"إسطنبول" تتجه لحسم مستقبل العلاقات بين "طالبان" و "باكستان".. فهل تصمد التفاهمات أمام تحديات الإرهاب عبر الحدود؟

الإثنين 27/أكتوبر/2025 - 05:43 م
طباعة إسطنبول تتجه لحسم علي رجب
 
أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الأفغانية، التي تعمل تحت سيطرة طالبان، أن وفدي طالبان وباكستان قد توصلا إلى اتفاق حول "معظم القضايا" خلال المحادثات الجارية في إسطنبول، تركيا. وأكدت التقارير أن بعض القضايا المحدودة لا تزال قيد النقاش، ومن المتوقع التوصل إلى اتفاق بشأنها في وقت لاحق من اليوم الاثنين 25 نوفمبر.

بحسب التقرير الذي بثته الهيئة، من المقرر أن يصدر بيان مشترك في ختام هذه المحادثات بشأن تمديد وقف إطلاق النار، وفتح المعابر الحدودية، والإفراج عن الأسرى، بالإضافة إلى تحديد زمان ومكان اللقاء المقبل، فضلا عن بعض القضايا الأخرى المتبقية. وأشار التقرير إلى أن المحادثات من المحتمل أن تستمر حتى ساعة متأخرة من الليل.

استمرار المحادثات بين طالبان وباكستان
بدأت الجولة الثانية من محادثات السلام بين طالبان وباكستان في إسطنبول هذا الأسبوع، ودخلت يومها الثالث اليوم. كانت الجولة الأولى من المحادثات قد عقدت الأسبوع الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف فوري لإطلاق النار. وشهدت تلك الجولة تزايدا في آمال التوصل إلى تفاهمات تدوم طويلا بين الطرفين.

في تصريح لوزير الدفاع الباكستاني، خواجة محمد آصف، حذر من أن "حربا شاملة" ستندلع إذا فشلت المحادثات بين الجانبين. وقال آصف في مقابلة مع الصحفيين في سيالكوت إنهما يأملان في تحديد نتيجة المفاوضات اليوم أو غدا. وأشار إلى أن هناك تهدئة ملموسة على الحدود بين باكستان وأفغانستان، حيث لم يحدث أي نزاع خلال الأيام الأربعة أو الخمسة الماضية، مشيرا إلى أن 80% من النقاط المتفق عليها خلال الجولة الأولى في الدوحة قد دخلت حيز التنفيذ.

التحديات السياسية بين باكستان وطالبان
فيما يتعلق بالبعد السياسي، أشار آصف إلى أن الهند تستخدم طالبان الأفغانية "لشن حرب بالوكالة ضد باكستان"، قائلا: "الأفغان يمثلون الهند ضدنا". كما أبدى الوزير أسفه لما وصفه بـ"دعم الأفغان للإرهاب في باكستان"، بالرغم من أن بلاده قد استضافت الأفغان لأكثر من أربعة عشر عقدا من الزمن. ورغم هذه التصريحات القوية، فقد أكد آصف على ضرورة التوصل إلى اتفاق بين باكستان وطالبان لضمان السلام الدائم في المنطقة.

الاتفاقات المحتملة وآليات التنفيذ
كان ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حركة طالبان، قد أعلن في وقت سابق أنه سيتم مناقشة القضايا المتبقية في الاجتماع الحالي في إسطنبول. ومن المتوقع أن تؤدي المحادثات إلى إنشاء آليات لمراجعة المطالبات الثنائية بين البلدين وتنفيذ الاتفاقات بشكل عملي، وهو ما يراه المراقبون خطوة مهمة نحو استقرار الحدود بين أفغانستان وباكستان.

تجدر الإشارة إلى أن باكستان قد دعت طالبان مرارا إلى اتخاذ إجراءات ضد حركة طالبان الباكستانية، التي تملك ملاذات آمنة على الأراضي الأفغانية وتستخدمها في شن هجمات ضد باكستان. بينما نفت طالبان هذه المزاعم، مؤكدة أن الأراضي الأفغانية لا تشكل تهديدا لأي دولة، وأنها ملتزمة بتعزيز الاستقرار في المنطقة.

مستقبل العلاقات بين باكستان وطالبان
تعد هذه المحادثات خطوة هامة نحو تحسين العلاقات بين باكستان وطالبان، خصوصا في ظل تزايد التوترات على الحدود بين البلدين. ورغم الاتفاقات الأولية المبدئية، يبقى السؤال حول قدرة الجانبين على تنفيذ هذه الاتفاقات بشكل فعال، في ظل القضايا العميقة التي ما زالت تهيمن على العلاقات بينهما، لا سيما بشأن النشاطات الإرهابية وحركات التمرد عبر الحدود.

في الختام، تبقى الأنظار مشدودة إلى إسطنبول حيث تواصل طالبان وباكستان محادثاتهما في محاولة لإحلال السلام وتهدئة الأوضاع المتوترة في المنطقة.

شارك