الذكري الثامنة لإعلان انتصار العراق علي تنظيم داعش

الأربعاء 10/ديسمبر/2025 - 11:16 ص
طباعة الذكري الثامنة لإعلان روبير الفارس
 
في الذكرى الثامنة لإعلان النصر على تنظيم داعش الإرهابي، يستعيد العراق واحدة من أهم المحطات الفاصلة في تاريخه الحديث، حيث تداخلت التضحيات الشعبية والرسمية لتصنع لحظة وطنية خالصة أعادت للبلاد أرضها وهيبتها. لقد شكّلت معركة التحرير نقطة تحول استراتيجية، ليس فقط في أمن العراق، بل في مستقبل المنطقة بأكملها، بعدما تمكن العراقيون من مواجهة أخطر تنظيم إرهابي عرفه العصر الحديث.
فمنذ اللحظة الأولى لاجتياح داعش لمساحات واسعة من البلاد عام 2014، أدرك العراقيون أن المواجهة لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل صراع وجود، تتطلب وحدة وطنية وإرادة صلبة. ومع صدور فتوى التطوع للدفاع عن الوطن، وتشكيل بيئة شعبية واسعة داعمة للمؤسسة العسكرية، بدأت ملامح الصمود تتشكل، وظهرت أولى مؤشرات الانتصار. وانطلقت القوات العراقية بمختلف صنوفها، من الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والبيشمركة، في معارك تحرير متتالية امتدت من جرف الصخر إلى الفلوجة والرمادي وتكريت والموصل، وصولاً إلى إعلان النصر النهائي في ديسمبر 2017.
لقد جسدت التجربة العراقية في مواجهة داعش نموذجاً فريداً للتضحيات المشتركة، حيث تلاقت جهود المقاتلين الشجعان مع دعم المواطنين الذين تحملوا صعوبات النزوح والدمار، مؤمنين بأن الخلاص قادم لا محالة. وكان جهاز مكافحة الإرهاب في طليعة الصفوف، مسطراً عمليات دقيقة شكلت العمود الفقري للمعركة، ومقدماً واحداً من أعلى نسب التضحيات بين تشكيلات القوات المسلحة.
وفي هذا السياق الوطني، تتجلى العبارة التالية للفريق اول الركن كريم التميمي رئيس جهاز مكافحة الإرهاب باعتبارها صوتاً من قلب المؤسسة الأمنية، يعبر عن روح الانتصار ويجدد العهد بحماية الوطن
باسمي واسم ابطال جهاز مكافحة الإرهاب أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مرجعيتنا الرشيدة وابناء شعبنا العراقي الحبيب والى الابطال في القوات الامنية والمتطوعين الشجعان بمناسبة الذكرى الثامنة لإعلان النصر على عصابات داعش الارهابي. ان يوم النصر هو اليوم الذي تجسدت فيه الإرادة الوطنية واصطفاف العراقيين خلف قواتهم الأمنية بكافة صنوفها، ليُطوى عهد الظلام وتُستعاد الأرض والكرامة. وبهذه المناسبة الوطنية العزيزة، يجدد الابطال في جهاز مكافحة الإرهاب العهد بالمضي قدماً في حماية أمن العراق واستقراره. الرحمة والخلود للشهداء الابرار ولذويهم عظيم المواساة والتضامن وللجرحى الميامين الشفاء التام. وكل عام والعراق من نصر الى نصر.  
إن استذكار هذا الإنجاز ليس مجرد احتفال سنوي، بل تأكيد على أن النصر لم يكن نهاية الطريق، بل بداية مرحلة جديدة تتطلب بناء الدولة وتعزيز الأمن ومنع تكرار المأساة. فرغم التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية، ما زال العراقيون يثبتون قدرتهم على تحويل الألم إلى فعل، والخطر إلى فرصة.
ويبقى يوم النصر شاهداً على ما يمكن أن يحققه العراقيون عندما يتوحدون خلف هدف واحد، ورسالة متجددة بأن إرادة الشعوب قادرة على هزيمة أقسى الظروف. وكل عام والعراق يمضي بثقة نحو مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً.

شارك