فرار قيادات لداعش من سجن عفرين.. الخلايا النائمة في سوريا تشكل تهديدًا متجددًا للاستقرار

الجمعة 29/مارس/2024 - 01:27 م
طباعة فرار قيادات لداعش أميرة الشريف
 

رغم هزيمة تنظيم داعش في معاقله الرئيسية بالشرق الأوسط، إلا أن ظهور خلاياه النائمة يجسد تهديدًا متجددًا، وخاصة في سوريا والعراق.

 وفي هذا السياق، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن فرار 12 سجيناً من سجن داعش في مدينة عفرين، موضحًا بأن هؤلاء السجناء الـ12 هربوا من سجن ناحية بلبل بريف عفرين، والتي تقع ضمن منطقة "غصن الزيتون".

على الرغم من أن التنظيم خسر السيطرة على العديد من المناطق التي كان يسيطر عليها سابقًا في الشرق الأوسط، إلا أن له خلايا نائمة تستمر في تشكيل تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة.

وهذه الحادثة ليست الأولي من نوعها، حيث في بداية العام الماضي، كشفت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان عن فرار نحو 20 عنصراً من داعش من سجن راجو شمال حلب، المعروف بـ "السجن الأسود" بسبب سوء سمعته.

ووفقًا للمرصد فإن الهاربين من سجن راجو كانوا من أعضاء داعش فقط، وقد دفع البعض مبالغ مالية تراوحت بين 1000 و 3000 دولار للفرد الواحد للهروب، بينما دفع آخرون مبالغ تصل إلى 10 آلاف دولار أمريكي.

ومن ناحية أخرى، يحتجز سجن عفرين عشرات المواطنين من أبناء المدينة الذين اعتُقِلوا بتهمة التعامل مع القوات الكردية، ويقع هذا السجن على مقربة من الحدود بين تركيا وسوريا.

وسجن عفرين هو مركز احتجاز يقع في مدينة عفرين بشمال سوريا، يتولى السجن استضافة عدد من المواطنين السوريين الذين اعتُقِلوا بتهم مختلفة، بما في ذلك التعامل مع القوات الكردية.

ويُعتقَد أن إدارة السجن تتم بواسطة الشرطة العسكرية التابعة للقوات التركية، نظرًا لموقعه القريب من الحدود التركية السورية والتي يسيطر عليها الجيش التركي في بعض المناطق.

كما يشكل موقعًا مهمًا في السياق الأمني والعسكري بمنطقة شمال سوريا، خاصة فيما يتعلق بتهديدات تنظيم داعش، ويُعتقد أن عددًا من المعتقلين في هذا السجن ينتمون إلى تنظيم داعش أو يشتبه بانتمائهم له.

تسجل سجون مثل سجن عفرين حوادث هروب للمعتقلين المتهمين بانتمائهم لداعش، وفي بداية العام الماضي، تمكن مجموعة من أفراد التنظيم من الهروب من سجن راجو الذي يُعرف بـ "السجن الأسود"، الواقع شمال مدينة حلب، وهو سجن أيضًا يُشتبه في أنه استضاف عناصر من تنظيم داعش.

وتظهر هذه الحوادث التحديات الأمنية المستمرة التي تواجه السلطات المحلية والقوات الأمنية في المناطق التي تشهد نشاطًا لتنظيم داعش، كما تأتي مثل هذه الأحداث للتذكير بأن التنظيم لا يزال يمثل تهديدًا وجوديًا، ويبرز الضرورة المستمرة لتعزيز الجهود الأمنية والمخابراتية لمواجهة هذا التهديد.

وتشكل خلايا داعش النائمة في سوريا تحديًا أمنيًا مستمرًا ويثير قلقًا بالغًا للسلطات المحلية والقوات الأمنية، رغم هزيمة التنظيم في معظم المعارك الرئيسية، إلا أنه ترك خلفه شبكة من الخلايا النائمة والعناصر المنفردة، التي تواصل العمل على تنفيذ هجمات وتخطيط أنشطتها الإرهابية.

وتعتبر سوريا من بيئات الخطر التي يُفضلها أفراد تنظيم داعش المتبقية، نظرًا للفراغ الأمني والاضطرابات المستمرة في بعض المناطق، مما يتيح لهم التحرك والتخطيط بسهولة نسبية. 

وتتمثل الخطورة الكبرى في قدرتهم على إعادة التنظيم وتكوين خلايا جديدة، بالإضافة إلى استخدامهم للتكتيكات الغير تقليدية مثل الانغماس في المجتمعات المحلية وتجنيد الأعضاء والتخطيط لهجمات صغيرة.

وتتواصل الجهود الأمنية في سوريا لمواجهة هذا التهديد، حيث تركز على التعاون مع القوات الدولية وتبادل المعلومات الاستخباراتية، بالإضافة إلى تعزيز الرقابة والمراقبة على المناطق المشتبه بها وتعزيز العمل الاستخباراتي للكشف عن الخلايا النائمة وإحباط مخططاتها.

شارك