شبح الإرهاب يحوم حول أسواق الميلاد فى ألمانيا
الأربعاء 10/ديسمبر/2025 - 10:11 ص
طباعة
برلين ـ خاص بوابة الحركات الإسلامية
تسارعت قضية طالب العبد المتهم بتنفيذ عملية الدهس الدامية في سوق عيد الميلاد بمدينة ماجدبورج الألمانية بشكل ملحوظ، خاصة مع شهادات الضحايا، إلى جانب سلسلة من التطورات التي باتت محور اهتمام واسع في وسائل الإعلام الألمانية، بعد دخول المحاكمة مرحلة الشهادات المباشرة، ما يزال يلقي بظلاله الثقيلة على كل جلسة تُعقد في المحكمة، حيث يظهر حجم الفاجعة التي يعيشها الضحايا مقارنة بالسلوك المثير للجدل الذي يبديه المتهم.
أبرز ما ركزت عليه الصحف الألمانية، وعلى رأسها التباين الحاد بين معاناة العائلات المفجوعة وتصرفات المتهم أمام القضاة، فإلى جانب صعوبة سرد تفاصيل تلك الليلة، يعيش الأهالي صدمة إضافية بسبب الطريقة التي يتفاعل بها طالب العبد داخل المحكمة، فعوضاً عن إظهار أي إقرار بالمسؤولية أو حتى قدر بسيط من الندم، بدا وكأنه يتعامل مع الجلسات كمنصة لعرض أفكار سياسية ومواقف شخصية، ما أثار غضباً شديداً لدى الحاضرين.
خلال الجلسات الأخيرة، أظهر المتهم سلوكاً وصفه المراقبون بأنه غير طبيعي ومشحون بالتشتت والتمرد. فعندما وُجّهت إليه الأسئلة، لم يلتزم بالإجابة عنها، بل راح يخرج عن الموضوع مراراً، متحدثاً عن قضايا سياسية وأحداث لا علاقة لها بالقضية، وفي إحدى الجلسات، رفع حاسوبه محاولاً عرض رسائل ذات طابع احتجاجي، في تصرف رآه الكثيرون محاولة مقصودة لتحويل الأنظار، وعندما حاول القاضي ضبط مسار الحديث، جاء رد فعله حاداً ومفاجئاً؛ إذ حاول الوقوف والخروج من القفص الزجاجي، ما اضطر عناصر الأمن للتدخل السريع للسيطرة عليه، هذا السلوك زاد شعور الضحايا بأن المتهم يحاول صناعة "مسرحية" داخل المحكمة بدلاً من مواجهة واقع الجريمة التي ارتكبها.
في الوقت نفسه، ظهرت شهادات جديدة من زملاء المتهم السابقين في مركز العلاج النفسي الذي كان يعمل فيه قبل الجريمة، وقد صورت التقارير المتداولة رجلاً محدود الاندماج، ضعيف الالتزام، وكثير الغياب، وأشار العاملون معه إلى أنه لم يكن يتفاعل مهنياً بشكل طبيعي مع المرضى أو الزملاء، وأن سلوكه كان يدفع البعض إلى تجنّب العمل معه، هذه التفاصيل أثارت تساؤلات واسعة في ألمانيا حول كيفية استمرار شخص بمثل هذه الصفات في ممارسة وظيفة حساسة دون رقابة فعّالة، خاصة في مؤسسة يُفترض أنها تعتمد على ضبط دقيق للسلوك المهني.
ومع استمرار سير المحاكمة، بات واضحاً أن القضية لا تُناقَش فقط من زاوية الجريمة ذاتها، بل أيضاً من زاوية الفشل المؤسسي في مراقبة وتقييم سلوك المتهم خلال سنوات إقامته وعمله، فالتساؤلات تتزايد حول كيفية عدم رصد مؤشرات الخطر مسبقاً، خاصة مع وجود إشارات مبكرة على الاضطراب وعدم الاتزان، وفي ظل هذه التعقيدات، يظل صوت الضحايا وأسرهم هو الأكثر حضوراً؛ صوت يطالب بأن تتحول هذه المحاكمة إلى لحظة كشف للحقائق ومحاسبة حقيقية تُعيد بعضاً من الإحساس بالإنصاف، في مواجهة جراح لا يمكن أن تزول
يأتى ذلك فى الوقت الذي تحيط بأسواق الميلاد حواجز أمنية وإجراءات غير مسبوقة خشية تنفيذ عمليات إرهابية مثل التى شهدته المدن الألمانية والأوروبية فى السنوات الأخيرة، فى الوقت الذي ينتقد فيه حزب البديل من أجل المانيا ضعف التعامل مع خطر إرهابين، وسط تواجد عدد كبير منهم وسط اللاجيئن، وهو ما جعل أسواق الميلاد تظهر بهذا الشكل غير المسبوق.
