تخفيضات طالبان في التعليم العالي.. هل تقضي على فرص التعليم النسائي في أفغانستان؟

الثلاثاء 29/يوليو/2025 - 03:25 م
طباعة تخفيضات طالبان في علي رجب
 
أرسلت وزارة التعليم العالي التابعة لحركة طالبان رسالة "سرية للغاية وعاجلة" إلى جميع الجامعات الحكومية في أفغانستان، تعلن فيها عن تقليص عدد موظفي الوزارة بنسبة 14%. وطلب من الجامعات إرسال قوائم الموظفين الذين تم تقليصهم إلى الوزارة قبل عيد الفطر، وفقا لما اطلعت عليه صحيفة "الصباح الثامن".

وفقا للرسالة الموقعة من وزيرة التعليم العالي ندى محمد نديم، يستند القرار إلى مرسوم صادر عن زعيم طالبان، هيبة الله أخوندزاده، يقضي بخفض هيكل أعضاء هيئة التدريس والموظفين المدنيين بالوزارة، وذلك ضمن إطار "الإصلاحات والمراجعة التنظيمية".

مصادر من داخل الجامعات أكدت أن غالبية الموظفين المخفضين هم من الأساتذة، مع استبعاد كامل للأساتذة الإناث، حيث تم القضاء على وجود المرأة في المؤسسات التعليمية العليا بشكل تام. وأوضحت هذه المصادر أن القرار يأتي ضمن خطوات ممنهجة لفرض سيطرة طالبان على التعليم وإبعاد النساء بشكل نهائي عن الجامعات، بما في ذلك حذفهن من الوثائق الرسمية.

كما أشار التقرير الفصلي لقسم الإحصاء في طالبان إلى انخفاض عدد الطلاب في الجامعات الحكومية بنسبة 28.6% خلال الربع الثاني من عام 1403 هـ مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، ليصل عدد الطلاب إلى 104,219 طالبا، جميعهم من الذكور، في حين تراجع عدد الطلاب في الجامعات الخاصة بنسبة 5%، مما يعكس استمرار تراجع حضور الطالبات في التعليم العالي.

تزامن هذا مع تركيز طالبان على إنشاء مؤسسات تعليمية دينية أيديولوجية، وتعيين رجال دين في المناصب الأكاديمية بجامعات البلاد، بالإضافة إلى عزل عشرات الأساتذة الأكاديميين وتبديلهم بملالي من المدارس الدينية، ما يعكس توجها واضحا نحو تقليص التعليم الأكاديمي العلماني لصالح التعليم الديني.

وتعليقا على هذا الاتجاه، وصفت وزيرة التعليم العالي ندى محمد نديم امتحانات أعضاء طالبان لتحديد الرتب الأكاديمية بأنها "إهانة للعلماء"، مؤكدة أن الرتب يجب أن تمنح بناء على أفعال "المجاهدين" وليس على المعايير الأكاديمية التقليدية.

يأتي هذا القرار في ظل تصاعد القيود على التعليم للنساء في أفغانستان، وتراجع فرص التعليم العالي بشكل كبير، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل التعليم والبحث العلمي في البلاد تحت حكم طالبان.

شارك