إدانة إسلامية وعربية للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية/رئيس وزراء لبنان: تهديد حزب الله بالحرب الأهلية مرفوض تماماً/عودة التوتر إلى العاصمة الليبية بعد اندلاع اشتباكات مسلحة

السبت 16/أغسطس/2025 - 09:53 ص
طباعة إدانة إسلامية وعربية إعداد: فاطمة عبدالغني - هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 16 أغسطس 2025.

الاتحاد: «سلطة بورتسودان».. أكاذيب ممنهجة لتأمين البقاء في الحكم

منذ اندلاع النزاع في السودان، في أبريل 2023، برزت جهود دولة الإمارات باعتبارها أكثر الدول دعماً للشعب السوداني، سواء عبر المبادرات الإنسانية والإغاثية المتواصلة أو الجهود السياسية والدبلوماسية الرامية لإنهاء النزاع وتسوية الأزمة.
لكن النهج الإماراتي المتوازن يواجه هجوماً إعلامياً وسياسياً متصاعداً من قبل «سلطة بورتسودان»، والتي تتبنى استراتيجية قائمة على بث مزاعم زائفة وحملات تضليل منظمة.
وشدد خبراء ومحللون، تحدثوا لـ«الاتحاد»، على دور الإمارات البارز في دعم الشعب السوداني إنسانياً وإغاثياً، إضافة إلى دعمها للجهود السياسية والدبلوماسية لإنهاء النزاع، وتسوية الأزمة سلمياً، بعيداً عن أصوات الرصاص والمدافع، مستنكرين المزاعم التي تروجها «سلطة بورتسودان» ضد الدولة، بهدف صرف الانتباه عن إخفاقاتها الداخلية.
وقال الخبير في الشأن القانوني، حاتم إلياس، لـ«الاتحاد» إن المزاعم التي تروجها «سلطة بورتسودان» تُعد جزءاً من معركة إعلامية تهدف إلى إعادة صياغة الرواية حول الحرب السودانية، بما يخدم بقاء طرف على رأس السلطة على حساب مستقبل وطن بأكمله.

إسرائيل تصدر أوامر إخلاء لأهالي «حي الزيتون»

واصل الجيش الإسرائيلي، لليوم الخامس على التوالي، عمليات التدمير الواسع في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، مستخدماً «روبوتات مفخخة» وأحزمة نارية، ما أدى إلى انهيار عشرات المنازل، وارتكاب مجازر، أجبرت آلاف الفلسطينيين على النزوح.
يأتي ذلك وسط تهديدات إسرائيلية باحتلال ما تبقى من قطاع غزة، إذ عانى الحي على مدار الحرب الإسرائيلية من قصف مكثف دمر مساحات واسعة، فيما احتل الجيش أجزاء كبيرة منه ضمن ما يسميه «المناطق العازلة» الممتدة لمئات الأمتار داخل القطاع.
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان، بأن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر إخلاء جديدة لسكان حي الزيتون، وسط عمليات نسف المنازل وغارات مكثفة.
ونفذت القوات الإسرائيلية عمليات نسف منظمة لمنازل فلسطينيين في المناطق الجنوبية بالحي، باستخدام «روبوتات مفخخة»، تزامناً مع قصف مدفعي مكثف، وإطلاق نار عشوائي.
وأشارت المصادر إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت أحزمة نارية مكثفة على طول شارع 8 الرئيسي في الحي، بينما طال القصف مناطق متفرقة من حي «الصبرة» المجاور، وسط دمار واسع وخسائر فادحة في الممتلكات.
وأشارت تقديرات محلية إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ 5 أيام أوقعت عشرات القتلى الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعائلات بأكملها كانت داخل منازلها لحظة القصف.
وأفادت مصادر محلية بنزوح أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى مناطق وسط وغرب مدينة غزة، بينما بقيت عشرات العائلات عالقة في مناطق خطرة يصعب وصول فرق الإسعاف والدفاع المدني إليها بسبب شدة القصف.
وأمس الأول، قال متحدث بلدية غزة، حسني مهنا، إن حي الزيتون يمر بأسوأ أيامه منذ بداية التصعيد الجاري، جراء القصف الإسرائيلي الشديد والمتواصل، ما أدى إلى تضرر مئات المنازل، وتعرض السكان لمخاطر كبيرة.
وتأتي الحملة المكثفة على حي الزيتون، بعد أن أقرت الحكومة الإسرائيلية، قبل أسبوع، خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية 51 قتيلاً، بينهم اثنان تم انتشال جثتيهما من تحت الأنقاض، إضافة إلى 369 إصابة.
وأوضحت الوزارة أن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، وسط تعذر وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم حتى الآن.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 إلى 61827 شخصاً، فيما بلغ عدد الإصابات أكثر من 155 ألفاً.

الخليج: إدانة إسلامية وعربية للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية

دان مجلس حكماء المسلمين والبرلمان العربي والأمم المتحدة، إعلان إسرائيل الموافقة على بناء 3400 وحدة استيطانية في الضفة الغربية.
واعتبر مجلس حكماء المسلمين برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب، إعلان وزير المالية في الحكومة الإسرائيلية، بتسلئيل سموتريتش، الموافقة على بناء 3400 وحدة استيطانية جديدة في محيط الضفة الغربية ومدينة القدس، «يستهدف وحدة أراضي الدولة الفلسطينية».
وأكد المجلس رفضه القاطع لمثل هذه الممارسات الاستفزازية والخطوات التصعيدية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، التي تتنافى مع مواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن، وتقوض جهود إحلال السلام في المنطقة والعالم. وجدد المجلس دعوته المجتمع الدولي إلى ضرورة العمل على وقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ووقف العدوان على قطاع غزة، والتصدي لسياسات التجويع ومحاولات التهجير القسري، وإقرار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ودان محمد بن أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، الإعلان الإسرائيلي، وقال في بيان إن هذا الإعلان يعد تحدياً سافراً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن التي تؤكد عدم شرعية الاستيطان.
وأكد رفض البرلمان العربي رفضاً قاطعاً سياسة تصعيد الاستيطان، بهدف تصفية القضية الفلسطينية والوجود الفلسطيني، وحمّل كيان الاحتلال المسؤولية عن هذه التصرفات، واعتبر هذه الخطوة تصعيداً خطِراً للسياسات الاستيطانية غير القانونية في إطار سياسة ممنهجة لفرض الأمر الواقع على الأرض، وتهويد الأراضي الفلسطينية، ما يقوّض بشكل كامل فرص تحقيق السلام العادل، ويدمر حل الدولتين المعترف به دولياً.
وجددت الأمم المتحدة موقفها الرافض للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، والنظام المرتبط بها واعتبرته انتهاكاً للقانون الدولي. وأعلن ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة في مذكرة أصدرها باسم الأمين العام، أن المستوطنات الإسرائيلية ترسيخ للاحتلال، وتؤجج التوترات، وتُقوّض بشكل منهجي إمكانية قيام دولة فلسطينية في إطار حل الدولتين.
ورداً على إعلان سموتريتش بدء العمل على تسوية طال انتظارها من شأنها تقسيم الضفة الغربية، قالت الولايات المتحدة إن استقرار الضفة الغربية يتماشى مع هدف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحقيق السلام في المنطقة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الولايات المتحدة لا تزال تركز على إنهاء الحرب في غزة، وضمان عدم عودة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إلى حكم تلك المنطقة.

مسلحون يهاجمون آلية للجيش السوري في ريف اللاذقية

هاجم مسلحون تابعون لنظام الرئيس السابق بشار الأسد، أمس الجمعة، آلية عسكرية تابعة للجيش السوري في ريف اللاذقية بمنطقة الساحل، فيما كشف مصدر أمني في محافظة درعا لوكالة «سانا»، أمس الجمعة، أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على سيارتين مدنيتين في منطقة الكحيل بريف درعا الشرقي، أثناء عبورهما من السويداء باتجاه دمشق عبر الممر الإنساني.
وذكرت دائرة الإعلام والاتصال في الوزارة أن «مجموعات من فلول النظام السابق هاجمت آلية عسكرية تابعة للجيش في ريف اللاذقية دون وقوع خسائر بشرية». وأوضح البيان أن «هجمات تابعين للنظام السابق تصاعدت خلال الساعات ال 72 الماضية مستهدفة قوات الجيش في ريفي اللاذقية وطرطوس»، مؤكدة استمرارها في «حماية جميع مكونات الشعب السوري والحفاظ على السلم الأهلي».
وحذرت وزارة الدفاع السورية «فلول النظام السابق من محاولة زعزعة الأمن والاستقرار في الساحل السوري»، مؤكدة «عدم التساهل مع أي استهداف يطال قوات الجيش أو المدنيين».
وكانت مناطق الساحل (اللاذقية، وطرطوس، وبانياس) شهدت في 6 مارس الماضي، أحداث عنف ومواجهات دامية طالت مدنيين وعناصر من الأمن العام، وحمّلت الحكومة مسلحين موالين للرئيس السابق بشار الأسد مسؤولية الهجمات على قواتها وإعدام العشرات منهم، فيما اتُهم عناصر من الأمن بتنفيذ انتهاكات بحق مدنيين، وإحراق وسرقة منازل.
وشكلت السلطات السورية في الشهر نفسه لجنة من أجل التحقيق في الأحداث وأعمال العنف التي وقعت، فخلصت في يوليو الماضي إلى تحديد 563 مشتبهاً فيه بالتورط، وأحالت أسماءهم إلى التحقيق والقضاء.
من جهة أخرى، كشف مصدر أمني في محافظة درعا السورية لوكالة «سانا»، أمس الجمعة، أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على سيارتين مدنيتين في منطقة الكحيل بريف درعا الشرقي، أثناء عبورهما من السويداء باتجاه دمشق عبر الممر الإنساني. وأضاف أن استهداف السيارتين من قبل المسلحين أدى إلى مقتل سيدة متأثرة بجروحها، وأضرار مادية في السيارتين، دون وقوع إصابات أخرى بين الركاب. وتابع: «نؤكد أن الجهات المختصة تتابع الحادثة عن كثب، وستلاحق الفاعلين لمحاسبتهم، وتحويلهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل».
وأعلن الدفاع المدني السوري، أمس الأول الخميس، خروج دفعة جديدة تضم 154 عائلة من محافظة السويداء عبر ممر بصرى الشام الإنساني.
إلى ذلك، تعرّض نحو 500 عنصر من أفراد الفرقة 64 في الجيش السوري بريف محافظة حلب لتسمّم غذائي، ما استدعى نقلهم إلى المستشفى.وبحسب المصادر، فإن الجنود في مقر الفرقة بمنطقة دارة عزة بحلب، اشتكوا مساء أمس الأول الخميس، من غثيان وتقيؤ ووهن.وأشارت إلى نقل الجنود إلى مستشفى الكنانة في مدينة دارة عزة.وذكرت المصادر أن جميع حالات التسمم الغذائي تحت السيطرة، ولم تُسجَّل أي خسائر في الأرواح، في حين بدأت السلطات المعنية تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادثة.
على صعيد آخر، أصدر الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان بياناً أمس دعا فيه الى تحقيق العدالة لضحايا الجرائم في السويداء عبر تحقيق دولي شفاف، وإطلاق المخطوفين والكشف عن مصير المفقودين، لتعزيز الثقة وبناء دولة عادلة.

رئيس وزراء لبنان: تهديد حزب الله بالحرب الأهلية مرفوض تماماً

قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، الجمعة، إن تصريحات الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم تحمل تهديداً مبطناً بالحرب الأهلية، مؤكداً أن التهديد بها مرفوض تماماً.
وحذر سلام من التصرفات اللامسؤولة التي تشجع على الفتنة، مشيراً إلى أن كلام أمين عام حزب الله نعيم قاسم يحمل تهديداً مُبطناً بالحرب الأهلية.
وقال سلام: «الحديث عن أن الحكومة اللبنانية تنفذ مشروعاً أمريكياً إسرائيلياً هو حديث مردود. قراراتنا لبنانية صِرفة، تصنع في مجلس وزرائنا ولا أحد يمليها علينا».
وأضاف: «‏اتفاق الطائف ميثاقنا وهو ينص بشكل صريح على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية». وذكر سلام: «‏لا يوجد أي حزب في لبنان مخوّل بحمل السلاح خارج نطاق الدولة اللبنانية». وتابع: «‏لم يطلب أحد تسليم سلاح حزب الله للعدوّ الإسرائيلي كما يروّج البعض، بل للجيش اللبناني الذي نرفض التشكيك في وطنيّته».

وكان أمين عام حزب الله قد قال إن قرار الحكومة اللبنانية تجريد الحزب من سلاحه قد يؤدي إلى «حرب أهلية»، مؤكداً أن الحزب مستعدّ لخوض «معركة» للحفاظ على سلاحه. ولفت إلى أن الحكومة اللبنانية اتخذت قراراً خطيراً جداً خالفت فيه ميثاق العيش المشترك، معتبراً أنها تعرض البلد لأزمة كبيرة.
وقال قاسم إن حزب الله وحركة أمل حليفته قررا إرجاء أي احتجاجات في الشوارع على خطة مدعومة من الولايات المتحدة لنزع سلاحه لأنهما يعتقدان أن هناك مجالاً للحوار مع الحكومة اللبنانية. لكنه أضاف أن أي احتجاجات مستقبلية قد تصل إلى السفارة الأمريكية في بيروت.


الخارجية الفلسطينية تندد بتهديد بن غفير للبرغوثي في محبسه

نددت وزارة الخارجية الفلسطينية الجمعة «بأشد العبارات» بالزيارة التي قام بها إيتمار بن غفير وزير الأمن الوطني الإسرائيلي المنتمي إلى اليمين المتطرف إلى القيادي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي في السجن.
وقالت الوزارة في بيان: «تدين وزارة الخارجية والمغتربين بأشد العبارات اقتحام الوزير المتطرف بن غفير لأقسام العزل في سجن ريمون، وتهديده المباشر للبرغوثي، وتعتبره استفزازاً غير مسبوق، يندرج في إطار ما يتعرض له الأسرى وأبناء شعبنا من جرائم إبادة وتهجير وضم».
وأظهر مقطع فيديو الزيارة التي قام بها بن غفير للبرغوثي، حيث قال له «لن تنتصروا»، بعد يوم من توعد وزير المالية المتشدد بتسلئيل سموتريتش «بدفن» فكرة الدولة الفلسطينية.
ونشر بن غفير مقطع الفيديو على حسابه على منصة إكس، ويظهر فيه وهو يقول للبرغوثي إن أي شخص يهدد إسرائيل سيقضى عليه. ويعتبر البرغوثي من الشخصيات المحتملة لتوحيد الفلسطينيين، وهو مسجون منذ أكثر من عقدين.



مطالبة بتدخل دولي 

وأضافت وزارة الخارجية الفلسطينية إنها «تحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن حياة الأسير مروان البرغوثي والأسرى كافة.. وستتابع هذا التهديد بكل جدية مع الصليب الأحمر الدولي والدول والمجتمع الدولي ومنظماته ومجالسه المتخصصة، وتطالب بتدخل دولي عاجل وحقيقي لحمايتهم من بطش الاحتلال ولتأمين الإفراج الفوري عنهم كافة».
وقام بن غفير بالزيارة إلى السجن قبل أيام لكنها أعلنت بعد قول سموتريتش الخميس إن العمل سيبدأ في مشروع استيطاني من شأنه عزل القدس الشرقية عن بقية الضفة الغربية. وقال مكتب سموتريتش إن هذه الخطوة «ستدفن» فكرة إقامة دولة فلسطينية.
وقال بن غفير في مقطع الفيديو على إكس الذي أظهر البرغوثي نحيفاً وهزيلاً «لن تنتصروا. أي شخص يعبث مع شعب إسرائيل، أي شخص يقتل أطفالنا، أي شخص يقتل نساءنا، سنبيده». وأضاف «عليكم أن تعرفوا هذا، على مر التاريخ».

البيان: إسرائيل تطل على الضفة بجحيم غزة

بين بسط السيطرة الكاملة على قطاع غزة وتهجير مليون فلسطيني، كما يلوّح نتنياهو، وتقطيع أوصال الضفة الغربية، وجلب مليون مستوطن، كما يهدد سموتريتش، يربط الفلسطينيون الأحزمة، في ملاقاة العد العكسي لتنفيذ القرارين.
هكذا بدا المشهد الفلسطيني، إذ يخيم شبح ما قبل أوسلو، عندما كانت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة تخضع للسيطرة الإسرائيلية، وسط مخاوف النخب السياسية من أن يكون المخطط الإسرائيلي لفرض الهيمنة عليهما، المسمار الأخير في نعش حل الدولتين.
من وجهة نظر مراقبين، فحرب الإبادة والتجويع التي يواصل نتنياهو شنها على قطاع غزة، لم تعد لها أي أهداف سوى إطالة عمره السياسي، وإزاحة كوابيس الملاحقة القضائية، وصناديق الاقتراع من طريقه.

وجاءت الموافقة على بناء 3400 وحدة استيطانية في محيط القدس، لتعكس إصرار حكومته على السياسية التوسعية، على حساب أراضي الضفة الغربية.

وثمة من المراقبين، من يرى أن هذه المعطيات لم تكن لتتم، لولا إباحتها ضمناً من قبل الإدارة الأمريكية، رغم مناهضتها للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية، فواشنطن أخذت تتبنى الأهداف الإسرائيلية.

كما يقول الكاتب والمحلل السياسي، هاني المصري، مشدداً على أن إسرائيل ترفض كل المقترحات بشأن إنهاء الحرب على قطاع غزة، وتهدف إلى فرض سيطرتها على غزة بتهجير أهلها، وعلى الضفة الغربية بتسارع وتيرة الاستيطان، ومصادرة الأراضي، والتضييق على السكان، بإطلاق يد المستوطنين.

صور قاتمة
ويرسم المصري في قراءته للمشهد صورة قاتمة تذكر بالوضع الفلسطيني في مرحلة ما بعد النكبة عام 1948، عندما كان الشعب الفلسطيني مشرداً ومشتتاً، موضحاً: إذا استمر الانقسام الفلسطيني، فالكل سيتحمل الأثمان، فالسلطة الفلسطينية باتت مهددة بالانهيار، والشعب مهدد بالتهجير، بينما الأرض ينهشها الاستيطان.
وغداة متممات السيطرة الإسرائيلية على مجمل الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع، اهتزت مفاوضات التهدئة، في كل من القاهرة والدوحة من دون أن تقع، إذ يسابق الوسطاء الزمن لبلورة اتفاق وفق المقترح الأمريكي السابق.

والمقصود هدنة الـ60 يوماً، لكن ارتجاجات هائلة، أحدثتها تصريحات الوزير الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، بإعلان مخططه الاستيطاني (E1) والمنادي بالسيطرة ليس فقط على الأراضي الفلسطينية، وإنما ضم أراضٍ عربية.

مشهد
وميدانياً تقاسمت غزة والضفة والغربية المشهد، فتواصلت الغارات الدامية على منازل وخيام النازحين في قطاع غزة، بينما في الضفة الغربية استمرت اقتحامات الجيش الإسرائيلي وما يرافقها من دهم واعتقالات.
واعتداءات المستوطنين، وما يتخللها من تخريب وحرق ممتلكات، ما وضعهما تحت مطرقة إصرار نتنياهو على خط أحمر لا يحيد عنه، وهو مواصلة الحرب على غزة.

وسندان تأجيج الأوضاع في الضفة الغربية، بدءاً من الدعوة لاستعادة السيطرة الإسرائيلية على 4 مستوطنات في جنين، كانت أخلتها إسرائيل قبل 20 عاماً، وليس انتهاءً بمخطط تمزيق الضفة الغربية وفصلها عن القدس.

خيط رفيع
وليست هذه المرة الأولى التي تبدو غزة والضفة الغربية، وكأنهما تسيران على خيط رفيع، يمر من فوق أفواه براكين، بل استناداً إلى مراقبين، فالأوضاع على الأرض أمام النسخة الأكثر تعقيداً منذ بدء الحرب على غزة.
فإما الخروج من الهوة التي رميت فيها غزة قبل نحو العامين، أو الانزلاق إلى قعر جديد من الجحيم، أخذ يفتح أبوابه على الضفة الغربية، وبين هذا وذاك، يتقلب الفلسطينيون على جمر الانتظار، لما يشبه اندلاع دورة مجنونة من التصعيد.

الشرق الأوسط: عودة التوتر إلى العاصمة الليبية بعد اندلاع اشتباكات مسلحة

اندلعت اشتباكات مسلحة مفاجئة في العاصمة الليبية طرابلس بين قوات «اللواء 444 قتال»، التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وعناصر «جهاز الردع» بقيادة عبد الرؤوف كارة، قبل أن تتدخل قوة «فض النزاع» للفصل بين المتقاتلين.

وأعاد إطلاق النار، الذي شهدته منطقة الفرناج بطرابلس فجر الجمعة، التوتر والخوف بين المواطنين، بعد خرق «الهدنة الهشة» الموقّعة في مايو (أيار) الماضي بين القوتين والعناصر الموالية لهما.

وقال شهود عيان إن المنطقة تشهد حالياً «هدوءاً حذراً»، في ظل أجواء مشحونة بالخوف، يمكن أن تنفجر في أي لحظة، لا سيما مع عودة الميليشيوي أسامة طليش من الخارج، تحت حماية «جهاز الردع»، في خطوة وُصفت بأنها تحدٍّ واضح للدبيبة.

ومنذ منتصف مايو الماضي، تعيش العاصمة طرابلس «هدنة هشة»، توافقت عليها السلطات الأمنية والسياسية لاستعادة الاستقرار، بعد قتال عنيف بين قوات موالية للحكومة، وعناصر مسلحة تابعة لـ«جهاز الردع» وموالين له. ومنذ ذلك الحين، تعمل 7 كتائب وألوية مسلحة على فصل المتقاتلين عبر نقاط تماس تم الاتفاق عليها وسط طرابلس.

وظهر طليش، المطلوب من النائب العام الليبي، في مطار معيتيقة الدولي، مساء الجمعة، عائداً على متن طائرة فريق أهلي طرابلس من إيطاليا؛ حيث فاز الأخير، الذي يدربه المصري حسام البدري، على منافسه الهلال بالدوري الليبي في مباراة أُقيمت بمدينة ميلانو.

واستقبل طليش، الذي ظهر علانية للمرة الأولى منذ مقتل عبد الغني الككلي، آمر جهاز «دعم الاستقرار» السابق، بحفاوة من عناصر «جهاز الردع»، الذي يتولى إدارة مطار معيتيقة. وتزامنت عودة طليش، الذي كان إحدى أذرع الككلي المقتول، مع تصاعد حالة التوتر مجدداً، وسط مخاوف من تموضع جديد لقادة التشكيلات المسلحة في العاصمة.

وتشارك «شعبة الاحتياط»، برئاسة مختار الجحاوي، ضمن القوات التي تعمل على فض النزاع وسط طرابلس، بالإضافة إلى 6 كتائب وألوية مسلحة أخرى، نشرت أفرادها وآلياتها وسط العاصمة وفي نقاط التماس.

وقالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» إنه «في إطار تنفيذ الخطة الأمنية المشتركة، تواصل الإدارة العامة للدعم المركزي انتشارها لتأمين ميدان الشهداء والمناطق المحيطة به، إلى جانب تأمين مختلف المواقع الحيوية بالعاصمة طرابلس».

وأوضحت الوزارة أن هذا الإجراء يتم «من خلال تسيير الدوريات الراجلة والآلية، وتعزيز نقاط التمركز الأمني، بما يسهم في حفظ الأمن والاستقرار، وحماية المواطنين والممتلكات».

وبعد مقتل الككلي في 13 مايو الماضي على أيدي موالين لحكومة «الوحدة»، دخل الدبيبة في تحدٍّ مع بعض الميليشيات المسلحة، ومنها «جهاز الردع» برئاسة كارة، وحرص منذ ذلك الحين على توجيه رسائل بـ«انتهاء زمن الميليشيات».

وقال الدبيبة نهاية الأسبوع الماضي: «لقد ولى الزمن الذي وُصفت فيه ليبيا بأنها بلاد الميليشيات، ومعاً سنطوي هذه الصفحة من تاريخ هذا الوطن نحو دولة آمنة تكون فيها السيادة للقانون».

وعلى خلفية المشهد المضطرب في طرابلس، اجتمع الدبيبة، بصفته وزيراً للدفاع، مع الفريق صلاح النمروش، معاون رئيس الأركان آمر المنطقة العسكرية بالساحل الغربي، لبحث مستجدات الأوضاع الأمنية والعسكرية.

وقال مكتب الدبيبة، مساء الخميس، إن النمروش استعرض خلال الاجتماع تقريراً حول الوضع الراهن في المنطقة الغربية، والإجراءات التنظيمية المتخذة لتعزيز الأمن والاستقرار في مختلف المناطق.

وخلال اللقاء، أكد الدبيبة «حرص حكومته على دعم المؤسسة العسكرية بجميع إمكاناتها»، مشدداً على «أهمية مواصلة العمل لضمان بسط الأمن، وتعزيز الاستقرار في ربوع البلاد».

وكانت اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» قد اجتمعت في تونس، مساء الخميس، بحضور هانا تيتيه، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، لمناقشة «التطور المحرز في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار واستدامته».

ونقلت البعثة الأممية تأكيد اللجنة العسكرية «التزامها والتزام لجانها الفرعية بتثبيت وقف إطلاق النار، وخروج القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب و(المرتزقة)، خدمةً للأمن والاستقرار في ليبيا».

وانتهت اللجنة العسكرية مؤكدة «أهمية إحراز تقدم في العملية السياسية لتسهيل المسار الأمني في البلاد»، وذلك قبيل توجه تيتيه لتقديم إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي في 21 من الشهر الحالي.

إيران تتحسّب لضربات إسرائيلية

رفعت إيران وإسرائيل مستوى التأهب العسكري، استعداداً لجولة جديدة من الضربات المتبادلة، وذلك بعد أكثر من 50 يوماً من هدنة هشّة بدأت بوساطة الولايات المتحدة.

وأفادت مصادر إيرانية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، بأن «الحرس الثوري» أصدر أوامر بالاستنفار إلى وحداته في جميع أنحاء البلاد، خصوصاً خلال الساعات الـ72 التالية لمراسم «أربعينية الحسين» التي انتهت أمس.

وقالت المصادر إن السلطات تتوقّع أن تكون منشآت البنية التحتية ومحطات الطاقة على رأس الأهداف المحتملة للهجوم الإسرائيلي.وفي إسرائيل التي أجرت مناورات مؤخراً استعداداً لهجوم إيراني مباغت، أعلن قائد الدفاع المدني، العقيد شلومي بن يائير، أن قواته تستعد لـ«جولة أخرى من الحرب مع إيران».

البرهان: ماضون في دحر «الدعم السريع»

جدد رئيس «مجلس السيادة» السوداني عبد الفتاح البرهان، أمس، مواقفه الرافضة لأي مهادنة أو مصالحة مع «قوات الدعم السريع»، قائلاً: «نحن ماضون في معركة الكرامة ودحر هذا التمرد، ولن نخون دماء إخواننا وأبنائنا».

ووجّه البرهان من منطقة «النقعة والمصورات» التراثية بولاية نهر النيل، شمال البلاد، التهاني إلى ضباط وضباط صف وجنود الجيش فيما وصفه بـ«اليوم التاريخي»، بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس القوات المسلحة و71 عاماً على سودنتها.

من جهته، ردّ تحالف «تأسيس»، حليف محمد حمدان دقلو (حميدتي) زعيم «الدعم السريع»، على بيان مجلس الأمن الدولي الذي انتقد بشدة إعلان «الدعم السريع» وحلفائها تشكيل حكومة موازية.

وقال المتحدث باسم التحالف، علاء الدين نقد: «إن إعلان حكومة الوحدة والسلام هو الضامن لوحدة السودان في مواجهة الإجراءات الانفصالية التي تقوم بها حكومة بورتسودان».

وأضاف نقد أن تحالف «تأسيس» على استعداد «للتعاون مع المجتمع الدولي في كل الجهود الرامية لإنهاء الحرب، واستعادة الحكم المدني الديمقراطي».

مقتدى الصدر ينتقد «عسكرة المراقد»

في خضم الجدل الذي أثارته مقاطع مصوّرة لزائرين يؤدون حركات تحاكي «سقوط صواريخ»، وذلك خلال الزيارة الأربعينية، عبّر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن رفضه لما وصفه بـ«عسكرة المراقد».

تزامن ذلك مع ظهور مفاجئ لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في كربلاء والنجف، بعد يوم واحد فقط من زيارة الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، في خطوة أثارت موجة جديدة من النقاش في الأوساط السياسية والإعلامية، وسط مساعٍ رسمية عراقية لترميم العلاقات مع الولايات المتحدة.

وتمر العلاقة بين واشنطن وبغداد بمرحلة توتر، خاصة بعد الخلافات الحادة، سواء داخل العراق بين مختلف الأوساط السياسية، بما فيها القوى الشيعية، أو على الصعيد الدبلوماسي بين العاصمتين، على خلفية رفض الولايات المتحدة تشريع قانون «الحشد الشعبي» في البرلمان العراقي.

تباين في بغداد
وتباينت الآراء بشأن الزيارتين؛ فبينما ترى أوساط سياسية عراقية أن الخطوة مقصودة من جانب طهران، يقلل آخرون من ذلك، معتبرين أن زيارة لاريجاني كانت مجدولة مسبقاً. وفي هذا السياق، قال مصدر رسمي عراقي لـ«الشرق الأوسط» إن «مسألة توقيع اتفاقية بشأن الحدود بين العراق وإيران كانت مقررة قبل زيارة علي لاريجاني الذي استلم منصبه مؤخراً، وبالتالي لا علاقة لها بالموقف الأميركي من ملف (الحشد الشعبي) والفصائل».

وأضاف مصدر أمني، طلب عدم ذكر اسمه، أن «الخلاف بين بغداد وواشنطن بشأن (الحشد الشعبي) والفصائل المسلحة ليس جديداً. وحتى الجدل الذي تصاعد خلال الشهرين الماضيين لا يرتبط بأي تنسيق مع إيران؛ لأن الموقف العراقي من قانون (الحشد الشعبي)، باعتباره مؤسسة رسمية عراقية، أوضحه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لكبار المسؤولين الأميركيين الذين تواصلوا معه، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو».

وأشار المصدر إلى أن «واشنطن تدرك أن رئيس الوزراء السوداني تصرف بحزم مؤخراً بشأن ما جرى بين الفصائل المسلحة في منطقة الدورة جنوب بغداد؛ إذ حمّل علناً (كتائب حزب الله) المسؤولية، وهو أمر لم يحدث من قبل».

وعلقت وزارة الخارجية الأميركية على زيارة علي لاريجاني إلى بغداد وبيروت وما تبعهما من نتائج، مؤكدة في بيان أن «إدارة الرئيس دونالد ترمب تدعم سيادة لبنان، وسيادة العراق، وسيادة جميع دول المنطقة، وهذا لا يترك أي دور للميليشيات المدعومة من إيران التي تسعى لتحقيق مصالح خبيثة، وتثير الانقسام الطائفي، وتنشر الإرهاب في أنحاء المنطقة».

أما وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فقد وصل إلى النجف وكربلاء من دون دعوة رسمية أو بروتوكولية، وإنما كزائر بين مئات الآلاف من الإيرانيين المشاركين في الزيارة الأربعينية، في خطوة لم تبدُ بريئة لا في نظر الولايات المتحدة، ولا حتى بالنسبة لبغداد الرسمية التي تسعى إلى رسم علاقة إيجابية مع واشنطن على مختلف المستويات.

صواريخ داخل الضريح
تزامن الظهور العلني للاريجاني وعراقجي - في كربلاء والنجف خلال الزيارة الأربعينية - مع تداول مقاطع مصورة لزائرين إيرانيين يؤدون حركة تشير إلى سقوط صواريخ، في إشارة إلى حرب الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل في يونيو (حزيران) الماضي.

كما انتشرت لقطات من داخل مرقد الإمام الحسين تعرض مجسمات لصواريخ، يُعتقد أنها تحمل رسائل عن القوة العسكرية الإيرانية.

ويُعد هذا الحضور المزدوج للمسؤولين الإيرانيين سابقة في طبيعة الوفود التي ترسلها طهران للمشاركة في المناسبة.

على خلفية هذه المشاهد، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رفضه ما وصفه بـ«عسكرة المراقد»، في موقف جاء وسط جدل واسع حول ما بات يُعرف بـ«ترند الصواريخ» في كربلاء والنجف.

وجاء تصريح الصدر عبر رسالة قصيرة بخط يده، نشرتها منصات إعلامية مقربة من التيار، قال فيها: «عسكرة المراقد ممنوعة».

ويأتي موقف الصدر منسجماً مع مواقفه السابقة، ومنها رفضه إدخال العراق في أية مواجهة بين إيران وإسرائيل، وتحذيره من الانجرار خلف «الأصوات الفردية الوقحة»، في إشارة إلى الفصائل المسلحة الموالية لطهران.

شارك