كيف اختفى إياد أغ غالي؟ قيادة "الظل" تفسر استمرار هجمات القاعدة في الساحل

الإثنين 08/ديسمبر/2025 - 08:07 م
طباعة كيف اختفى إياد أغ علي رجب
 
أكدت تقارير أمنية حديثة صادرة عن مصادر استخباراتية غربية وأفريقية، من بينها تقرير "جون أفريك"  أن زعيم "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" (JNIM) التابعة لتنظيم القاعدة في الساحل، إياد أغ غالي (مواليد 1954، من قبيلة الطوارق في كيدال شمال مالي)، يعتمد استراتيجية تعرف بـ"استراتيجية الظل" للنجاة من الملاحقات الجوية الفرنسية والأمريكية والمالية، وإدارة التنظيم في ظل التصعيد العسكري في مالي.

وأشار التقرير إلى أن هذه الاستراتيجية بدأت تتبلور منذ 2023 بعد الانسحاب الجزئي للقوات الفرنسية، وتعتمد على دائرة ضيقة من المقربين لتفويض المهام وتكتيكات تجنب التكنولوجيا لمواجهة الطائرات المسيرة، ما سمح للجماعة بتنفيذ هجمات فعالة على قوافل عسكرية في وسط مالي دون كشف موقع غالي الدقيق. ويقدر عدد مقاتلي JNIM بين 3,000 و5,000 مقاتل، مع سيطرة على مناطق واسعة في شمال ووسط مالي، ونفوذ ممتد إلى بوركينا فاسو والنيجر.

وتأتي استراتيجية "الظل" كرد فعل على الضغوط الجوية المكثفة منذ تدخل فرنسا في 2013 ضمن عملية "برخان"، والتي أدت إلى مقتل قيادات في JNIM، إضافة إلى مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في 2017 بتهم جرائم حرب في تمبكتو خلال 2012-2013، تشمل القتل والاغتصاب والتدمير الثقافي.

ويُعرف غالي، الذي أسس حركة "أنصار الدين" عام 2011 ودمجها ضمن JNIM عام 2017، بـ"ثعلب الصحراء" لمهاراته في المفاوضات، مثل إطلاق رهائن أوروبيين بين 2003 و2010، والاختباء في جبال إيفوغاس. ومنذ نوفمبر 2024، ومع إعلان غالي الحرب على روسيا والانقلابيين في مالي، زاد الاعتماد على "الظل" لتجنب الاستهداف بالطائرات المسيرة، ويعتمد على تسجيلات صوتية نادرة للتواصل مع قيادات التنظيم، مع توسيع النفوذ الإقليمي نحو نيجيريا ومدن الساحل.

قيادة الظل وتكتيكاتها
أوكل غالي المهام إلى دائرة ضيقة لتقليل الاعتماد على الاتصالات الإلكترونية، مع تركيز على الأمن المالي والتفاوض مع القبائل المحلية، فيما يعرف بـ"الصندوق الأسود"، المسؤول عن الملفات الحساسة. ويُوصف غالي بأنه "الوسيط السري" الذي يدير التحالفات الإقليمية ويجند مقاتلين من الطوارق المهمشين، وخضع لعقوبات أممية منذ 2017.

نائب غالي، أمادو كوفا، قائد كتيبة ماسينا في وسط مالي، مسؤول عن الحشد العسكري والعمليات الميدانية، ويعتبر الذراع التنفيذي للتنظيم وله نفوذ قوي بين الفولاني، وقد أصدر بيانات تشير إلى توسع JNIM نحو الجنوب، وهو خاضع أيضًا لعقوبات الأمم المتحدة.

إجراءات مواجهة الملاحقات الجوية
فرضت "قيادة الظل" الصمت اللاسلكي التام، واستخدام شبكة مراسلين بشريين لنقل الرسائل عبر وسطاء موثوقين، مع تغيير المسارات بانتظام لتجنب التتبع. كما منح الأمراء المحليون حرية اتخاذ القرارات الميدانية، ما سمح للقيادة العليا بالتركيز على الاستراتيجية دون كشف مواقعهم، وساهم ذلك في تنفيذ هجمات مثل تفجير قافلة عسكرية في أكتوبر 2025.

وتسمح هذه الاستراتيجية باستمرار JNIM كأكبر تهديد في الساحل، مع هجمات أودت بحياة مئات الجنود الماليين في 2025، رغم التحديات من التعزيزات الروسية والانقلابيين في باماكو. كما تثير تقارير استخباراتية مخاوف من "سيناريو الجولاني المالي"، حيث يشاع تسليم السلطة لغالي في حال سقوط حكومة غويتا، مع دعم محتمل من الجزائر.

الانتشار الإقليمي
تعزز استراتيجية "الظل" نفوذ JNIM في بوركينا فاسو والنيجر، مع مخاوف من تصدير الجهاد إلى نيجيريا، وفقًا لتقارير غالي وكوفا، مما يجعل التنظيم مستمرًا في تهديد الاستقرار الإقليمي رغم الضغوط العسكرية والقضائية الدولية.

شارك