اكراد يرفضون خطة الانسحاب الامريكي من العراق ..سبتمبر المقبل

الثلاثاء 19/أغسطس/2025 - 12:12 م
طباعة اكراد يرفضون خطة روبير الفارس
 
علق عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، ريبين سلام، ، على خطة الانسحاب الأمريكي من العراق المزمع بدؤها في سبتمبر المقبل، محذراً من التسرع في هذا الملف.
وقال سلام إنه “يجب عدم تكرار أخطاء عام 2011، عندما أدى الانسحاب الأمريكي المبكر إلى سيطرة تنظيم داعش على ثلث العراق بعد عامين فقط”.
وأضاف أن “التهديدات الإرهابية لا تزال قائمة، وخطر داعش ما زال حاضراً، خاصة في ظل التوترات الإقليمية في سوريا والمنطقة عموماً”.
وأكد سلام على ضرورة أن “تضمن الحكومة العراقية أقصى استفادة من الوجود الأمريكي، خصوصاً بالنظر إلى محدودية القدرات الجوية العراقية، وألا يتم الانسحاب تنفيذاً لرغبات دول أخرى، لأن الخاسر الأكبر سيكون العراق”.
تصريح ريبين سلام هذا، يأتي في ظل تصاعد الحديث عن انسحاب القوات الأمريكية من العراق بعد أكثر من عقدين على التدخل العسكري في البلاد.
ويرى متتبعون ان تجربة الانسحاب الأمريكي عام 2011 تركت فراغاً أمنيًا أسهم في صعود تنظيم داعش، الذي سيطر لاحقًا على مساحات واسعة من العراق وسوريا، ما أدى إلى موجة عنف واسعة ونزوح ملايين المدنيين.
في حين يؤكد خبراء أن الوضع الأمني العراقي لا يزال هشاً، مع تهديدات إرهابية مستمرة من خلايا داعش النائمة، إضافة إلى التوترات الإقليمية في سوريا وتأثيراتها على الحدود العراقية.
وعلى هذا الأساس، يرى المراقبون ضرورة التنسيق الدائم مع التحالف الدولي والاستفادة القصوى من القدرات العسكرية المتاحة قبل أي انسحاب محتمل.
وسط هذا المشهد الضبابي، يبدو ان الحكومة العراقية تواجه تحديات مزدوجة، تتمثل بالحفاظ على سيادة الدولة وضمان أمن المواطنين، من ناحية، وإدارة الضغوط السياسية الداخلية والخارجية المتعلقة بملف الوجود العسكري الأجنبي، من ناحية أخرى.
وكانت بغداد وواشنطن قد توصلتا، نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، إلى تحديد موعد رسمي لإنهاء مهمة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في البلاد، لا يتجاوز نهاية سبتمبر/أيلول 2025.
وأجرى الطرفان جولات حوار امتدت لأشهر، على إثر تصاعد مطالب الفصائل المسلحة والقوى العراقية الحليفة لإيران بإنهاء وجود التحالف، خصوصا بعد الضربات الأميركية في حينها لمقار تلك الفصائل ردا على هجماتها ضد قواعد التحالف في البلاد وخارجها، على خلفية حرب غزة.
وأفادت تقارير إعلامية بأن الإدارة الأميركية أخطرت الحكومة العراقية بقرب بدء سحب المئات من الجنود والعسكريين الأميركيين من قاعدة عين الأسد بمحافظة الأنبار غربي البلاد، لأسباب تتعلق بالاتفاق العراقي الأميركي المتضمن انسحابا تدريجيا للقوات الأميركية العاملة تحت غطاء التحالف الدولي للحرب على تنظيم داعش   منذ العام 2014.
وكانت قاعدة عين الأسد، تعرضت لهجمات صاروخية متكررة خلال السنوات الماضية زادت بعد عملية طوفان الاقصي ، في إطار الرد العراقي على المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة  منذ السابع من أكتوبر/ 2023.
وتقع القاعدة على بعد 200 كيلومتر غرب بغداد، وقرب نهر الفرات في بلدة البغدادي، غرب محافظة الأنبار، وتعد أضخم القواعد الأميركية في العراق.
وتمثل قاعدة عين الأسد في الوقت الحالي مرتكزا للمئات من الجنود والعسكريين الأميركيين. وتتشارك القاعدة، إلى جانب القوات الأميركية، الفرقة السابعة بالجيش العراقي، ضمن قيادة عمليات البادية والجزيرة، المسؤولة عن حدود العراق مع الأردن وسورية وأجزاء من الحدود مع السعودية.

شارك