الرجل الثاني بـ «تحرير الشام».. من هو الإرهابي أبو ماريا القحطاني ؟
علي رجب
في حادثة صادمة تم تنفيذها في بلدة سرمدا بسوريا، يوم الخميس 4 أبريل 2024، قتل الإرهابي المعروف بـ "أبو ماريا القحطاني" وأصيب 4 آخرون بجروح خطيرة جراء تفجير انتحاري بحزام ناسف في مضافته.
وُلد ميسر علي موسى عبد الله الجبوري المعروف بأبوماريا القحطاني، الذي يعتبر يعتبر من أبرز قيادات تنظيم القاعدة في ريف إدلب، ومن مؤسسي «جبهة النصرة» والرجل الثاني بـ «تحرير الشام»، 1 يونيو 1976 (العمر 47 سنة)، قضاء الموصل.
وقتل "القحطاني" بعد مرور 28 يومًا فقط على إفراج هيئة تحرير الشام عنه، بعد أن احتجزته الهيئة لمدة ستة أشهر بتهمة العمالة والاختراق والتواصل مع جهات معادية داخلية وخارجية.
بعد اعتقال "القحطاني"، انتشرت العديد من الروايات التي تدور حول وجود انقلاب على "الجولاني".
وفي بداية العام الحالي، بدأت تظهر تسريبات عبر "الإعلام الرديف" المتمثل في غرف "تلجرام" واسعة الانتشار في المنطقة، تنقل رواية "الهيئة" وأشخاص مقربين منها عن محاضر التحقيق مع "القحطاني"، وتضمنت اعترافات منه بالتهم المنسوبة إليه.
من أبرز ما نقلته هذه التسريبات، أن "القحطاني" اعترف بتبعيته لغرفة عمليات التحالف الدولي في مدينة أربيل العراقية، حيث يُفترض أن يكون الغرض من زياراته هو اللقاء بضابط عراقي عميل، ويُفترض أنه يخطط لانقلاب على قيادة "الهيئة".
على الرغم من هذه التسريبات، فإن "الهيئة" تركت هذه الادعاءات دون نفي أو تأكيد حينها، مما أثار العديد من التكهنات والمخاوف بشأن الحقيقة وراء هذه الروايات.
قضت الهيئة ببراءة القحطاني من هذه التهمة بعد أن ثبت بطلان الأدلة المقدمة ضده.
من هو أبو ماريا القحطاني ؟
ولد "القحطاني" في قرية الرصيف عام 1976، ونشأ وحيدًا بين ثماني شقيقات، ثم انتقلت عائلته إلى قرية هرارة في العراق، حيث نشأ تحت رعاية والده "أبو ميسرة"، المعروف بفكره السلفي والذي أطلق عليه لقب "الوهابي".
بدأت مسيرة "القحطاني" مع الجماعات الجهادية في عام 2003 بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، حيث كان عضوًا في الجماعة السلفية التي يتزعمها "أبو طلحة الأنصاري". شارك في معارك عدة بما في ذلك معركتي الفلوجة الأولى والثانية، ومعارك في تل عفر والموصل وبغداد. في نهاية عام 2003، تولى قيادة كتيبة "التهلكة"، وبعد ذلك عُين مسؤولًا عسكريًا بين الموصل وصلاح الدين.
مع بداية الثورة السورية، كان "القحطاني" متواجدًا في سورية، وكان لديه علاقات مع بعض قادة "حركة أحرار الشام" وبعض فصائل "الجيش الحر". استقبل قائد "تحرير الشام" حينها، أبو محمد الجولاني، وكان له دور في "جبهة النصرة" وأميرًا للمنطقة الشرقية من سورية.
في محافظة إدلب، ظهر "القحطاني" في عدة مناسبات إلى جانب الجولاني، وكان يُعتبر أحد المنظرين البارزين في "النصرة"، وكانت له مواقف تعكس التحول في سلوك "تحرير الشام". في أثناء محادثته مع صحفي قناة "فرانس 24"، أكد أن "تحرير الشام" ليست حركة جهادية، وأنه ينبغي التوقف عن تصنيفها كجهاديين، ودعا إلى حل "القاعدة".
