تآكل تحت الضغط: انشقاق خطير في فرع القاعدة باليمن يرجح ظهور "فرع مستقل" جديد

الأحد 16/نوفمبر/2025 - 01:18 م
طباعة تآكل تحت الضغط: انشقاق علي رجب
 
أصدر عدد من القادة والمشايخ المنشقين عن تنظيم القاعدة في اليمن، يوم 14 نوفمبر 2025، بيانا شديد اللهجة، اتهموا فيه القيادة الحالية للتنظيم بـ«الانحراف عن المبادئ وتسييس المحاكم»، داعين إلى الاحتكام إلى محكمة مستقلة للنظر في الجرائم والفساد والخلافات الداخلية.

ويقول مراقبون إن البيان يعكس تآكلا داخليا في قيادة التنظيم وهشاشة بنيته، وأنه يمثل مؤشرا على انقسامات عميقة قد تهدد استقرار تنظيم القاعدة تحت قيادة أيمن الظواهري أو خلفائه المحتملين. ويأتي البيان بعد فترة من الضغوط الاستخباراتية المكثفة والغارات الجوية على مواقع التنظيم في اليمن، وهو ما يزيد من حدة الانقسامات الداخلية.

خلفية البيان وموقعوه
نشر البيان عبر قنوات مشفرة على تطبيقات التواصل الآمن مثل تلغرام وروابط على شبكة الدارك ويب. وانتقد البيان «الانحرافات الحديثة» في سياسات التنظيم، لا سيما:
التوسع غير المنضبط نحو التحالفات مع جماعات إقليمية أخرى، مثل بقايا داعش في بعض المناطق أو جماعات محلية في الشام وأفغانستان.

التركيز على الاستقرار الداخلي في اليمن وسوريا، بدل الجهاد العالمي المباشر ضد الغرب.

ما وصفه البيان بـ«التخاذل أمام الضغوط الاستخباراتية الدولية» وتقليص العمليات الخارجية.

ودعا البيان إلى العودة إلى الجذور السلفية الصرفة كما في عهد أسامة بن لادن، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على المبادئ الأساسية للجهاد النقي، وعدم الانصياع للضغوط السياسية أو التحالفات التي يراها المنشقون منحرفة.

أبرز الموقعين على البيان
الشيخ سند الوحيشي
شقيق ناصر الوحيشي (أبو بصير)، مؤسس AQAP، وقيادي ميداني سابق في اليمن.

يمثل الجناح التقليدي اليمني داخل التنظيم، ويحظى بنفوذ تاريخي في مناطق حضرموت وأبين.

ثلاثة أعضاء آخرون
منشقون عن فروع التنظيم، بينهم أمراء ميدانيون شاركوا في عمليات كبيرة سابقة، لم تكشف أسماؤهم لأسباب أمنية.

أكثر من 20 أميرا ومشيخا مجهولين
يمثلون جناحا متوسط المستوى داخل التنظيم في اليمن، أفغانستان، وسوريا.

يعتقدون أن القيادة الحالية تركز على التمويل والحفاظ على الوجود بدل الهجمات الجريئة، ويعارضون ما يرونه تراجعا عن مبادئ الجهاد العالمي.

الدلالات والتأثيرات المحتملة
يشير الخبراء إلى أن الانشقاق يعكس جناحا كبيرا وخطيرا داخل التنظيم، وقد يضم آلاف العناصر، ويحتمل أن يؤدي إلى:
رفض التحالفات الضمنية مع طالبان أو أي جماعات أخرى، التي يعتبرها المنشقون بمثابة «تسوية مع الكفار».

تقليص العمليات المحلية ضد الحوثيين أو النظام السوري لصالح الدفاع المحلي، وهو ما يراه المنشقون تهديدا لروح الجهاد العالمي.

إمكانية ظهور فرع مستقل للتنظيم، على غرار ما حدث مع جبهة النصرة عام 2016، والذي أدى لاحقا إلى إنشاء هيئة تحرير الشام.

السياق التاريخي
لعائلة الوحيشي نفوذ طويل في تنظيم القاعدة، وكان ناصر الوحيشي أحد أبرز القيادات اليمنية المؤثرة حتى مقتله عام 2015، ما أدى إلى ضعف الفرع اليمني.

البيان الحالي يعيد إحياء التراث الوحيشي كرمز للجهاد النقي، ويبرز الانقسام بين الجناح التقليدي اليمني الذي يرفض التحولات البراغماتية تحت قيادة الظواهري والجناح الموالي للقيادة المركزية.


يمكن اعتبار هذا البيان مؤشرا على أزمة داخلية عميقة في تنظيم القاعدة في اليمن، تركز على الصراع بين:
الجناح التقليدي الذي يرفض الانحراف عن المبادئ الأساسية للجهاد.

القيادة المركزية التي تسعى للحفاظ على البنية التنظيمية من خلال التحالفات والإجراءات البراغماتية.

ويترتب على هذا الانشقاق مخاطر عملية واستراتيجية، منها احتمال اقتتال داخلي، وزيادة الضعف أمام الحملات العسكرية، وكذلك تسريب معلومات مهمة قد تفيد جهود مكافحة الإرهاب الدولية.

شارك