بعد توقيف سفينة الحرية.. إسرائيل ترحل غريتا تونبرج إلى فرنسا/حرب السودان تحتدم في إقليم كردفان/هدوء حذر في طرابلس بعد اشتباكات مفاجئة

الثلاثاء 10/يونيو/2025 - 12:47 م
طباعة بعد توقيف سفينة الحرية.. إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 10 يونيو 2025.

الخليج: بعد توقيف سفينة الحرية.. إسرائيل ترحل غريتا تونبرج إلى فرنسا

أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية الثلاثاء أنه جرى نقل الناشطة السويدية غريتا تونبرج على متن رحلة إلى السويد عبر فرنسا، من مطار تل أبيب، وذلك بعد أن منعتها البحرية الإسرائيلية وغيرها من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين من الوصول إلى غزة.

وصعدت قوات بحرية إسرائيلية في وقت مبكر من الاثنين على متن سفينة مساعدات إنسانية حاولت كسر حصار بحري مفروض منذ سنوات على قطاع غزة واحتجزت طاقمها المكون من 12 شخصا بمن فيهم غريتا تونبرج.

سفينة أسطول الحرية

وسعت السفينة مادلين، التي يُشغّلها تحالف أسطول الحرية المؤيد للفلسطينيين وترفع علم بريطانيا، لتوصيل شحنة مساعدات رمزية إلى غزة في وقت لاحق من الاثنين وزيادة الوعي العالمي بشأن الأزمة الإنسانية في القطاع.

اقتياد السفينة إلى ميناء أسدود

وتم اقتياد السفينة التي ترفع علم بريطانيا إلى ميناء أسدود الإسرائيلي فيما قالت وزارة الخارجية إنه جرى نقل النشطاء الليلة الماضية إلى مطار بن جوريون.

وقالت الوزارة في بيان لها «من المتوقع أن يغادر بعض ركاب السفينة في غضون الساعات القليلة المقبلة».

رفض التوقيع على وثائق مغادرة

وأضافت «أولئك الذين يرفضون التوقيع على وثائق الترحيل ومغادرة إسرائيل سيتم عرضهم على سلطة قضائية بموجب القانون الإسرائيلي للتصريح بترحيلهم».

وذكر البيان أيضا أن ممثلين قنصليين من الدول التي ينتمي إليها المسافرون اجتمعوا معهم في المطار.

وكان النشطاء يحملون شحنة صغيرة من المساعدات الإنسانية تشمل الأرز وحليب الأطفال. وقالوا إن نيتهم كانت رفع مستوى الوعي الدولي بشأن الأزمة الإنسانية في غزة التي دمرتها الحرب المستمرة منذ شهور.

ورفضت إسرائيل المهمة باعتبارها حملة دعائية لدعم حركة حماس. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن «الكمية الضئيلة من المساعدات سيتم نقلها إلى غزة عبر قنوات إنسانية حقيقية».


الأمم المتحدة: مسلحون وجوعى استولوا على معظم طحين غزة قبل توزيعه

قالت الأمم المتحدة، إنها لم تتمكن من إدخال سوى الحد الأدنى من الطحين إلى غزة منذ أن رفعت إسرائيل الحصار الذي تفرضه على القطاع منذ ثلاثة أسابيع، مشيرة إلى أن عصابات مسلحة وفلسطينيين يتضوّرون جوعاً استولوا على معظمه.


وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق للصحفيين، إن المنظمة نقلت 4600 طن متري من طحين القمح إلى غزة عبر معبر كرم أبوسالم، وهو نقطة الدخول الوحيدة التي تسمح إسرائيل لها باستخدامها.

ما تحتاج إليه غزة
وقال حق، إن منظمات الإغاثة في غزة تقدر أن هناك حاجة إلى ما بين 8000 و10000 طن متري من الطحين؛ لإعطاء كل أسرة في غزة كيساً من الطحين، و«تخفيف الضغط على الأسواق وتخفيف حالة اليأس».

وأوضح قائلاً: «استولى بائسون يتضورون جوعاً على معظمها قبل وصول الإمدادات إلى وجهتها. وفي بعض الحالات، تعرضت الإمدادات للنهب من قبل عصابات مسلحة».

ووفقاً لإرشادات برنامج الأغذية العالمي، فإن 4600 طن متري من الطحين تكفي لثمانية أيام تقريباً من الخبز لسكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة، على أساس حصة يومية قياسية تبلغ 300 جرام لكل شخص.

ودعا حق إسرائيل إلى إدخال المزيد من المساعدات عبر معابر وطرق متعددة.

وقد سلمت الأمم المتحدة كميات من الطحين إلى جانب مواد طبية وغذائية محدودة منذ أن رفعت إسرائيل الحصار الذي استمر 11 أسبوعاً في منتصف مايو/ أيار.

خطر المجاعة في غزة
ويحذر خبراء من أن غزة معرّضة لخطر المجاعة؛ حيث تضاعفت نسبة الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية الحاد ثلاث مرات تقريباً.

وتريد إسرائيل والولايات المتحدة أن تعمل الأمم المتحدة من خلال مؤسسة غزة الإنسانية الجديدة المثيرة للجدل، لكن الأمم المتحدة رفضت ذلك، مشكّكة في حياديتها، ومتهمة نموذج التوزيع بعسكرة المساعدات وإجبار النازحين على النزوح.

وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة حركة حماس بسرقة المساعدات من الأمم المتحدة، الأمر الذي تنفيه الحركة.

وتستعين مؤسسة غزة الإنسانية في عملياتها بشركات أمنية ولوجستية أمريكية خاصة. وقد بدأت عملياتها في غزة في 26 مايو/ أيار، وقالت الاثنين، إنها وزعت حتى الآن 11.4 مليون وجبة.

وتجبر إسرائيل الأمم المتحدة على تفريغ المساعدات على الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبوسالم، على أن تتولى المنظمة ومنظمات إغاثة أخرى موجودة بالفعل في غزة تحميلها بعد ذلك. وقد اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل برفض طلبات الدخول على نحو منتظم.

تمشيط إسرائيلي على حدود لبنان وتحليق مسيّر فوق الضاحية

تواصلت الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الساري المفعول منذ توقيعه في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، في وقت نفت الخارجية الأمريكية وجود اتفاق مع إسرائيل لإنهاء مهمة قوات «اليونيفيل»، بالتزامن مع تأكيد الناطق باسم «اليونيفيل» في لبنان أندريا تيننتي أن القوة الأممية لم تتلق أي معلومات رسمية بإنهاء مهمتها في لبنان، مؤكدة أن بقاءها سيساعد في حل أي نزاع بين لبنان وإسرائيل.


ونفذ الجيش الإسرائيلي صباح أمس عملية تمشيط بالرشاشات الثقيلة انطلاقاً من تلة الحمامص، باتجاه سهل الخيام. وألقت محلقتان إسرائيليتان قنبلتين في منطقتي رأس الناقورة، وبلدة رامية الحدوديتين من دون وقوع إصابات. وحلقت مسيّرة إسرائيلية في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت، بالتزامن مع تحليق طائرة استطلاع على علو منخفض جداً فوق عدد من قرى شرقي وغربي بعلبك.

وفي سياق متصل، أكد متحدث باسم الخارجية الأمريكية أن التقارير التي تتحدث عن أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على أن عمليات قوات «اليونيفيل» ستنتهي بأنها غير صحيحة، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية ليست مهتمة بالتجديد لمهمة «اليونيفيل» في أغسطس/آب المقبل. وقال المتحدث باسم الخارجية، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن «هناك محادثات جارية بشأن التجديد لقوات «اليونيفيل» ولكن هذه التقارير غير صحيحة».

وكان الناطق باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي قد قال في حديث إعلامي أمس أن بقاء قوات «اليونفيل» سيساعد في حل أي نزاع بين لبنان وإسرائيل، وأن 48 دولة تدعم مهمتنا في لبنان منذ عام 2006، معتبراً أن «وجود قوات إسرائيلية جنوبي لبنان يعرقل انتشار الجيش اللبناني». وقال: «حريصون على ضمان الأمن والاستقرار جنوبي لبنان، ودعمنا للجيش اللبناني حجر الأساس في عملية انتشاره».

ولفت تيننتي إلى أنّه لم تحصل محادثات بشأن إنقاص التمويل الدولي لمهمة «اليونيفيل» في لبنان، مؤكداً أنّ التمويل أمر متروك لمجلس الأمن الدولي.

إلى ذلك تترقب الأوساط السياسية زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان للبحث مع المسؤولين اللبنانيين التحضير لمؤتمر دعم لبنان المقرر تنظيمه في أكتوبر/تشرين الأول المقبل ولحثهم على الإسراع في إقرار البنود الإصلاحية التي وعد لبنان بتنفيذها، إضافة إلى معالجة موضوع السلاح غير الشرعي، والالتزام بتطبيق القرار 1701 من قبل الطرفين الإسرائيلي واللبناني من دون قيد أو شرط. كما يترقب لبنان زيارة الموفد الأمريكي توماس باراك، والذي قيل إنه سينقل رسالة إلى المسؤولين اللبنانيين شديدة اللهجة بموضوع سلاح «حزب الله».

من جهة أخرى، اندلع أمس حريق في طائرة تقل زواراً لبنانيين من مطار بغداد العراقي إلى لبنان، وعملت فرق الإطفاء على إخمادها. وأكد المدير العام للطيران المدني أن جميع الركاب في الطائرة بخير ولا خطر على سلامتهم، وأوضح أن طائرة عراقية تعرضت أثناء وقوفها إلى حريق وقد سارعت فرق الإطفاء إلى التدخل واحتواء الحريق وتم نقل الركاب اللبنانيين إلى طائرة أخرى.


«مادلين» ليست مجرد سفينة.. من الصيادة الغزاوية التي ألهمت أسطول الحرية؟

بدلاً من أن تصل محملة بمساعدات رمزية ورسائل تضامن عالمية إلى شواطئ قطاع غزة، رست السفينة التابعة لأسطول الحرية «مادلين» في ميناء أشدود الإسرائيلي بعد أن تمكن الجيش الإسرائيلي من جرها وتوقيف أفراد طاقمها من النشطاء، معلناً انتهاء رحلة السفينة مادلين ولكن دون الوجهة التي نشدتها.
مادلين ليس مجرد اسم على سفينة، بل قصة حيّة للصيادة الغزاوية مادلين كلاب التي تصر على الحياة رغم كل الصعاب وهي أم لخمسة أطفال، ورثت الصيد عن والدها، تمثل بجسدها النحيل وقصتها المؤثرة روح الصمود اليومي لأهل غزة.


من هي ماديلن كُلاب
وتعتبر مادلين كُلاب، أول فتاة فلسطينية احترفت صيد الأسماك في قطاع غزة وقد فقدت والدها ومصدر رزقها بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
قبل الحرب، كانت مادلين تخرج كل فجر إلى بحر غزة المحاصر، تحارب الأمواج ونقص المعدات لتؤمِّن قوت عائلتها، لكن الحرب الأخيرة سلبتها حتى هذا المصدر البسيط للرزق، فدمَّرت مركبها وشباكها، كما دمرت بيوت جيرانها وأحلام أطفالها.
ووجهت مادلين كُلَّاب، التي أطلق اسمها على القارب، الشكر لكل المتضامنين والفريق على متن القارب، المتجه إلى القطاع لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل.
وأعربت مادلين عن فخرها الشديد لإطلاق اسمها على القارب.
ودعت الصيادة الفلسطينية كل الدول إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، قائلة: إن السكان القطاع يعيشون في ظروف صعبة للغاية.
وبحسب موقعها الرسمي على الإنترنت، بدأت مادلين كُلَّاب (31 عاماً) رحلتها مع البحر وهي طفلة صغيرة تمارس هواية الصيد رفقة والدها، أحد صيادي غزة المعروفين.
لكن هواية مادلين تحولت إلى مهنة في عمر الثالثة عشرة بعد مرض والدها الشديد وتوقفه عن العمل، ولم تقتصر الصعوبات التي واجهت مادلين على مخاطر البحر، بل كانت هناك صعوبات اجتماعية، علاوة على اضطرارها يومياً مواجهة سفن دوريات الجيش الإسرائيلي، التي هاجمت قاربها بشكل مباشر وسرقوا شباك الصيد أكثر من مرة، إلى أن صودر قاربها عام 2016.

مادلين السفينة
«مادلين» هي السفينة رقم 36 في إطار محاولات تحالف أسطول الحرية لكسر الحصار الذي فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ عام 2007.
وقد انطلقت السفينة في الأول من يونيو/حزيران 2025 من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية الإيطالية بالبحر المتوسط، متوجهة إلى قطاع غزة ومحملة بالمساعدات الإنسانية ومدافعين دوليين عن حقوق الإنسان، متحدية الحصار غير القانوني الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين.
وبحسب التحالف، تأتي الرحلة بعد شهر واحد من قصف الطائرات المسيرة الإسرائيلية «سفينة الضمير العالمي» قبالة سواحل مالطا وهذا يبرز الطابع الخطير للمهمة التي جندت لها سفينة مادلين.
و كانت السفينة تحمل مساعدات لسكان قطاع غزة، تشمل حليب الأطفال والدقيق والأرز والحفاظات والمستلزمات الطبية ومعدات تحلية المياه، إضافة إلى أطراف صناعية للأطفال.
ووفق تقارير دولية، يعاني 93% من سكان غزة نقصاً حاداً في الغذاء نتيجة الحصار الإسرائيلي والعدوان الشامل على القطاع، الذي بدأ في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مرتكباً مجازر وعمليات تدمير ممنهج للبنية التحتية، شملت مصادر الغذاء والزراعة والصيد.
وأكد التحالف أن رحلة مادلين تمثل فعلاً سلمياً من المقاومة المدنية، مشيراً إلى أن جميع المتطوعين على متن السفينة والذين تحتجزهم إسرائيل حالياً توحدهم قناعة مشتركة بأن الشعب الفلسطيني يستحق نفس الحقوق والحرية والكرامة التي تتمتع بها شعوب العالم.

«اليونيسف» لـ«الاتحاد»: 658 ألف طفل في غزة مهددون بفقدان عام دراسي ثانٍ

كشف المدير الإقليمي للإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، عمار عمار، عن أن 658 ألف طفل، في سن الدراسة، في غزة فقدوا عاماً دراسياً كاملاً، بسبب استمرار العمليات العسكرية التي يشهدها القطاع منذ أكتوبر 2023، موضحاً أنهم على بُعد 4 أشهر فقط من فقدان عام دراسي ثان.
واعتبر عمار، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هذا الانقطاع عن العملية التعليمية يُعد ضربة قاسية ومؤلمة لجيل من الأطفال سبق أن عانى من اضطرابات جراء تفشي جائحة «كورونا»، بالإضافة إلى التصعيدات العسكرية السابقة التي أثرت بشدة على حياة الأطفال التعليمية والنفسية. 
وشدد على أن استئناف التعليم لا يمثل مجرد عودة إلى الدراسة، بل هو خطوة محورية نحو تعافي الأطفال نفسياً، وإعادتهم تدريجياً إلى مظاهر الحياة الطبيعية، موضحاً أن العام الدراسي في فلسطين كان من المقرر أن يبدأ في 9 سبتمبر من العام الماضي، إلا أنه لم يبدأ في غزة بسبب استمرار العمليات العسكرية، التي ألقت بظلالها الثقيلة على الطلاب والمعلمين والمدارس.  
وبيّن عمار أن 57 ألف طفل من الصف الأول حُرموا من بداية رحلتهم التعليمية، لينضموا إلى مئات الآلاف من الأطفال الذين لم يتمكنوا من استكمال عامهم الدراسي السابق، وهم الآن مهددون بفقدان عام دراسي ثان.
وأشار إلى مقتل نحو 13 ألف طالب و651 معلماً، بالإضافة إلى إصابة ما يزيد على 21 ألف طالب و2791 من الكوادر التعليمية، بحسب إحصائيات وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.
وقال المسؤول الأممي، إن التقييمات الميدانية تُظهر أن 95.45% من المدارس قد تعرضت لأضرار أو دُمرت بالكامل، بينما تحتاج 88.8% من مباني المدارس لإعادة بناء شاملة أو تأهيل كبير لتعود صالحة للاستخدام، وتُعد محافظة شمال غزة الأكثر تضرراً بنسبة 100% من المدارس، تليها مدينة رفح.
وأضاف أنه خلال فترة الهدنة، نجح قطاع التعليم في إنشاء 570 مركزاً تعليمياً مؤقتاً، وفر خدمات التعليم لنحو 250 ألف طفل، وذلك رغم التحديات الكبيرة التي واجهها، خاصة فيما يتعلق بإدخال المواد التعليمية التي تم تصنيفها بأنها ذات استخدام مزدوج وغير إنسانية.  
وأشار عمار إلى أنه مع انهيار الهدنة، تراجع عدد هذه المراكز ليبقى فقط 140 مركزاً نشطاً حتى نهاية مارس الماضي، بينما تم إغلاق 170 مركزاً بسبب نقص التمويل، و260 مركزاً آخر بسبب سوء الأوضاع الأمنية وأوامر الإخلاء.
وحذر من خطورة تداعيات الانقطاع عن التعليم التي باتت تهدد نمو الأطفال المعرفي والاجتماعي والنفسي، لا سيما مع معاناتهم من أعراض نفسية حادة، مثل القلق والعزلة والانطواء.

البيان: «مادلين» في الأسر و«الصمود» بطريقها لغزة

يعيش قطاع غزة وضعاً إنسانياً كارثياً، حيث قتل القصف 51 فلسطينياً خلال 12 ساعة، منذ فجر أمس حتى ساعات المساء، في ظل معاناة أكثر من 66 ألف طفل من سوء تغذية حاد، وارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 1400 %، في حين بقي 38 % فقط من مراكز الرعاية الصحية يعمل جزئياً، مع استمرار موجات النزوح الداخلي.
أمس، ورغم تهديداتها المتلاحقة، فُوجئ البحر والعالم بالبحرية الإسرائيلية وهي تعترض سفينة «مادلين» التابعة لأسطول الحرية والتي تحمل بعض المساعدات الغذائية لغزة، في المياه الدولية على بعد نحو 185 إلى 200 كم قبالة غزة، ورغم وصف إسرائيل العملية بأنها «تدخل أمني لمنع دعم حركة حماس»، إلا أن كثيراً من دول العالم أدان العملية الإسرائيلية وبعض الدول استدعت سفراء إسرائيل للاحتجاج.
كل هذا حصل في وقت تحركت قافلة تحمل مسمى «الصمود» من تونس باتجاه معبر رفح، ليبقى المشهد مفتوحاً على «شد الحبال» بين الحصار والتضامن الإنساني.

هجوم واحتجاز
كان على متن السفينة «مادلين» 12 ناشطاً، بينهم المتضامنة السويدية غريتا تونبرغ، والبرلمانية الأوروبية ريما حسن. إسرائيل التي وصفت «مادلين» بأنها «زورق سيلفي» و«مسرحية دعائية»، باعتبار أن غزة تعيش في «رفاهية»، اعتقلت الناشطين ونقلتهم إلى ميناء أشدود، تمهيداً لترحيلهم.
وأعلن «ائتلاف أسطول الحرية» أن الجيش الإسرائيلي هاجم وصعد بشكل غير قانوني على متن «مادلين».

وكان المركز القانوني لحقوق الأقليات في إسرائيل (عدالة)، وهو منظمة غير حكومية مقرها حيفا، أعلن أن القوات الإسرائيلية اعترضت السفينة في المياه الدولية، وبعد ذلك «انقطع الاتصال بالنشطاء».
وقال في بيان، إن السفينة لم تدخل «المياه الإقليمية الإسرائيلية» مطلقاً.

وأضاف، إن إسرائيل «لا تملك أي سلطة قانونية لاعتراض سفينة متجهة نحو المياه الإقليمية لدولة فلسطين، كما هو معترف بها بموجب القانون الدولي».

غضب دولي
وقوبلت العملية الإسرائيلية بردود فعل دولية غاضبة، حيث أدانت منظمات دولية وأممية هذه العملية بشدة واعتبرتها انتهاكاً للقانون الدولي، واستدعت كل من فرنسا وإسبانيا والسويد سفراء إسرائيل، وطالبتها بالإفراج عن المحتجزين.
كما أدانت إيران وتركيا العملية ووصفتاها بأنها «قرصنة وانتهاك للقانون البحري». وشهدت أستراليا احتجاجات ومطالباً بالضغط على إسرائيل.

وصف نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية الإيرلندي سيمون هاريس، هجوم إسرائيل على سفينة مدنية غير مسلحة في ظل ظروف إنسانية كارثية قائلاً: «موت الناس جوعاً في غزة يُعد وصمة عار على جبين العالم والمجتمع الدولي.

والسؤال الذي ينبغي طرحه اليوم ليس ما إذا كان الأسطول محقاً أم لا، بل كيف وصل العالم إلى هذه المرحلة.

إن ما يبعث على الخزي هو أن العالم يُغمض عينيه عن الأطفال الذين يتضورون جوعاً في غزة».

قافلة الصمود
وقبل أن يسدل الستار على «مادلين»، انطلقت «قافلة الصمود» المغاربية من تونس العاصمة متجهة إلى غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي وتضامناً مع الشعب الفلسطيني، وذلك بمشاركة مئات الناشطين.
القافلة ستمرّ عبر الأراضي الليبية ثم المصرية، ثم تتجه إلى معبر رفح، في حال حصولها على «تصريح من السلطات المصرية»، وفقاً للمنظمين.
وأعلنت «تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين» في تونس، أنّ القافلة البرية تضمّ أكثر من 7 آلاف مشارك من تونس، والمغرب، والجزائر، وموريتانيا، وليبيا.

وأضافت في بيان، إن «قافلة الصمود المغاربية من أجل كسر الحصار عن غزة تنطلق من العاصمة تونس ومدينة سوسة (شرق) وصفاقس وقابس إلى مدينة بن قردان (جنوب) نحو غزة، مروراً بليبيا ومصر».
وبدأ الناشطون التجمع في شارع محمد الخامس بالعاصمة تونس، حيث انطلقت القافلة من الأراضي التونسية وكان في توديعها مئات التونسيين الذين رفعوا العلمين الفلسطيني والتونسي.
يأتي ذلك في وقتٍ دعت اللجنة الدولية لكسر الحصار على غزة إلى تجهيز مزيد من قوافل الإغاثة حول العالم وإرسالها إلى القطاع.

سوريا.. ترتيبات داخلية للبناء على الانفتاح الدولي

رغم التفاؤل السوري بالانفتاح الأمريكي الاستثنائي على البلاد، وزوال عوائق وتصنيفات، كان من الممكن أن تستغرق سنوات لإزالتها، في غضون أسابيع، يَمثُل أمام دمشق تحدٍ كبير في تباطؤ المسار الداخلي، أمام تسارع التعافي في العلاقات الدولية، يضاف إلى ذلك ثغرة الاستهدافات الإسرائيلية.
إذ بات التفاوت بين الحراك الخارجي والتباطؤ الداخلي، يُنذر بإعاقة الاستفادة القصوى من هذا الانفتاح، ويطرح تساؤلات عن مدى جهوزية المؤسسات السورية – السياسية والإدارية – لملء الثغرات الداخلية والإقليمية.

خطوات إيجابية
رغم ذلك، شهد ملف المحادثات بين دمشق والإدارة الذاتية الكردية خطوات إيجابية في الأيام الماضية، حيث تم اللقاء الذي تأجّل عدة مرات في السابق، وتم التوصّل إلى تفاهمات في ملفات عديدة، أبرزها مساعٍ لتوحيد العملية التعليمية، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام المناهج الخاصة باللغة الكردية في المدارس والجامعات التي تأسست خلال السنوات الماضية، تحت سلطة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
ويبدو أن هذا الملف تحديداً يشكل اختباراً مبكراً لجدية الطرفين في تجاوز الإرث السياسي المتراكم، والانتقال إلى مرحلة بناء عقد اجتماعي جديد، يستوعب الخصوصيات الثقافية، ويعزّز الانتماء الوطني.

ملفات حساسة
في المقابل، ما زالت ملفات حساسة أخرى تنتظر معالجة هادئة، ولكن حاسمة، ومنها مسألة الهيكل الأمني والإداري في المناطق الخارجة سابقاً عن سيطرة الدولة.
فقد بات واضحاً أن بقاء الوضع الأمني رمادياً في مناطق مثل السويداء، يهدد بتفجير الاحتقان مجدداً، خاصة في ظل خطاب إعلامي محتقن، تصاعد على نحو خطير في وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي هذا السياق، يُنظر باهتمام إلى اللقاءات المزمع عقدها بين مسؤولين سوريين، وفعاليات من محافظة السويداء، والتي يعول عليها لتثبيت استقرار مستدام، يدمج المطالب المحلية ضمن الإطار الوطني العام، لا أن يترك الباب مفتوحاً أمام تدخلات خارجية، عبر استثمار هذا الفراغ الإداري.

ثغرة
على الصعيد الإقليمي، ما زالت ورقة العلاقات مع إسرائيل تترك ثغرة في جدار الهدوء الإقليمي مع سوريا.
فبالرغم من تصريحات الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بشأن «علاقات جوار» مع إسرائيل، فإن تل أبيب شنّت غارات عنيفة هذا الأسبوع على سوريا، على خلفية إطلاق صاروخين من الأراضي السورية نحو الجولان المحتل، في تطوّر يعكس هشاشة الوضع الميداني، وقدرته على الانفجار المفاجئ.

ويثير ذلك قلقاً متزايداً في دمشق والعواصم العربية، من أن تلجأ إسرائيل إلى تعطيل مسار الانفتاح الأمريكي نحو سوريا، عبر ذرائع أمنية تقليدية.

وحتى في ظل بروز دعوات أمريكية للطرفين، لتوقيع معاهدة عدم اعتداء متبادل، فإن مسألة انطلاق صاروخ مجهول من سوريا، كفيلة بإعادة التوتر إلى الواجهة، والتشويش على الانفتاح الأمريكي، لا سيما لجهة الإضرار بصورة بيئة الاستثمار والقدرة على جذب رؤوس الأموال في مرحلة إعادة الإعمار.
وهذا بحد ذاته يمثل معضلة كبيرة لدمشق، التي لا تزال تفتقر إلى أدوات ردع، تضمن أمن الاستثمارات من أي استهداف عسكري إسرائيلي، سواء كان مباشراً أو غير مباشر.

ويضاعف من هذا التحدي، أن أي هجوم إسرائيلي – ولو محدوداً – سيُعيد سوريا إلى دائرة التوتر الأمني في عيون المستثمرين الدوليين، حتى لو كانت الأجواء السياسية توحي بانفراج.

من هنا، تبدو الحاجة ماسة إلى تسريع وتيرة هيكلة مؤسسات الدولة السورية، وخلق شراكات داخلية قادرة على التفاعل الإيجابي مع الفرص الخارجية، وعدم السماح لملفات غير محسومة – سواء في الجنوب أو في مناطق الإدارة الذاتية – بأن تتحول إلى مداخل لنسف حالة الانفراج النادرة في المسار السوري.

الشرق الأوسط: حرب السودان تحتدم في إقليم كردفان

احتدمت حرب السودان، المشتعلة منذ أكثر من عامين بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، في الآونة الأخيرة على إقليم كردفان، بولاياته الثلاث، حيث معظم حقول النفط، مثل هجليج وأبو جابرة وبليلة.

وتعرضت مدينة الأُبيّض، أكبر مدن الإقليم وسط السودان، مجدداً لهجوم مكثف شنته «قوات الدعم السريع» بالمسيرات في وقت مبكر صباح أمس، ما أثار حالة من الذعر الشديد بين السكان.

ويأتي الهجوم بالتزامن مع عمليات تحشيد ومعارك عنيفة تشهدها ولايات كردفان الثلاث. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن المسيرات استهدفت حي الرديف شرق المدينة، فيما شوهدت مسيّرة أخرى تحلق فوق مقر قيادة «الفرقة الخامسة - الهجانة» التابعة للجيش.

وعقب بسط الجيش سيطرته على العاصمة الخرطوم، انتقلت المعارك مع «الدعم السريع» غرباً نحو ولايات شمال وجنوب وغرب كردفان.

هدوء حذر في طرابلس بعد اشتباكات مفاجئة

خيّم هدوء حذر على العاصمة الليبية طرابلس، الاثنين، بعد ساعات من تجدّد الاشتباكات بين الميليشيات المسلحة المناوئة والتابعة لـ«حكومة الوحدة» المؤقتة، التي التزمت الصمت حيالها، في حين عدّ رئيسها عبد الحميد الدبيبة أن مدينة مصراتة مسقط رأسه في غرب البلاد «ركيزة للاستقرار وصمام أمان للدولة المدنية».

لكن الهدوء الحذر لم يوقف استمرار التحشيد العسكري في طرابلس؛ «مما يعني احتمال تجدّد القتال في أي لحظة»، وفقاً لمراقبين محليين. كما دعت «المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان»، إلى الحفاظ على ما وصفته بـ«الهدنة الهشة والالتزام بالترتيبات الأمنيّة التي أقرها المجلس الرئاسي»، مطالبة جميع التشكيلات المسلحة بـ«العودة إلى ثكناتها».

ولم يؤدِ اجتماع عاجل عُقد بـ«قاعدة معيتيقة»، إلى حسم الأمور، لكنه توصّل إلى اتفاق إضافي لتهدئة الأوضاع، بعدما انهارت هدنة وقف إطلاق النار فجر الاثنين، على نحو مفاجئ بين «جهاز الردع» المناوئ لحكومة «الوحدة» بإمرة عبد الرؤوف كارة، وجهاز الأمن العام الموالي لها بقيادة وزير داخليتها عماد الطرابلسي.

وطبقاً لرواية قدمتها وزارة الدفاع بـ«حكومة الوحدة»، فإنها تمكّنت من «ضبط الموقف وفرض احترام الهدنة، مما أدى إلى انسحاب العناصر المخالفة وعودتها إلى مواقعها السابقة»، مشيرة إلى «تدخلها ميدانياً بعد رصد تحركات ميدانية مفاجئة شهدتها بعض مناطق العاصمة، في خرق واضح لترتيبات التهدئة والتفاهمات الأمنية المعتمدة».

وحذّرت من «تكرار مثل هذه التجاوزات»، مؤكدة استعدادها «لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان احترام السيادة الأمنية، وحماية المسار القائم على إعادة الانتشار تحت إشراف مؤسسات الدولة».

وبثت قناة «ليبيا الأحرار» لقطات مصوّرة لمشاهد تُظهر عودة حركة السير في عدد من المناطق بطرابلس، ونقلت عن آمر قوة الاحتياط في «اللواء 222» أمجد المالطي، «عودة الهدوء بعد فض الاشتباكات من قِبل قوة فض النزاع». كما أكد مسؤول في جهاز «الهلال الأحمر»، استقرار الأوضاع باستثناء بلاغات من بعض السكان، مشيراً إلى التواصل مع الجهات المعنية لإجلاء العائلات واستعداد الفرق للتدخل في حال حدوث أي طارئ.

ونفى مسؤولو مطار معيتيقة الدولي وشركات طيران محلية صدور أي تعليمات بإغلاق المجال الجوي، مؤكدين استمرار الرحلات بشكل طبيعي.

وتركزت الاشتباكات في منطقتي الفرناج وعين زارة جنوب طرابلس، وقرب مستشفى طرابلس التعليمي أحد أكبر مستشفيات المدينة، وأدى سقوط مقذوف إلى اندلاع حريق في مقبرة مجاورة.

وحذّر «حراك أبناء سوق الجمعة»، من اختراق الهدنة، ودعا إلى «عدم اختبار الصبر، وحفظ العهد»، لافتاً إلى «أن الهدنة لا تعني الضعف، بل تعني منح فرصة لمن يعقل».

إلى ذلك، اشتكى «اللواء 444 قتال»، التابع لـ«حكومة الوحدة»، من حملة إعلامية ضده على مواقع التواصل الاجتماعي، تتهمه بالضلوع في حادثة اختطاف وتعذيب شاب تم تداول مقطع فيديو له. واتهم اللواء جهات إعلامية «معروفة بولائها لطرف سياسي معيّن، بنشر خطاب كراهية وتحريض وتضليل ممنهج ضده».

كما أشاد محمود حمزة، آمر اللواء، لدى تفقده المفارز الصحراوية التابعة له، بجهود عناصره للتصدي لعمليات تهريب السموم والممنوعات، ومنع تهريب الوقود عبر الحدود.

وكانت وزارة الداخلية في «حكومة الوحدة» قد أعلنت مواصلة دورياتها في مناطق التماس داخل مدينة طرابلس، تزامناً مع دوريات مماثلة لـ«الدعم المركزي»، وتمركز وحداتها في عدة مواقع حيوية، ضمن خطتها «الرامية إلى حفظ النظام العام وحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة».

من جهته، عدّ الدبيبة أن مدينة مصراتة، مسقط رأسه في غرب البلاد، «كانت ولا تزال ركيزة للاستقرار وصمام أمان للدولة المدنية»، مؤكداً، مساء الأحد، خلال لقائه وفداً من أعيان المدينة ونشطائها، عزمه على «مواصلة العمل مع كل المدن الليبية، والتنسيق مع مختلف القوى الوطنية، لتحقيق تطلعات الشعب إلى الأمن والاستقرار وبناء مؤسسات الدولة»، ونقل عن الحاضرين تأكيدهم «وحدة كلمتهم خلف الحكومة، ودعمهم الكامل للمؤسسات النظامية».

من جانبها، كرّمت رئيسة البعثة الأممية، هانا سيروا تيتة، جنود الكتيبة السادسة من وحدة «الحرس الأممي» القادمة من نيبال، تقديراً لدورهم الكبير في تأمين مقار البعثة وموظفيها. وشكرت، في بيان لها عند توديع الكتيبة بحفل توزيع ميداليات، على ما قدمته «من دعم شجاع لحماية البعثة»، معلنة ترحيبها بالكتيبة الجديدة «UNGU 7» التي ستواصل المهمة.

وأعرب القائم بأعمال سفارة الصين، ليو جيان، عن أمل بلاده في «استتباب الأمن والاستقرار في ليبيا، في أقرب فرصة ممكنة والمضي قدماً في العملية السياسية بما يلبي تطلعات الشعب الليبي». كما أكد لـ«وكالة الأنباء الليبية»، حرص بلاده على «تطوير الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدَيْن، واستعدادها لتعزيز تعاونها العملي في شتى المجالات».

شارك