تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العالمية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 26 سبتمبر 2025.
قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ موجة كاملة من الضربات على أهداف للحوثيين بصنعاء، تضمنت مقار لجهاز الأمن والمخابرات التابعة للجماعة.
وأكدت وسائل إعلام يمنية مقتل شخصين وإصابة 48 آخرين بجروح الخميس في حصيلة أولية للغارات الإسرائيلية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الضربة الإسرائيلية في اليمن نُفذت بشكل مشترك من قبل سلاح الجو وسلاح البحرية.
وأوضحت أن الطائرات الإسرائيلية شنت أكثر من 11 غارة على مواقع تابعة للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن الضربات ركزت على مقرات قيادية ومخازن أسلحة تابعة للحوثيين.
وتأتي الهجمات بعد يوم، من سقوط وانفجار مسيّرة أطلقت من اليمن في منطقة سياحية بمدينة إيلات جنوبي إسرائيل، أسفر عن إصابة 22 شخصاً، بينهم اثنان في حالة خطرة.
وأفادت المصادر بسماع دوي انفجارات وتصاعد الدخان في المدينة، وبنقل مصابين من إيلات إلى مستشفيات وسط إسرائيل بالمروحيات.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن مسيّرة سقطت وسط إيلات وأسفرت عن وقوع إصابات وأضرار مادية وإنها تجري تقييماً ميدانياً للوضع.
واصلت القوات الإسرائيلية توغلها في مدينة غزة الخميس، بينما توجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وقالت سلطات الصحة في غزة إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 19 شخصاً على الأقل في القطاع الفلسطيني اليوم الخميس. وكان من بينهم 11 شخصاً من عائلتين في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، حيث قصفت الطائرات الإسرائيلية مبنى سكنياً. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الواقعة، لكنه قال إنه قصف 170 هدفاً في أنحاء غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وهاجم «بنية تحتية إرهابية» تستخدمها الجماعات المسلحة لمهاجمة جنوده. وقال إن قواته موجودة في عمق مدينة غزة.
مبعوث أمريكا يأمل في تحقيق انفراجة
دخلت الدبابات الإسرائيلية إلى مدينة غزة في إطار هجوم تقول إسرائيل إنه يهدف إلى القضاء على حركة (حماس) بعد هجومها على إسرائيل في أكتوبر 2023، الذي أشعل فتيل الحرب التي تسببت في دمار واسع النطاق وكارثة إنسانية وتفش للجوع في غزة. ويقول نتنياهو إن مدينة غزة هي آخر معقل للحركة الفلسطينية المسلحة، لكن مئات الآلاف من المدنيين لا يزالون هناك، إذ يخشون ألا يكون هناك مكان آمن يذهبون إليه.
وقال المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الأربعاء إن واشنطن واثقة بتحقيق انفراجة بشأن غزة في الأيام المقبلة بعد أن طرح ترامب خطة سلام في الشرق الأوسط من 21 نقطة على قادة دول إسلامية وعربية في نيويورك.
ووفقاً لما ذكره موقع بوليتيكو، وعد ترامب بأنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية المحتلة. ويريد الفلسطينيون الضفة الغربية لتكون جزءاً من دولة فلسطينية مستقلة، بالإضافة لغزة والقدس الشرقية. وقال نتنياهو إنه لن تكون هناك دولة فلسطينية أبداً، على الرغم من أن بريطانيا وفرنسا وكندا ودولاً أخرى اعترفت رسمياً هذا الأسبوع بدولة فلسطينية. ويريد بعض حلفاء نتنياهو في الائتلاف الحاكم أن تضم إسرائيل الضفة الغربية.
في كلمة له عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، إن إسرائيل ترتكب في غزة جريمة حرب سيوثقها التاريخ الإنساني، مضيفاً أن ممارسات حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني ولا نضاله من أجل الحرية.
وأضاف عباس أن إسرائيل تتشبث بتجويع مئات الآلاف في غزة وتشريدهم، كما أنها تواصل سياساتها التوسعية في الضفة الغربية وتهدف إلى فصل القدس الشرقية.
كما شدد الرئيس الفلسطيني على ان الهجوم الإسرائيلي على قطر انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وتأتي كلمة عباس غداة تأكيد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أن الرئيس دونالد ترامب عرض على دول عربية ومسلمة خطة جديدة ترمي إلى وضع حد للحرب، في وقت تواصل إسرائيل ضرباتها وتوسّع هجومها البري على مدينة غزة، الأكبر في القطاع الفلسطيني المحاصر.
رفضت واشنطن منح تأشيرات لعباس ونحو 80 شخصا آخرين هم أعضاء في منظمة التحرير أو مسؤولون في السلطة، كان مقررا أن يحضروا الجمعية العامة. وانتقدت الخارجية الأميركية المسؤولين الفلسطينيين على خلفية «الجهود الرامية إلى ضمان الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية افتراضية».
وعلى هامش الجمعية العامة، أعلنت دول غربية تعدّ من الحلفاء التقليديين لإسرائيل، تتقدمها فرنسا وبريطانيا، الاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة لقيت تنديد واشنطن والدولة العبرية التي لوّح مسؤولون فيها بالردّ عليها عبر ضمّ أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وجدد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الخميس انتقاد الدول التي اعترفت بفلسطين، وذلك قبيل مغادرته الى الولايات المتحدة حيث يتحدث أمام الجمعية العامة الجمعة ويلتقي ترامب.
طرح أمريكي جديد
وتسعى دول عربية وغربية الى أن يكون للسلطة دور في إدارة غزة عقب الحرب التي تسببت بدمار هائل في غزة وأزمة انسانية كارثية بلغت حد المجاعة بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة في أغسطس/ آب.
وعلى هامش الجمعية العامة، قال ويتكوف إن الولايات المتحدة عرضت «خطة جديدة للسلام في الشرق الأوسط وغزة مؤلفة من 21 نقطة»، وذلك خلال اجتماع بين الرئيس دونالد ترامب وقادة دول عربية ومسلمة الثلاثاء في نيويورك.
وأفاد مسؤول في البيت الأبيض بأن ترامب يريد «وضع حد سريعا» للحرب في القطاع، مشيراً الى أن الدول المشاركة في الاجتماع «أعربت عن أملها في العمل مع المبعوث الخاص ويتكوف لدراسة خطة الرئيس».
قال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إن 700 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة نحو الجنوب منذ تكثيف هجومه على كبرى مدن القطاع في أواخر أغسطس/آب.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، الخميس، أن 388400 شخص نزحوا في القطاع المحاصر منذ منتصف أغسطس، معظمهم من مدينة غزة.
وواصلت القوات الإسرائيلية توغلها في مدينة غزة، الخميس، بينما توجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وقالت سلطات الصحة في غزة، إن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 19 شخصاً على الأقل في القطاع الفلسطيني الخميس. وكان من بينهم 11 شخصاً من عائلتين في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة؛ حيث قصفت الطائرات الإسرائيلية مبنى سكنياً. ولم يعلّق الجيش الإسرائيلي على الواقعة، لكنه قال إنه قصف 170 هدفاً في أنحاء غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
مبعوث أمريكا يأمل في تحقيق انفراجة
وقال المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الأربعاء، إن واشنطن واثقة من تحقيق انفراجة بشأن غزة في الأيام المقبلة، بعد أن طرح ترامب خطة سلام في الشرق الأوسط من 21 نقطة على قادة دول إسلامية وعربية في نيويورك.
ووفقاً لما ذكره موقع بوليتيكو، وعد ترامب الزعماء العرب بأنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية المحتلة. ويريد الفلسطينيون الضفة الغربية لتكون جزءاً من دولة فلسطينية مستقلة، إضافة إلى غزة والقدس الشرقية.
وقال نتنياهو إنه لن تكون هناك دولة فلسطينية أبداً، على الرغم من أن بريطانيا وفرنسا وكندا ودولاً أخرى اعترفت رسمياً هذا الأسبوع بدولة فلسطينية. ويريد بعض حلفاء نتنياهو في الائتلاف الحاكم أن تضم إسرائيل الضفة الغربية.
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، الخميس، مقتل 5 من مقاتليها أثناء تصدّيهم لهجوم نفّذه تنظيم داعش في محافظة دير الزور في شمال شرق سوريا.
وسيطر تنظيم داعش منذ العام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور، وأعلن إقامة "الخلافة الإسلامية" حتى دحره من العراق عام 2017، ثم سوريا عام 2019، لكنه لا يزال ينشط في مناطق صحراوية نائية رغم عدم سيطرتهم على أي مناطق.
ومنذ إطاحة الرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، تراجعت وتيرة هجمات التنظيم في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الجديدة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان لكنها ارتفعت في مناطق سيطرة الأكراد.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية، الذراع العسكرية للإدارة الذاتية الكردية في بيان، الخميس، إنه أثناء تصدّي مقاتليها لهجوم نفّذه التنظيم استهدف "نقطة تمركز لقواتنا في بلدة البحرة الوسطى شرقي دير الزور صباح اليوم، ارتقى 5 من رفاقنا شهداء، وأصيب مقاتل آخر في مواجهات عنيفة تمّت خلال إحباط الهجوم".
وأضافت ان مقاتليها تصدوا للهجوم و"تمكّنوا من إحباط المخطَّط الإرهابي وفرض السيطرة الميدانية".
وأوردت أن قواتها تواصل "عمليات التمشيط وملاحقة العناصر الإرهابية للقضاء عليهم في منطقة الحدث لضمان أمن الأهالي واستئصال بؤر الخطر".
تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور الحدودية مع العراق إلى قسمين.
وقادت تلك القوات حملة عسكرية أدت إلى دحر التنظيم من آخر معاقله في سوريا عام 2019.
في مشهد أعاد إشعال الجدل حول سيادة الدولة وقراراتها، تحوّلت صخرة الروشة في بيروت، الخميس، إلى ساحة مواجهة سياسية ورمزية، بعدما كُسر قرار رئيس الحكومة نواف سلام بمنع أي نشاط حزبي أو استعراضي في الموقع.
وأقدمت مجموعة من عناصر حزب الله على تحدي القرار الرسمي، معلّقة صورا وشعارات رفعت منسوب التوتر وأدخلت المكان في قلب الصراع المفتوح بين سلطة الدولة ونفوذ الحزب.
وبينما تابع المواطنون ما جرى على واحدة من أبرز معالم بيروت السياحية، تزايدت التساؤلات حول حدود الدولة في فرض هيبتها، وما إذا كانت الروشة ستبقى رمزا وطنيا جامعا أم رهينة سجال سياسي لا ينتهي.
وفي بيروت، لم يكن عصر يوم الخميس عاديا، إذ شهدت العاصمة انتشارا أمنيا على وقع التوتر الذي أثارته أحداث صخرة الروشة، وتواصلت المواقف والتحليلات حول كسر قرار رئيس الحكومة نواف سلام، بعد أن أقدمت مجموعات من حزب الله على تنفيذ نشاطات استعراضية حزبية في البحر وعند رصيف الروشة رغم المنع الرسمي.
انقلاب على الدولة
في تعليقه على ما جرى، قال المحلل في الشؤون القضائية يوسف دياب لموقع "سكاي نيوز عربية" إن "هذا التحرك مثّل ضربة لهيبة الدولة، وانقلابا على قراراتها، واستمرارا في التنكيل بكل ما يمتّ بصلة إلى الدولة، سيادتها وشرعيتها".
واعتبر أن "التحدي الفعلي لم يكن في وجه رئيس الحكومة وحده، بل أمام الأجهزة الأمنية والعسكرية"، مؤكدا أن "الأخيرة امتنعت عن الاحتكاك بالمواطنين في الطرقات، تجنبا لخلق مشكلات".
وتابع قائلا إن "منح محافظ بيروت ترخيصاًلفعالية مدنية على الروشة لا يبرر الاستفزاز العلني، أو شتم رئيس الحكومة وأركان الدولة"، واصفا ما حصل بأنه "تحدٍّ سافر للسلطة التنفيذية".
وشدّد دياب على "ضرورة وجود محاسبة في هذا الموضوع من ناحيتين: أولا، التحقيق في ما إذا كانت الأجهزة الأمنية قد تقاعست أو ترددت في تنفيذ قرارات رئيس الحكومة، وثانيا، تحديد من يقف خلف الخرق، وتجاوز قرارات الدولة والسلطة الشرعية".
وأوضح أن "القضاء يجب أن يبدأ استنابات للأجهزة الأمنية لجمع المعلومات عن الأشخاص المنظمين للفعالية التي أدت إلى إضاءة صخرة الروشة خلافا لقرار رئيس الحكومة".
وختم دياب بالقول إن "ما حصل يُشبه أحداث 7 أيار (مايو)، ليس من حيث استعمال السلاح، بل من حيث كونه انقلابا مدنيا على الدولة، وواحدا من أبشع صور ضرب هيبة الدولة اللبنانية منذ ذلك التاريخ".
الحزب في أدنى درجات ضعفه
في السياق نفسه، قال النائب السابق مصطفى علوش لموقع "سكاي نيوز عربية": "عندما استُشهد رفيق الحريري عام 2005، تمكنت الحشود المليونية من كسر قرار السلطة يومها بالتجمع في ساحة الشهداء، كما أن حشود الحزب احتلت الوسط التجاري لاحقا. واليوم يعود حزب الله إلى حشوده لكسر قرار الدولة، لكن كل ذلك لا يغيّر في الأمر شيئا، فالحزب كمنظمة تحوّل إلى عصابة مسلحة خارجة عن القانون، ومنظومته السياسية مثله تماما".
ورأى علوش أن "مشاركة وزراء الحزب في الحكومة بهذه النشاطات أمر غير منطقي، ما يستوجب إما استقالتهم أو إقالتهم، وقد تكون مبادرة من هذا النوع التعبير الأوضح عن انتظام الأمور، وصولا إلى استقالة الحكومة وتأليف أخرى خالية من الحزب الخارج عن القانون".
لكن علوش لفت في المقابل إلى أن "الصورة التي أضيئت اليوم تكشف الحزب في أدنى درجات ضعفه، بمحاولته استعطاف الرأي العام السني عبر العودة إلى اسم رفيق الحريري، إلا أن ذاكرة الناس ما زالت حاضرة، ومن قتل الحريري أصبح معروفا، ولن ينفع عرض صورة القاتل والقتيل معا على صخرة الروشة".
وأكد أن "ما حدث من حشد لن يكون سوى زوبعة في فنجان، لن تعيد للحزب شيئا مما خسره، ولن تدفع الحكومة إلى التراجع عن قراراتها المرتبطة بالسلاح غير الشرعي".
الشارع البيروتي: استفزاز صارخ
وبينما انشغل السياسيون بالمواقف والتصريحات، كان للمواطنين في بيروت رأي آخر بالنسبة لما جرى.
فقد بدت علامات الغضب والاستياء واضحة على وجوه كثيرين ورأوا بأعينهم كيف تحوّلت صخرة الروشة إلى منصة استعراضية حزبية.
وقال أحد الشبان من العاصمة اللبنانية لموقع "سكاي نيوز عربية": "شعرنا جميعا بأننا أمام استفزاز مباشر. هذا المكان هو ملك اللبنانيين جميعا، لا ساحة استعراض حزبي. الناس هنا لا تبحث عن صور ولا عن شعارات، بل عن هواء نقي وهدوء، وفجأة وجدنا أنفسنا في قلب معركة سياسية على حسابنا".
من جهتها، تساءلت سيدة خمسينية كانت برفقة أسرتها: "كيف يجرؤ وفيق صفا على الظهور في هذا المشهد وكأن شيئا لم يكن؟ أليس هو من يتهمه كثيرون بأنه مهندس التهديدات والتجاوزات بحق الدولة؟. وجوده العلني عند الروشة كان إهانة إضافية لهيبة الدولة، ولشهداء بيروت واستخفافا بمشاعر الناس".
أما رائد، وهو أحد الطلاب الجامعيين، فأكد أن "إضاءة صورة رفيق الحريري في هذا السياق لم تؤثر في أحد. فالناس لم تنسَ من قتله، ولا يمكن للقاتل أن يطلب تعاطف الناس من خلال رفع صورة ضحيته. هذا استغلال فجّ للرموز، واللبنانيون أكثر وعيا من أن ينخدعوا بمشهد مسرحي كهذا".
ووصف بعض المارة في الموقع ما جرى بأنه "انقلاب ناعم على الدولة"، فيما اعتبره آخرون "رسالة يقول فيها الحزب إنه أقوى من الدولة، لكن الحقيقة أن المشهد كله كشف ضعفه وعجزه عن فرض هيمنته كما كانت في السابق".
تحوّل الملف الفلسطيني هذه المرة إلى محور رئيسي في أعمال الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة. لم يعد مجرّد بند اعتيادي، بل أصبح قلب النقاشات الدولية في ظل الحرب الدامية المستمرة على قطاع غزة، وما خلفته من عشرات الآلاف من القتلى والجرحى ومئات آلاف المهجرين.
وفيما تزايدت الضغوط على إسرائيل، صعدت مبادرات دولية أبرزها المقترح السعودي الفرنسي لتكريس حل الدولتين، لتفتح الباب أمام اختبار جديد للدور الأميركي في الشرق الأوسط، ولخطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يحاول الإمساك بمفاتيح الملف عبر مقترح تسوية يعرضه قريباً في واشنطن.
في هذا السياق، رسم مراسل الشرق الأوسط لدى الأمم المتحدة علي بردي، خلال حديثه إلى "رادار" على سكاي نيوز عربية، ملامح دقيقة لتقاطعات هذا الملف وتعقيداته، بين حسابات الأمم المتحدة، وضغوط العواصم الكبرى، ورؤية واشنطن الجديدة.
يؤكد علي بردي أن الدورة الحالية للأمم المتحدة تميزت بسيطرة غير مسبوقة للملف الفلسطيني على جدول أعمالها. السبب المباشر هو الحرب في غزة، التي لم تعد حدثاً إقليمياً فحسب، بل مسألة عالمية تهدد أسس القانون الدولي وتثير اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة.
الأرقام التي جرى تداولها في أروقة الأمم المتحدة صادمة: أكثر من 60 ألف قتيل فلسطيني، مئات الآلاف من الجرحى، ونزوح واسع النطاق.
هذه المأساة دفعت العديد من الدول إلى التحرك دبلوماسياً، وخصوصاً فرنسا والسعودية اللتين أطلقتا مبادرة مشتركة لإحياء حل الدولتين على أرض الواقع.
اعترافات أوروبية تغيّر المشهد
واحدة من أبرز النقاط التي ركّز عليها بردي هي الاعترافات الأوروبية المتسارعة بدولة فلسطين. بريطانيا تحديداً مثلت حالة رمزية لافتة، فهي الدولة التي ارتبط اسمها تاريخياً بإنشاء إسرائيل عبر "وعد بلفور" وانتدابها على فلسطين، لتتحول اليوم إلى داعم رسمي لقيام الدولة الفلسطينية.
هذه الاعترافات أضعفت الموقف الأميركي التقليدي، ودفعت واشنطن إلى زاوية العزلة داخل المجتمع الدولي، خصوصاً مع استمرار استخدامها لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد محاولات منح فلسطين عضوية كاملة.
خطة ترامب.. بين الطموح والاختبار
في هذا المناخ، يسعى ترامب إلى استثمار الظرف الاستثنائي. فقد كشف، وفق بردي، عن خطة أميركية سيعرضها على عدد من القادة العرب والمسلمين، ثم على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن. مما رشح عن الخطة أنها تتضمن:
• وقفاً فورياً للحرب في غزة.
• إطلاقاً متبادلاً للأسرى والرهائن.
• التزاماً أميركياً بأن غزة والضفة الغربية خارج أي مشروع ضم إسرائيلي.
هذه النقاط تمثل تحوّلاً مهماً في الخطاب الأميركي، لكنها تطرح سؤالا مركزياً: هل ستقبل إسرائيل تحت ضغط دولي متزايد، وبخاصة في ظل حاجة نتنياهو لغطاء داخلي يفتقر إليه حالياً؟.
الضغوط على نتنياهو.. عزلة غير مسبوقة
يرى بردي أن إسرائيل تواجه عزلة عالمية غير مسبوقة، حتى من أقرب حلفائها التقليديين. موجة الانتقادات الأوروبية، والإدانات الحقوقية، وتراجع الدعم الشعبي الغربي لإسرائيل، كلها عوامل تجعل نتنياهو في موقع ضعيف.
ومع ذلك، فإن الضغوط الأميركية الحقيقية لم تُمارس بعد بشكل كامل. واشنطن لا تزال تمسك بخيوط الملف، لكن ما إذا كانت ستتجه إلى فرض تسوية على إسرائيل يبقى سؤالاً مفتوحاً.
علاقات واشنطن بالعالم العربي.. بين الحذر والرهان
خطة ترامب ليست اختبارا لإسرائيل وحدها، بل للعلاقات الأميركية العربية. لقاء الرئيس الأميركي مع قادة عرب ومسلمين على هامش الجمعية العامة يعكس إدراكه أن أي تسوية لا يمكن أن تتم من دون دعم عربي مباشر.
الدول العربية، ترى أن وقف الحرب ضرورة إنسانية وأمنية، لكنها تريد أيضاً ضمانات واضحة بشأن مستقبل غزة والضفة، وعدم تكرار سيناريوهات الالتفاف السابقة.
بالنسبة للعرب، المعيار ليس فقط ما يعلنه ترامب، بل مدى قدرته على إلزام إسرائيل. التجارب السابقة مع الإدارات الأميركية، سواء الديمقراطية أو الجمهورية، تركت إرثاً من الشكوك العميقة.
"أميركا أولا"
من اللافت أن ترامب الذي رفع شعار "أميركا أولا"، يعرض الآن خطة لحل أحد أعقد نزاعات العالم. بردي يرى أن هذه المقاربة ليست تناقضا بالضرورة، بل تعبير عن سعي ترامب لاستخدام القوة الأميركية في صناعة صورة "رجل السلام" على المسرح الدولي، وهو طموح لا يخفيه، وربما يربطه بأحلام الحصول على جائزة نوبل للسلام.
لكن هذا الطموح يصطدم بواقع معقد: الانقسامات الفلسطينية الداخلية، تصلب الحكومة الإسرائيلية، والانقسام الدولي بين واشنطن وموسكو وبكين.
دور الأمم المتحدة.. بين العجز والضغط الرمزي
الأمم المتحدة، رغم كونها ساحة النقاش الأساسية، تظل مقيدة في قدرتها التنفيذية. الفيتو الأميركي في مجلس الأمن يعطل أي خطوات عملية نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ومع ذلك، يشير بردي إلى أن الضغوط الرمزية والسياسية المتراكمة باتت تثقل كاهل واشنطن وتضعف موقفها التبريري.
البعد الإيراني.. ملف موازٍ يهدد كل الجهود
لا يمكن فصل خطة ترامب عن المشهد الإقليمي الأوسع. التوتر الإيراني الإسرائيلي والحرب غير المعلنة بين الطرفين تضيف مستوى جديداً من التعقيد.
بردي أشار إلى أن مهلة "سناب باك" لإعادة العقوبات على طهران تقترب، مع وصول التخصيب الإيراني إلى 60 بالمئة، ما يثير مخاوف الغرب من قرب إيران من العتبة النووية. أي انفجار في هذا الملف سيؤثر مباشرة على فرص التهدئة في غزة، بل قد ينسفها تماماً.
العرب بين الترقب والتشكيك
الدول العربية، وإن رحبت بأي جهد لإنهاء الحرب، لا تزال تتعامل بحذر. هناك إدراك بأن إدارة ترامب قد تطرح مبادرة تحمل مكاسب مرحلية، لكنها قد تكون مشروطة بتنازلات سياسية غير مضمونة النتائج.
هذا الترقب يعكس وعياً بأن العلاقات الأميركية العربية في السنوات الأخيرة شهدت تحولات حادة: من انسحاب أميركي جزئي من المنطقة، إلى عودة الاهتمام عبر البوابة الفلسطينية.
خطة ترامب لغزة ليست مجرد مبادرة عابرة، بل مفترق طرق حقيقي. لأول مرة منذ سنوات، يجد البيت الأبيض نفسه مضطراً للذهاب أبعد من الدعم التقليدي لإسرائيل، تحت ضغط دولي وعربي متصاعد.
لكن نجاح الخطة أو فشلها لن يتوقف على خطاب ترامب أو قدرته على جمع الزعماء حول طاولة واحدة، بل على استعداده لممارسة ضغوط غير مسبوقة على إسرائيل، وعلى قدرة العالم العربي على التحرك ككتلة متماسكة.
ما بين الأمل والشك، تظل القضية الفلسطينية أمام لحظة حاسمة، قد تعيد صياغة مستقبل العلاقات الأميركية–العربية، وتحدد موقع واشنطن في الشرق الأوسط لعقود قادمة.