آمنة في شمال سوريا تضمن عودة سريعة للاجئين السوريين إلى بلادهم.
وأشار المسؤول التركي، خلال تجمع لأنصار حزب «العدالة والتنمية» في إسطنبول، الثلاثاء الماضي، إلى محادثات تطبيع العلاقات مع نظام الرئيس بشار الأسد، قائلاً: «نحن نعلم أن سبب وصول السوريين لم يكن البحث عن مستوى معيشة أفضل، لكن سبب مجيئهم إلى هنا كان الحرب الدائرة في بلادهم والخوف على أرواحهم، نحن ندرك ذلك ونجري مفاوضات دبلوماسية لضمان بيئة سلام في سوريا، حتى يتمكنوا من العودة، ونحاول إنشاء مناطق آمنة».
وأكد كورتولموش، أن السبب الرئيسي لعمليات تركيا العسكرية عبر الحدود في سوريا، هو إنشاء مناطق آمنة هناك، مضيفاً: «لقد عاد ما يقرب من 700 إلى 800 ألف سوري إلى بلادهم، وبمجرد ضمان سلامة الأرواح سيعود السوريون، وفي الفترة المقبلة سننشئ مناطق آمنة في سوريا، ونضمن بقاء إخواننا وأخواتنا السوريين هناك، لكن هذا لا يمكن أن يتم بالقوة، لا يمكنك إجبار الناس على الموت».

مفوضية الانتخابات الليبية تتعهد مجدداً إنجاح الاستحقاق

بينما انتقد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» مجدداً من وصفهم بـ«دعاة الانقسام» والمؤسسات الموازية في البلاد، وطالب الشعب الليبي بمسامحته عن «أي تقصير غير مقصود في خدمته». تعهدت المفوضية العليا للانتخابات مجدداً بإنجاح الانتخابات المخطط لها هذا العام.
وتحدث الدبيبة عبر سلسلة تغريدات على موقع «تويتر» عما أسماه بكفاحه «لوقف جماح محاولات شق الصف بين الليبيين». وأضاف أن «(دعاة الانقسام) والمؤسسات الموازية يعبثون؛ إلا أن كفاحنا ومعنا الخيرون من أجل وحدة البلاد ورفعتها لن يتوقف».
وادعى الدبيبة أن ظروف رمضان هذا العام، كانت هي الأفضل منذ سنوات، زاعماً أن «جميع الليبيين يؤكدون ذلك وعاشوه واقعاً لا يمكن نكرانه»، لافتاً النظر إلى أن «شعبنا على كل التراب الليبي العزيز يستحق المزيد دوماً». وأضاف: «يا (دعاة الانقسام) شعبنا شرقاً وغرباً وجنوباً ووسطاً واحد، عيده واحد، فرحة العيد تجمع أبناءه وتوحدهم، سامحوني عن أي تقصير غير مقصود في خدمتكم».
بدورها، استغلت المفوضية العليا للانتخابات، تهنئتها لليبيين بمناسبة عيد الفطر، لتُجدد عزمها الصادق من أجل إنجاح الانتخابات المخطط لها هذا العام. وأكدت المفوضية في بيان مقتضب «عملها الدؤوب من أجل إنجاز الانتخابات التي يتطلع إليها الليبيون لبناء دولة (آمنة) قوامها الديمقراطية، وأهدافها الاستقرار والنماء».
إلى ذلك، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الليبي، انتشال فرقها لـ17 قتيلاً مساء (السبت) بعد غرق قارب للمهاجرين على شواطئ مدينة صبراتة، على بعد نحو 70 كيلومتراً غرب العاصمة طرابلس. وقالت في بيان إنها «قامت برغم صعوبة الطقس بنقل القتلى للأماكن المخصصة بحضور السلطات المحلية».
وتعد مدينة صبراتة الساحلية، من أكبر بؤر تهريب المهاجرين «غير الشرعيين» في ليبيا وأفريقيا، بحسب تقارير منظمات دولية، حيث يتم نقل المهاجرين بمساعدة عصابات التهريب، من خلال قوارب تعبر سواحل المدينة، المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
و«تتكرر عمليات غرق قوارب المهاجرين قبالة السواحل الليبية، علماً بأن عدد الوفيات خلال العام الماضي بلغ 655 والمفقودين نحو 900 مهاجر، وجرى اعتراض وإنقاذ أكثر من 30 ألف مهاجر قبالة سواحل ليبيا»، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

شارك